المسار : أبرزت الدراسة أن 72% من الطلبة يدمجون المركب الوطني “فلسطيني/عربي” في هوياتهم، مقابل عزوف شبه كامل عن تبني المركب “الإسرائيلي” كهوية انتماء.
عقدت جمعية الشباب العرب “بلدنا”، اليوم الجمعة، مؤتمرا لعرض دراسة ميدانية أعدها وكتبها الباحث في علم الاجتماع بمركز “مدى الكرمل”، د. خالد عنبتاوي، تحت عنوان “بين الدمج المبتور وسياسة الإسكات: تجربة وتصورات الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية تحت وطأة الملاحقة”.
وجاءت الدراسة لتوثيق تجربة الطلاب خلال العامين الأخيرين في ظل اشتداد موجة الملاحقة التي استهدفت المجتمع العربي عموما والطلاب الجامعيين خصوصا.

وأكّدت نتائج الدراسة أن حملات التخويف والإسكات لم تنجح في كيّ الوعي الطلابي، إذ ظلّت المواقف السياسية للطلاب نقدية تجاه الواقع العنصري، ومتمسّكة بالهوية والانتماء الوطني الفلسطيني.
وأظهرت أن الجامعة تُرى كفضاء مسيّس ومشحون. ورغم أن 83% من الطلبة يشعرون بالفخر بكونهم أعضاء في الجامعة، إلا أن 68% لا يشعرون بالراحة في التعبير عن هويتهم السياسية. كما بيّنت النتائج فجوة واضحة بين الطلاب ذوي الهوية الفلسطينية المركزية وغيرهم في تقييم التجربة الجامعية والعلاقة مع الطلبة اليهود.

وسجلت الدراسة استدعاء أكثر من 150 طالبًا لإجراءات تأديبية، وارتفاع مستوى الخوف لدى 45% من الطلبة، والشعور بالكراهية تجاه الجامعة لدى 25%. كما اعتبر 55% أن إدارة الجامعة لم تقدّم أي دعم خلال تعرضهم للعنصرية، مقابل دعم نسبي قدمته الكتل الطلابية العربية.
هويات مركبة وانتماء وطني واضح
وأبرزت الدراسة أن 72% من الطلبة يدمجون المركب الوطني “فلسطيني/عربي” في هوياتهم، مقابل عزوف شبه كامل عن تبني المركب “الإسرائيلي” كهوية انتماء. كما عبّر 70% عن رفض اعتبار النظام ديمقراطيًا للعرب واليهود، وأظهر الطلاب موقفًا نقديًا حادًا من الحرب على غزة.

وتوصي الدراسة بضرورة إنشاء منظومات دعم نفسي وهوياتي للطلبة، وتعزيز المعرفة القانونية والحقوقية، وتقوية التنظيم الطلابي العربي المستقل، وتأسيس وحدات “مرافقة طلابية” توفر حماية قانونية وتنظيمية مستمرة.
توثيق غير مسبوق لحملات الملاحقة
وقال د. عنبتاوي في حديث لها ، إن “الدافع الأساسي وراء الدراسة كان توثيق الحملة الأخيرة التي شهدت استدعاء نحو 150-160 طالبًا للجان طاعة، وطرد ما نسبته 30-40% منهم بإجراءات عقابية وغير قانونية”.
وشدّدت على أن “الملاحقة السياسية للطلاب لم تبدأ بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها تضاعفت حدّةً وشراسة بعده”. وأبرزت نصار معطيات الدراسة التي تؤكد أن الطلاب ورغم الترهيب، لم يتخلّوا عن هويتهم السياسية أو انتمائهم الفلسطيني، وأن غالبيتهم أبدوا جاهزية للعطاء والمشاركة في حال توفّرت فضاءات تنظيمية حاضنة.
أهمية استخلاص العبر الحركية والسياسية
وقال مركز الطلاب والشباب في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، يوسف طه، له، إن “أهمية الدراسة تكمن في توثيق الانتهاكات منذ بداية الحرب، والتي شملت لجان طاعة، اعتقالات، وإبعادات”.
وشدد على ضرورة أن تستخلص الحركات الطلابية العبر لبناء خطة إستراتيجية جديدة، خصوصًا في ظل زيادة القمع ومنع الأنشطة الطلابية، مع الإشارة إلى معطى إيجابي هو استعداد أكثر من 70% من الطلاب للانخراط في العمل الثقافي والسياسي.
شهادات طلابية حول تجارب قاسية
وروت مريم أبو قويدر من قرية الزرنوق، تجربتها في جامعة تل أبيب مؤكدة ، أنها تعرّضت لملاحقة خلال سنتها الأولى بسبب هويتها القومية ومكان سكنها.
وقالت إن “التجربة رغم صعوبتها منحتني قوة ووعيًا سياسيًا أكبر، وقمت بحث الطالبات على إسماع أصواتهن وعدم التنازل”.
ورأت بيروت وتد من مفوضية المساواة والتعددية والشؤون المجتمعية بجامعة تل أبيب، أن تبنّي توصيات الدراسة ضروري لفهم تحديات الطلاب بشكل أعمق، مؤكدة أهمية تطوير منظومات دعم فعالة داخل الجامعة.
المصدر .. عرب ٤٨

