تشير تقارير منظمات دولية إلى أن الفاشر شهدت انتهاكات واسعة ضد المدنيين بعد سيطرة الدعم السريع عليها، ما دفع الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية إلى التنديد بالوضع الإنساني المتدهور.
تعيش ولاية شمال دارفور في السودان أوضاعا إنسانية مأساوية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، وذلك عقب حصار استمر نحو 18 شهرا.
وأجبرت المعارك المستمرة مئات العائلات على النزوح من بيوتها بحثا عن الأمان، وسط ظروف بالغة الصعوبة.
وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن الفاشر شهدت انتهاكات واسعة ضد المدنيين بعد سيطرة الدعم السريع عليها، ما دفع الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية إلى التنديد بالوضع الإنساني المتدهور.
ورصدت مؤسسات وهيئات أممية مشاهد مأساوية للنازحين الذين وصلوا إلى مدينة الدُبّة في الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة استمرت أسبوعًا، حيث تقيم نحو 4 آلاف أسرة في محطة انتظار مؤقتة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيما تصل يوميا من 10 إلى 20 أسرة جديدة من دارفور وكردفان.
وقال ناشطون إن معظم الفارين من الفاشر قطعوا مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام أو بوسائل بدائية، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وتعمل مفوضية العون الإنساني بالولاية الشمالية، وبالتعاون مع شركاء محليين ودوليين على تجهيز مخيمات جديدة لاستيعاب موجات النزوح المتزايدة.
ورغم المساعدات المحدودة التي قدمتها بعض المنظمات الإقليمية، إلا أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل حاد، خاصة مع توقعات بوصول أعداد كبيرة من النازحين خلال الأيام المقبلة.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على الفاشر يوم الأحد الماضي، في تطور عسكري خطير أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين نحو مناطق أكثر أمانا شمالا وغربا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مدينة طويلة، التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن الفاشر، كانت تؤوي أصلًا نحو 650 ألف نازح، وقد استقبلت مؤخرا أعدادا إضافية فاقت طاقتها.
ويحذر مراقبون من أن دارفور تقف على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع استمرار القتال وتوسع سيطرة الدعم السريع، وسط عجز دولي متزايد عن وقف الانتهاكات وتوفير الحماية للمدنيين.

