
المسار الاخباري: تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز تفوقها الجوي في المنطقة، وإيصال رسائل إلى تركيا، ما يفسر بعض دوافعها إلى قصف عدة مواقع في سورية الليلة الماضية، من قبيل مطار حماة العسكري وقاعدة الـ”تي فور” في حمص، ومستودعات وقود ومواقع رادارات، ما ينذر باستمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع مختلفة في الفترة المقبلة أيضاً، عدا عن محاولات التوغّل أكثر داخل الأراضي السورية وقصفها بزعم وجود مسلّحين، على غرار ما حدث في محافظة درعا، كما توعّد جيش الاحتلال بعدم السماح بوجود “وسائل قتالية في منطقة جنوب سورية.. تشكّل تهديداً على إسرائيل”.
منذ إطاحة السوريين نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة العازلة في سورية، وسيطرت أيضاً على جبل الشيخ كاملاً. بالإضافة إلى ذلك، تتواتر هجمات سلاح الجو الإسرائيلي في جميع أنحاء سورية، خاصة بعد إعلان وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مطالبتهما بنزع سلاح المنطقة الواقعة جنوب دمشق بالكامل.
وسبق أن أصدر المستوى السياسي تعليمات للجيش بمنع أي تمركز عسكري للقوات السورية التابعة لسورية الجديدة، على عمق حوالي 65 كيلومتراً من الحدود. وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن نتنياهو أن إسرائيل “لن تسمح لقوات النظام الجديد في سورية بدخول المنطقة الواقعة جنوب دمشق”.
في السياق، ذكرت صحيفة معاريف عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن القوات الجوية الإسرائيلية، تحرّكت في الأيام الأخيرة “لإحباط محاولة فورية من قبل الجيش التركي للحصول على موطئ قدم داخل سورية بقوات كبيرة من أسراب سلاح الجو التركي. وفي ضربة خاطفة، بقيادة قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار، قامت القوة بقصف مطارين في الأيام الأخيرة، كان يستخدمهما الجيش السوري في عهد نظام بشار الأسد. وهما مطار تدمر ومطار التيفور”.
ودمّر سلاح الجو كلا المطارين، فيما نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي لم تسمّه، قوله إنه “لم يبق فيهما أي بناء قائم. استهدفنا الطائرات، وأنظمة الرادار، وأبراج المراقبة، ومواقف السيارات وجميع مدارج الطائرات وجميع المباني والمستودعات. ببساطة لقد دمّرنا المطارين”.
وجاء هذا الاستهداف، وفقاً للصحيفة العبرية نفسها، بعد إدراك إسرائيل، أنه إلى جانب محاولات الأتراك تسليح الجيش السوري وإعادة تأهيله، فإن لديهم خططاً إمبريالية، وفق المزاعم الإسرائيلية، لتجديد السيطرة على سورية وتحويلها إلى دولة تحت وصاية تركية مع وجود عسكري دائم.
من ناحية أخرى، حددت إسرائيل، كما قال وزير الأمن كاتس أمس الاربعاء، خلال جولة على الجبهة الشمالية، قاعدتين ستلتزم بهما إسرائيل في سورية، أولاهما نزع السلاح من جنوب سورية، وثانيهما الحفاظ على حرية طيران القوات الجوية في الأجواء السورية. وقال كاتس إن إسرائيل نقلت في الأيام الأخيرة رسائل شديدة إلى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مفادها أنه “إذا سمح لأي كيان بتغيير الوضع في سورية من أجل تهديد إسرائيل فسوف يكون عليه تحمّل الثمن”، كما أوضحت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمس أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تسمح بإعادة تأهيل وبناء المطارين اللذين دمرهما سلاح الجو.
ومن المتوقع أن تعقد إسرائيل اليوم مشاورات أمنية واسعة النطاق، حول سياسة إسرائيل تجاه تركيا، بمشاركة كاتس، ورئيس هيئة الأركان إيال زامير، وشعبة الاستخبارات العسكرية، وقيادة المنطقة الشمالية في الجيش، وضباط رفيعي المستوى. وتؤكد إسرائيل أنها لا تسعى إلى مواجهة مباشرة بين جيشها والجيش التركي في سورية، لكنها لا تخفي شعورها بالقلق إزاء التدخل التركي المتزايد في سورية، واعتبار تركيا تحدياً لها، كما لا ترغب في وجود قواعد عسكرية تركية على مقربة منها.