المسار : أطلقت شخصيات فلسطينية، خلال لقاء في البيرة، اليوم السبت، المبادرة الوطنية من أجل الوحدة.
وأوصى المشاركون في اللقاء الذي نظمه منتدى فلسطين، بضرورة التحرك الشعبي الواسع للضغط من أجل وقف التجويع والإبادة في غزة ولإنهاء الانقسام، ومخاطبة الشعب بشكل مباشر من خلال لقاءات مباشرة مع المواطنين وقادة المجتمعات المحلية، واستثمار التحول العالمي المؤيد للقضية الفلسطينية لصالح القضية الفلسطينية، وضرورة إجراءات الانتخابات العامة وتجديد الشرعيات، وتشكيل قيادة إنقاذ وطني لمواجهة المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية.
مرتكزات المبادرة
وترتكز المبادرة على: الحوار الوطني الشامل، وإجراء انتخابات شاملة، وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وترسيخ ثقافة الوحدة والمصالحة والسلم الأهلي.
ونظرا لكون المخاطر المحدقة والزاحفة تتطلب تحركا سريعا، لا بد من القيام بخطوات فورية غير قابلة للتأجيل، في مقدمتها:
• تشكيل وفد فلسطيني عبر توافق وطني، وبقيادة منظمة التحرير، ليتولى التفاوض حول وقف إطلاق النار وسيناريوهات اليوم التالي، وأهمها ضرورة وقف الابادة بشكل دائم والانسحاب التام لقوات الاحتلال وتحرير الأسرى والأسيرات وعودة السلطة إلى قطاع غزة.
• العمل من أجل إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية بالاستفادة من التجارب السابقة، وأهمها وجوب استناد المفاوضات إلى موافقة مختلف الأطراف على مرجعية ملزمة ممثلة بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأن يكون هدف المفاوضات تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تضمن الحقوق الفلسطينية لا التفاوض عليها، خصوصا أن حق تقرير المصير الذي يشمل إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة غير خاضع للتفاوض، وأي مسار سياسي جديد هدفه التفاوض على كيفية تطبيق ذلك.
• الانفتاح على أي دور إقليمي ودولي لتحقيق الوارد أعلاه، بما لا يمس وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإدارة شؤونه بنفسه.
• تعزيز العمل المشترك مع حركات التضامن والمقاطعة والحراكات الشعبية والطلابية المناهضة لجريمة الإبادة والداعية لفرض إجراءات عقابية رادعة لدولة الاحتلال، وتوسيع الحراك الدبلوماسي والقانوني لمحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
منيب المصري: معركتنا أن نكون أو لا نكون
وخلال كلمته، قال رئيس منتدى فلسطين منيب المصري، إن الفكر السائد هو الفكر الصهيوني القائم على القتل والذبح والتشريد، في وقت يغيب فيه الفكر الفلسطيني الموحد. كل الجرائم التي جرت لم تحفزنا لتوحيد وفكرنا وبرنامجنا ورؤيتنا.
وأضاف: هذه المرحلة التي نعيشها هي الأعقد في التاريخ الفلسطيني، مما يقتضي توحيد وتكامل الجهود وإنتاج فكر فلسطيني جامع ينتج عنه استراتيجية وطنية شاملة من أجل إنهاء الاحتلال. موضحا أن “العمود الفقري لهذه الاستراتيجية هي منظمة التحرير من خلال إحيائها وتطويرها لتكون قادرة على قيادة الفكر والمشروع الوطني.
وأكد المصري “معركتنا أن نكون او لا نكون، وهي ترجمة لما نص عليه وعد بلفور المشؤوم والفكر الصهيوني القائم على الخرافة، لذلك يجب استنهاض قوانا”.
هاني المصري: المطلوب بشكل عاجل أولا وقف الإبادة وثانيا إنهاء الإنقسام
من جانبه، قال مدير عام مركز “مسارات” هاني المصري، إن هناك عدة عوائق أمام تطبيق إعلان بكين، منها مجموعة من المصالح للبعض، وعدم توفر الإرادة السياسية لدى القيادة الفلسطينية لتطبيق الاتفاق، بالتالي يجب التحرك للضغط على القيادة والقوى الفلسطينية لتطبيق الاتفاق. مشيرا إلى أن هناك مجموعات من مصلحتها استمرار الانقسام.
ورأى المصري أن استمرار الانقسام يؤدي الى ضياع القضية الفلسطينية وضياع وحدانية التمثيل، حيث أصبح هناك اجتماعات متكررة حول مستقبل القضية الفلسطينية دون الوجود الفلسطيني فيها. مؤكدا أن المطلوب بشكل عاجل أولا وقف الإبادة وثانيا إنهاء الإنقسام.
أبو كشك: نحن في صراع وجود اليوم لم نمر به حتى في عام 1948
بدوره، قال رئيس جامعة القدس سابقا والأكاديمي وعوض المجلس الوطني أ.د. عماد أبو كشك: نحن أحوج ما نكون إلى لقاءات مع النخب الفلسطينيين، لانهم مغيبين، ويجب أن يكون هناك نقاش حول ما يجري في غزة والضفة.
وأضاف أبو كشك: إسرائيل على مدى 75 عاما كانت تدير الصراع، لكن اليوم تعمل على حسم الصراع من خلال تهجير الفلسطينيين. مبينا: نحن في صراع وجود اليوم لم نمر به حتى في عام 1948.
وأشار إلى أن هناك ضرب لمنظومة القيم الدولية، وأصبحت المنظومة التي تحكم اليوم هي منظومة الغاب والتوحش.
وتابع: جاء الوقت المناسب لان نرفع صوتنا، وأن يكون هناك ضغطا من المجتمع الفلسطيني لإنهاء الإنقسام.
بركة: يجب علينا أن نتكامل
وقال رئيس لجنة متابعة الجماهير العربية في الداخل المحتل محمد بركة، إن “الوحدة إذا لم تخدم قضيتنا فلا حاجة لها. عندما نتحدث عن توحيد الصفوص هو من أجل قضيتنا.. يجب علينا ان نتكامل”.
وأضاف بركة: اقترح إلى جانب هذه المبادرة، الاستعانة بقوى محلية لمخاطبة المواطنين وخلق رأي عام، وأن يكون شعبنا شريك لنا في الضغط من أجل إنهاء الإنقسام”.
عرابي: نحن بحاجة لقيادة انقاذ وطني ، لنجد لنا مكانا في ظل هذا الحريق والزلزال الذي يجري على مستوى العالم العربي
بدوره، قال رئيس معهد وطن لأبحاث الإعلام ودراسات المستقبل د. معمر عرابي، إن جوهر الصراع اليوم يقوم على أن الاسرائيلي يحاول تصحيح ما يسميه خطأه التاريخي بأنه سمح لبعض الفلسطينيين البقاء على هذه الأرض، لذلك هو يمارس حرب الإبادة والقتل والذبح في غزة، أما في الضفة كنا نقول أن هناك حربا صامتة لكن الحقيقة هذه حرب لم تعد صامته وهناك تغيير بنيوي على الارض، هدفه التهجير وتغيير بنيوي وجغرافي في الضفة وغزة وهذا ما ينسجم مع ما يقوله الاسرائيلي بأنهم يريدون تغيير الخارطة الملعونة كما تسميها للعالم العربي ومحاولة استئصال فكر المقاومة الى خارطة “مباركة” بالتطبيع وهيمنة الزمن الاسرائيلي، ذلك نسأل انفسنا أين موقعنا من هذه الخارطة “المباركة” كما يسميها الاحتلال.
وأضاف: كنا نقول أنه لو سلمت المقاومة في غزة ما بيديها من رهائن وسلاح بسيط وهُجرت من غزة، لن يتوقف القتل والتدمير لأن الإسرائيلي قرر تصحيح ما أسماه الخطأ التاريخي.. نحن يجب أن نصحح خطأنا التاريخي عندما اعتقد البعض منّا واهما قبل 30 عاما بأن السلام قد يكون ممكنا مع هؤلاء القتلة.
وبيّن عرابي أن الرصاصة قد تقتل فردا، أما الإعلام قد يقتل شعباً، لذلك أسوأ ما نشهده في الساحة الفلسطينية منذ عام 2007، هي شيطنة الفلسطيني للفلسطيني في وسائل الإعلام، الأمر الذي أدى لانهيار القيم الاجتماعية والوطنية.
وتابع: اليوم هناك استغلال لمطلب المواطن في غزة بـ”أوقفوا الحرب” لذلك نشاهد أكبر حركة إعلامية تحاول تدمير النسيج الاجتماعي من خلال اعلام عربي وربما فلسطيني، لشيطنة الفلسطيني عبر تحميل الشعب ومقاومته مسؤولية تعطيل اتفاق الهدنة.
وأضاف: يجب على النخب الفكرية والسياسية الفلسطينية أن تكثف حضورها في وسائل الإعلام وان يكون دورها تعبويا في مقابل السردية التي تبثها وسائل إعلام عربية وقد تكون فلسطينية تتبنى السردية الصهيونية.
وقال إنه إلى جانب الحاجة لحكومة انقاذ وطني، نحن بحاجة لقيادة انقاذ وطني ، لنجد لنا مكانا في ظل هذا الحريق والزلزال الذي يجري على مستوى العالم العربي.
جبارين: حان الوقت للرجوع للشعب
من جانبه، قال مدير عام مؤسسة الحق شعوان جبارين، إنه من المعيب على جيلنا أن لا يسلم الجيل الجديد الراية من خلال مسار إيجابي، لذلك حان الوقت للرجوع للشعب.
وأكد جبارين أن الاحتلال يريد أقصى الأقصى، لذلك ورغم الوعي الفلسطيني، إلان أن هناك قلق كبير من ظواهر أبو شباب وغيره.
وشدد على ضرورة استثمار حالة التضامن والتأييد الدولي لصالح القضية الفلسطينية.
وتضمن اللقاء عدة مداختلال أبرزها:
الصانع: لا يمكن أن نبقى متفرجين أمام حسم مصيرنا
من جهته، قال رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب طلب الصانع، إن من يفاوض ويقرر مصير الشعب الفلسطيني اليوم هي مصر وقطر وتركيا، لذلك يجب على قادة الشعب الفلسطيني ان يكونوا أصحاب قرار. مضيفا: لايمكن أن نبقى متفرجين ويحسم مصيرنا.
ورأى أن أمام الشعب الفلسطيني ثلاثة خيارات، وهي: الخضوع لدولة إسرائيل، أو التهجير الطوعي، أو تصفية من يقاوم.
سلامة خليل: يجب تنظيم أكبر مظاهرة في فلسطين لوقف التجويع والابادة
وأكد الرئيس التنفيذي للبنك الوطني سلامة خليل، على ضرورة الخروج بمباردة واحدة عنوانها تنظيم اكبر مظاهرة في فلسطين لوقف التجويع والابادة في غزة
كما أكد على ضرورة التحدث إلى الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإشراكها في صنع القرار.
الطوباسي: يجب أن تشكل هذه الوثيقة أداة ضغط على صاحب القرار لتغيير الواقع
وأعرب سفير فلسطين السابق لدى اليونان د.مروان الطوباسي، عن أمله بأن تشكل هذه الوثيقة نوعا من الضغط على صاحب القرار ومنظمة التحرير والحكومة من اجل تصويب الاوضاع القائمة وصولا الى تغيير هذا الواقع.
الأعرج: الوثيقة هي بمثابة بوصلة سياسة يمكن تبنيها والبناء عليها
وقال مدير مركز حريات حلمي الأعرج، إن هذه الوثيقة مهمة وجيدة وتركز على الأولويات، وهي بمثابة بوصلة سياسة يمكن تبنيها والبناء عليها، حيث تركز على التجويع والابادة وضرورة العمل من اجل وقها، لكن في نفس الوقت لا تعطي الأولوية في كيفية العمل من اجل وقف التوجيع والإبادة.
محرم البرغوثي: يجب أن لا ننفي الأخر بنضاله وتاريخه
وقال مدير عام اتحاد الشباب الفلسطيني محرم البرغوثي، إنه منذ الطفولة تربينا على نضالات فتحاويين وشعبية وفصائل مختلفة مناضلة، وهذا لا يجب أن يتم نسفه لأنه تاريخنا، وما يجري في غزة هو تاريخنا ايضا، لذلك لا يجوز أن ننفي الاخر في نضاله وتربيته.
عهد التميمي: الممثل والشرعي الوحيد بالنسبة لي من يقاوم والطفل المجوع في غزة
وقالت الأسيرة المحررة والناشطة عهد التميمي، إن هناك فرق بين من يقاوم في غزة ومن يعتقل وقمع المتظاهرين من أبناء شعبه.
وأضافت: أرفض ان اكون الضحية البكاءة، لذلك فإن الممثل والشرعي الوحيد بالنسبة لي هو من يقاوم في غزة، والطفل المجوع في غزة الذي اثبت لكل العالم انه حتى أثناء تجويع لديه كرامة.
الخالدي: لا يمكن إصلاح منظمة التحرير أو إدخال أي فصيل إليها
ورأى مدير معهد “ماس” رجا الخالدي، أنه لا يمكن إصلاح منظمة التحرير أو إدخال أي فصيل إليها، أو الاستمرار في السلطة كإطار. مضيفا: لا أفهم لماذا أنشأنا دولة ووضعناها على الرف وطلبنا من العالم الاعتراف بها؟
قمصية: كثير من الفصائل اندثرت لأنها أصبحت غير مفيدة للقضية الفلسطينية
وقال الطبيب والمؤرخ د.مازن قمصية إنه منذ عام 1936 كان يوجد اكثر من 15 فصيلا فلسطينيا، لكنها غير موجودة، بالتالي الفصائل تأتي وتذهب بناء على اذا كانت مفيدة ام لا للقضية. مضيفا: كثير من هذه الفصائل فشلت لانها استمعت للسياسيين العرب ودخلوا في متاهات عابثة.
حرب: يجب علينا التفرقة بين الآني وبين بعيد المدى
وقال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب ، إنه يجب العمل بالتوازي بين الرؤيا والفعل، لأن كل المطروح حاليا مكمل ويأتي في موازاة الرؤيا في هذه الوثيقة، ويجب علينا التفرقة بين الآني وبين بعيد المدى. مؤكدا على ضرورة مخاطبة الجمهور لتبني هذه الوثيقة.
عامر: الكل مستهدف وتحت المقصلة
قال علي عامر وهو أحد الشخصيات المستقلة، إن طبيعة الصراع الجاري في غزة والضفة، تهدف لانهاء القضية الوطنية. مضيفا: كان هناك فرصة تاريخية امام الشعب الفلسطيني لترتيب البيت الداخلي وتعزيز الصمود ومواجهة التحديات، لكن اجهضت المبادرة عندما تم الغاء الانتخابات التشريعية عام 2021، حيث كانت الانتخابات هي المدخل الوحيد لانهاء الانقسام. مشددا أن الكل الفلسطيني مستهدف وتحت المقصلة.
عبد الهادي: يجب البدء بحراكات على كافة المستويات والقطاعات
قال مدير مؤسسة الناشر سعد عبد الهادي إنه يجب اعتبار مثل هذا اللقاء دعوة لبدء حراكات تبدأ من الاعلى والأسفل، بطريقة تكاملية لتوصلنا الى نتيجة. مضيفا: المطلوب من المثقفين والاقتصاديين وكل القطاعات العمل كل على مستواه.
عرفات: الشعب يواجه ثلاثة حروب
وقال نصير عرفات وهو أحد الشخصيات المستقلة، إنه من الواضح ان الشعب يواجه ثلاثة حروب، وهي : حرب الوجود والإنهاء، حرب الإلهاء بشكل ممنهج، وحرب الثقافة الجوفاء.
للاطلاع على معايير اختيار الشخصيات العامة للمشاركة في المبادرة الوطنية من أجل الوحدة، اضغط هنا
للاطلاع على وثيقة مرتكزات للتحرك الوطني العاجل، اضغط هنا