حزب الله يخرج صواريخه الاستراتيجية .. تل أبيب تحت القصف اليومي

المسار الإخباري: لم يتوقّف الإعلام الإسرائيلي، أمس، عن الإشارة إلى «أحداث صعبة» في الشمال، وآخرها ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية عن «أخبار سيئة من جنوب لبنان»، وإشارتها إلى أن «الرقابة تفرض حظراً على النشر»، لكنها تحدّثت عن تعرّض قوة مشاة إسرائيلية لكمين محكم في بلدة عيتا، رغم القصف المدفعي والغارات الجوية المتواصلة على مدار الساعة على البلدة والبلدات المحيطة. وفي وقت لاحق، نقلت وسائل الإعلام عن مصادر إسرائيلية أن 4 جنود قُتلوا وأُصيب 15 آخرون في انفجار لغم أرضي جنوبي لبنان أمس، علماً أن جيش الاحتلال كان قد أعلن عن إصابة 20 من جنوده خلال الساعات الـ 24 الماضية في الجبهة الشمالية.

ولليوم الثاني على التوالي، دوّت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى، أمس، مرات عدة. وقالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن تل أبيب الكبرى تعرّضت لقصف صاروخي من لبنان، ما أدى إلى توقّف حركة الطيران المدني في مطار اللد. فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن «منظومة الدفاع الجوي فشلت في اعتراض بعض الصواريخ التي أُطلقت من لبنان»، مضيفاً أن «حزب الله لا يزال يمتلك القدرة على قصف تل أبيب الكبرى».

وأعلن جيش الاحتلال عن رصد إطلاق 4 صواريخ من لبنان في اتجاه الوسط، قال إنه «اعترض بعضها». لكنّ وسائل الإعلام تحدّثت عن عمليات اعتراض كثيرة، ورجّحت أن يكون عدد الصواريخ أكثر من 4. بدورها، أعلنت شرطة الاحتلال أنها تعاملت مع أكثر من موقع سقطت فيه شظايا الصواريخ الاعتراضية بعد استهداف تل أبيب الكبرى. وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أنها عالجت عدداً من الأشخاص أصيبوا أثناء توجّههم إلى الملاجئ. وأعلنت المقاومة في بيان ‏أنه في إطار ‏سلسلة «عمليات خيبر»، ورداً على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، قصفت ‏المقاومة الإسلامية شركة ‏«تاعس» للصناعات العسكرية، في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية، وأصابت أهدافها بدقة.

إلى ذلك، واصل حزب الله استهداف تجمّعات جنود الاحتلال على طول الجبهة، فاستهدف أمس، تجمّعات لهم بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين، وعند مثلث عديسة – رب ثلاثين – مركبا، وفي موقع مسكفعام، وعند أطراف بلدة رب ثلاثين، وفي بساتين المنارة، وبين موقعي السماقة ورويسات العلم في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية، وفي مستعمرة مسكفعام ومحيط موقع المرج، وفي مستعمرة مرغليوت وأطراف بلدات حولا وراميا وعديسة والطيبة والضهيرة، و‏بين مرتفع بلاط وبلدة مروحين ‏والمدوّر، ومستعمرة زرعيت.

كما استهدف حزب الله قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ‏ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية، وقاعدة ‏زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، ضمن «عمليات خيبر».‏ واستهدفت المقاومة مستعمرة نهاريا بصلية صاروخية ‏كبيرة، وشنّت هجوماً جوّياً بسرب من المُسيّرات ‏الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، وأصابت أهدافها بدقّة.‏ كما واصل المقاومون الالتحام مع جنود الاحتلال الذين يحاولون التوغّل في الأراضي اللبنانية، وأثناء محاولة قوة مشاة للعدو التسلّل من جهة الأطراف الشرقية لبلدة ‏عيترون، تصدّى لها المقاومون، واشتبكوا معها ‏بالأسلحة ‏الرشاشة والصاروخية وأجبروها على التراجع إلى خلف الحدود. ومن ثم قامت قوات الدعم والإسناد الناري ‌‏التابعة للمقاومة بقصفها أثناء الانسحاب، وتابعت قصفها أيضاً لقوات الإسناد المعادية في الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة ‏بالأسلحة المناسبة، وحققت خلال هذا الاشتباك إصابات مؤكدة.‏ ومرة جديدة، تصدّت ‏«وحدات ‏الدفاع ‏الجوي» في حزب الله، أمس، لطائرة حربية ‏معادية ‏بصاروخ أرض – جو ‏وأجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية.‏ ولاحقاً، نشر «الإعلام الحربي» مشاهد من عملية إسقاط المقاومة الإسلامية طائرة مُسيّرة تابعة لجيش الاحتلال من نوع «هرمز 450 – زیك» في الأجواء اللبنانية، كانت قد أُسقطتها أول من أمس. كما نشر مشاهد من عملية استهداف قاعدة غليلوت التابعة لجيش الاحتلال في ضواحي مدينة تل أبيب (يافا المحتلة) بصواريخ «قادر 2».

بدورها، أصدرت «غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة» ملخّصاً عن المجريات الميدانية، حيث «تعمل جميع الوحدات في المقاومة بكفاءة وتناسق تام»، بحسب البيان. ففي المواجهات البرّية، «شهد محيط وبعض أحياء قرى الحافّة الأمامية، في الأيام الماضية، العديد من محاولات التقدّم لجيش الاحتلال باتجاه هذه القرى بهدف احتلالها والسيطرة عليها، وتصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية لهذه المُحاولات عند أكثر من محور». وأكدت أنه «حتى تاريخ نشر هذا المُلخص الميداني، لم يتمكّن جيش الاحتلال من إحكام سيطرته بشكل كامل أو احتلال أي قرية بشكل كامل في الحافّة الأمامية».

من جهتها، واصلت «القوّة الصاروخيّة»، بتدرّج متصاعد، استهداف تحشدات الاحتلال في المواقع والثكنات العسكريّة على طول الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة وفي المُستوطنات والمُدن المُحتلّة في الشمال، وصولاً إلى قواعده العسكريّة والاستراتيجيّة والأمنيّة في عمق فلسطين المحتلة بمختلف أنواع الصواريخ، ومنها الدقيقة التي تُستَخدم للمرّة الأولى. أما «القوّة الجويّة»، فقد واصلت رصد واستهداف قواعد الاحتلال العسكريّة من الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة، وصولاً إلى عمق فلسطين المُحتلّة، بمُختلف أنواع المُسيّرات، ومنها النوعيّة التي تُستَخدم للمرة الأولى، في حين واصلت «وحدة الدفاع الجوّي» تصدّيها بالأسلحة المناسبة للطائرات الإسرائيليّة التي تعتدي على لبنان، الاستطلاعية منها والحربية.

وبحسب «غرفة عمليات المقاومة»، بلغت حصيلة خسائر الاحتلال، ما يزيد على 70 قتيلاً وأكثر من 600 جريح من ضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي. كذلك، تمّ تدمير 28 دبابة ميركافا، و4 جرّافات عسكريّة، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند. وتمّ إسقاط 3 مُسيّرات من طراز «هرمز 450»، وواحدة من طراز «هرمز 900»، حتى مساء أمس.

صحيفة الأخبار اللبنانية