رام الله – المسار : أكد الحزب الشيوعي السوري انه سيستمر في نضاله في جميع الطروف الحالية دفاعا عن الوطن ولقمة الشعب السوري، على ضوء التغيرات الجذرية التي شهدتها سوريا خلال بضعة أيام.
وقال الحزب الشيوعي السوري في بيان وصل المسار نسخة عنه ان ما جرى، يعد ترجمة لما نبه منه الحزب في أوقات سابقة، عندما أشار مراراً إلى أن النهج الاقتصادي الاجتماعي المتبع من قبل النظام السابق سيؤدي إلى نتائج كارثية.
واكد الحزب ” أن النهب الشامل للدولة والشعب من قبل البرجوازية الكبيرة الجديدة والتي أصبح عملياً رأس حربتها رجال السلطة الأساسيون، أدى إلى استياء شعبي واسع وإلى الاضمحلال التام للقاعدة الجماهيرية للنظام وإلى إسقاطه سريعاً”.
واكد الحزب في بيانه “أن معارضتنا للنهج المتبع لم تكن همساً أو في حجر مغلقة أو دوائر ضيقة، بل كانت جهاراً في وثائق حزبنا وبياناته ومن خلال جميع المنابر المتاحة. ونتيجة لمواقف حزبنا الجريئة والواضحة جرى استبعاد تمثيلنا الرمزي في الحكومة ثم من مجلس الشعب وصولاً للتضييق على مستوى الإدارة المحلية ومختلف التنظيمات النقابية.”
ولفت الحزب ان “من أكبر النتائج المأساوية للتطورات الأخيرة في سوريا، تدمير القدرة الدفاعية للبلاد من قبل العدو الإسرائيلي الذي قام بأكبر عملية قرصنة جوية خلال أيام معدودة مدمراً البنية التحتية الدفاعية، دون أن يعترضه أحد إلا كلاماً وبشكل استعراضي للتخفيف من الاستياء المحق الذي ينتاب ضمير أي وطني مخلص”.
وتابع الحزب ” من النتائج الخطرة أيضاً توسع نطاق الاحتلال الأجنبي لأراضي بلادنا، فقد رأينا مندوبين سامين لدولة الانتداب ودويلة تمويلها يتشدقون فرحاً في أرجاء دمشق الجريحة، دمشق العريقة، دمشق لؤلؤة الشرق، التي اعتادت على تضميد جراحها لتعود قبلةً للحضارة في الشرق، فقد حصل ذلك بعد هولاكو وتيمورلنك، وقبل ذلك أتى الناصر صلاح الدين ليهزم العدو الاستعماري الغربي الذي لم يستطع ملوك الفاطميين الغارقين في فسادهم وفتنهم مواجهته. وما أشبه الحاكم الفار بأولئك الذين وضعوا مصالحهم في الثروة والملذة فوق مصالح الوطن محتقرين أفراد الشعب، ففقدوا بالنتيجة عروشهم وثرواتهم.”
واكد الحزب ان وعود القوى المسيطرة على زمام الأمور حالياً في سوريا بأشياء كثيرة منها إرساء النظام والاستقرار وما شابه، تحددها الممارسة الفعلية.
ووضع الحزب الشيوعي جملة من المهام الوطنية التي يجب العمل عليها على ضوء المتغيرات الجديدة في سوريا وأهمها، النضال ضد الاحتلال الأجنبي وجلاء كافة القوات الأجنبية عن أرض الوطن، وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز والسيادة الوطنية الكاملة، النضال بلا هوادة من أجل وحدة التراب الوطني.
وقال الحزب “إن تحقيق هذه الأهداف السامية يتطلب وحدة صف جميع الوطنيين في بلادنا، وما أكثرهم”.
ولفت الحزب أن أولويات النضال الوطني تتضمن عدة مهما أهمها:
1- تحقيق الحريات الديمقراطية من حرية التجمع والتظاهر والنشر والصحافة وتشكيل الأحزاب والجمعيات والنقابات وغيرها.
2- تحقيق المساواة الكاملة لجميع المواطنين في الحقوق الواجبات بغض النظر عن المعتقد والمنشأ الاجتماعي، وإعطاء الحقوق الثقافية الكاملة للكرد السوريين والأقليات القومية.
3- إقرار الدستور الجديد للبلاد بشكل ديمقراطي أي من خلال جمعية تأسيسية تنتخب على أساس التمثيل النسبي، مما سيؤمن مشاركة أكبر طيف تمثيلي لمواطني البلاد.
4- احترام حرية المعتقد وذلك له أهمية خاصة في ظروف سوريا، فقد جرى إدراك أهمية ذلك مع بزوغ الحركة الوطنية في سوريا عندما طرح روادها الأوائل شعار: “الدين لله والوطن للجميع”.
5- الحفاظ على القطاع العام الذي لعب دوراً كبيراً في تنمية البلاد ويمكن أن يلعب دوراً مهماً في عملية الإعمار والتطور الاقتصادي.
6- استعادة المكتسبات الاجتماعية التي جرى قضمها من قبل الحكم البائد ومن أهمها مجال الخدمات الصحية الحكومية المجانية وديمقراطية التعليم.
7- تشجيع الإنتاج الوطني وخاصة في الفرعين الأساسيين الصناعة والزراعة، وحمايته من المزاحمة الأجنبية، واستعادة الأمن الزراعي والعمل من أجل استثمار الثروات الباطنية وطنياً بشكل يخدم تطور الإنتاج الوطني ويرفع المستوى المعيشي لسواد المواطنين.
8- الحفاظ على المكتسبات الاجتماعية التي تحققت للمرأة السورية، والعمل من أجل تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل.
9- الحفاظ على غنى وتنوع الثقافة الوطنية السورية وتشجيع العمل الفني الإبداعي في جميع المجلات.
10- في مجال السياسية الخارجية تطبيق مبدأ الحياد الإيجابي بما يتوافق مع المصلحة الوطنية والتخلص من أي نفوذ استعماري دولي أو إقليمي.
وقال الحزب الشيوعي السوري ان “تحقيق هذه المهام سيؤدي إلى استعادة وطننا سوريا مكانته المعهودة بلداً سيداً منيع الجانب، وهذا هو الهدف الأسمى للشيوعيين السوريين في النضال من أجل وطن حر وشعب سعيد”!