
المسار : في اجتماعها الذي عقد أمس الثلاثاء، أكدت دائرة اللاجئين ووكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية – إقليم الضفة الغربية ،على إرادة شعبنا في البقاء والصمود، وافشال محاولات العدو الاسرائيلي في الاقتلاع والتهجير ،والتي تعتبر تمهيدا لاستكمال مخططاته للضم والاستيطان، كما أكدت على ان المخيمات باقية كمحطات انتظار مؤقته ، ما دام حق العودة معطلا ودون تنفيذ.
وأضافت الدائرة، ان ما يجري تحت ذرائع ملاحقة بؤر المقاومة ، إنما هو تضليل مكشوف ، يخفي خلفه النوايا الحقيقية، والتي في جوهرها تهدف وتعمل على تنفيذ خطة حسم الصراع ، عبر إعادة هندسة الجغرافيا والواقع السكاني بهدف الاجهاز على المشوع الوطني في العودة والدولة ، والتي تعمد الى تقويض ولاية السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض بما يمنع إقامة الدولة الفلسطينية ، ومحو المخيمات كونها تمثل قيمة رمزية لقضية اللجوء وتاريخها، وحق العودة ، يأتي ذلك في سياق حملة محمومة تصاعدت خلال الحرب الشاملة على شعبنا في القطاع والضفة، والتي بدأت بالإجراءات القانونية التي اقرتها دوائر الاحتلال للتضييق على الاونروا ووقف التعاون معها ، ومنعها من أداء عملها داخل القدس الشرقية تحت ادعاء انها أرض سيادة لدولة اسرائيل.
وأضافت الدائرة أن نوايا الاحتلال تفضحها تصريحات قادته، في إعلانهم عن بقاء قوات الاحتلال مستمرة في تواجدها ، وإدخال الدبابات الى مسرح العمليات والمزيد من الكتائب العسكرية ، ومنع النازحين من المخيمات الثلاثة في محافظتي طولكرم وجنين من العودة إلى منازلهم حتى نهاية العام الجاري . كما ان نواياهم الحقيقية تكشفها عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية الحياتية ، وهدم مئات البيوت والأبنية السكنية والتجارية ، بما يشي ان خططا استراتيجية تحاك بشأن المخيمات في محافظات جنين وطولكرم وطوباس ، وينذر بامتداد هذه الحملة إلى بقية مخيمات الضفة ،والتي تتعرض لعمليات دهم واجتياح بصورة مستمرة ، ودونما سبب واضح ، على امتداد الضفة الغربية.
وجرى في الاجتماع استعراض الأوضاع المعيشية الصعبة ، التي تعانيها حوالي عشرة آلاف أسرة ، يزيد مجموع افرادها عن ٤٠ الف ، هجرت قسرا ، أو اضطرت للنزوح خشية على أرواح ابنائها، الأمر الذي يخلق وضعا انسانيا صعبا ، يطال كافة مناحي الحياة ، يتمثل في الحرمان من المأوى ، والاحتياج الملح للمواد الإغاثية ومياه الشرب ، وانقطاع آلاف الطلاب والطالبات عن مدارسهم، إضافة إلى الاحتياجات الطبية ، خاصة للأطفال وكبار السن ، ولذوي الأمراض المزمنة . يفاقم هذه الأزمة غياب المنهجية والاستعداد الكافي لمواجهتها . فما زال الجهد الشعبي يمثل المساهم الأكبر في عمليات الإيواء والاغاثة ، في الوقت الذي ينبغي فيه ان تتصدى الجهات الرسمية ممثلة بالسلطة الوطنية ومؤسساتها ، وكذلك الأونروا وبقية المنظمات الدولية مثل منظمة الغذاء العالمي واليونيسيف ، بتقديم كافة الاحتياجات المطلوبة لجموع النازحين ، وقبل ذلك ان تضغط نحو وقف العدوان الهمجي واعادتهم إلى منازلهم.
وقد ثمن الاجتماع الدور الذي يضطلع به أعضاء الدائرة في الميدان ، بالاسهام الملموس في تقديم الرعاية والتنظيم ، بجهدهم الشخصي و من خلال المؤسسات الصديقة، والتعاون مع الجهات التي تعمل في مواقع النزوح.
وختمت الدائرة بقولها ، ان صمت دول العالم عما يجري في الضفة الغربية المحتلة. وتبني رواية الاحتلال التي تتذرع بالدفاع عن النفس ، يشكل تشجيعا للاحتلال على الإمعان في حروبه الهمجية على شعبنا ، كما نعتبر ان الولايات المتحدة شريكا مباشرا في الجريمة ، عبر صمتها عما يجري ، ودعمها المادي للاحتلال ، وعبر التصريح الغامض لرئيسها حين أجاب عن سؤال حول عملية الضم ، بقوله ( أن الأمر سوف ينجح).
الإعلام المركزي- رام الله