المسار ( عن وكالة صفا) : سُميت “عابر إسرائيل”، لكنها تشق معظم الأراضي المحتلة عام 1948، ملتهمة كل ما في طريقها للمصادرة، حتى وصلت في مرحلتها الحالية للخط الفاصل بين الداخل المحتل والضفة الغربية (أراضي عام 1967) ضمن مشروع ضخم يُعرف بـ”شارع 6”.
ويُعد “شارع 6” المشروع الذي أقيمت لأجله شركة “عابر إسرائيل” الحكومية، والذي يلتهم بطولته البالغ 300 كم، ما يزيد عن 30 مليون متر مربع من أراضي الفلسطينيين الزراعية، ذات الملكية الخاصة.
ووصل مشروع “شارع 6” في مرحلته الحالية،إلى بلدات منها: طمرة، جديدة المكر، شفاعمرو، كابول، الشُعب، وقرى الجليل، والتي وقف أصحاب الأراضي فيها بأجسادهم، محتجين على مصادرتها.
لكن قرار المصادرة الذي اتُخذ في المخطط، نهائي، ويمنع أصحاب هذه الأراضي حتى من التعويض بأراضٍ أخرى، حسبما يؤكد عضو اللجنة الشعبية لمواجهة المخطط المسؤول في مؤسسة شؤون المهجرين في أراضي الـ48.
يلتهم آلاف الدونمات
ويقول سليمان فحماوي لوكالة “صفا”، إن: “شركة عابر إسرائيل أقيمت لمشروع شارع 6، وهي مختصة به وحده فقط، لكنه مشروع استيطاني مصادراتي ضخم، يعادل عشرات المشاريع”.
ويضيف “هذه الشركة حكومية أقيمت عام 1993، وتخصصها شق شارع 6 حتى النهاية، وهو شارع استيطاني تجاري سريع، لربط جنوب البلاد بشمالها، ومدفوع الأجر”.
ويعني بمدفوع الأجر، أن أي مركبة تريد أن تمر من الشارع، يجب أن يدفع صاحبها رسومًا”.
ويفيد بأن طول الشارع حوالي 300 كم، فيما يبغ عرضه ما لا يقل عن 100 متر، مستطردًا “هو بذلك يصادر ما لا يقل مجموعه عن 300 ألف دونم زراعي”.
ويشدد على أن “شارع 6 أثّر بشكل كبير على قرى الداخل الفلسطيني، وصادر آلاف الدونمات في مراحله السابقة، في بلدات عرعرة وكفر قرع والجت وباقة الغربية ومدن أخرى كثيرة.
رفض التعويض
وبحسب فحماوي، فإن الشارع يمر اليوم بمناطق أخرى لاستكماله، مصادرًا آلاف الدونمات، وهو ما دفع أصحاب الأراضي المتضررين للاحتجاج، والمطالبة بوضع حد له، وتعويضهم بأرض مقابل أرض، على الأقل.
لكن فحماوي يقول: “هو مشروع مصادراتي بالدرجة الأولى، فلا يمكن أن يعوض أرض مقابل أرض، لذلك فإن ما تسمى دائرة أراضي إسرائيل، عرضت تعويضا ماليا بائسا مقابل هذه الآلاف من الدونمات، وما ما يرفضه أصحاب الأرض”.
ويشير إلى أن شركة “عابر إسرائيل” بالتنسيق مع ما تسمى “دائرة أراضي إسرائيل”، تمارس طرقًا التوائية في ملف التعويض لبعض أصحاب الأراضي، كما حدث في شفاعمرو، حينما عوضت صاحب أرض عشرة دونمات في أراضي مصنفة بأنها “حارس أملاك الغائبين”، وهو ما يضع صاحب الأرض أمام محاذير مستقبلية، لكونها ليست ملكه الخاص.
مراحله ووصوله للضفة
ونفذ أصحاب الأراضي اعتصامات عديدة سابقة وتوجهت لجان شعبية وممثلون عنهم للمحاكم لمحاولة التصدي للمشروع، لكن جميعها باءت بالفشل، وتم صدّ المتقدمين للمحاكم، بزعم أن الشركة تنفذ “مشروع لصالح الدولة”.
ويقول فحماوي: “المحكمة لا تستقبل أي اعتراضات لأن المشروع يعطي صلاحية كاملة لوزير النقل والمواصلات الإسرائيلي، بإصدار مرسوم للمصادرة دون أي اعتراض أو تعويض”.
ويشير إلى أن”شارع 6″، يصل اليوم من مدينة كفر قاسم ووادي عارة إلى قلقيلية وطولكرم في الضفة.
ويضيف “هذا يعني أنه فاصل في مرحلة من مراحله بين أراضي عام 67، و48، ويكون محاذيًا لجدار الفصل العنصري في منطقة طولكرم، بمساحة لا تتعدى الأمتار القليلة”.

