
المسار الإخباري :قدّم طبيب الطوارئ الأمريكي كلايتون دالتون شهادة مروعة عن حجم الدمار الذي أصاب قطاع غزة، وخصوصاً مستشفياته، واصفاً المشهد هناك بأنه “يشبه هيروشيما بعد القنبلة الذرية”.
وفي تقرير نشرته مجلة “نيويوركر”، سرد دالتون رحلته ضمن بعثة طبية ضمت 12 شخصاً دخلوا غزة عبر قافلة تابعة للأمم المتحدة، بعد أسبوعين من اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس.
تنقل الطبيب بين مستشفيات القطاع، بدءاً من مستشفى ناصر بخان يونس، الذي كان قد تعرض لهجوم في فبراير/شباط أسفر عن مقتل 12 شخصاً وتدمير بنيته الأساسية. ورغم ادعاءات الاحتلال بوجود أسلحة داخله، أشار دالتون إلى عدم وجود أدلة كافية تدعم هذه المزاعم.
ووصف دالتون الأوضاع المروعة قائلاً إن شمال غزة بدا له، عبر الصور والمشاهدات، كأنه “صورة طبق الأصل لهيروشيما عقب القصف النووي”، بعدما تعرضت غالبية مستشفياته للهدم أو الإضرار الشديد.
وفي مستشفى كمال عدوان شمال غزة، رصد دماراً شبه كامل، حيث كانت رائحة الحريق والأنقاض تملأ المكان، فيما كانت الحاضنات الطبية محطمة في قسم العناية المركزة لحديثي الولادة. وأشار إلى أن الاحتلال كان قد زعم أن المستشفى استخدم كمركز قيادة لحماس، دون تقديم إثباتات قاطعة.
كما كشف الطبيب الأمريكي عن مشاهد مأساوية في مستشفى الشفاء، الذي تحول إلى أنقاض بعدما كان أكبر منشأة طبية في غزة. وأوضح أن الأطباء اضطروا لإجراء عمليات جراحية معقدة دون وجود أدوية تخدير بسبب انقطاع الإمدادات، ما أدى إلى وفاة العديد من المصابين جراء آلامهم
ووثّق دالتون أيضاً تدمير أجهزة طبية بشكل ممنهج في مستشفى الإندونيسي، حيث أُطلقت الرصاصات على الأجهزة الحيوية مثل أجهزة غسيل الكلى والمراقبة الطبية، وهو ما وصفه بأنه “لا يمكن تبريره بأي غرض عسكري”.
وأشار الطبيب إلى أن استهداف البنية الطبية يتنافى مع اتفاقيات جنيف التي تحظر مهاجمة المنشآت الطبية المدنية، مشيراً إلى أن تحليل جامعة هارفارد أظهر أن 84% من مستشفيات غزة كانت ضمن نطاق الضرر أو الموت بفعل قنابل الاحتلال.
واختتم دالتون شهادته بوصف لحظات مروعة من عودة الغارات والقصف على غزة في مارس/آذار، حيث قُتل مئات المدنيين، فيما عاش الأطباء وطواقم الإسعاف صدمات يومية بسبب نقص الإمدادات الطبية والعدد الكبير من المصابين، وسط اتهامات مستمرة للاحتلال بتعمد تدمير البنية الصحية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.