المسار : أصيب عشرة فلسطينيين، السبت، بجروح ورضوض متفاوتة، إثر اعتداءات شنها مستوطنون إسرائيليون، بحماية من جيش الاحتلال، على مزارعين خلال قطفهم للزيتون في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
ففي قرية دير نظام شمال غربي رام الله، هاجمت مجموعة من المستوطنين المسلحين ثلاث عائلات فلسطينية كانت تقطف الزيتون في أراضيها، مستخدمين العصي والحجارة، ما أسفر عن إصابة سبعة مواطنين بينهم نساء، وفق شهود عيان.
وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الوحيد المؤدي إلى القرية عقب الاعتداء، ومنعت الدخول أو الخروج منها، واعتقلت الشاب معتصم عبد الله التميمي واقتادته إلى جهة مجهولة.
وفي محافظة نابلس شمالي الضفة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن مستوطنين هاجموا بالعصي والكلاب مزارعين في منطقة وادي الحج عيسى ببلدة عقربا جنوب المدينة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح طفيفة وإجبارهم على مغادرة أراضيهم.
وتتزامن هذه الاعتداءات مع موسم قطف الزيتون الذي يمتد خلال شهري أكتوبر ونوفمبر/تشرين الثاني، والذي يشهد سنوياً تصاعداً في هجمات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وفي بلدة دوما المجاورة، منع جيش الاحتلال الإسرائيلي مزارعين فلسطينيين من الوصول لأراضيهم لقطف ثمار الزيتون، حسب ما نقلته “وفا” عن رئيس مجلس قروي البلدة سليمان دوابشة.
وأوضح دوابشة أن اعتداءات المستوطنين متواصلة على أراضي البلدة والمزارعين الفلسطينيين، والتي تشمل سرقة الزيتون وتخريب المزارع وتكسير الأشجار ورعي الأغنام في أراضي المواطنين.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ مستوطنون أكثر من 7 آلاف اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينها 158 هجوما استهدفت قاطفي الزيتون منذ مطلع الشهر الجاري.
وأوضح رئيس الهيئة مؤيد شعبان، في بيان صدر في 21 أكتوبر الجاري، أن الاعتداءات تسببت منذ بداية الموسم في تخريب نحو 795 شجرة زيتون.
ووصف شعبان الموسم الحالي بأنه “الأصعب منذ عقود” وسط اتساع سياسة “المناطق العسكرية المغلقة” على الأراضي الزراعية في الضفة.
ويُعد موسم الزيتون أحد أهم مواسم الزراعة في فلسطين، إذ تعتمد عليه آلاف العائلات كمصدر رئيسي للدخل والمعيشة.
ووفق تقرير صادر عن وزارة الزراعة الفلسطينية، يُعد الموسم الحالي من أضعف المواسم خلال العقود الأخيرة، إذ تشير التقديرات الميدانية إلى أن الإنتاج لا يتجاوز 15 بالمئة من المعدل الطبيعي.
وحسب بيانات الوزارة، بلغ إنتاج فلسطين من زيت الزيتون عام 2024 نحو 27 ألفا و300 طن، مقارنة بـ10 آلاف طن فقط عام 2023.
الاحتلال يعتقل 9 فلسطينيين في الضفة
اعتقل الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، 9 فلسطينيين على الأقل خلال حملة اقتحامات بمناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة.
واقتحمت قوات إسرائيلية مدينة الخليل جنوبي الضفة، واعتقلت الشاب بلال القواسمي بعد اقتحام منزله بمنطقة شارع السلام غربي المدينة، وفق مصادر محلية.
كما اقتحم الجيش قرية البرج جنوب الخليل، وداهم منزل المواطن عطية سليمان التلاحمة، وعبث بمحتوياته، بحسب المصادر ذاتها.
وفي بلدة قفين شمال مدينة طولكرم شمالي الضفة، اعتقل الجيش الإسرائيلي المواطنين محمد أشرف عجولي ومحمد وصفي هرشه، بعد اقتحام منزليهما.
كما اعتقل الجيش الشاب معزوز جعرون عقب مداهمة منزله خلال اقتحام ضاحية شويكة شمال طولكرم، بحسب مصادر محلية.
وتتعرض مدن وقرى ومخيمات الضفة لاقتحامات إسرائيلية يومية، تتخللها عمليات دهم للمنازل وتفتيشها، وعمليات تحقيق ميدانية واعتقالات.
وفي السياق، اعتقلت قوات إسرائيلية 3 فلسطينيين من بلدة دير بلوط غرب سلفيت (شمال)، عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وأوضحت الوكالة أن “قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت عددًا من المنازل وعبثت بمحتوياتها، قبل أن تعتقل كلا من: محمد فلاح موسى، وقيس عادل عبد الله، وإبراهيم رمزي مصطفى”.
وفي بلدة عنزة جنوب جنين شمالي الضفة، اعتقل جيش الاحتلال الشاب محمد عاهد صدقة، بعد اقتحام البلدة فجرًا ومداهمة منزله، وفق مصادر محلية.
وفي مدينة البيرة وسط الضفة، اعتقلت قوات إسرائيلية المواطن عمار خضيري، بعد مداهمة منزله بمنطقة البالوع وسط البيرة، وفق المصادر.
وإجمالا، أدت الهجمات الإسرائيلية في الضفة منذ 8 أكتوبر 2023 إلى استشهاد ما لا يقل عن ألف و57 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف، فضلا عن اعتقال أكثر من 20 ألفا بينهم 1600 طفل، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
(الأناضول)

