تركيا ستستضيف يوم الاثنين اجتماعا دوليا بشأن الخطوات التالية في غزة

المسار : قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الجمعة، إنّ وزراء خارجية عدد من الدول سيجتمعون يوم الاثنين المقبل في إسطنبول لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة والخطوات التالية هناك، مضيفاً أنّ تركيا قلقة بشأن استمرار هذه الهدنة. وذكر فيدان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإستوني مارغوس تساكنا في أنقرة، أنّ الاجتماع سيضمّ وزراء خارجية التقوا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيويورك في سبتمبر/ أيلول، مشيراً إلى أن المحادثات مستمرة بشأن تشكيل قوة عمل خاصة في غزة وقوة لإحلال الاستقرار هناك.

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن ذريعة لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة واستئناف الإبادة الجماعية أمام أعين العالم، مشدّداً على ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار من أجل الحفاظ على آمال السّلام الدائم واستمرار الأمن في المنطقة. بدوره، قال تساكنا خلال المؤتمر ذاته، إن الوضع الإنساني في غزة كارثي ويتوجب فرض قدر كبير من الضغوط على إسرائيل، مؤكداً دعم بلاده لحل الدولتين، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين، وتوقيعها على “إعلان نيويورك” بشأن حل الدولتين.

وتبذل كل من مصر وقطر جهوداً دبلوماسية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة وعدم تكرار الخروقات التي تهدّد صمود اتفاق شرم الشيخ الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. وقال مصدر دبلوماسي مصري مطلع لـ”العربي الجديد”، إن وزارة الخارجية المصرية أجرت خلال الساعات الماضية اتصالات مكثفة مع نظرائها في قطر والولايات المتحدة وتركيا لتثبيت الهدنة وإعادة الأمور إلى مسارها عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة رفح مساء الثلاثاء الماضي. وتحاول مصر وقطر صياغة مقترح جديد لآلية مراقبة ميدانية مشتركة بين الضامنين الأربعة (مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا)، توثّق الخروقات وتحيلها إلى لجنة سياسية عليا للنظر فيها خلال ساعات من وقوعها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقليص مساحة التصعيد المتكرر.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إنّ بلاده جاهزة بكل إمكاناتها لمساعدة غزة على التعافي بأسرع وقت ممكن. جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس أردوغان في انطلاق منتدى “تي آر تي وورلد” بإسطنبول تحت شعار “إعادة الإعمار العالمي: من النظام القديم إلى الواقع الجديد” ويستمر على مدار يومين.

وعن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أشار أردوغان إلى أن حركة حماس تبدي الحرص على الالتزام بالاتفاق فيما “إسرائيل وكأنها تبحث عن ذريعة لخرقه واستئناف مجازرها”، ولفت في هذا الإطار إلى نكث إسرائيل بمواثيقها، قائلاً: “الجميع يعرف السجل السيّئ لإسرائيل في الوفاء بتعهداتها”.

وعن الوضع المأساوي في غزة نتيجة الإبادة الإسرائيلية، قال أردوغان لم يبقَ في غزة مبنى واحد سليم تقريباً، إذ قُصفت المدارس والكنائس والمساجد والمستشفيات، واستنكر في هذا الإطار مزاعم البعض بأن “إسرائيل بريئة”، وقال: “إسرائيل تمتلك أسلحة نووية وأقوى القنابل وقادرة على ضرب غزة متى وكيف شاءت، فكيف يمكن أن تكون بريئة؟”.

ولفت إلى استشهاد 270 صحافياً في غزة وهم يخاطرون بحياتهم سعياً لنقل الحقائق للعالم في مواجهة آلة دعاية إسرائيلية مبنية على الأكاذيب. وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت الجوع سلاحاً قاتلاً ولا سيّما ضد الأطفال. وبخصوص مساعي إعادة إعمار قطاع غزة، أكد الرئيس أردوغان أن تركيا جاهزة بكل إمكاناتها لمساعدة غزة على التعافي بأسرع وقت ممكن.

وخلال كلمته، ذكر الرئيس أردوغان أن الأبرياء ما يزالون يموتون في أجراء كثيرة من العالم، رغم أن المشاكل والحلول واضحة في غالب الأحيان. وشدّد على أن المؤسسات المسؤولة عن حماية السلام والاستقرار العالمي لم تتخذ أي خطوة لوقف المجازر ومنع الإبادة الجماعية وإنقاذ أرواح الأطفال. وتطرق أردوغان إلى الشأن السوداني، وقال إن تركيا تدين بأشد العبارات الفظائع المرتكبة ضد المدنيين في مدينة الفاشر.

Share This Article