المسار الإخباري :يعتبر ما يحدث في إسرائيل اليوم استكمالًا للانقلاب الذي وقع في عام 1977، والذي أسفر عن تحول تاريخي في شكل الحكم والمجتمع الإسرائيلي. إذ ابتدأ ذلك بتولي اليمين بقيادة مناحم بيغن الحكم في إسرائيل لأول مرة بعد تأسيس الدولة. في هذا السياق، تناول الكاتب إيرز تدمور في كتابه “لماذا تنتخب اليمين ويحكم اليسار؟!” التغيرات التي حصلت في النظام الإسرائيلي بعد ذلك الانقلاب وكيف أثرت على المؤسسات السياسية والإعلامية، بالإضافة إلى توجهات الدولة العميقة.
لقد أظهرت الانتخابات الأخيرة في عام 2022 تشكيل حكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث كانت أولى خطوات بناء “إسرائيل الثالثة” التي بدأت بتطبيق “قانون القومية” عام 2018. وقد تعززت هذه التوجهات مع تنامي قوة أحزاب اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير، الذين شكلوا جزءًا كبيرًا من الحكومة الحالية.
هذه الحكومة تستهدف تغيير جذري في النظام القضائي والإعلامي، حيث تعمل على تقليص سلطة المحكمة العليا، خصخصة الإعلام، وتعزيز نفوذ اليمين في مؤسسات الدولة، بما في ذلك استبدال النخب الحاكمة في المؤسسات الأكاديمية والعسكرية.
