المسار : تدرس الحكومة السورية إلغاء جولة المفاوضات المقررة في باريس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على خلفية ما وصفته بغياب الجدية في تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار، وذلك بعد مؤتمر عقدته “قسد” في الحسكة بمشاركة شخصيات دينية من السويداء وطرطوس.
وعُقد أمس الجمعة في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، مؤتمر “وحدة الموقف لمكونات شمال شرقي سوريا”، الذي نظمته “قسد”، بمشاركة شخصيات دينية وعشائرية، من بينها أحد شيوخ عقل طائفة الدروز في محافظة السويداء، حكمت الهجري، ورئيس “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا”، غزال غزال.
وفي تصريحات لوكالة “الأناضول” التركية، قال مصدر حكومي سوري، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن مؤتمر “قسد” في الحسكة يعكس عدم جديتها حيال التفاوض مع دمشق، معتبرًا أن الخطوة تمثل تصعيدًا خطيرًا قد يؤثر على مسار المفاوضات.
وأشار المصدر إلى أن الحكومة تدرس جميع الخيارات، بما في ذلك إلغاء لقاء باريس، إذا لم تقدم “قسد” طرحًا عمليًا لتنفيذ اتفاق 10 من آذار، الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، والذي ينص على اندماج “قسد” و”الإدارة الذاتية” في مؤسسات الدولة سياسيًا وعسكريًا.
في سياق متصل، كشف موقع “المونيتور” أن تركيا ضغطت على دمشق لإلغاء اجتماع باريس مع الزعماء الأكراد، ما أدى إلى تعطيل جهود ترعاها الولايات المتحدة وفرنسا للتوصل إلى تسوية سياسية في شمال شرقي سوريا.
ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين إقليميين أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق، يوم الخميس الماضي، كانت تهدف جزئيًا إلى إقناع الحكومة السورية بالانسحاب من الاجتماع، في خطوة قد تنعكس على مستقبل المفاوضات المدعومة دوليًا.
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على أن الحل المستدام في سوريا يمر عبر دستور ديمقراطي يؤسس لدولة لا مركزية، تضمن المشاركة الحقيقية لجميع المكونات، وتلتزم بحرية المعتقد والعدالة الاجتماعية والحوكمة الرشيدة، داعيًا إلى إطلاق عملية عدالة انتقالية شاملة تكشف الحقيقة وتضمن المساءلة وجبر الضرر، بما يتيح عودة آمنة وكريمة للمهجّرين.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع ومظلوم عبدي، قائد “قسد” التي تنتشر في حلب، والمدعومة من الولايات المتحدة، قد وقّعا على اتفاق في مارس/آذار 2025 يشمل وقفًا لإطلاق النار ودمج القوة في الجيش السوري.