
المسار : عمان- واضح أن حادثة تعرض تلميذ أردني في الصف الرابع الابتدائي لجريمة “إحراق متعمدة” لن تقف، بعد تشبث الرأي العام بالاستياء العاصف ومتابعة التفاصيل ودخول النيابة على التحقيق عند حدود “حادثة معزولة” حصلت في أحد صفوف مدرسة حكومية.
بدأ خبراء تربويون وسياسيون وأعضاء برلمان يطرحون على “وزارة التربية والتعليم” أسئلة “سياسية وإدارية” من طراز: لماذا يتواجد أطفال بدون إشراف في مطبخ المدرسة؟، لماذا توجد أصلا مادة “الكاز” سريعة الاشتعال في مطبخ المدرسة وبدون رقابة ؟، كيف يبرمج “مدير المدرسة الحكومية” موقفا مبكرا للتغطية على “جريمة شنيعة” ويحاول إقناع الطفل الضحية بإفادة تقول “أحرقت نفسي”؟.
تلك أسئلة أصبحت مطروحة ولم تعد تتعلق بحادثة جنائية حصلت في مقر إحدى المدارس الحكومية، بل تتدحرج خصوصا إذا ما دخل البرلمان لاحقا على مساحات كل ملفات التربية والتعليم.
الطفل الضحية والذي تعرض للحرق أصبح عنوانا لكلفة الإهمال والتقصير، وحجم التعاطف الشعبي مع الطفل محمد وصل إلى ذروة غير مسبوقة بعدما ظهر على شريط فيديو يسأل بكل عفوية “أنا يتيم وكنت صائما.. لماذا أحرقني زملائي؟”.
السؤال الأخير للطفل الذي يبلغ “11 عاما” شغف قلوب الأردنيين ووجدانهم وانشغلت منصات التواصل في الحادثة المثيرة والإجرامية التي شغلت اهتمام الرأي العام، فيما نشر الكاتب محمد الصبيحي مقالا في صحيفة عمون قال فيه “إن ما يدمي القلب أكثر من الجريمة هو ما قيل عن موقف مدير المدرسة الذي حاول إقناع الطفل الحريق بالادعاء بأنه أحرق نفسه”.
الحادثة حصلت عندما طلب أحد المعلمين من الطفل محمد إحضار المكنسة من المطبخ لتنظيف الصف.
لاحقا أشعل زميلان للطفل النار فيه وأصيب بحروق بالغة كان يمكن أن تؤدي إلى وفاته لولا تدخل المعلمين في اللحظة الأخيرة.
سأل الخبير التربوي البارز الدكتور ذوقان الهنداوي علنا: لماذا يطلب أحد الأساتذة من طالب صغير إحضار المكنسة؟.. لماذا يدخل الطلاب المطبخ في المدرسة بدون إشراف أصلا؟.. لماذا توضع مادة مشتعلة مثل الكاز في موقع يمكن أن يطاله الأطفال؟.
تلك أسئلة دقيقة طبعا لكنها سياسية أيضا ووزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة وعد بالإجابة عليها عندما زار الطفل الضحية وأعلن تشكيل لجنة تحقيق فنية لتحديد هوية المقصرين إداريا، فيما الاستهجان الشعبي في الذروة لموقف مدير المدرسة بعدما أفاد الطفل الضحية بأنه طالبه بإنكار تعرضه للحرق.
الحادث ستعقبه توابع سياسية وبرلمانية وشعبية على الأرجح.