المسار : وصف برلمانيون في بريطانيا، الجمعة، زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ المقررة إلى بلادهم الأسبوع المقبل بأنها “وصمة عار”، وطالبوا بتوقيفه فور نزوله من الطائرة. وبحسب وكالة الأناضول، فإن الزيارة لم يُعلن عنها رسمياً بعد، لكنها أثارت ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية البريطانية.
النائبة عن حزب العمال الحاكم سارة شامبيون قالت في تدوينة عبر منصة إكس إنها تأمل أن تكون الأنباء بشأن الزيارة غير صحيحة، مضيفة: “أدركت المملكة المتحدة الخطر الحقيقي للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وإذا لم يكن هذا الاجتماع بشأن السلام، فماذا ستكون الرسالة التي سنرسلها؟”.
من جانبه، وصف النائب العمالي جون ماكدونيل استقبال هرتسوغ بأنه “وصمة عار لبريطانيا”، مؤكداً أن بلاده يجب ألا تسمح بدخوله، معرباً عن صدمته من استقبال ممثل حكومة “تقتل الأطفال الفلسطينيين يومياً بشكل ممنهج”. وانتقد ماكدونيل رئيس الوزراء كير ستارمر قائلاً إنه “أصم تجاه مشاعر البريطانيين وتجاه الشعب الفلسطيني”.
أما كالم ميلر، المتحدث باسم الشؤون الخارجية في حزب الديمقراطيين الأحرار، ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان، فقد دعا الحكومة إلى “اغتنام هذه الفرصة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة”. بدورها، عبرت النائبة السابقة في حزب العمال زارا سلطانة عن “اشمئزازها” من الزيارة المرتقبة، داعية عبر “إكس” إلى “اعتقال هرتسوغ فور وصوله باعتباره مجرم حرب”.
وصرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في 29 يوليو/ تموز الماضي، بأنّ المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/ أيلول، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين. وشنّ السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي هجوماً على ستارمر، بعد أن حثّ الأخير الدولة العبرية على “إعادة النظر على الفور” في خطتها بشأن السيطرة على مدينة غزة.
وجاء منشور السفير الأميركي، في 9 أغسطس/ آب الماضي، رداً على تصريح كير ستارمر الذي وصف فيه خطة إسرائيل المعلنة “لهزيمة” حماس في غزة بأنها “خطأ”، وحث حكومة بنيامين نتنياهو على “إعادة النظر فيها على الفور”. وأضاف ستارمر: “هذا العمل لن يساهم إطلاقاً في وضع حد للنزاع ولن يساعد في ضمان إطلاق سراح الرهائن” محذراً من أنه “سيؤدي فقط إلى إراقة المزيد من الدماء”.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية. وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 64 ألفاً و300 شهيد، و162 ألفاً و5 جرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينياً، بينهم 134 طفلاً.
(الأناضول، العربي الجديد)