برية القدس ( بوابة القدس الشرقية).. العقبة الأخيرة أمام مخطط استيطاني كبير

المسار : تتسارع وتيرة المشاريع الاستيطانية شرق مدينة القدس المحتلة، وتتوالى خطوات حكومة الاحتلال الإسرائيلية لفرض مخطط “القدس الكبرى” الاستيطاني كأمر واقع، عبر تنفيذ مخطط “E1” الذي يهدف لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وتصفية الوجود الفلسطيني في المنطقة؛ والذي يتمحور حول العشرات من التجمعات البدوية التي تعرف باسم “برية القدس”.

حزام استيطاني يخنق القدس

وأكدّ رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في أبو ديس (شمال شرق القدس)، المحامي بسام بحر،  أنّ الاحتلال انتهج سياسات متصاعدة منذ الحرب على غزة لتعزيز الاستيطان وسرقة الأراضي، مستهدفًا كافة مناطق الضفة الغربية، خاصة البلدات الشرقية للقدس مثل “عناتا” و”أبو ديس”.

وقال بحر: “يسعى الاحتلال لإقامة (حزام استيطاني) يحيط بالقدس من الجهة الشرقية، لعزلها تمامًا عن عمقها الفلسطيني، عبر إقرار مشاريع استيطانية ضخمة، تشمل بناء مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة منها، لربط الكتل الاستيطانية ببعضها البعض”.

وأضاف: “أخطر هذه المخططات هو مشروع القدس الكبرى، الذي يقوم على مصادرة أكثر من 67 ألف دونم، تمتد من شرق أبو ديس والسواحرة، مرورًا بمستوطنات (كيدار) و(معاليه أدوميم)، وصولًا إلى مشارف أريحا، مما يعني السيطرة الكاملة على الأراضي الشرقية”.

التجمعات البدوية.. العقبة الأخيرة

من جانبه، لفت الباحث المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، إلى الاستهداف المباشر للتجمعات البدوية في مناطق شمال شرق القدس والعمل على ضم الأرض، وهي خالية من السكان.

وقال أبو دياب: “تشكل مناطق برية القدس أو بادية القدس، كما كانت تصفها المصادر التاريخية الفلسطينية، بوابة القدس الشرقية، والعقبة الأخيرة، أمام إتمام مخطط E1، ولذلك يعمل الاحتلال على تصفية الوجود الفلسطيني في المنطقة الممتدة من الزعيم والعيزرية (بلدات تقع شمال شرق القدس) حتى البحر الميت.

وأضاف “تعمل إسرائيل على منع بقاء هذه التجمعات، لأن سكانها يحملون الهوية الفلسطينية، مما يعيق عملية الضم الإسرائيلي والسيطرة الديموغرافية عبر إحلال المستوطنين وتسكينهم في المستوطنات المخطط إقامتها في تلك المنطقة”.

وحول آليات تنفيذ مخططات الاحتلال، أشار أبو دياب إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية أطلقت يد عصابات المستوطنين ومنظمة “شبيبة التلال” (منظمة تتبع الصهيونية الدينية) لشن هجمات يومية على البدو الفلسطينيين، تشمل سرقة المواشي والسيطرة على الممتلكات، لخلق “بيئة طاردة” تجبرهم على الرحيل

وكشف أبو دياب عن مخطط تهويدي جديد بدأ الاحتلال بالعمل عليه في منطقة برية القدس، إذ شرع بإقامة مطار في منطقة النبي موسى (تجمع فلسطيني بين القدس وأريحا) لخدمة المشاريع الاستيطانية في المنطقة، بالتوازي مع توسع عمليات الاستيلاء على الأراضي في منطقة الخان الأحمر التي تضم العشرات من التجمعات البدوية، شمال شرق القدس.

وختم أبو دياب حديثه بالتأكيد على أن تنفيذ هذه المخططات يعني القضاء نهائيًا على “حلم الدولة الفلسطينية”، وفصل الضفة الغربية إلى قسمين متباعدين، ووضع نحو 9 آلاف فلسطيني في مهب التهجير القسري.

وتمتد منطقة “برية القدس” و”بادية القدس” على مساحة 25 كم مربع في المنطقة الشمالية الشرقية للقدس، شرق بلدتي أبو ديس والعيزرية، وصولاً للبحر الميت، وكانت تعرف تاريخياً بأسماء متعددة منها “الخان الأحمر”.

وتسكن المنطقة العديد من العشائر الفلسطينية البدوية، ومن أبرزها عرب الجهالين والكعابنة، وعدد من فروع عشيرة التعامرة، ويعد وجودهم عقبة مركزية في وجه مخططات التهويد والاستيطان في المنطقة.

المصدر : قدس برس

Share This Article