
المسار …
برلين : تحول حي هادئ في بلدة أرنوم الألمانية التابعة لهيمينغن جنوب هانوفر إلى مسرح جريمة مروعة، حيث لقيت رحمة عياض، الشابة الجزائرية البالغة 26 عامًا من مدينة وهران، مصرعها في هجوم دموي داخل شقتها يوم الجمعة الماضي. في تلك اللحظة، ظلّت هوية الضحية والمشتبه به غامضتين، لكن مع بداية اليوم الثلاثاء، بدأت الحقائق تتكشف تدريجيًا، مدفوعة بحركة الجالية الجزائرية التي أعلنت عن وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام منزل الضحية، مطالبة بالعدالة والاقتصاص من المجرم الحقيقي، بينما تترقب العائلة في الجزائر أخبار مصير التحقيقات.
مشهد جريمة ينبض بالدماء
في ساعات الصباح الأولى من الجمعة، هزت صرخات استغاثة أرجاء مبنى سكني في أرنوم، حيث أبلغ الجيران الشرطة حوالي الساعة 10:30 صباحًا عن امرأة مصابة بجروح بالغة تتوسل للنجدة من درج العقار. عندما وصلت فرق الإسعاف والشرطة، كان المشهد مرعبًا: دماء تنساب نحو القبو، وجثة ملطخة بطعنات متكررة في الصدر والكتف. رغم الجهود اليائسة لإنعاشها، أُعلن عن وفاتها بعد دقائق، لكن هوية الضحية ظلت مجهولة في تلك اللحظة، كما لم يُعرف المشتبه به.
في خطوة فورية، ألقت الشرطة القبض على رجل ألماني يبلغ 31 عامًا داخل شقته، استنادًا إلى شهادات الجيران الذين رأوا ما حدث. لكن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، ولم يتم تصنيف المشتبه به رسميا كمجرم بعد، حيث تعمل السلطات على جمع الأدلة لتحديد دوره بدقة.
هوية الضحية تتكشف تدريجيا
مع بداية اليوم الثلاثاء، نجحت الجالية الجزائرية في كشف هوية الضحية، التي تبين أنها رحمة عياض، شابة طموحة ومفعمة بالحياة، مولودة في 14 أغسطس 1998 بمدينة وهران بالجزائر. قدمت رحمة إلى ألمانيا حيث كرست نفسها للتدريب في مجال التمريض، متمتعة بسمعة رائعة بين زملائها بفضل حسن خلقها وروحها المتواضعة، مما جعل خبر مقتلها في هجوم دموي صدمة مدوية هزت الجميع. في خطوة سريعة، تحركت الجالية الجزائرية عبر جهود أطراف عديدة تواصلت مع مراسل “القدس العربي” الناشط حمزة علال شريف، الذي يقطن بالقرب من مسرح الجريمة، لتنسيق الجهود وإبلاغ عائلتها في الجزائر، إلى جانب متابعة تطورات التحقيقات. وأعربت الجالية عن قلقها البالغ، مؤكدة شكوكها في أن الجريمة قد تكون مدفوعة بدوافع عنصرية، مستندة إلى شهادات تشير إلى مضايقات متكررة تعرضت لها رحمة من الجار المشتبه به.
وبحسب مواقع صحفية ألمانية، لم تحدد الشرطة بعد الدافع وراء الجريمة، ولم تكشف عن طبيعة العلاقة بين الضحية والمشتبه به، مما يزيد من تعقيد القضية. وأشارت الجالية الجزائرية، التي قامت بالعديد من الاتصالات بالقنصلية الجزائرية للتدخل، إلى أن الجار المشتبه به قد يكون تابعًا لدوافع عنصرية، استنادًا إلى تصرفاته السابقة. حمزة علال شريف أفاد بأن الجالية حاولت جمع تبرعات لنقل جثمان رحمة، لكن القنصلية أبلغتهم أن الدولة الجزائرية ستتحمل تلك النفقات.
جهود التحقيق والأدلة المروعة
أغلقت فرق التحقيق الموقع مؤقتا لجمع الأدلة، بينما تجري عملية تشريح لتحديد تفاصيل الوفاة. شهود عيان وصفوا المشهد بأنه “مروع”، مع طعنات عميقة في الصدر والكتف تشير إلى عنف غير مسبوق. وتعتزم الشرطة استجواب المزيد من الجيران، وتتساءل عما إذا كانت هناك صلة بمحاولة هجوم سابق في أبريل على متسابقة جري، لكن لم يتم تأكيد ذلك.
احتجاجات ومطالب بالعدالة
شهدت الأخبار تكشفا تدريجيا لتفاصيل القضية، مدفوعة بحركة الجالية الجزائرية والعربية وأصدقاء الضحية، الذين أعلنوا عن وقفة احتجاجية مساء الثلاثاء أمام منزل رحمة في أرنوم. ويطالب المحتجون بالعدالة والاقتصاص من “المجرم الحقيقي”، بينما تعيش الجالية في حالة غضب وحزن. وعبر سكان أرنوم، الذين اعتادوا الهدوء، عن خوفهم، وقال أحد الجيران: “لم نكن نتوقع هذا العنف هنا”. وتتابع السلطات الألمانية التحقيق بحذر، بينما تتعهد القنصلية الجزائرية بمتابعة القضية.