ران أدليست
المسار:ليس لدولة “اليمين بالكامل” حق في أن تكون عضواً في أسرة الشعوب. يكفي أن يمر المرء على تقارير الأسبوع الماضي ويتوقف عند المعابر الحادة إلى عفو عديم المعنى، ليفهم بأن النبذ حدث بسبب الشر. كما يمكن أيضاً النبش في أمعاء الشر البشري في محاولة لفهم كيف أصبح الشر جزءاً من المكون الخلقي لليمين في إسرائيل. شر أصيل، بأيديولوجيا أمنية، من عقلية مجتمع أو مجرد سادية أفراد. من السهل الوصول إلى الفظاعة التي رافقت أحداث الشر في الميدان، ما عليك سوى أن تضغط على الرقم 14 في جهاز التحكم من بعد في التلفزيون، وستجدون أنفسكم تغرقون في شلال من الغرور الشيطان يعرف من أي قعر يأتي الوحش وينشأ.
رئيس الوزراء يتحمل المسؤولية عن أفعال منفذ كلمته، بن غفير. مستعربان من حرس الحدود اشتبه بهما بإعدام فلسطينيين جثما على ركبهما ورفعا أياديهما. في اليوم الذي حقق فيه معهما في وحدة تحقيق الشرطة، وصل الوزير بن غفير إلى وحدة المستعربين ورفع رتبة قائد الوحدة إلى رتبة عقيد. “جئت لأعزز وأعانق المقاتلين الأبطال هنا”، قال. “يجب وضع حد لهذا الإجراء المشوه حين يطلق مقاتلونا النار على مخرب، يؤخذونهم إلى التحقيق على الفور. نحن نقاتل أعداء وقتلة يريدون اغتصاب النساء وحرق الرضع… المقاتلون عملوا بالضبط كما هو متوقع منهم. هؤلاء مخربون يجب أن يموتوا”.
حتى لو كنت تعيش في ألاسكا وترى ما يحصل هنا في الميدان، ستشعر بتعطش الدماء الذي يسيطر على أجزاء في الجيش. فإلى جانب الشر الفتاك المباشر، يوجد شر عرضي إداري وكأنه متأصل. مُسيرة قتلت يوم السبت الأخير شقيقين ابني 10 و12 كانا في خان يونس يجمعان الحطب للتدفئة لمساعدة أبيهما المعاق. وأفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن قوات من لواء “كفير” شخصت مشبوهين اجتازا الخط الأصفر، “نفذا أعمالاً مشبوهة على الأرض واقتربا من القوات على نحو شكل تهديداً فورياً عليهم”. عندها تبين وجود حاجة لتقاسم هذا العار، فقد أضاف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن “سلاح الجو، بتوجيه من القوات في الميدان، صفى المشبوهين بهدف إزالة التهديد”. عصبة مختلطة من شبان وشابات في “الصهيونية الدينية” (المدرسة الإيمانية). بودهم لو يشرحوا لأنفسهم وللعالم ما الذي دفعهم إلى ذلك: “ما دفعني للاستيقاظ والرغبة في العمل حصل في الجولة الحالية”، روى أحدهم. “جلست يوم السبت مع أصدقاء، تحدثنا عن خدمة الاحتياط، ورووا عن صديق من دورتنا، أعرف أحدهم جيداً. هو ورفاقه أمسكوا بغزي. قائد الكتيبة أمر بتحريره. لكنهم لم يرغبوا في ذلك، فرفعوه إلى السطح وأعدموه. عندما كُشف أمرهم، كان العقاب أسبوعاً خارج غزة… صديق كان معنا وسمع القصة قال: “كنا نفعل هذا دائماً، لكن دون أن يكشف أمرنا”. خرجت مصدوماً”. ماذا في ذلك؟
معاريف 3/12/2025

