المسار :
ردود فعل القرى التي صادفناها أمس تراوحت بين صدمة وإحراجب
عض العرب القلائل وقفوا على قمة الجبل وسبّوا، لكن الباقين اكتفوا بالمشاهدة بدهشة من المشهد: مجموعة يهود تجرؤ في صباح يوم صافٍ على التجول وكأنها صاحبة المكان في منطقة تُعتبر أرضًا عربية صافية.
أمس نظمنا رحلة تعزيزية في قلب إقليم بنيامين للفتيان والنشطاء من تلال يهودا والسامرة، من مزرعة شوبال قرب بروخين – وحتى قرية طرفون القريبة من مفترق الشرطة البريطانية.
مسار اجتاز ما يُسمى “تجمع عرورة” من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
المسار لم يُختَر عبثًا.
ما يقارب 25 كيلومترًا في أرض جبلية لإرهاق الشبان قليلًا.
الأهم: تعريفهم بأحد الأهداف المقبلة الأهم اليوم في الاستيطان – قلب الدولة الفلسطينية المخطط لها من أريئيل حتى بيت إيل.
> “كل موضع تدوسه أقدامكم – لكم يكون!”
هذه الآية ليست مجرد وعد لشعب إسرائيل، بل هي توجيه إلهي لكيفية نجاحنا في التمسك بأراضي البلاد التي مُنحت لنا.
المرحلة الأولى في السيطرة على الأرض بسيطة: أن نبدأ بالتجول فيها.
ليس مع سترة وخوذة في حافلة مدرعة، بل سيرًا على الأقدام، بهدوء، نتوقف لشرب القهوة، نغتسل في عين ماء، ونبث شعورًا بالطمأنينة والسكينة.
بعد ذلك، لاحقًا، عندما نشعر في داخلنا أننا أصحاب البيت، سيأتي الرعي، الزراعة والبناء لترسيخ الحضور اليهودي أكثر فأكثر.
المنطقة التي تجولنا فيها أمس، والمصنفة بمعظمها “منطقة A” نتيجة حماقة أوسلو رغم موقعها الاستراتيجي، ليست فقط خالية من الاستيطان اليهودي، بل حتى من المتنزهين اليهود، وهي مخصصة وفق خطط السلطة الفلسطينية لتكون مركز الدولة الفلسطينية.
الرحلة أمس هدفت بالطبع أيضًا إلى تعزيز الحضور اليهودي بمجرد القيام بالتجول،
لكن قبل كل شيء إلى ربط شباب التلال بهذا الإقليم المدهش،
وإبراز لنا إلى أي مدى ما يُصوَّر ككتلة عربية معادية وراء جبال الظلام – يمكن أن يُتاح للاستيطان بسهولة إن أردنا ذلك فقط.