المسار : تعرضت بلدة طمون جنوب مدينة طوباس خلال الأيام الأربعة الماضية إلى عدوان إسرائيلي غير مسبوق، هو الأوسع منذ سنوات، من حيث حجم القوات والآليات العسكرية المشاركة، وشدة استخدام القوة، بما في ذلك طائرات الأباتشي والجرافات الثقيلة. هذا العدوان جاء في سياق حملة عسكرية ممنهجة، استهدفت البنية التحتية، المدنيين، والمجالات الحيوية للبلدة، مما تسبب في خسائر مادية وبشرية ونفسية كبيرة.
أولًا: حجم الدمار في البنية التحتية والممتلكات
-
الشوارع والطرقات: جرفت الجرافات الشوارع الرئيسية والفرعية، وأصبحت الحركة شبه متوقفة، ما أدى إلى شل الحياة اليومية وصعوبة وصول السكان إلى أماكن العمل والخدمات.
-
شبكات المياه والكهرباء: تعرضت معظم الشبكات للدمار الكامل، ما تسبب في انقطاع مستمر للمياه والكهرباء، وزيادة معاناة الأهالي.
-
الممتلكات العامة والخاصة: دُمّرت العديد من المنازل والمحلات التجارية، وتحولت بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية أو مراكز تحقيق ميدانية بعد طرد سكانها.
ثانيًا: القطاع الزراعي والأمن الغذائي
-
تم تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالجرافات، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
-
أدى ذلك إلى ضرب مصادر رزق مئات العائلات، وتهديد الأمن الغذائي في البلدة والمناطق المحيطة.
ثالثًا: القطاع الصحي والطواقم الطبية
-
الوصول إلى المرافق الطبية تعرّض للعرقلة بسبب الانفجارات وتدمير الطرق، ما فاقم المخاطر الصحية على المرضى، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة.
-
تعاملت طواقم الإسعاف منذ بدء العدوان مع 130 إصابة، منها 66 حالة نقلت إلى المستشفيات، بينما عولج الباقون ميدانيًا رغم صعوبة الظروف.
رابعًا: القطاع التعليمي
-
تعطلت العملية التعليمية بشكل كامل، مما اضطر آلاف الطلاب إلى الانقطاع عن مدارسهم وجامعاتهم.
-
أثر الانقطاع التعليمي النفسي والتربوي كبير، حيث يعيش الأطفال حالة خوف وقلق دائمين، مع محدودية القدرة على التعلم الآمن أو التفاعل الاجتماعي.
خامسًا: الأثر النفسي على السكان
-
تكشف تقارير ميدانية عن اضطرابات نفسية واسعة لدى الأطفال والنساء وكبار السن نتيجة أصوات الانفجارات والتحليق المكثف للطائرات.
-
يعاني السكان من حالات هلع، اضطرابات نوم، وصدمات نفسية متواصلة، وهو ما يعكس حجم التوتر النفسي الناتج عن العدوان.
سادسًا: الاعتقالات والممارسات التعسفية
-
اعتقلت قوات الاحتلال 162 فلسطينيًا من المحافظة، قبل الإفراج عن معظمهم بعد تحقيقات ميدانية رافقها اعتداء وتنكيل.
-
تعتبر هذه الاعتقالات جزءًا من الضغط النفسي والجسدي على السكان ومحاولة لترهيب المجتمع المحلي.
سابعًا: الخلاصة والتوصيات
-
ما حدث في طمون ليس مجرد عملية عسكرية، بل عقاب جماعي ممنهج يستهدف السكان والبنية التحتية ومصادر الحياة الأساسية، ويشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
-
يبرز العدوان الحاجة الملحّة لتدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، لوقف الهجوم على المدنيين وحماية السكان، وتأمين العودة إلى الحياة الطبيعية.
-
نوصي بضرورة توثيق الانتهاكات وإيصالها للعالم، والعمل على تقديم الدعم النفسي والإغاثي للسكان المتضررين، مع الضغط على الاحتلال لضمان حقوق المدنيين وحمايتهم.

