نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً أكّدت فيه أن عمليات الهدم التي تقوم بها قوات الاحتلال البرية تمحو مناطق واسعة من قطاع غزة، وتغيّر صورة المكان.
وبيّن التقرير أنّه إلى جانب توثيق الأضرار التي سببتها غارات الطيران الإسرائيلي على مجمعات وأحياء سكنية كاملة، فقد نفذّ جيش الاحتلال أيضاً موجة من التفجيرات والتي غيرت المشهد بشكلٍ جذري في الأشهر الأخيرة.
والتقطت الأقمار الاصطناعية صور الدمار الذي أحدثته الغارات الجوية، لكن ما تقوم به قوات الاحتلال على الأرض لم يكشف عن حجمه وخطورته على الحياة في القطاع بعد.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد قامت “إسرائيل”، ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بـ 33 عملية هدم عن بُعد، دمرت فيها مئات المباني، بما فيها المساجد والمدارس وأجزاء كاملة من الأحياء السكنية، حسبما يظهر تحليل أجرته الصحيفة للقطات عسكرية إسرائيلية ومقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين “إسرائيليين”، لم يكشفوا عن هويتهم، قولهم إنّ “إسرائيل” تريد هدم المباني الفلسطينية القريبة من الحدود كجزء من جهد لإنشاء “منطقة عازلة” أمنية داخل غزة.
لكن معظم مواقع الهدم التي حددتها صحيفة التايمز حدثت خارج ما يسمى بالمنطقة العازلة. فحسب الصحيفة فتم تنفيذ إحدى أكبر عمليات الهدم في حي الشجاعية، وهو حي سكني يقع على مشارف مدينة غزة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تعمّد “الجيش” الإسرائيلي إحراق المئات من المنازل داخل قطاع غزّة بكل ما فيها من ممتلكات، ونقلت عن ضباط من “جيش” الاحتلال تأكيدهم أن إحراق البيوت تحول إلى “وسيلة تدميرية شائعة”.