المسار :في مقال جديد للكاتبة والصحافية كاتلين جونستون، كُشف النقاب عن الدور الذي تلعبه مؤسسات الإعلام الغربي، ولا سيما تلك المملوكة لإمبراطورية مردوخ، في تحويل الأخبار إلى أداة ترويج للحروب وصناعة قبول شعبي للسياسات الأمريكية حول العالم.
جونستون استشهدت بتقرير نشرته وول ستريت جورنال تحت عنوان: “كيف تُغرق عصابات فنزويلا وجهاديون من أفريقيا أوروبا بالكوكايين”، والذي تزامن بشكل لافت مع تهديدات وجهتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. التقرير قدّم مادورو بوصفه “الطاغية”، وربط تهريب المخدرات بالجماعات الجهادية، في سردية اعتبرتها جونستون نموذجًا للبروباغندا الحربية الكلاسيكية.
وأكدت جونستون أن الإعلام الغربي ليس حرًا كما يتم الترويج له، بل خاضع لسلطة المليارديرات والمؤسسات السياسية، ويعمل على صياغة الرواية لا نقل الحقيقة. وترى أن القيادات التحريرية تُعيَّن وفق مصالح الممولين، بينما يتعلم الصحافيون سريعًا “الخطوط الحمراء” للسرد المقبول.
الكاتبة عادت إلى تجربة الغزو الأمريكي للعراق، عندما روّج الإعلام الغربي روايات مزيفة عن أسلحة الدمار الشامل وربط صدام حسين بهجمات 11 سبتمبر، ليصبح غزو بلد بعيد آلاف الكيلومترات أمرًا مقبولًا لدى الجمهور.
وترى جونستون أن كشف هذا الخداع هو الطريق نحو وعي جماهيري قادر على مواجهة الهيمنة الإعلامية. فلو عرف الناس حقيقة ما يجري باسمهم، لثاروا فورًا ضد الأنظمة التي تستخدم الإعلام لتشكيل وعيهم.
وتخلص إلى أن تفكيك هذه الآلة الدعائية هو الخطوة الأولى نحو عالم أكثر وعيًا وعدلاً، سواء في فنزويلا أو غزة أو أي مكان تُساق فيه الأكاذيب لخدمة القوة والهيمنة.

