المسار : رأت تحليلات إسرائيلية تناولت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الخميس، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد “رضخ” للرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، قد شكّل منعطفا ساهم بازدياد الضغط الأميركيّ على تل أبيب، ما أفضى في نهاية الأمر إلى التوصّل إلى اتفاق.
جاء ذلك بحسب ما كتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، الخميس، مشيرا إلى أن نتنياهو “سيحاول، الآن، تصوير نهاية الحرب على أنها نجاح، لكن من المستحيل تجاهُل الفجوة الهائلة بين ما قدّمه لناخبيه، وما حدث بالفعل”.
وأضاف أنه “لا يوجد نصر كامل على حماس هنا، والأمر بعيد كل البعد عن ’سحقها’، مثلما تعهّد الناطقون باسم الحكومة، طوال الحرب”.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن هناك “فهما” يقضي بألّا تمتلك حركة حماس، سلطة كاملة في قطاع غزة، بعد الآن، “لكن لم يتضح بعد، شكل ذلك، ويبدو أيضًا أن الفلسطينيين قد حققوا تدويلًا للصراع، وهو أمر لم يحدث من قبل، في تناقض تامّ مع أهداف نتنياهو المُعلَنة”.
وشدّد على أن “خلاصة القول، هي أن رئيس الحكومة (نتنياهو)، قد رضخ لترامب؛ هذا ما حدث”.
ويُبلغ نتنياهو مؤيديه بأنه إذا انسحبت إسرائيل إلى الخط الأصفر في قطاع غزة، وفقا للخرائط التي وضعتها إدارة ترامب، سيظل جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيطرًا على 53% من أراضي القطاع، والتي كانت في الأصل نحو 70%، مشيرا إلى أن ما سيحدث لاحقًا “يعتمد على سلوك حماس”، فإذا رفضت الحركة النأي بنفسها عن السُّلطة، وواصلت التمسّك بالسلاح، فلن تنسحب إسرائيل.
غير أن هرئيل ذكر أنه “من المشكوك فيه، أن يكون الأمر بهذه البساطة”، لافتا إلى أن “هناك ضغطا مضادا سيمارسه الوسطاء، والأرجح أن يُطالب الأميركيون إسرائيل لاحقًا، بسحب قواتها، أكثر نحو الحدود”.
وأوضح هرئيل أنه قد تكون هناك عقبات أخرى يجب معالجتها، مشيرا إلى أن ترتيبات وقف النار في لبنان، تعمل لصالح إسرائيل، بعد نحو عام من انتهاء الحرب هناك.
وأشار إلى أنه “يبدو أن الجمهور الإسرائيلي، لا يدرك تمامًا أن الألغاز ستظلّ عالقة؛ لكن المشكلة الأكبر، بعد عودة المُحتجَزين، ستبقى مسألة سلامة سكان منطقة ’غلاف غزة’، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أن الحرب على وشك الانتهاء، أخيرًا”.
الهجوم بالدوحة… “لحظة حاسمة”
وأشار تحليل صحيفة “هآرتس” إلى أن “اللحظة الحاسمة التي أدت إلى توقيع الاتفاق، الخميس، واضحة للعيان، وهي الهجوم الإسرائيلي الفاشل في الدوحة”، والذي شنّته تل أبيب في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، في محاولة لاغتيال أعضاء فريق حماس التفاوضي.
وذكر أنه صحيح أن نتنياهو، قد “وجّه تحذيرًا مبهمًا لترامب، بشأن نيّته الهجوم، لكن هذا لم يُهدئ غضب الرئيس الأميركي، لاحقًا، فمصالحه الاقتصادية، ومصالح كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، والقطريين، متشابكة”.
وشدّد المحلل العسكري على أن “أمير قطر (تميم بن حمد آل ثاني)، استطاع استغلال الغضب، وتحويله إلى مطلب حقيقيّ من ترامب، لإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب”.
وبذلك، “وُظِّف الضغط الأميركي على الطرفين؛ إسرائيل وحماس، وكذلك على الوسطاء: قطر ومصر، ومؤخّرا تركيا… وعندما يبدأ ترامب بذلك…. لا أحد يستطيع المقاومة، ولعلّ نتنياهو هو الأقلّ قدرة على ذلك”.