
المسار …
■ اعتبر نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، علي فيصل، أن مواصلة العدو الإسرائيلي ارتكاب المجازر والمحارق والقتل والتجويع لا تستهدف فقط الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل تمثل استهدافًا للإنسانية جمعاء وخرقاً ممنهجاً لكل القيم الأخلاقية والإنسانية، وقتلاً متعمداً لكل الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تحمي حياة البشر، لتحلّ مكانها قوانين الفاشية الصهيونية والاستعمار الأميركي، اللذين لا يقيمان وزناً للحياة البشرية، ولا يعترفان بوجود وكرامة الشعب الفلسطيني، بل يسعيان إلى تطويع العالم لخدمة مصالحهما الاستعمارية متسائلاً كم من المحارق والمجازر ترتكب لتحرك الضمير العربي والدولي والمؤسسات الدولية لوقف الإبادة الجماعية المتواصلة والتجويع بحث شعبنا الفلسطيني.
■ وأكد فيصل أن استمرار هذه الجرائم يضع المجتمع الدولي ومؤسساته، كما العالمين العربي والإسلامي، أمام اختبار حقيقي لإنقاذ ما تبقى من معايير العدالة وكرامة الإنسان، مشيراً إلى أن ما جرى خلال الساعات الماضية من مجازر مروّعة في غزة والقدس يفضح الصمت الدولي المتواطئ، وفي طليعتها “محرقة أطفال الطبيبة آلاء النجار” التي فقدت أبناءها التسعة في قصف إسرائيلي مروّع استهدف منزلها في خان يونس، ومجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي في مدينة غزة التي استشهد فيها أكثر من 30 نازحاً، معظمهم من النساء والأطفال، بفعل قصف مباشر لطائرات الاحتلال.
■ وأضاف فيصل أن هذا الإرهاب المفتوح لا يقتصر على غزة، بل يتمدد ليطال القدس، حيث اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم المسجد الأقصى بقيادة المتطرف بن غفير، ورفعوا أعلام الاحتلال في باحاته بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، في استفزاز سافر لمشاعر ملايين المسلمين، وفي سياق متصل بمخطط تهويد القدس وتفريغها من أهلها.
■ وأوضح فيصل أن هذه الوقائع الدموية تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في تنفيذ مشروعه الاستعماري بإشراف وتنسيق أميركي مباشر، مشيراً إلى أن ما يُسمى “عجلات جدعون” وما ترافق معها من عسكرة المساعدات عبر شركة أميركية يديرها ضباط أمن، يهدف إلى تحويل المعونات إلى أدوات قمع وتحكم بالمواطنين، ودفعهم نحو “الهجرة الطوعية” تحت نيران القصف والجوع والعطش.
■ ودعا فيصل إلى تحرك دولي عاجل لوقف الإبادة الجماعية، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، وكسر الحصار عن غزة، ووقف سياسات المعازل العنصرية التي تُحيل حياة الفلسطينيين إلى جحيم دائم، مؤكدًا أن الرد الحقيقي على مشروع الإبادة يكون من خلال الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة، وتصعيد الكفاح المشترك في مواجهة الاحتلال ومخططاته.
■ كما دعا فيصل إلى تحرك شعبي واسع في مختلف أنحاء العالم، وتصعيد حملات المقاطعة والعزل السياسي لدولة الاحتلال، وفضح شراكاتها الأمنية والعسكرية مع الأنظمة والشركات المتورطة في جرائم الحرب، مشددًا على أن ما يجري في غزة والقدس والضفة لا يمكن فصله عن مشروع استعماري شامل يستهدف اقتلاع شعب بأكمله من أرضه وتاريخه.