المسار : واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عمليات تفجير ونسف المنازل السكنية في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة، بعد ساعات من توغله في المنطقة بغطاء ناري وقصف مدفعي وجوي عنيف. ويسمع الأهالي منذ ساعات الفجر الأولى أصوات انفجارات كبيرة ناجمة عن عمليات النسف وتفجير المنازل.
وشهدت المنطقة منذ ساعات مساء أمس الاثنين عمليات نزوح من قبل المواطنين والنازحين في المكان نتيجة العدوان المكثف الذي يستهدفها. وحي الصبرة مجاور لحي الزيتون ويستهدف الاحتلال فيه محاصرة مدينة غزة والتقدم ببطء فيها. ويخشى الفلسطينيون من أن يكون هذا العمل مقدّمة لتقدّم أكبر يستهدف احتلال المدينة وتهجير سكانها، ومن ثم تدميرها.
وتوغّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها دبابات، مدعومة بغطاء جوي، مساء الاثنين، باتجاه حي الصبرة جنوب مدينة غزة، حسبما أفادت قناة “آي 24” الإسرائيلية التي أشارت إلى أن عملية التوغل هي خطة طوارئ مُدمجة في عملية “عربات جدعون” في القطاع.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، في مؤتمر تدريبي الاثنين: “نحن في خضم حملة عسكرية متعددة الأبعاد، مستمرة وغير مسبوقة. نحن في نقطة تحول في الحرب، نستعد للمرحلة التالية من عملية عربات جدعون. يجب تكثيف جميع الجهود لمواصلة التطورات العملياتية، مع التركيز على تعميق الضرر الذي يلحق بحماس في مدينة غزة”.
وفي مايو/ أيار، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدء تنفيذ ضربات واسعة وتحريك قوات للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل قطاع غزة، ضمن عملية “عربات جدعون”. وهدفت العملية، بحسب بيان لجيش الاحتلال حينها، إلى “تحقيق جميع أهداف الحرب”، وفي مقدمتها “إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حركة حماس”، إلا أن العملية لاقت انتقادات واسعة لعدم تحقيقها الأهداف التي أعلن عنها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد ناقش خلال زيارة إلى المنطقة الجنوبية قرب الحدود مع غزة، الاثنين، خطة إعادة احتلال قطاع غزة مع قادة عسكريين. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن نتنياهو التقى خلال زيارته إلى المنطقة الجنوبية رئيس الأركان إيال زامير ووزير الأمن يسرائيل كاتس، وناقش معهما الخطط المدرجة لاحتلال غزة.
وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن يصادق كاتس على هذه الخطط اليوم الثلاثاء، فيما قالت إن المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” من المقرر أن يعقد جلسة نقاش أخرى حول تلك الخطط الخميس المقبل. وأشارت الصحيفة على موقعها إلى أن “الاستعدادات جارية لعقد اجتماع لمجلس الوزراء الموسع، رغم عدم صدور استدعاء رسمي بعد لأعضاء المجلس”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت في 8 أغسطس/آب الجاري خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
يأتي ذلك وسط تصاعد الآمال بالتوصل إلى اتفاق هدنة في القطاع الذي مزقته الحرب، بعدما أعلنت حركة حماس، في بيان مقتضب، مساء الاثنين، أنها والفصائل الفلسطينية أبلغت موافقتها على المقترح الذي قُدم لها بالأمس من الوسيطين المصري والقطري.