المسار :كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن انتهاكات خطيرة يتعرض لها الأسرى في معتقل “عوفر”، استنادًا إلى شهادات حديثة لأسيرين تدهورت أوضاعهما الصحية والنفسية بشكل كبير نتيجة الإهمال الطبي والقمع المتواصل.
ووفق تقرير الهيئة، يعاني الأسير محمد القاضي (30 عامًا) من حساسية شديدة تُعرف بـ”حساسية البرد”، وقد تفاقم وضعه الصحي بعد مصادرة دوائه لحظة اعتقاله ورفض تقديم العلاج له رغم تدهور حالته. وذكر القاضي أنه تعرض قبل شهر لاقتحام عنيف لغرفته، جرى خلاله تكبيله من الخلف وتغمية عينيه، ونقله إلى مرحاض بعيد عن الكاميرات حيث تعرّض للضرب المركز على الرأس والوجه وصعق بالكهرباء ثلاث مرات، ما أدى لإصابات في العين والأذن وفقدان التوازن، قبل أن يُعزل ثلاثة أيام.
كما أشار إلى أن إدارة المعتقل تسحب الأغطية يوميًا من الأسرى حتى المساء، بينما تتسرب مياه الأمطار إلى الغرف عبر الأسقف والنوافذ.
أما الأسير مجاهد يوسف (33 عامًا) من بلدة سلواد، والذي خضع لعملية ليزر في العين قبل اعتقاله، فيحتاج لقطرة طبية مرطبة بشكل دائم، لكن إدارة المعتقل وفرتها لمدة ثلاثة أيام فقط، ثم أبلغته بانعدام الدواء، ما تسبب له بتشوش في الرؤية وآلام حادة
ونقل محامي الهيئة أن ظروف الاحتجاز ازدادت قسوة، إذ لا تتجاوز مدة الفورة اليومية 15 دقيقة صباحًا و15 دقيقة مساءً، بينما تتعرض الغرف لاقتحامين إلى ثلاثة أسبوعيًا تترافق مع تفتيش عنيف واعتداءات وشتم. وأكد أن الأسرى “لا يحصلون على أكثر من 1% من حقوقهم الأساسية”.
وشددت الهيئة على أن هذه الانتهاكات المتصاعدة تجري في ظل صمت عربي ودولي، وغياب دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية، ما يترك الأسرى فريسة كاملة للعنف والإهمال داخل السجون.

