
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، عن رفض مؤسس المطبخ المركزي العالمي خوسيه أندريس تلقي مكالمة هاتفية من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس. وقالت إن جهات حاولت تنسيق هذه المكالمة توجّهت لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، وهذه توجّهت بدورها لأندريس، الذي قال إن مثل هذه المكالمة غير مجدية.
وحسب مراسلات حصلت عليها، تقول “يديعوت أحرونوت” أيضاً إن أندريس برّر رفضه بالقول إنه لا يشعر بالراحة في إجراء مثل هذه المكالمة مع نتنياهو، وإنه يفضّل الحديث مع رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ، وفعلاً تحدّثا، وعبّر هرتسوغ عن أساه على موت 7 من طاقم المؤسسة الدولية، لكنه لم يعتذر.
فيما رفض مكتب نتنياهو التعليق على سؤال “يديعوت أحرونوت”، استذكرت الأخيرة أن الرئيس الأمريكي بايدن قد عقّبَ على “الحادثة” بالقول، أمس، إنه غاضب وقلبه مكسور على موت عاملي المنظمة الإنسانية أحدهم أمريكي. وتابع، في انتقاد غير مباشر وملطّف مخفّف: “التحقيق ينبغي أن يكون سريعاً، ومثل هذه الحوادث يجب ألا يحدث”.
يسلّحون ويتباكون على الجوعى
وفي محاولة لتخفيف وطأة الانتقادات الموجّهة للولايات المتحدة، التي تواصل مدّ إسرائيل بأخطر السلاح، تطالب الإدارة الأمريكية بزيادة فورية وكبيرة للمساعدات الإنسانية للغزيين.
ومن جانبه، قال رئيس حكومة أستراليا، التي قتل بعض مواطنيها في المذبحة في غزة، إن شروحات إسرائيل حول قتل سبعة من طاقم المطبخ المركزي العالمي غير كافية. ورغم المخاوف في إسرائيل من ردود فعل قاسية جداً في العالم على قتل طاقم المطبخ العالمي، فإن مواقف الدول الغربية ما زالت غير صارمة ودون أبعاد فعلية عملية، بل إن بعض الأوساط الإسرائيلية يبدي انتقادات أشد وأقسى من مواقف دولية رسمية لسياسات الاحتلال في هذا المضمار.
في مقاله، اليوم، يوضح محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل أن قتل طاقم المطبخ العالمي يشكّل عارضاً لظاهرة الضغط السريع على زناد النار التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي داخل مناطق تعجّ بالمدنيين.
نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين
بيد أن هناك جهات إسرائيلية، عدا الحكومة والجيش، تتحمل مسؤولية استمرار عمليات القتل والمذابح التي ترتكب بحق آلاف المدنيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة، وتطال قوافل المساعدات الإنسانية منذ مطلع الحرب، كما تجلى في مذبحة الطحين، قبل نحو الشهر.
في أوساط الرأي العام في إسرائيل تشارك بعض الجهات في هذه الجرائم ودم الضحايا على أياديهم من خلال نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين ومن يدعمهم، ما يجعل عملية قتلهم عملية طبيعية عادة، وأحياناً مستحقة. من بين هؤلاء، على سبيل المثال، مستشار الأمن القومي الأسبق الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، الذي دعا، منذ بداية الحرب على غزة، لاعتبارها دولة، ولعدم التمييز بين مدنيين وعسكريين، وقال، مرة تلو المرة، في كتاباته وتصريحاته، إن نساء غزة هن أخوات وأمهات لإرهابيين، وإن كل الغزيين يتحمّلون مسؤولية ما حصل في السابع من أكتوبر، وينبغي محاصرتهم وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء. ومثل هذه الأفكار ساهمت وتساهم في شرعنة تجويع وقتل المدنيين.