إسرائيلياتفن وثقافة

فيلم غولدا مائير يظهر لنا المستعمرة في حالة ارتباك (نقد سينمائي)

 

شاهدت فيلم غولدا المصنوع جيدا بعناصر صهيونية وبشكل محكم البناء ليجعل المشاهد يتعاطف مع العجوز المتهالكة غولدا التي ظهرت كأم يهودية تصنع حساء الشمندر الأوكراني للضيوف اليهود مثل هنري كيسنجر.
الفيلم يتناول حرب أكتوبر ١٩٧٣ وكيف قام السوريون وَالمصريون بشن هجوم مفاجيء على المستعمرة لتحرير كل من الجولان وسيناء. ويظهر أن المعلومات التي نقلها زعماء ووكلاء من الإقليم ولندن لم تكن كافية لكي تحرك العجوز غولدا مؤخرتها والاستعداد للحرب.
يظهر في الفيلم أن المستعمرة بقيادة موشيه ديان والعجوز غولدا لم تكن قادرة على مواجهة الجيشين المصري والسوري، فكان الاستنجاد بأميركا التي ارسلت اساطيلها (دبابات وطيارات) لنجدة المستعمرة التي كادت تتعرض للهزيمة.
ويبدو أن الأميركان رفضوا وقف إطلاق النار في وضع هزيمة وانتظروا حتى اختلفت موازين المعارك وطلب الأميركان وقف الحرب.
ظهر في نهاية الفيلم الرئيس أنور السادات يجلس في منصة مفاوضات بين شمعون بيريزوغولدا مائير ويتبادلون الضحكات والتندر بأنهم عجائز وأنه آن أوان تصالحهم.
الفيلم بعنوان غولدا ٢٠٢٣ من صنع المستعمرة من إخراج وإنتاج وطواقم وممثلين.. ويأتي عرض الفيلم في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر ١٩٧٣ التي سمّاها البعض بأنها معركة تحريك.. كون اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر والمستعمرة تمت بعد اربع سنوات من الحرب حول استعادة سيناء بدل معاهدة سلام وتطبيع.. وبقي الجولان محتلاً ولم تتم تسوية أمره.
الفيلم يظهر لنا ارئيل شارون العنيد الذي قاد عملية تغيير موازين المعركة مع المصريين، وفي ذات الوقت يظهر لنا موشيه دايان، الضعيف والمهزوز الذي قاد المعارك مع السوريين وكان فاشلا فأرسلته غولدا للبيت لكي تبعده عن المعارك.
الفيلم الذي يكشف شبه حقائق للمرة الأولى بعد ٥٠ علماَ من حرب أكتوبر ٧٣ يريد من المشاهد الأوروبي أن يتضامن مع المستعمرة المهدد وجودها. ولكنه فيلم يكشف في ذات الوقت لنا الوهن والضعف لبيت المستعمرة وأظهره اوهن من بيت العنكبوت لولا نجدة الأميركان.

(قراءة نقدية: د. تيسير المشارقة)