انتهاكات الاحتلالدولي

لجنة للأمم المتحدة: أساليب “إسرائيل” في غزة تتوافق مع “الإبادة الجماعية”

المسار الاخباري: قالت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة إن أساليب الحرب الإسرائيلية في غزة المستمرة للعام الثاني على التوالي تتفق مع “الإبادة الجماعية”، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح حرب.

وأكد تقرير صادر عن لجنة خاصة تابعة لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن ما يجرى في قطاع غزة “يتسق مع الإبادة الجماعية”. ويغطي التقرير الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى يوليو/تموز 2023، ويتضمن التطورات في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومع ذلك، فإنه يركز على التصعيد المدمر في غزة.

وقالت اللجنة إن “(إسرائيل) من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من النداءات المتكررة من الأمم المتحدة، والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة، باستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض العقوبات الجماعية على السكان الفلسطينيين”.

كارثة شاملة

يوثق تقرير اللجنة الأممية كيف أدت الحرب الإسرائيلية إلى “إطلاق العنان لكارثة بيئية” من خلال تدمير الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي، والتي سوف تظل آثارها محسوسة لفترة طويلة بعد أي وقف إطلاق نار افتراضي.

وتناول التقرير استخدام (إسرائيل) للذكاء الاصطناعي في عمليات الاستهداف التي تقوم بها في حملتها الجوية وأثر ذلك على ارتفاع عدد الضحايا من النساء والأطفال.

وقال إن “استخدام الجيش الإسرائيلي للاستهداف بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مع الحد الأدنى من الإشراف البشري، إلى جانب القنابل الثقيلة، يؤكد تجاهل (إسرائيل) لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع قتل المدنيين”.

وأشار إلى التجويع القسري كأسلوب حرب، وحصار مناطق معينة في قطاع غزة، لاسيما محافظة الشمال حيث لم يدخل الغذاء والمياه إلى القطاع منذ أكثر من أربعين يوماً. ولم يُسمح بتوزيع أي مساعدات على الفلسطينيين هناك.

وهناك أيضًا حقيقة أن السكان غير قادرين على التحرك بسبب وجود طائرات رباعية الدفع إسرائيلية تستهدف كل شيء.

يضاف إلى ذلك أن محطات الصرف الصحي للمياه لا تعمل بسبب نقص الوقود، وهناك مستشفى واحد فقط يعمل بالحد الأدنى من المعدات والموظفين.

كما لم تكن هناك فرق للدفاع المدني أو سيارات إسعاف، وما زال العشرات من الأشخاص محاصرين تحت الأنقاض.

وليس فقط في شمال قطاع غزة، بل حتى هنا في الجنوب، في المنطقة الوسطى، لم يتم إيصال أي مساعدات.

وأكد التقرير أن الفلسطينيين غير قادرين على إطعام أسرهم أو أطفالهم لأن كل شيء باهظ الثمن في وقت تقول العائلات إنه لا يوجد حليب أطفال، ولا بيض، ولا دجاج أو لحوم.

وشدد التقرير على أن القصف الإسرائيلي المستمر، والطائرات الرباعية المروحيات، والهجمات الجوية – والأساليب التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين – القتل الجماعي، والتجويع القسري، والتهجير القسري، كل هذا يؤثر ويضيف البؤس إلى حياة الفلسطينيين.

كابوس كامل

في السياق قالت أروى دامون، مؤسسة الشبكة الدولية للمساعدات والإغاثة والمساعدة (INARA)، التي تقدم الرعاية الطبية والنفسية للأطفال المتضررين من الحرب، إن الوضع في غزة “كابوس كامل”.

وأكدت دامون لقناة الجزيرة الإنجليزية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث تساعد منظمتها النازحين من شمال غزة: “القصف مستمر، ولم تكن هناك مساعدات إنسانية كافية، ولم تكن هناك رعاية طبية كافية أيضًا”.

وذكرت أن المدنيين الفلسطينيين “يعانون من صدمة عميقة، وجزء من إحجامهم عن مغادرة الشمال هو الخوف من الطريق. الناس يخشون أن يتم استهدافهم أثناء مغادرتهم. هناك عائلات يتم فصلها – النساء والأطفال عن الأولاد المراهقين”.

وأضافت أن الوصول للمنظمات الإنسانية مثل منظمتها إلى شمال غزة صعب للغاية، “لأن الغالبية العظمى من طلبات الحركة التي تمر عبر الإسرائيليين إما يتم رفضها أو إعاقتها”.