كاتبة أسترالية: إسرائيل تغتال مزيدًا من الصحافيين للتعتيم على جرائمها المرتقبة في غزة

Loai Loai
4 Min Read

المسار  : قبل هجوم إسرائيلي مرتقب على قطاع غزة، حذّرت الأمم المتحدة من أنه سيزيد من أعداد الضحايا ومعاناة الفلسطينيين، أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال خمسة من صحافيي قناة “الجزيرة” المتمركزين في القطاع، من بينهم أنس الشريف، أحد أبرز المراسلين الباقين على قيد الحياة هناك.

وكما جرت العادة، زعمت قوات الاحتلال أن الشريف ينتمي إلى حركة “حماس”، وهو الاتهام الذي توجهه لكل صحافي تقتله في غزة، في إطار حملة ممنهجة تهدف — بحسب ما كتبته الصحافية الأسترالية كاتلين جونستون — إلى “إعماء العالم عمّا يجري على الأرض”. وأضافت جونستون أن إسرائيل تصف الجميع بأنهم “حماس”، من الصحافيين والمستشفيات إلى الأمم المتحدة ونشطاء السلام والمظاهرات، وحتى الحقيقة والتعاطف الإنساني.

وترى الكاتبة أن توقيت هذه الضربة الموجّهة ضد الإعلام يعكس نية إسرائيلية “قبيحة” تجاه غزة، وخشيتها من كشف العالم لما سيجري في القطاع. كما انتقدت تبرير الاحتلال منع دخول الصحافيين الأجانب بدعوى “غياب الأمان”، في حين أن مناطق واسعة باتت تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي، وكان بالإمكان تصوير ما يجري في مواقع توزيع المساعدات، الأمر الذي تتجنب تل أبيب السماح به.

وفي وقت سابق، حذّر مقرر أممي من “التهديدات والاتهامات المتكررة” التي تعرّض لها الشريف، مؤكدًا أن “المخاوف على سلامته مبررة”. وكانت إسرائيل قد أعلنت الشهر الماضي امتلاكها “دليلًا قاطعًا” على انتمائه لحماس، وفي اليوم نفسه الذي قُتل فيه اعترفت بتنفيذ ضربة متعمّدة بحجة أنه “رئيس خلية إرهابية”، وهي مزاعم رفضها زملاؤه مؤكدين عدم وجود أي دليل عليها، مشيرين إلى أن نشاطه اليومي كان “الوقوف أمام الكاميرا من الصباح حتى المساء”.

وترى شخصيات إعلامية، بينها الكاتب والصحافي الفلسطيني رمزي بارود، أن إسرائيل تشنّ “حربًا متعمّدة على الصحافيين” بهدف إسكات من يوثقون “جرائم الإبادة” التي ترتكبها، معتبرًا أن “استراتيجية إسرائيل واضحة: إسكات الحقيقة بقتل من ينقلها”. وأضاف: “رغم فقداننا هذا العدد الكبير من الصحافيين المخلصين للحقيقة، فإن موتهم لن يدفن الحكاية الفلسطينية”.

وتشير الكاتبة آبي زيمت، التي تناولت الحادثة، إلى أن الشريف ظلّ متمسكًا برسالته رغم الظروف المأساوية خلال العام ونصف الماضيين، مؤمنًا بأن “من واجب العالم أن يرى ويشهد ما نوثقه”، مؤكدًا استعداده للاستمرار في عمله “حتى آخر نفس”. وقد كتب في أبريل/ نيسان الماضي وصيته الأخيرة، والتي جاء فيها: “إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي”.

وفي سياق آخر، أشارت جونستون إلى أن الشرطة البريطانية اعتقلت 522 شخصًا، نصفهم تقريبًا من كبار السنّ، لمجرد رفعهم لافتات كتب عليها “أعارض الإبادة الجماعية وأدعم حركة فلسطين أكشن”، بعد أن صنّفتها الحكومة البريطانية “منظمة إرهابية”. واعتبرت الكاتبة أن هذا يعكس “جنونًا اجتماعيًا” متصاعدًا في الغرب، حيث أصبح مجرد الاعتراض على الإبادة جريمة.

كما تناولت جونستون بيان المغني الأيرلندي الشهير بونو، الذي دعا إلى “السلام في غزة” بعد مرور عامين على المجازر، معتبرة أنه جاء محمّلًا بجميع النقاط الدعائية الإسرائيلية تقريبًا، بدءًا من التركيز على أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واتهام “حماس” باستخدام التجويع كسلاح، مرورًا باتهامات الأنفاق تحت المدارس والمساجد والمستشفيات، وصولًا إلى ترديد عبارة “حق إسرائيل في الوجود”. ووصفت الكاتبة هذا الموقف بأنه “دعاية للإبادة الجماعية متنكرة في ثوب إنساني”.

واختتمت جونستون بالإشارة إلى أن من يبرر دعم إسرائيل لأسباب دينية “لا يمكن الوثوق في أي كلمة يقولها”، لأن الدافع ليس الحقائق أو الحوار، بل السعي وراء معتقدات غيبية ومكافآت أخروية، ما يجعل النقاش معهم حول جرائم الاحتلال “خارج نطاق الحقيقة والواقع”.

Loading

Share This Article