بعد اختطافها وتسليمها للاحتلال… الحكيمة تسنيم الهمّص تعود حرة وتكشف تفاصيل صادمة عن احتجازها

المسار : عاشت الحكيمة الغزّية تسنيم مروان الهمّص واحدة من أقسى التجارب الإنسانية، حين تحوّل طريق عملها اليومي إلى بداية كابوس طويل، بعد اختطافها على يد مجموعة مسلّحة تتبع للعميل ياسر أبو شباب، وتسليمها مباشرة لقوات الاحتلال وسط ظروف مروّعة.

تسنيم، التي خرجت من منزلها صباحًا مرتدية معطفها الأبيض لخدمة الجرحى وسط حرب الإبادة المستمرة في غزة، لم تكن تعلم أنها ستجد نفسها خلال دقائق قليلة أسيرة في قبضة عصابة مرتبطة بالاحتلال، تُساق بالقوة وتخضع لتهديدات وصرخات هدفت لإرهابها وشلّ مقاومتها.

تفاصيل الاختطاف… من أيدي المرتزقة إلى زنازين الاحتلال

تؤكد الهمّص أن عناصر العصابة اعترضوا طريقها بشكل مفاجئ، واقتادوها بالقوة إلى جهة مجهولة، حيث تعرضت منذ اللحظة الأولى لأساليب ترهيب وإهانات ممنهجة، قبل أن يجري تسليمها مباشرة لقوات الاحتلال دون أي تهمة أو إجراءات قانونية.

وتروي أن الاحتلال سحبها بعنف وأخضعها لتفتيش “مهين وغير إنساني”، ثم نقلها فورًا إلى زنزانة انفرادية ضيقة ومظلمة، حيث بقيت لساعات طويلة معزولة عن العالم، لا تسمع سوى صراخ وتهديدات في الممرات، ما عمّق شعورها بالرعب والصدمة.

ضغط على العائلة وابتزاز لوالدها الطبيب

لم تتوقف المعاناة عند حدود تسنيم فقط، بل طالت عائلتها — كما تقول — إذ تعرض والدها، الطبيب المعروف مروان الهمّص، لمحاولات ضغط وابتزاز نفسي بهدف انتزاع مواقف منه تحت وطأة القلق على ابنته.

وتوضح تسنيم أن فترة اعتقالها ترافقت مع استجوابات ترهيبية واتهامات بلا أساس، تخللتها وعود متضاربة بالإفراج، ما جعلها تعيش حالة مستمرة من الخوف وعدم اليقين.

ورغم صدور قرار بالإفراج عنها بعد فترة من الاحتجاز، بقيت أسيرة لعدة أيام إضافية دون تفسير، في خطوة وصفتها بأنها محاولة متعمّدة لـ”إطالة معاناتها ومعاناة أسرتها”.

دعوات لفتح تحقيق شامل

في ختام شهادتها، طالبت تسنيم الجهات المختصة بفتح تحقيق شامل وجاد في حادثة اختطافها واعتقالها، ومحاسبة جميع المتورطين، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين — وخاصة النساء — من أي ممارسات خارجة عن القانون.

قضية تكشف جانبًا مظلمًا من واقع الأسيرات

قصة تسنيم لم تكن مجرد تجربة شخصية، بل أعادت تسليط الضوء على المعاناة القاسية التي تعيشها الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، من إهمال، وإهانات، وابتزاز نفسي، وظروف اعتقال لا تراعي أدنى المعايير الإنسانية.

تجربتها باتت — كما ترى مؤسسات حقوقية — امتدادًا لسلسلة طويلة من الانتهاكات ضد النساء الفلسطينيات، في وقت يُغض العالم الطرف عن هذه القصص، بينما يرفع صوته فقط حين يتعلق الأمر بجنود الاحتلال.

Share This Article