المسار : في الوقت الذي ينتظر فيه الوسطاء منذ الاثنين الماضي رد تل أبيب على مقترح التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، تجاهل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك، موجّهاً، أمس الأربعاء، بتسريع احتلال مدينة غزة. وفي تدوينة على حسابه بمنصة إكس، أشار مكتب نتنياهو إلى أن الأخير، وقبيل الموافقة على خطط احتلال مدينة غزة، وجّه بـ”تقليص الجداول الزمنية” للخطط بدعوى السيطرة على “معاقل حركة حماس الأخيرة وهزيمتها”، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي احتلال المدينة إلى تدمير كامل للقطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في تصريح صحافي، إنه “في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة موافقتها على المقترح الأخير الذي قدّمه الوسطاء، تصرّ حكومة الإرهاب الصهيونية على المضي في حربها الوحشية ضد المدنيين الأبرياء، بتصعيد عملياتها الإجرامية في مدينة غزة، بهدف تدميرها وتهجير أهلها، في جريمة حرب مكتملة الأركان”، مؤكدة أن “تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء وعدم رده عليه يثبت أنه المعطّل الحقيقي لأي اتفاق، وأنه لا يأبه لحياة أسراه وغير جاد في استعادتهم”.
ووافق وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقت سابق، على استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياطي إضافي للسيطرة على مدينة غزة. وذكرت تقارير إعلامية أنه من المقرر إجلاء سكان أكبر مدينة في قطاع غزة إلى مخيمات للاجئين في وسط القطاع المحاصر بحلول مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. ولليوم العاشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه المكثف على حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة. وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية توغلت في عدة محاور بالحي، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف استهدف المنازل والمباني السكنية، متسبباً بدمار واسع في البنية التحتية والممتلكات المدنية. ويشهد حي الزيتون، منذ 11 أغسطس/ آب الجاري، أعنف العمليات العسكرية، حيث ينفذ جيش الاحتلال عمليات قتل وتهجير قسري، إلى جانب حملة تدمير ممنهجة للمنازل والمنشآت، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات وتفاقم الكارثة الإنسانية، في إطار خطة لإعادة احتلال قطاع غزة.
وفي ظل معاناة القطاع الفلسطيني من ظروف إنسانية مأساوية جراء حرب الإبادة غير المسبوقة، التي تتزامن مع حصار إسرائيلي خانق، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في قطاع غزة تضاعف ثلاث مرات منذ مارس/ آذار الفائت. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بعدما أعلنت إسرائيل عن الخطوات الأولى للسيطرة على مدينة غزة. وقال غوتيريس في اليابان، حيث يشارك في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا: “من الضروري التوصل فوراً إلى وقف لإطلاق النار في غزة… لتجنب الموت والدمار اللذين ستسببهما حتماً أي عملية عسكرية تستهدف مدينة غزة”.