المسار :على مدار 23 شهراً من الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يكن صمود المقاومة مجرد إنجاز عسكري، بل أصبح نموذجًا يكشف أزمة جوهرية في الأيديولوجية الصهيونية، وفق خبراء ومحللين فلسطينيين.
يقول الدكتور محسن صالح، مدير مركز الزيتونة للدراسات، إن صمود المقاومة يشكّل “عقدة في كيان الاحتلال”، ويكشف فشل إسرائيل في إخضاع الفلسطينيين، ويضعف الأسس التي بنت عليها فكرة الشرعية التي تتفاخر بها. وأضاف أن هذا الصمود يعكس أصالة الإنسان الفلسطيني وحضارته العريقة، أمام مشروع صهيوني يستند إلى نزع الإنسانية عن الفلسطيني لتبرير القتل والتهجير.
ويرى البروفيسور إيلان بابي من جامعة أرييل أن استنزاف إسرائيل المعنوي والسياسي بدأ يؤثر على تصورها كقوة لا تُقهَر، فيما يشير المحلل أحمد الحيلة إلى أن حماس ليست حركة مقاومة فحسب، بل جزء من المجتمع الفلسطيني وتمثل البنية المدنية والتنظيمية للمقاومة على الأرض.
ويؤكد الخبراء أن نجاح المقاومة في تحدي آلة الحرب الإسرائيلية لم يعد مجرد انتصار تكتيكي، بل هزيمة أيديولوجية لأفكار التفوق الصهيونية، ويعيد تعريف الفلسطيني ليس كضحية دائمة، بل كرمز للعزيمة والتحدي والهوية