أهم الاخبارعربي

تحليل : قمة القاهرة لمواجهة خطة ترامب لغزة.. انقسامات حول مصير “حماس” والسلطة الفلسطينية

المسار :  تحت عنوان “الدول العربية ترد على خطة ترامب بشأن غزة”، توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية (في مقال للصحافي المعروف جورج مالبرينو، المتخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط) عند القمة العربية اليوم في القاهرة، التي تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطة بديلة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتعلقة بوضع قطاع غزة تحت السيطرة الأمريكية من خلال نقل سكانه.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي قوله: “خطة ترامب تشكل تهديدًا مباشرًا لمصر، جارة غزة، ولهذا السبب قالت القاهرة لا لهذه الخطة في وقت مبكر جدًا، وكان الجنرال السيسي القوة الدافعة في الرد عليها. أما بالنسبة للأردن، الذي قدم دعاية للرد العربي في الأسابيع الأخيرة، فهي بكل بساطة تهديد وجودي”.
ويشير الدبلوماسي إلى أن أكثر من 60% من سكان المملكة الهاشمية هم من اللاجئين الفلسطينيين، معتبرًا أن إضافة المزيد سيكون بمثابة إحياء السيناريو القديم لليمين القومي المتطرف في إسرائيل، الذي يردد القول: “الأردن هو فلسطين”.

تمتد الخطة المصرية- السعودية على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتهدف إلى حكم القطاع بدون “حماس”، مع إنشاء مناطق آمنة في البداية لإعادة إيواء النازحين مؤقتًا وإزالة الأنقاض

كما نقلت لوفيغارو عن أحد الخبراء في دبي، قوله: “هذا خط أحمر بالنسبة للملكيات الخليجية.. السعودية والإمارات لا يمكنهما قبول سقوط الملك، كما قد يحدث في الأردن مع خطة ترامب، وسيكون ذلك سابقة خطيرة بالنسبة للرياض وأبوظبي”.

إنشاء مناطق آمنة

وتابعت الصحيفة الفرنسية التوضيح أن الدبلوماسيين العرب يعملون منذ شهر على صقل خطتهم، التي سيتعين في نهاية المطاف قبولها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتلعب السعودية، التي عقدت اجتماعًا تحضيريًا في 21 فبراير/شباط، دورًا رئيسيًا، نظرًا لثقلها المالي والعلاقات الجيدة بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكدت لوفيغارو، أنه بحسب معلوماتها، ناقش محمد بن سلمان الخطوط العريضة لهذه الخطة مع رئيس الدبلوماسية الأمريكية ماركو روبيو، على هامش لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في 18 فبراير/شباط الماضي في الرياض.

تمتد هذه الخطة المصرية- السعودية على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وهي تهدف إلى حكم قطاع غزة بدون “حماس”، مع إنشاء مناطق آمنة في البداية لإعادة إيواء النازحين مؤقتًا وإزالة الأنقاض، ثم عقد مؤتمر يجمع المانحين الدوليين، تُشير لوفيغارو.

وتوضح الصحيفة أن السعودية تقول إنها مستعدة لضخ ما بين 20 و25 مليار دولار، إذا تخلى دونالد ترامب عن خطته، وإذا كان التمويل العربي لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي دمرته إسرائيل بنسبة 70%، جزءًا من “رؤية لا رجعة فيها لدولة فلسطينية”، كما تطالب بذلك الرياض منذ أشهر، وهو ما لا تريده الدولة العبرية.
ولكن قبل أن تضع أيديها في القدر، فإن دول الخليج الغنية لديها مطالب أيضًا من “حماس”، وبدرجة أقل من السلطة الفلسطينية.

وبحسب تسريبات صحفية، فإن السعودية والإمارات تطالبان بنزع سلاح “حماس”، وهو مطلب تتقدّم به إسرائيل والولايات المتحدة، في حين تعارضه قطر.

وستكون هذه إحدى النقاط الرئيسية للمناقشة، اليوم الثلاثاء، في القاهرة، تؤكد لوفيغارو.

ضغوط متزايدة على “حماس”

في الأسابيع الأخيرة، وبينما كانت المفاوضات تجري أيضًا خلف الكواليس بشأن افتتاح المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” في الأول من مارس/آذار – والذي تأجل في نهاية المطاف – سعى وسطاء مصريون وقطريون إلى إقناع “حماس” بتخفيف موقفها، تضيف الصحيفة الفرنسية.

ونقلت لوفيغارو عن مصدر عربي في القاهرة قوله: “المصريون طلبوا من “حماس” ألا تكون جزءًا من القيادة المستقبلية لقطاع غزة، فقبلت الحركة الفلسطينية ذلك. كما طالبت مصر أيضًا بخروج 5 آلاف من كوادر “حماس” من قطاع غزة، وتسليم “كتائب القسام” جناحها المسلح أسلحتها. فـ”حماس” في مأزق، خاصة أن الاقتراح المصري لإعادة إعمار غزة يتضمن أيضًا نشر قوات عربية في القطاع، وهو ما لا يرضي الحركة”.

ليّ أذرع داخلية في “حماس”

وتساءلت لوفيغارو: “هل هذا هو السبب وراء تكثيف النقاش بين قيادة “حماس” الخارجية وفرعها العسكري في غزة في الآونة الأخيرة؟”.

بحسب تسريبات، فإن السعودية والإمارات تطالبان بنزع سلاح “حماس”، وهو مطلب تتقدّم به إسرائيل والولايات المتحدة، في حين تعارضه قطر

وأشارت الصحيفة إلى أن موسى أبو مرزوق، أحد قادة “حماس” في الخارج، ذهب إلى حد التشكيك في “الفوائد” التي يمكن أن تعود على الحركة من حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول، واقترح “هوامش” للتفاوض بشأن المسألة الحاسمة المتمثلة في نزع سلاح “حماس”.
في المقابل، يعارض الجيش في غزة هذه المسألة، تقول الصحيفة، مضيفةً أنه في محاولة للتغطية على هذه الخلافات، ذكّر عضو المكتب السياسي حسام بدران بأن “حماس حركة موحدة في الداخل والخارج”.
ولكن في هذه المواجهة الداخلية، يشير أغلب المراقبين إلى أن “حماس” في الداخل تمسك بالحبل، فهي قوية في مقاومتها لسبعة عشر شهرًا من المواجهة مع إسرائيل، في حين جندت الحركة مقاتلين جددًا، ويبدو أنها مستعدة لترسيخ حربها ضد الدولة العبرية مع مرور الوقت، تقول الصحيفة الفرنسية.

موقف الدول العربية من السلطة الفلسطينية

وفي القاهرة، سيتعين على الدول العربية أيضًا العمل على تحسين موقفها تجاه السلطة الفلسطينية وزعيمها محمود عباس، الذي لا يريد الاستسلام، رغم عمره الذي يقارب التسعين عامًا، وشعبيته التي وصلت إلى أدنى مستوياتها.
وفي حين يطالب الجميع بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، يدعو البعض إلى إجراء إصلاح عميق كخطوة أولى، فضلًا عن تكثيف مكافحة الفساد.
وهذا هو الحال بشكل خاص في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تعد تخفي رغبتها في تنحي الزعيم الفلسطيني القديم حتى تتمكن قيادة جديدة من الظهور، وهو المطلب الذي لا تتقاسمه بالضرورة دول مثل الأردن، توضح لوفيغارو.

المصدر : القدس العربي