النقب | أهالي قرية السر: نواجه الشتاء في خيام بعد هدم سلطات الاحتلال 80% من منازلنا

المسار : – قال أهالي قرية السر مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، إنهم يواجهون فصل الشتاء والبرد القارس في خيام بدائية وعلى أنقاض منازلهم، بعد أن نفّذت سلطات الاحتلال عمليات هدم طالت نحو 80% من مساكن القرية بذريعة البناء غير المرخّص، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات.

ووفق معطيات محلية، هدمت سلطات الاحتلال قرابة 320 منزلًا من أصل 350، تاركة نحو 1500 مواطن بلا مأوى، يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، في ظل غرق الخيام بمياه الأمطار، وانعدام الكهرباء والبنى التحتية الأساسية.

وأكد سكان القرية أن معاناتهم تتفاقم مع حلول الشتاء، خاصة بين الطلبة وكبار السن والمرضى، ولا سيما من يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي، في ظل انقطاع التيار الكهربائي واضطرارهم للاعتماد على مولدات بدائية.

وقال الشاب إبراهيم القريبي، أحد المتضررين من عمليات الهدم، إن الأهالي رفضوا مغادرة أرضهم رغم تدمير منازلهم، ونصبوا خيامًا بجوار الأنقاض في محاولة للصمود، مشيرًا إلى أن ما تبقى من منازل القرية لا يزال مهددًا بالهدم. وأضاف أن هدم المنازل مساس مباشر بكرامة الإنسان وأمنه، مؤكدًا أن الصمود بات خيارًا لا بديل عنه.

من جانبه، قال سويلم العمرني، عضو مجلس شقيب السلام المحلي، إن أوضاع الأهالي بعد مرور ثلاثة أشهر على الهدم ما زالت في غاية الصعوبة، مشددًا على أن العائلات شُرّدت دون توفير أي بدائل سكنية أو تخصيص قسائم أراضٍ، وأن ما يُتداول من وعود رسمية لا يتجاوز كونه كلامًا بلا تنفيذ.

وأوضح العمرني أن طبيعة النقب الصحراوية تجعل الأمطار الغزيرة سببًا مباشرًا لغرق الخيام وممتلكات السكان، ما يضاعف من معاناتهم، لافتًا إلى أن واقع أهالي النقب لا يختلف كثيرًا عن واقع سكان قطاع غزة من حيث سياسات التضييق والتجويع وفرض الظروف القاسية.

وأشار إلى أن طلاب المدارس يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مدارسهم خارج القرية، فيما بات بعضهم خارج الإطار التعليمي كليًا، في حين يعيش كبار السن والمرضى أوضاعًا صحية خطيرة في ظل انعدام الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وطالب العمرني القيادات العربية، والمؤسسات الحقوقية، واللجان الشعبية، بالتحرك العاجل لتوفير دعم حقيقي ومستدام لأهالي القرية، وليس الاكتفاء بالحضور الإعلامي وقت الهدم فقط، مؤكدًا أن هناك مساحات يمكن استغلالها لإقامة مساكن مؤقتة من البناء الخفيف إلى حين إيجاد حلول جذرية.

وختم بالقول إن أهالي السر متمسكون بأرضهم وحقهم في السكن الكريم، محمّلين سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سياسة الهدم والتهجير القسري التي تستهدف القرى العربية في النقب، في إطار مخطط ممنهج لتضييق الخناق على الوجود الفلسطيني في المنطقة.

Share This Article