المسار : نظم ناشطون أميركيون، الجمعة، وقفة احتجاجية في فرجينيا الأميركية، أمام منزل جون أكري مدير مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، وتتحكم في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك في الوقت الذي يتعرض فيه القطاع المحاصر لتجويع ويشهد سكانه سوء تغذية حاداً بفعل حصار الاحتلال الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات.
وفي مايو/ أيار الماضي أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية تعيين أكري مديراً تنفيذياً مؤقتاً لها، قبل أن تعين في يونيو/ حزيران الماضي القس جوني مور المؤيد لإسرائيل مديراً تنفيذياً مع استمرار أكري مديراً مشاركاً ومشرفاً على العمليات على الأرض. وتزعم المؤسسة أنها تقدّم الطعام للفلسطينيين، غير أنها بشهادة المنظمات الدولية والمؤسسات العالمية والصحف تحولت إلى مصايد لقتل المدنيين الفلسطينيين. وتؤكد المؤسسات والمنظمات الأممية والأمم المتحدة رفضها “عسكرة المساعدات الإنسانية”، وتتهم المؤسسة بتعريض حياة المدنيين للخطر وانتهاج آلية “مهينة” في توزيع المساعدات.
وحمل المتظاهرون صناديق مشابهة لصناديق الطعام التي تقدمها المؤسسة في غزة، وكتب عليها عبارة “GHF (اختصار اسم المؤسسة) هي ميدان القتل”، رافعين لافتات مثل “أوقفوا تجويع غزة وفلسطين حرة”، مطالبين بإغلاق المؤسسة ومنعها من تقديم المساعدات الإنسانية، والسماح للمنظمات الأممية والمؤسسات الدولية بالقيام بدورها بعيداً عن إسرائيل.
وكتب المتظاهرون أمام منزل أكري على الأرض عبارات مثل “أنت مشارك في الإبادة الجماعية”، “مجرم حرب”، و”أنت قاتل”، مشيرين إلى تورط المؤسسة في سفك دماء الفلسطينيين. وفي لفتة داعمة للمتظاهرين، عبّرت عائلتان من الأميركيين المقيمين في الشارع الذي يقع فيه منزل كيري عن تأييد المتظاهرين، وصفقتا عند وصولهم إلى المنطقة.
وقضى المتظاهرون أكثر من ساعتين أمام منزل أكري، مؤكدين أنهم سيواصلون حراكهم السلمي لحين وقف عمل المؤسسة في غزة وإغلاقها، فيما حذر أحد أفراد الشرطة المتظاهرين من الوقوف أمام المنزل، قبل أن يقرر المتظاهرون التحرّك بشكل دائري (لتجنّب التوقف) استناداً إلى الحق الدستوري في المشي بالشارع. وفي وقت لاحق قرر المشاركون فض التظاهرة بعد تأكيدهم أنّ رسالتهم وصلت، وأنهم سيواصلون إزعاج أسرة مدير المؤسسة والأشخاص الآخرين المسؤولين عن عملها في غزة.
من جانبه، قال محمد من حركة الشباب الفلسطيني، في حديث لـ”العربي الجديد”: “نحن أمام منزل جون أكري المدير المشرف لمؤسسة غزة التي تعد كذبة وتقف وراء المجاعة في غزة وتسببت في ذبح وقتل أكثر من 1000 فلسطيني، وموت العشرات من الجوع والعطش كل يوم”. ووجه رسالة إلى الفلسطينيين في غزة قائلاً: “نحن نشعر بآلامكم ولن نتوقف عن مواجهة هؤلاء الذين يتسببون في هذه المجاعة والذبح والقتل في غزة”، مشدداً على ضرورة محاسبة من يتسببون في قتل الفلسطينيين بالقطاع.
وأشار أحد المشاركين في الفعالية، ويُدعى آدم، في حديث لـ”العربي الجديد” إلى أنّ “المؤسسة تشارك في الإبادة الجماعية وقتل الفلسطينيين حيث يتوسل الفلسطينيون للحصول على الطعام في الوقت الذي توجد فيه آلاف من الشاحنات تحمل الطعام على الحدود تنتظر الدخول”. وأضاف: “هذه مجاعة من صنع الإنسان. إنهم يكذبون. هناك طعام كافٍ لنا جميعاً، لكنهم يكذبون. لقد حظروا جميع المداخل والمنافذ وقالوا هنا مؤسسة غزة الإنسانية لإنقاذكم. لكنهم كاذبون وكل مرة يعلنون توزيع المساعدات يقتل أكثر من 100 بريء. إنها إبادة جماعية”.
بدوره، أشار فيليب فرح، وهو أميركي فلسطيني، إلى استشهاد أفراد من عائلته في غزة، قائلاً لـ”العربي الجديد”: “أهلي قُتلوا في غزة وهم يقيمون في الكنائس (..) واحدة من أهلي اسمها فرح استُهدفت أمام كنيسة بالرصاص من قبل جندي إسرائيلي، ولم يسمح هذا الجندي لأي شخص بإنقاذها، وعمد إلى إطلاق الرصاص على كل من حاول ذلك”. فيما قالت إحدى المشاركات في الوقفة، وتدعى نهاد، إنّ “مؤسسة غزة مصيدة لموت الفلسطينيين يُجوَّع من خلالها الفلسطينيون، ليس من أجل تقديم الطعام لهم، بل هي أداة إسرائيلية للإبادة الجماعية”.