دولي

صحيفة “الغارديان” البريطانية: السلام الإقليمي الدائم يجب أن يمر عبر غزة

أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن تحقيق السلام الإقليمي الدائم يجب أن يمر عبر غزة وإنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة للعام الثاني وذلك بعد الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني ودولة الاحتلال.

ورأت الصحيفة في مقال افتتاحي لها، أنه من المثير للدهشة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبدى تفاؤلاً شديداً يوم الثلاثاء عندما أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين “إسرائيل” وحزب الله.

وقال بايدن، حيث أنهى الاتفاق الصراع الذي استمر 14 شهرًا، والذي أودى بحياة ما يقرب من 4000 شخص وتشرد مئات الآلاف: “يذكرنا هذا بأن السلام ممكن” في إشارة إلى غزة.

فرصة تدارك فشل واشنطن

بحسب الغارديان فإنه بالنسبة للرئيس الأميركي المنتهية ولايته، والذي فشل بشكل واضح في كبح جماح تجاوزات “إسرائيل” في غزة، فإن الاتفاق في لبنان يرقى إلى مستوى الاختراق الوداعي بعد أشهر من الدبلوماسية الضعيفة وغير الفعّالة. والأمر الأكثر أهمية هو أنه يمنح الشعب اللبناني المعذب بعض الراحة، بعد حملة قصف وغزو بري لم يولي اهتماما يذكر للتأثير المروع على حياة المدنيين.

وشددت الصحيفة على أن السلام على الجبهة الشمالية لإسرائيل سوف يشعل شرارة الأمل في تحقيق تقدم أوسع نطاقاً، في حين يستمر الدمار الوحشي المخزى لغزة إلى الجنوب، وتتضاءل الآمال في إنقاذ الأسرى الإسرائيليين الناجين هناك.

في الوقت ذاته قالت الصحيفة إنه “من غير الحكمة أن نبالغ في تقدير الإمكانات التحفيزية لاتفاق تم التوصل إليه وفقاً لشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبما يتناسب مع مصالحه”.

وأضافت أن “الأمر الحاسم هنا هو أن الاتفاق مع حزب الله يعني أن (إسرائيل) تمكنت من فصل حربي لبنان وغزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمنحها حرية التصرف في حرب غزة”.

واستناداً إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أنهى حرب لبنان في عام 2006 ولكن لم يتم تنفيذه بالكامل قط، فإن الاتفاق سوف يلزم القوات الإسرائيلية بالانسحاب وحزب الله بالانسحاب إلى الشمال من نهر الليطاني في جنوب لبنان. وهذه المرة من المرجح أن تصمد المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها.

وحذرت الغارديان من ترك نتنياهو يعتبر نفسه حراً في مضاعفة أهدافه الحربية في أماكن أخرى ــ وخاصة في ما يتصل بطهران.

وأشارت إلى أنه في غزة، لم يُبد نتنياهو أي استعداد للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها قطر، والتي علقت دورها كوسيط هذا الشهر في حالة من الغضب. والآن تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين غير المقبول في القطاع 44 ألف قتيل ــ الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.

على حافة الهاوية

أبرزت الغارديان أنه في منطقة على حافة الهاوية، يجب أن تمر أي تسوية دائمة عبر غزة وتتضمن خلق الظروف الواقعية لدولة فلسطينية قابلة للحياة.

لكنها أكدت أن نتنياهو “ليس لديه رغبة في أن يكون صانع سلام، حيث يحاول التهرب من محاكمة الفساد، والانتخابات التي من شأنها أن تعزز غضب الناخبين بعد 7 أكتوبر”.

وتابعت “تكمن مصلحة نتنياهو في إدامة الشعور بالطوارئ الوطنية؛ وفي تدليل أعضاء اليمين المتطرف في حكومته الذين قد يسقطونه، والذين يحلمون بمستوطنات جديدة في غزة المكسورة المطهرة عرقياً”.

ونبهت الغارديان إلى أنه في الوقت الذي يستعد فيه دونالد ترامب لخلافة جو بايدن في البيت الأبيض، يتعين على العالم أن يأمل في أن تفتح شهيته لفرض حلول فورية إمكانيات جديدة. وفي الوقت الحالي، لا تقدم التطورات المرحب بها في الشمال سوى القليل من الراحة لسكان قطاع غزة اليائسين.