خلال “مسيرة الأعلام”.. الفلسطينيون يتصدون لاعتداءات المستوطنين على القدس والأقصى

اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، البلدة القديمة في القدس المحتلة من جهة باب العمود خلال “مسيرة الأعلام الاستيطانية”، لإحياء ذكرى ما يُسمّى بـيوم “توحيد القدس”، بينما تصدّى فلسطينيون لاعتداءات المستوطنيين في أحياء القدس القديمة.

وشارك في “مسيرة الأعلام الاستيطانية” مستوطنون مُسلحون، بحمايةِ شرطة الاحتلال. كما أدّى المستوطنون رقصاتٍ استفزازية بالقرب من باب العمود في المدينة القديمة.

وأغلقت شرطة الاحتلال بالتعاون مع المستوطنين شوارع القدس القديمة، أمام المقدسيين، وذلك بدعوى حماية “مسيرة الأعلام الاستيطانية”.

واعتدى المستوطنون بالضرب والمضايقات على صحافيين وفلسطينيين في منطقة باب العمود في القدس المحتلة، وأجبرت قوات الاحتلال الصحافيين على الابتعاد عن المنطقة. وكذلك، ردد المستوطنون شتائم ضد الدين الإسلامي وضد نبي الإسلام محمد.

وشارك وزير “الأمن القومي” في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير في “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة.

وصباح اليوم، اقتحمت مجموعاتٌ كبيرة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة من عدّة جهات، ودخلت تحت حماية قوات الاحتلال من عدّة أبواب إلى ساحات المسجد.

وكانت مجموعات المستوطنين قد بدأت إقامة الطقوس والممارسات الاستفزازية بإحياء “الذكرى السنوية لاحتلال القدس عام 1967″، عبر مسيرة سمحت شرطة الاحتلال بعبورها من باب العمود.

واقتحمت مجموعات من المستوطنين البلدة القديمة في القدس المحتلة وبلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وأدت طقوساً تلمودية عند باب القطانين بالبلدة القديمة، في ظل عرقلة الاحتلال حركة المواطنين المقدسيين في البلدة، إضافةً إلى تشكيلهم حلقات رقص وغناء داخل بؤرة استيطانية في الحي.

3 آلاف شرطي “إسرائيلي” لحماية المستوطنين

أفادت مصادر صحفية في فلسطين المحتلة بأنّ “أكثر من 1200 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى” في القدس المحتلة.

وأضافت، أنّ المستوطنين اعتدوا على المقدسيين، وأصحاب المحال الفلسطينيين في القدس خلال اقتحاماتهم للبلدة القديمة.

وتابعت أنّ أكثر من 3 آلاف عنصر شرطة يقومون بحماية اقتحامات المستوطنين في البلدة القديمة من القدس المحتلة.

وقالت المصادر الصحفية ذاتها، إنّ قوات الاحتلال أغلقت العديد من مداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة في ظل اقتحامات المستوطنين وانطلاق “مسيرة الأعلام” لإحياء ذكرى “احتلال القدس”.

ولتأمين الحماية الأمنية لهذا الاحتفال، تُجبر سلطة الاحتلال تجار البلدة القديمة في القدس على إغلاق محالهم التجارية، وينشر الاحتلال السواتر الحديدية وفرق الخيالة، ويستدعي مركبة المياه العادمة، فيتحول باب العمود إلى ثكنة عسكرية يُقمع فيها الفلسطينيون ويُعتقلون.

المستوطنون يريدون تدمير الأقصى

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيانٍ لها إنّ “مسيرة البلطجة الصهيونية في مدينة القدس الشريف اعتداءٌ سافر على قبلة المسلمين الأولى والمقدسات.

وتابعت الجهاد الإسلامي في بيانٍ لها إنّ “النازيين الصهاينة يظنون أنّهم باعتدائهم على المسجد الأقصى قد يُعوّضون بعضاً من الإذلال الذي يلحق بهم في قطاع غزّة”.

من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي، إحسان عطايا إلى “تصعيد العمل الجماهيري الرافض للعدوان على المسجد الأقصى والقدس المحتلة”.

وأضاف أنّ “كل ما يجري اليوم في القدس يؤكد همجية وإجرام الاحتلال الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنّ “المشروع الأميركي الإسرائيلي مشروعٌ واحد هو مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.

من ناحيته، قال مسؤول العلاقات العربية والقومية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد “إنّ المستوطنين يريدون تدمير المسجد الأقصى المبارك”.

وتساءل أبو أحمد فؤاد “أين هي المسيرات الشعبية في البلدان العربية والإسلامية التي تدعم المسجد الأقصى في وجه ما يرتكبه المستوطنون؟”.

وقال الخبير بشؤون الاستيطان، خليل التفكجي إنّ “مسيرة الأعلام الاستيطانية هي جزء من استخدام الدين لأهدافٍ سياسية”.

وأضاف أنّ ما يجري في القدس المحتلة من حشد للمستوطنين في “مسيرة الأعلام الاستيطانية” هو محاولة لرفع المعنويات، في ظل ما يتعرض له الاحتلال في قطاع غزّة وشمالي فلسطين المحتلة”.

وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بياناً اعتبرت فيه “أن سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين بتنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا بحماية كاملة من شرطة الاحتلال، هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في العالم”.

مرجعيات إسلامية في القدس تُحذّر من تصاعد الانتهاكات بحق الأقصى

دانت المرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة ارتكاب المستوطنين اعتداءاتٍ غير مسبوقة بحقّ المسجد الأقصى المبارك، بينما تفرض سلطات الاحتلال “طوقاً أمنياً مشدداً يحول دون وصول آلاف المصلين إلى المسجد”.

وتضمّ المرجعيات الإسلامية التي أصدرت البيان في القدس: مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف.

وحذّرت المرجعيات، في بيانٍ لها، من مغبّة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، مضيفةً أنّ الاستباحة “جاءت ضمن احتفالات المستوطنين بما يُسمى “توحيد القدس”، وعبر سلسلة متواصلة من الاعتداءات والاقتحامات المقززة التي قد تدفع بالعالم بأسره إلى حربٍ دينية لا تُحمد عقباها”.

كما استنكرت المرجعيات الإسلامية في القدس احتشاد المستوطنين عند أبواب المسجد الأقصى المبارك واعتداءاتهم على جيران المسجد وبيوتهم، وكذلك رقصهم وركضهم فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة بحماية وصمت شرطة الاحتلال في مشهدٍ هستيري عارٍ من أيّ خجل، ما يُؤكد افتعال الاحتلال وسلطاته للعنف والأزمات والإمعان في سياسة الاستهتار بمشاعر المسلمين ومنعهم من حماية مقدساتهم، حيث تفرض سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً مُشدداً يحول دون وصول الآلاف من المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك.

ولفت البيان إلى أنّ أفعال الاحتلال ومستوطنيه تزعزع الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يستدعي دقّ نواقيس الخطر واستنهاض همم المسلمين للقيام بواجبهم اتجاه أولى القبلتين ومسرى ومعراج النبي محمد.

المصدر: الميادين