المسار :حذّر مكتب إعلام الأسرى من التدهور الخطير في الأوضاع الاعتقالية والإنسانية التي يتعرض لها الأسير وجدي عزمي جودة (46 عامًا) من بلدة عراق التايه شرق نابلس، في ظل استمرار احتجازه داخل العزل الانفرادي بسجون الاحتلال.
وأوضح المكتب، في بيان صدر اليوم السبت، أن الأسير جودة محتجز في سجن جانوت داخل زنزانة انفرادية شديدة البرودة، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية، في إطار سياسة إهمال متعمدة وانتهاكات متواصلة منذ نقله إلى العزل.
وأشار إلى أن الأسير تعرض لاعتداءات متكررة بالضرب المبرح خلال اقتحامات وحدات القمع لقسمه، خاصة خلال شهر كانون الأول الجاري، إضافة إلى التجويع والإهمال الطبي الشديد، ما أدى إلى فقدانه نحو 40 كيلوغرامًا من وزنه، إلى جانب معاناته المستمرة من البرد القارس داخل الزنزانة.
وأكد المكتب أن ما يتعرض له الأسير جودة يندرج ضمن سياسة انتقامية ممنهجة تستهدف قادة ورموز الحركة الأسيرة، لافتًا إلى أنه يشغل منصب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وحمّل مكتب إعلام الأسرى سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير وجدي جودة، مطالبًا المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل العاجل لوقف عزله وإنهاء الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها.
وبحسب معطيات رسمية حتى مطلع كانون الأول الجاري، يعتقل الاحتلال في سجونه نحو 9300 أسير، بينهم 51 أسيرة، و350 طفلًا، و3350 معتقلًا إداريًا، إضافة إلى 1220 معتقلًا مصنّفين كـ“مقاتلين غير شرعيين”، دون احتساب معتقلي غزة في معسكرات جيش الاحتلال.
وتؤكد تقارير حقوقية وشهادات موثقة لأسرى محررين أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأشكال واسعة من الانتهاكات، تشمل التعذيب، والضرب، والتجويع، والإهمال الطبي، والاعتداءات الجنسية، في ظل تصعيد ممنهج تقوده حكومة الاحتلال ووزير “الأمن القومي” المتطرف إيتمار بن غفير.
واستشهد ما لا يقل عن 100 أسير فلسطيني من غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والظروف الاعتقالية القاسية، فيما لا يزال مصير مئات المعتقلين مجهولًا داخل سجون ومعسكرات الاحتلال.

