المسار الإخباري :تحت وطأة الحصار المستمر منذ نحو شهر، يروي النازحون من مخيم جباليا في شمال قطاع غزة تجارب قاسية، تُختصر في مشاعر الرعب والفقدان. السيدة تحرير صالح، إحدى النازحات، تصف اللحظات المرعبة التي عاشتها مع عائلتها، حيث قضوا 17 يومًا تحت القصف المستمر، في حالة من الهلع الذي لا يفارقهم.
“ماما بدناش نموت، بدنا نعيش يا ماما” كانت صرخات الأطفال تتعالى وسط أصوات الطائرات والقذائف، مما جعل الأم تخشى على فلذات أكبادها بينما تسعى للحفاظ على رباطة جأشها. تحكي صالح عن “يوم الحشر” الذي اضطُروا فيه لمغادرة منازلهم، إذ تصاعدت أعداد الشهداء بشكل مفجع.
وفي مشهد مأساوي، قامت قوات الاحتلال بإجبار النازحين على الانتقال عبر حواجز، حيث تعرّضوا لمعاملة قاسية. عند الحواجز، وُجد الرجال والنساء مفصولين، مع تزايد الضغوط النفسية من الجنود الذين كانوا يسخرون منهم ويأمرونهم برمي أغراضهم.
تسرد شهادات أخرى كيف تم إرغام أحد النازحين على حمل منشورات تدعو للإخلاء تحت مراقبة قوات الاحتلال. وكانت هناك أوامر واضحة بوجوب مغادرة منازلهم على وجه السرعة، حيث اعتبرت المنطقة “منطقة قتال خطيرة”.
هذه الشهادات المؤلمة تُظهر بشاعة التهجير القسري والاعتداءات المتواصلة على المدنيين، مما يزيد من حدة المعاناة الإنسانية في غزة ويؤكد على ضرورة العمل الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات.