الصحافة العبرية

الصحافة العبرية…الملف اليومي صادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

صحيفة هآرتس:

– الطريقة الوحيدة لإقناع نصر الله بوقف إطلاق النار هي عقد صفقة مع “حماس”

– إذا قمنا بالخطوات المنطقية والصحيحة فإن غزة ستكون سنغافورة

– حزب العمال يفوز بأكثر من 400 مقعد في البرلمان البريطاني وخسارة تاريخية للمحافظين

– تقرير: إيقاف لاعب المنتخب التركي ميريح ديميرال بسبب حركته المرتبطة بتنظيم متطرف

– مقتل جندي من وحدة المظليين في الشجاعية

– المستوطنون يعتدون على خمسة فلسطينيين في الأيام الماضية

– الجيش احتل ربع القطاع والمستوطنين يستعدون لإقامة مستوطنات هناك

*”يديعوت أحرونوت”:

– الجيش يستعد للمرحلة الثالثة في غزة وهي ليست أقل تعقيدا من المرحلة الثانية

– بن غفير يهدد بحل الحكومة

– في إسرائيل يحذّرون..المفاوضات حول الصفقة قد تنهار في أي لحظة

– مقتل شاب وإصابة آخرين في الناصرة

– المحكمة تفرج عن شخصين وتمدد اعتقال ثالث في قضية قتل مواطن من غزة بشكل غير قانوني أثناء أحداث السابع من أكتوبر

– السيطرة على معظم الحرائق في الشمال ما عدا موقعين ما زالت النيران تشتعل فيهما

– تكثيف البحث حول ماضي رئيس الاستخبارات القادم بعد أن ظهرت بعض الثغرات في سلوكه السابق

*”معاريف”:

– هكذا ستبدو استوديوهات فضائياتنا في اليوم التالي في حال تم اغتيال نتنياهو

– حرب الشمال عبارة عن فخ: هذه سياسة إيران التي عملت عليها على مدى 20 عاما

– بن غفير يهاجم نتياهو في “الكابينيت”: ستبقى لوحدك إذا ما وافقت على الصفقة

– نتنياهو لا يعارض الصفقة لكنه لا يوافق على دفع الثمن

– اعترافات بقتل فلسطيني من قوة النخبة بعد التحقيق معه

– مقتل جندي في الشجاعية

– معتقل فلسطيني: السجون تحولت إلى جهنم بعد السابع من أكتوبر.. وجبات غير مطبوخة والحركة ممنوعة

– استطلاع رأي خاص لـ”معاريف”: حزب “الليكود” ينهار ويفقد 10 مقاعد لخصومه

– الوزيرة المتطرفة أوريت ستروك ضد الصفقة: هذه كارثة لكل الدولة وهذا لن يحدث

– تفاؤل حقيقي في المستوى السياسي.. هناك انطلاقة جدية في مفاوضات الصفقة

– المستشارة القضائية تطلب بشكل عاجل من نتياهو أن يغلق معتقل (سديه تيمان)

– السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: الفلسطينيون في غزة هم الأمة الأكثر تطرفا على مستوى العالم

– موجة معاداة السامية بسبب حرب غزة: الشرطة اليونانية تعتقل 7 أشخاص متهمين بإحراق مبان يهودية

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 5/7/2024

يستعدون لتهويد غزة

بقلم: أسرة التحرير

في تسعة اشهر الحرب سيطرت إسرائيل على 26 في المئة من أراضي قطاع غزة، كما كشف تحقيق “هآرتس” اليوم (يريدين ميخائيلي وآفي شراف). في المناطق التي احتلت، على طول حدود القطاع مع إسرائيل ومصر وفي “محور نتساريم”، الذي يبتر القطاع من الجنوب الى مدينة غزة، حظر دخول الفلسطينيين، هدمت منازل السكان، اقتلعت الأشجار والجيش الإسرائيلي شق طريقا عرضيا جديدا واقام على طوله أربع قواعد. “يدور الحديث عن جهد لاحتلال طويل”، قال ضابط كبير يقتبسه التحقيق الصحفي.

اليمين الديني ومؤيدوه في الجيش لا يكتفون بالاستيلاء على الأرض لاعتبارات عسكرية وتحقيق اهداف الحرب المعلنة: تقويض حماس، إعادة المخطوفين وترميم بلدات الغلاف. ضباط وجنود متدينون، بتشجيع من السياسيين، حاخامون ونشطاء جماهيريون من اليمين، يروجون في الأشهر الأخيرة لاستئناف الاستيطان اليهودي في القطاع. في الشبكات الاجتماعية وقنوات الاخبار اليمينية نشرت أفلام وصور من القطاع توثق فتح كنيس، تركيب الوصاية العشرة على الأبواب وكتابات على الحيطان تؤيد الاستيطان في المنطقة ونشر أدبيات توراتية في مناطق عمل الجيش الإسرائيلي.

السياسة الرسمية تتخذ جانب الحذر في الإعلانات عن احتلال دائم لإسرائيل في غزة، من شأنها أن تثير المعارضة في العالم. وأفاد الجيش الإسرائيلي في تعقيبه على التحقيق الصحفي بان “يدور الحديث عن احداث خطيرة لا تنسجم وقيم الجيش واوامره، ولا تساهم في اهداف الحرب”. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سُئل في القناة 14 عن استئناف الاستيطان في القطاع وأجاب: “هذا ليس واقعيا”. لكن من الصعب الاقتناع بهذا النفي في الوقت الذي على الأرض تتقرر حقائق تخلد تواجد الجيش الإسرائيلي وتنشأ بنية تحتية لاستيطان مدني مستقبلي – بالضبط مثلما حصل في الضفة الغربية بعد 1967.

لقد خرجت إسرائيل من غزة في 2005 لا كي تعود. محظور ان تغرق الان باحتلال متجدد وفي استيطان، يعظمان النزاع، يتسببان بمعاناة للسكان الفلسطينيين ويبعدان الاحتمال للتسوية. بدلا من الغرق مرة أخرى في المستنقع الغزي على إسرائيل أن توقف الحرب، تحقق صفقة لاعادة المخطوفين، تنتشر من جديد في حدود فك الارتباط وترمم بلدات الغلاف. ولكن حكومة نتنياهو، سموتريتش وبن غفير التي قادت الى كارثة 7 أكتوبر، تواصل باندفاع نحو كارثة أخرى في القطاع. كل يوم إضافي لها في الحكم يعرض مستقبل إسرائيل للخطر.

——————————————–

هآرتس 5/7/2024

إسرائيل تتطلع ليس فقط لاحتلال القطاع بل وللاحتفاظ به دون قيد زمني، لكن غزة 2024 ليست غزة 1967

بقلم: تسفي برئيل

اسرائيل فقدت السيادة على الجزء الشمالي في الدولة”، قال في هذا الاسبوع وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن في مقابلة معه في معهد بروكينغز في واشنطن. “الناس لا يشعرون بالأمان من اجل العودة الى بيوتهم، بدون عملية ازاء عدم الامان الذي يشعرون به فانهم لن يشعروا بأنه يمكنهم العودة بأمان”. سكان الشمال وكل مواطني الدولة ليسوا بحاجة الى التشخيص الدقيق لبلينكن. هم يعيشونه على جلودهم. ولكن اذا كان معيار السيادة الفعلية هي قدرة المواطنين على العيش في بيوتهم بشكل آمن، الذي يستند الى الايمان بأن الدولة ستهتم بذلك، فعندها ايضا في الجنوب السيادة بعيدة عن أن تكون كاملة.

حتى 7 اكتوبر تبنت اسرائيل الاستراتيجية التي تقول بأن الاستيطان على طول الحدود وردع العدو، سيوفر الشرط الاساسي لتحقيق السيادة. ولكن في حرب يوم الغفران، بتعليمات من الجيش الاسرائيلي، تم اخلاء سكان هضبة الجولان، وفي الضفة الغربية تم اخلاء الكثير من المستوطنين بمبادرة منهم، بالضبط مثلما أنه في الهجمات على المستوطنات في قطاع غزة قبل الانفصال في 2005، رغم التواجد الكثيف للجيش الاسرائيلي في القطاع من اجل حماية 8 آلاف مستوطن، تبين أن المستوطنات بحد ذاتها لا يمكن أن تشكل حزام امني. في 7 اكتوبر تحطمت بالكامل نظرية المستوطنات كحزام أمني، مع تبخر الردع.

من خلال احتلال غزة من جديد فان اسرائيل تطمح الى احياء هذه النظرية، لكن بالاتجاه المعاكس. أولا، تحييد العدو. فقط بهذه الطريقة يمكن اعادة الشعور بالامان وثقة السكان الذين تم اخلاءهم من بيوتهم بقدرة الدولة على الدفاع عنهم؛ من اجل استعادة السيادة التي انهارت. بالمقارنة مع حروب سابقة فانه في هذه المرة تسعى الحكومة والجيش الى التنازل حتى عن الحاجة الى عامل الردع كشرط للامن عن طريق تدمير العامل الذي يجب عليه الردع، أي أنه بدون حماس لا يوجد تهديد، وبدون تهديد فان الردع سيكون زائد.

هذه الاستراتيجية يمكن أن تنشيء وضع جديد سيحتاج فيه الجيش الاسرائيلي فقط الى “تعزيز غزة” لمنع تطور تهديد جديد. هذا “العزيز” يوجد له الآن تفسير عملياتي على الارض. السيطرة على حوالي 26 في المئة من القطاع، كما اظهر تقرير “هآرتس” الذي اجراه يردين ميخائيلي وآفي شراف، قسم القطاع بممر عرضي على طولة اقيمت مواقع، ووجود تواجد عسكري في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر من اجل تجفيف تدفق السلاح لحماس، واقامة منطقة عازلة على الحدود بين غزة واسرائيل، والمس الشديد بالقدرة العسكرية والبنية التنظيمية العسكرية لحماس.

لا توجد استراتيجية تنقل الحرب الى ارض العدو وتجبر اسرائيل على التواجد في القطاع، بدون تقييد زمني. لأنه حتى لو لم يبقوا على الارض فان شخص واحد في حماس ومسدس واحد في غزة، سيواصل العيش اكثر من 2 مليون وربع شخص، الذين بدون قيادة بديلة أو بنية تحتية اقتصادية مستقلة، سيكونون معتمدين بشكل كامل على دولة اسرائيل، وهو الاعتماد المهدد وله ثمن باهظ.

في العام 1967، عندما احتلت اسرائيل الضفة الغربية والقطاع، كان يوجد فيهما بنية تحتية اقتصادية ووسائل انتاج وعلاقات تجارية مع الاردن ومصر، ومؤسسات تعليم ومستشفيات وطواقم طبية، وبالاساس قيادة محلية، حضرية وقروية، حتى لو لم تكن وطنية، كان مستعدة للتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي من اجل تحريك وتقدم مجالات الحياة. الادارة العسكرية الاسرائيلية، عديمة التجربة وبدون برامج عمل منظمة. ربما باستثناء البنية التحتية القانونية التي تم اعدادها في سنوات سابقة لذلك على يد المدعي العسكري العام في حينه مئير شمغار، اضطرت الى “تعلم” الاحتلال من خلال الاحتلال وبتمويل شبه كامل من الحكومة.

بدون جسور مفتوحة

لكن التجربة الطويلة التي راكمها الجيش الاسرائيلي من احتلال مناطق مأهولة لن تساعده الآن. فغزة 1967 ليست غزة 2024. سوية مع تدمير البنية العسكرية لحماس فان الجيش دمر ايضا معظم البنى التحتية المدنية في القطاع. حسب تقرير البنك الدولي الذي نشر في أيار الماضي فانه من بين 470 ألف وحدة سكنية التي كانت في القطاع قبل 7 اكتوبر بقي حوالي 179 ألف، واكثر من مليون شخص بقوا بدون مأوى. كمية مياه الشرب للفرد (التي هي ايضا ليست دائما صالحة للشرب) انخفضت الى 3 – 7 لتر في اليوم، 14 في المئة من الحد الادنى الموصى به في الامم المتحدة. من بين 36 مستشفى كانت تعمل في القطاع قبل الحرب بقي فقط 12 مستشفى يعمل.

من تقارير الامم المتحدة يتبين ايضا أنه قبل الحرب عملت في القطاع 813 مدرسة، اساسية وثانوية، تعلم فيها نحو 625 ألف طالب. منذ تشرين الاول حوالي 80 في المئة من المدارس تعرضت لاضرار شديدة أو تم تدميرها تماما. هذه فقط بعض الامثلة على الاحتياجات الضرورية التي يجب على الحكم العسكري الاسرائيلي الانشغال فيها. حسب تقرير للبنك الدولي والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في شهر نيسان فان حجم الاضرار الاقتصادية التي لحقت بالقطاع حتى ذلك التاريخ، قدر بنحو 18.5 مليار دولار، وهو مبلغ يساوي الناتج الاقتصادي السنوي في القطاع وفي الضفة معا. مصانع، مشاغل وحقول تم تدميرها بالكامل، واعادة ترميمها ستحتاج الى تبرعات بمليارات الدولارات.

لكن حتى قبل أن يكون بالامكان التقدم نحو هذه المهمة، ستكون حاجة الى اخلاء حوالي 26 مليون طن من الانقاض التي بقيت بعد عمليات قصف الجيش الاسرائيلي. اذا بقيت اسرائيل قوة محتلة في القطاع فهي لن تستطيع توقع أن توافق الدول المانحة، عربية وغربية، على الاسهام ماليا في اعمار قطاع غزة اذا كان يجب تحويلها عن طريقها. هذه الدول ستواصل، على الاغلب، تحويل المساعدات الانسانية. الباقي سيتعين على اسرائيل استثماره من ميزانيتها.

في العام 1967 طبق وزير الدفاع في حينه موشيه ديان سياسة “الجسور المفتوحة” التي بدأت بنقل المنتجات الزراعية من الضفة والقطاع الى الاردن، وتطورت لتصبح استراتيجية اقتصادية عززت الهدوء الامني. في غزة لا يوجد الآن أي “جسر مفتوح”، بحيث يمكن المواطنين، من بينهم الكثير من المرضى، من الخروج الى الخارج، وبالتأكيد لا يمكن اخراج البضائع ايضا. سيطرة اسرائيل على معبر رفح، على الحدود مع مصر، ورفضها السماح لممثلي السلطة الفلسطينية بتشغيله، أدى الى اغلاقه بشكل كامل في الطرف المصري ايضا. وطالما أن هذا الوضع سيستمر فان القطاع سيستمر في أن يكون جيب مغلق بدون أي احتمالية للاعمار واستئناف أي نشاطات اقتصادية، يمكنها فيما بعد اعفاء اسرائيل من ضرورة تمويل صيانة القطاع.

لا يوجد لدى اسرائيل ايضا قيادة بديلة في القطاع، ليس فقط لسلطة حماس أو السلطة الفلسطينية. فهي لا تنجح في تجنيد قيادة محلية توافق على التعاون معها. مفوض اتحاد رؤساء العشائر الكبيرة في غزة، عاكف المصري، أوضح في هذا الاسبوع بأن “العائلات الكبيرة ستفشل خطط نتنياهو في الفترة القريبة القادمة كما افشلت خطط الاحتلال في الاشهر التسعة الاخيرة”. المصري قصد الجهود التي بذلتها جهات اسرائيلية للعثور على قادة محليين يوافقون على لعب دور الادارة في القطاع تحت رقابة وسيطرة اسرائيل. بدون قيادة وسيطة بين السكان والحكم العسكري، وبدون جهات امنية محلية توافق على تحمل المسؤولية عن المهمات الشرطية والحماية المدنية، ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي سيتعين عليهم أن يكونوا الشرطة في القطاع وادارة بشكل مباشر الخدمات المدنية.

يصعب التوفيق بين هذا السيناريو وبين اتفاق وقف اطلاق النار وانهاء الحرب، كما تنص الخطوط الاساسية لاتفاق تحرير المخطوفين، الذي بحسبه اسرائيل يمكن في نهاية العملية، اذا تم استكمالها، أن تقوم بسحب كل قواتها من القطاع. ولكن حتى لو استمرت اسرائيل في السيطرة على القطاع وادارة المنظومة المدنية هناك، وبالتالي، التحول مرة اخرى الى جسم سيادي مع كل التداعيات الدولية والسياسية والقانونية، فلن يكون في ذلك أي ضمانة لأمن سكان القطاع. كمية السلاح والذخيرة التي ما زالت توجد في القطاع والقدرة على تصنيع العبوات الناسفة، ودافع السكان المدنيين للعمل ضد قوات الاحتلال، حتى لو كانوا غير منتمين لأطر مثل حماس أو الجهاد الاسلامي، كل ذلك يضمن المواجهة الدموية والثابتة بين الجيش والسكان، التي ستغذي المواجهة العنيفة التي تحدث في الضفة الغربية.

بدلا من حماس ستنشأ تنظيمات جديدة، التي حتى لو لم تكن لديها القدرة العسكرية التي توجد لحماس، فانها يمكن أن تعمل ضد الجيش الاسرائيلي بوسائل متطورة اكثر والحفاظ على جبهة عنيفة ثابتة، التي ستشغل الجيش الاسرائيلي وتخلق بؤرة مواجهة مهددة تكون بعيدة عن الشعور بالامان الذي يحتاجه سكان بلدات الغلاف. في هذا الوضع لن يكون ايضا أي معنى لعامل الردع الذي تستند اليه الاستراتيجية الامنية امام حماس أو حزب الله. السكان المدمرون، الذين لا يوجد لديهم ما يخسرونه، لا يمكن ردعهم.

———————————————

إسرائيل اليوم 5/7/2024،

خطة سموتريتش لمنع دولة فلسطينية البناء الذي سيغير الشرق الاوسط

بقلم: حنان غرينوود

خرائط ووثائق سرية وصلت الى “إسرائيل اليوم” تكشف النقاب لأول مرة عن خطة استراتيجية يبادر اليها الوزير بتسلئيل سموتريتش، من خلال مديرية الاستيطان التي أقامها بهدف منع إقامة دولة فلسطينية.

خمس المستوطنات التي اقرت للبناء الأسبوع الماضي في الكابنت السياسي الأمني هي خطوة أولى في خطة تستهدف منع تواصل إقليمي في الضفة عن الفلسطينيين.

خمس المستوطنات – جفعات اساف، افيتار، ادورايم، حليتس وسديه افرايم – اقرت رغم المعارضة الحادة من جانب الولايات المتحدة، التي رأت الخرائط وفهمت المعاني على الأرض.

بخلاف المستوطنات التي اقرت السنة الماضية، هذه المرة يدور الحديث عن مستوطنات كل هدفها هو دق اسفين في محاور ضيقة جدا في المناطق ب يفترض بها أن تمنع تواصل إقليمي فلسطيني. وتقول مصادر في الحكومة ان هذه مجرد السنونو الأول.

في حالتين على الأقل، في حليتس وفي سديه افرايم، يدور الحديث عن إقامة مستوطنات من الصفر. المستوطنات الجديدة، بخلاف كثيرة أخرى في الضفة، لا يمكنها أن تكون مبيضة من خلال تعريفها كحي لمستوطنة قائمة بل هي مستوطنات جديدة تماما.

وفي السامرة اقرت مستوطنة افيتار، التي أصبحت رمزا منذ زمن بعيد. هي أيضا هامة للاستيطان لسبب استراتيجي. يدور الحديث عن مستوطنة تقع بين منطقتين كبيرتين تعرفان كالمنطقة ب وفي منطقة تتميز بمحاولات سيطرة مكثفة من جانب الفلسطينيين.

على مسافة بضع عشرات الكيلومترات من هناك اقرت أيضا جفعات اساف. هذه هي المستوطنات الاقدم في القائمة، والتي هدفها خلق تواصل استراتيجي بين طريق 60 وبيت ايل. المشكلة في بيت ايل هي أنها توجد عميقا في منطقة كلها أراض خاصة، وذلك لانه قبل تحرير المنطقة وزع الملك حسين الأراضي على العشائر كي يقمع التمرد. جهات خاصة تعنى في السنوات الأخيرة بشراء الأراضي في المنطقة عبر جهات ثالثة لانه يحل حظر على اليهود لشراء ارض في الضفة حسب القانون.

احتمال لمدينة حريدية

لقد كانت مزرعة سديه افرايم احد التحديات الأكبر. في النبضة السابقة أراد رجالات سموتريتش إقرار المزرعة، لكن الأمريكيين عارضوا وقالوا “كله الا سديه افرايم”. اما هذه المرة ففي الحكومة لم يسألوا. يدور الحديث عن ارض تشكل فاصلا بين كتلتين من أراضي ب يؤدي الى غوش تلمونيم؛ في الحكومة يشخصون فيه احتمالا لبناء مدينة حريدية تضم 50 الف نسمة. لما خرجت الخطة الى حيز التنفيذ، فسيكون تواصل إقليمي مكثف بين موديعين عيليت وغوش تلمونيم.

مزرعة حليتس تكمل هي أيضا تواصلا إقليميا ذا مغزى. حليتس لم تكن على الاطلاق في أي قائمة مستوطنات للتسوية، لكن في مديرية الاستيطان فهموا بان هذه حاجة حرجة لانها تربط بين غوش عصيون والقدس.

قبل بضع سنوات أقر وزير الدفاع في حينه بيني غانتس تعريف أراض في قريتي حوسان وبتين كمناطق ب، كبادرة حسن نية للفلسطينيين، والامر خلق طوقا خانقا في الجانب الشمالي من غوش عصيون. مزرعة حليتس تكمل التواصل مع مزرعة نافيه اوري حتى طريق الانفاق. المستوطنة الأخيرة التي اقرت هي ادورايم في جبل الخليل، التي تقع على طريق 60 بين بيت حجاي وعتنئيل. يدور الحديث عن قاطع رفيع من الطريق، بين أراضي ب هائلة. في خطة القرن، مثلا، كان يفترض بهذا الطريق أن يكون بسيطرة فلسطينية.

تشديد على تعزيز جبل الخليل

الخطة الاستراتيجية التي تنكشف هنا لا تتضمن فقط إقرار المستوطنات بل أيضا خطوات استكمالية.

في جلسة مجلس التخطيط الأعلى اقر هذا الأسبوع مثلا مخطط هيكلي لمستوطنة جفعوت. مع أن هذه ليست مستوطنة جديدة رسميا، بل مثابة حي بعيد لـ الون شافوت فان هدفها منع سيطرة فلسطينية من الغرب واستكمال كتلة الاستيطان لغوش عصيون. منذ سنوات عديدة كان هذه الخطوة عالقة وهي الان تأخذ خطوة الى الامام.

خطوة أخرى هي إقرار حي البوستر في مستوطنة نجوهوت. بين هذه المستوطنة ويين باقي جبل الخليل توجد كتلة مانعة كبرى من المناطق ب وهي تعتبر منعزلة وباعثة على التحدي. الحي الجديد يعزز المستوطنة، وتوجد خطط أخرى على الطريق.

تعزيز جبل الخليل يوجد في رأس سلم افضليات الحكومة، وبالتالي بخلاف مجالس أخرى، كان ينبغي لها ان تفضل اقرارات البناء، في جبل الخليل كل خطة ممكنة كانت جاهزة – اقرت للتنفيذ. مستوطنات أيضا في عمق أراضي الضفة حصلت على اقرارات للسبب ذاته. رغم حقيقة انه توجد إدارة ديمقراطية في الولايات المتحدة، فان البناء منذ إقامة الحكومة الحالية هو اكثر مما في ولاية ترامب.

مديرية الاستيطان على ما يبدو تواصل أيضا الجهد لتعريف أراض كاراضي دولة. منذ إقامة الحكومة اقر نحو 30 الف دونم أراضي دولة، والهدف هو الوصول الى نحو 45 الف دونم حتى نهاية السنة.

لقد صرح الوزير سموتريتش هذا الأسبوع بشكل علني بان هدفه هو افشال إقامة دولة فلسطينية. هذه الخطة الاستراتيجية هي الخطوة ذات المغزى في تحقيق هدفه.

——————————————–

هآرتس 5/7/2024،

موقف جهاز الامن: الصفقة في متناول اليد، يبدو أن نتنياهو لا يريدها

بقلم: عاموس هرئيل

الرد الاخير لحماس على عرض الوسطاء في المفاوضات حول صفقة التبادل، الذي تم تسليمه لاسرائيل أول أمس، اثار خلافا كبيرا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورؤساء جهاز الامن. المستويات المهنية التي تعالج قضية الاسرى والمفقودين، ووزير الدفاع يوآف غالنت، يشخصون الآن فرصة لاختراقة في المفاوضات.

نتنياهو، كما يظهر من التسريبات ومن التصريحات الرسمية ايضا، لا يتفق معهم في الرأي. في الاختيار بين اطلاق سراح مخطوفين (حتى لو كان بثمن مرتفع) وبين بقائه السياسي، من الواضح ما الذي سيختاره. نتنياهو يخشى من حل التحالف مع احزاب اليمين المتطرف التي يمكن أن تفرض عليه انتخابات مبكرة. وحسب جهات رفيعة في جهاز الامن فان النتيجة يمكن أن تكون تفويت فرصة ستكلف حياة مخطوفين آخرين واستمرار القتال في القطاع وربما حتى تصعيد آخر مع حزب الله.

مثلما في حالات أخرى كان يمكن معرفة رد حماس القادم حتى قبل تسلمه هنا بالكامل، نتيجة التسريبات المتعمدة من الطرف الاسرائيلي. في يوم الثلاثاء صور نتنياهو بسرعة فيلم تشاجر فيه مع مصادر مجهولة، ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي الذين تم اقتباسهم في “نيويورك تايمز”، يطالبون فيه بوقف القتال في القطاع بذريعة أن الجيش يجب أن يخزن السلاح ويركز على الاستعدادات لمواجهة محتملة اكثر قسوة في الشمال. رسالة رئيس الحكومة، لن نوقف القتال في القطاع، وجهت ايضا لأذن رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار. نتنياهو سبق واتبع هذا النهج عدة مرات منذ بداية السنة في اللحظة التي لاح فيها بصيص أمل للتقدم.

مثلما في شهر نيسان الماضي، عرفنا مرة اخرى عن قدرة التنبؤ المثيرة للانطباع للنبي بتسلئيل. الوزير سموتريتش، في خطاب يستكشف فيه المستقبل في مؤتمر سدروت، حذر في يوم الثلاثاء من أن السنوار يمكن أن يرد بالايجاب فجأة على اقتراح الوسطاء “لأنه في حالة ذعر ولأنه يعرف بأننا قريبين من النصر”. تحذير سموتريتش تحقق في اليوم التالي عندما وصل رد حماس. مكتب رئيس الحكومة، بنمط اصبح معروف من الاشهر الماضية، التقنع بهيئة مصدر أمني رفيع اعلن بأنه لا يوجد أي شيء جديد في رد حماس المتشدد، عدم السماح لاسرائيل بالعودة الى القتال بعد تطبيق المرحلة الاولى من الصفقة. اطلاق السراح الانساني لنساء وشيوخ ومرضى وجرحى يضحي بالمخطوفين. هذا التفسير جر بشكل استثنائي تحفظات قاطعة لجهات امنية اصيلة اكثر. فقد قالت هذه الجهات بأنه “يوجد ما يمكن التعامل معه” ازاء عرض حماس. ودعت الى عدم تفويت هذه الفرصة.

في مركز رد حماس يوجد البند 8 في اقتراح بايدن – نتنياهو، كما تمت بلورته في شهر أيار الماضي. نقطة الخلاف تتعلق حتى الآن في مسألة أي المواضيع ستتم مناقشتها في الفترة الانتقالية بين المرحلة الانسانية والمرحلة الاخيرة في الصفقة، التي فيها ستتم اعادة كل المخطوفين الباقين، الجنود والرجال، ومعهم جثامين المخطوفين الذين قتلوا أو ماتوا في اسر حماس. الفلسطينيون طلبوا مناقشة فقط في هذه المرحلة مسألة نسبة اطلاق سراح سجناءهم، في حين أن اسرائيل ارادت أن يكتب بأن المفاوضات ستشمل ايضا هذه القضية (أي أن هناك مواضيع اخرى). الرد الجديد لحماس يتضمن، كما تم الادعاء، اظهار مرونة حقيقية بخصوص صياغة البند. يبدو أنه خلافا لاقوال نتنيناهو فان الرد ايضا لا يمنع تماما اسرائيل من العودة في المستقبل للقتال اذا خرقت حماس التفاهمات.

في المقابل، حماس لم تتنازل بشكل كاف من وجهة نظر اسرائيل عن مطالبتها بضمانات خارجية كي لا يعود الجيش الاسرائيلي الى القتال. ولكن هناك من يقولون بأن الامر يتعلق بعائق يمكن التغلب عليه. بعد اجتياز العقبة الكأداء في الموضوع الرئيسي فان حماس ستحاول الحصول على ثمن آخر، في مرحلة مبكرة اكثر. في مركز طلبات حماس يقف اطلاق سراح مئات السجناء في المرحلة أ، من بينهم حوالي 150 قاتل (حتى الآن اقل من عدد السجناء المحكومين بالمؤبد الذين تم اطلاق سراحهم في صفقة شليط، التي قادها نتنياهو وصادق عليها في العام 2011).

في اللقاء الذي اجراه مع عائلات المخطوفين مساء أول أمس قال غالنت “نحن قريبون جدا من الصفقة اكثر من أي وقت مضى”. كيف سيتم تحقيق ذلك اذا استمر نتنياهو في افشال الصفقة؟. في محيط وزير الدفاع يعتقدون، مثلما في الليلة التي حاول فيها نتنياهو اقالته واضطر الى التراجع، في آذار السنة الماضية، فان الكثير يتعلق بتدخل الجمهور. التفسير هو أنه اذا احتاج الامر الى خروج مئات آلاف المواطنين الى الشوارع من اجل اجبار رئيس الحكومة ربما هذا سيكون ما نحتاجه ايضا في هذه المرة. هذه هي لحظة الحقيقة. فبدون استيقاظ الجمهور لن تكون صفقة والحرب ستستمر وربما تحتدم في أكثر من جبهة.

أمس في اعقاب ضغط كبير صادق نتنياهو على خروج الوفد لمواصلة المفاوضات حول الصفقة. ولكن في البيان العلني حرص على تقييد الوفد بحيث يجد صعوبة في التقدم. يبدو أن رئيس الحكومة يريد الحفاظ على وضع القتال الحالي مع انتظار بشرى طيبة في الساحة الدولية. هنا بدأت تغير ايجابي من ناحيته بعد الظهور الفظيع للرئيس الامريكي جو بايدن في المناظرة في التلفزيون مع منافسه دونالد ترامب قبل اسبوع. يمكن تمرير الوقت في حرب بلا نهاية الى أن ربما يأتي فوز ترامب ويغير المقاربة الامريكية للحرب في الشرق الاوسط. ولكن حتى ذلك الحين فان المخطوفين سيعانون وربما يموتون.

رد حماس خلق اجماع نادر بين غالنت وبين رؤساء الاجهزة التي تعمل في المفاوضات مثل الجيش الاسرائيلي والموساد والشباك ومركز الاسرى والمفقودين برئاسة الجنرال احتياط نيتسان الون. هم لا يتجاهلون الفجوة بين مواقف الطرفين، لكنهم يعتقدون أنه في هذه المرة يمكن جسر هذه الفجوة. باختصار، مرة اخرى توجد صفقة على الاجندة. ربما خلال بضعة اسابيع سيكون بالامكان انهاء اتفاق، يشمل اعادة عدد من المخطوفين الى جانب مسار متفق عليه لنقاش مستقبل اطلاق سراح الباقين. في نفس الوقت ربما سينشأ هنا مدخل لمفاوضات سريعة حول صفقة في الشمال، التي هدفها ابعاد قوة “الرضوان” التابعة لحزب الله الى ما وراء نهر الليطاني، على أمل أن يكون هذا كاف لاقناع معظم سكان الحدود الاسرائيليين بالعودة الى بيوتهم. ولكن الطريق لاقناع حسن نصر الله بوقف النار تمر في غزة وفي صفقة تبادل المخطوفين.

رد تلقائي

اذا كان هذا هو الهدف حقا فانه من غير الواضح اذا كانت عمليات اسرائيل الاخيرة في لبنان تخدمه. أول أمس قام الجيش الاسرائيلي بواسطة مسيرة هجومية باغتيال قائد وحدة عزيز في حزب الله، محمد نعمة ناصر. القتيل عمره 59 سنة، وقد تمت تصفيته قرب صور داخل القاطع المسؤول عنه، الجزء الغربي من الحدود مع اسرائيل. هذه العملية سبقها اغتيال اثنان من القادة الكبار في حزب الله، برتبة قائد فرقة، قائد قوة النخبة في الرضوان وقائد وحدة ناصر في الجهة الشرقية للحدود. اضافة الى ذلك اغتالت اسرائيل 10 قادة كبار في حزب الله، بمستوى يساوي قائد لواء. الرد الاساسي لحزب الله جاء ظهر أمس على شكل صليات، 200 صاروخ و20 مسيرة انقضاضية، اطلقت نحو الجليل وهضبة الجولان ومنطقة بحيرة طبرية. من اصابة صاروخ لمعسكر للجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان قتل الرائد احتياط ايتي غيلات (38 سنة) من رمات غان، ونائب قائد سرية في وحدة الاستخبارات في فرقة يفتاح. واصيب جندي اصابة طفيفة.

المحللون في وسائل الاعلام في اسرائيل تأثروا من القدرة التي ظهرت في عملية التصفية الاخيرة – معلومات استخبارية دقيقة يصعب الوصول اليها وقدرة نظيفة على التنفيذ دون المس بألابرياء – ومن الخوف، حسب تقديرهم، الذي سيثيره استعراض القوة هذا في اوساط رؤساء حزب الله ازاء ما يمكن للمنظمة أن تتعرض له ازاء حرب شاملة مع اسرائيل. ولكن من الجدير التوقف عند التداعيات الاستراتيجية لعملية كهذه، بالذات في موازاة خلق فرصة حقيقية للدفع قدما بصفقة التبادل وانهاء الحرب.

يبدو أن الجيش الاسرائيلي وجهاز الاستخبارات ايضا، ما زالوا اسرى افكار “المعركة بين حربين”، الاستراتيجية التي سيطرت في العقد السابق. اسرائيل تبجحت في هذه السنوات بقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة جدا تستند الى معلومات استخبارية دقيقة، التي مست حسب تقديرها بالبنية العسكرية لاعدائها وردعتهم. عمليا، في الوقت الذي احبط فيه الجيش الاسرائيلي ارساليات سلاح وقام بتصفية شخصيات رفيعة، فان ايران ووكلاءها في المنطقة استمروا في السعي الى تحقيق اهدافهم الاستراتيجية – بناء “حزام ناري” من المليشيات والصواريخ حول اسرائيل، التي يتم تشغيلها بنجاح منذ بداية الحرب الحالية.

ايضا الآن الى جانب الانجاز العملياتي والمعنوي الذي يكمن في تصفية ناصر، مشكوك فيه اذا كانت عملية التصفية تدفع قدما باعادة الهدوء، على الاقل في المرحلة الحالية هو لا يساعد في أمن سكان اصبع الجليل أو هضبة الجولان. اكثر من كون الهجوم بدا كجزء من استراتيجية مبررة ومشخصة فانه يفسر كرد تكتيكي، شبه تلقائي، على واقع غير محتمل، الذي فرضه حزب الله على اسرائيل على طول الحدود.

الدكتور شمعون شبيرا، الخبير في شؤون حزب الله، قال إن قادة القطاعات الذين قتلوا في الفترة الاخيرة ينتمون للجيش المؤسس لحزب الله، الذي تأسس في 1982 في اعقاب غزو اسرائيل للبنان في حرب لبنان الاولى. القائدان ترعرعا في ظل ثلاثة اشخاص رئيسيين – الامين العام للحزب حسن نصر الله، وعماد مغنية رئيس الذراع العسكري في الحزب، الذي تمت تصفيته في دمشق في 2008، وصهره مصطفى بدر الدين، من رؤساء الذراع العسكري في الحزب، الذي تمت تصفيته بعد تسع سنوات، يبدو بتوجيه من حسن نصر الله نفسه على خلفية توتر داخلي في الحزب. جزء من هؤلاء القادة شاركوا في صباهم في حدث تأسيسي في اسطورة المنظمة – معركة خلدة التي هاجمت فيها المليشيات الشيعية قافلة مدرعة للجيش الاسرائيلي في جنوب بيروت. آخرون تم ارسالهم لتدريب مقاتلين مسلمين في البوسنة، في فترة الحرب الاهلية في يوغسلافيا بعد عشر سنوات.

ناصر قاد قوات حزب الله في المعركة ضد الجيش الاسرائيلي في بنت جبيل في حرب لبنان الثانية في 2006. بعد بضع سنوات تم ارساله لقيادة قوات حزب الله في مدينة حمص في سوريا في فترة الحرب الاهلية، في 2016 تم تعيينه في منصبه الحالي في حزب الله. خلافا للجيش الاسرائيلي في الحزب يؤمنون بفترة الولاية الطويلة. ولأن حزب الله كما قلنا يقلل من استبدال القادة، ويبقيهم في المنصب حتى عمر متقدم من اجل استغلال تجربتهم القتالية، فان الامر يبدو أنه يتعلق بضربة غير سهلة. التصعيد، مرة اخرى نتيجة عملية اسرائيلية، يحدث في الوقت الذي فيه الولايات المتحدة وفرنسا، والآن بمساعدة المانيا، تحاول العودة وتحريك المفاوضات السياسية. المبعوث الامريكي في المنطقة، عاموس هوخشتاين، حاول اقناع حزب الله بالتأثير على حماس من اجل الدفع قدما بصفقة التبادل، على أمل أن يتم التوصل الى وقف اطلاق النار في الجبهتين. حزب الله، بواسطة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (رئيس حركة أمل)، رد بالسلب.

——————————————–

معاريف 5/7/2024

جبهة ثالثة: الحل العسكري وحده لن يجدي نفعا

بقلم: جاكي خوجي

في الوقت الذي يخوض فيه الجيش حرب إبادة ضد حماس في قطاع غزة، تخوض حماس ضدنا حربا ناجحة جدا، لشدة الأسف، بعيدا عن هناك وقريبا اكثر من مركز البلاد. حقيقة أن اهتماما قليلا نسبيا مكرس للقتال في طولكرم، جنين، نابلس وفي قلقيليا، لا يلغيها بل فقط ينم عن أن اعصابنا وهنت. سواء شئنا ان أبينا، تدور هناك رحى معركة دموية.

هذا الأسبوع دفع الثمن بحياته الرقيب احتياط يهودا جاتو، سائق عملياتي في وحدة دوفدفان، كان جاتو جزء من القوة التي عملت في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم لاجل نزع عبوات مزروعة هناك بانتظار القوات. لم يعرف ان مثل هذه العبوة زرعت بالضبط في المكان الذي قاد فيه مركبته. شغلت العبوة، قتل جاتو وأصيب رفيقه، ضابط في الوحدة بجراح خطيرة، جاتو، ابن 22 من فرديس حنا – كركور، ليس القتيل الأول في المناطق الذي يدفع ثمنا بحياته بانفجار عبوة دفنت في الأرض. قتال العبوات بات اعتياديا في شمال السامرة. غداة سقوط جاتو قتل الجيش من الجو خلية من أربعة افراد من المخيم إياه كانت تعمل في زرع العبوات الناسفة.

نور شمس ليست البؤرة الوحيدة التي يختبيء فيها العدو الآخذ بتعزيز قوته. مخيم جنين هو هكذا وكذا مخيم بلاطة في نابلس وتوجد بؤر أخرى. هذه الاحداث الدموية اخطر واصعب مما تبدو في التقارير الإعلامية، وهي آخذة في الاحتدام.

لئن كان العدو اكتفى قبل نحو سنة باطلاق النار (وان كان في معظمه غير مركز)، فهو اليوم يعرف كيف ينتج عبوات ناسفة فتاكة. يبين هذا الميح بان المعلومات التي ينطوي عليها اعداد العبوات استوعبت، وباتت متوفرة لدى كثيرين نسبيا من بين خبرائهم. العبوات نفسها آخذة في التطور، فهي تصبح اكبر، اخطر واكثر فتكا.

في الجيش يفكرون كل الوقت بحلول. في هذه الأيام مثلا يفكرون بإدخال مجنزرات الى ازقة مخيمات اللاجئين. حقيقة ان هذا نوع من الأجوبة التي يقترحها الجيش تدل على الضائقة. الجيش بقي وحده لحل المشكلة المقلقة وان كان مطلوبا هنا حل متعدد المنظومات، هو في قسم منه سياسي.

بالفعل يجب الرد بقبضة من حديد، لكن هذه ليس بوسعها وحدها ان تحل المشكلة. وذلك لان المقدر الأهم يجده المسلحون في السكان المدنيين. بسبب شدة القوة التي يستخدمها الجيش فانه كلما قتلنا منهم هكذا ينضم مزيد من الشباب الى دائرة القتال. واحد يموت، يأتي اثنان آخران. امام مثل هذا التحدي، لن تجدي نفعا أي مجنزرة. ولا مروحية او دبابة أيضا. الصفوف ستتسع فقط.

نار صاروخية الى البلدات

لا توجد وسيلة جميلة لقول هذا: حرب عصابات على نمط فتح لاند في جنوب لبنان آخذة في التموضع على مسافة بضع كيلومترات من نتانيا. الإيرانيون زرعوا لنا هنا مرة أخرى فخا، هذه المرة بمعونة الذراع العسكري لحماس في لبنان، التي وضعت فكرة القتال في بدايته قبل نحو سنتين ونصف.

في المرحلة التالية ستستخدم العبوات في طريق الباصات والسيارات الخاصة. ولن تكون الوسيلة الوحيدة لسفك دمنا. قبل نحو خمسة أسابيع اطلقت صليات نارية نحو ضواحي القرية الزراعية بات حيفر. وفي السنة الماضي اطلقت صواريخ من جنين الى منطقة غلبوع. فمن يدريك ان مثل هذه النار ستكرر نفسها وبتواتر اعلى؟

من شأن القتال ان ينتشر جغرافيا أيضا. ومن شأنه ان يخرج من مخيم اللاجئين الى الطرق الرئيسة بل وان يهدد المستوطنات. هو لا يزال في بدايته وقدرات القتل الكامنة لديه واسعة وخطيرة. المدن الفلسطينية من جنوب طولكرم وجنين، وعلى رأسها الخليل، العصية على الفهم وان كانت لا تزال بسيطرة السلطة ولهذا لا تبدو منها ظواهر كهذه. بيت لحم أيضا وبالطبع رام الله. لكن نابلس من شأنها أن تعود لرفع الرأس في كل لحظة. وقلقيلية منذ الان تبدأ بالاستيقاظ، لعلم سكان كفار سابا. يوجد للحماسيين وقت. انتظروا 20 سنة للحظة تتضعضع فيها السلطة الفلسطينية كي يتمكنوا من القتال ضد الإسرائيليين من داخل أراضيها.

يثقل الجيش الإسرائيلي يده على هذه الشبكات لكنه لا يعرف ولا يفترض أن يعرف كيف يحل تحديات كهذه بقوة الذراع وحدها. فالقوة هي وسيلة وليست غاية. الغاية هي الاستقرار السياسي. وعليه فمن يعتقد بان القتال ضد العبوات في طولكرم وفي جنين سيحل مشكلتها الجيش والشباك وحدهما، يحكم على مزيد من الاسرائيلين بالقتل.

لنا في إسرائيل يوجد مثل للانشغال بالصغائر، في الوقت الذي تتشكل فيه الحياة الحقيقية، او المخاطر الكبرى في أماكن أخرى. بعد ذلك نتفاجأ. هذا الأسبوع رأينا مسرحية صغيرة أخرى من هذا النوع. على مدى اكثر من يوم انشغل الصحافيون والسياسيون في مسألة من امر بان يحرر من المعتقل د. محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء.

أبو سلمية بالفعل كان رجل الذراع العسكري لحماس. في وظيفته كطبيب، كان شريكات في تحويل المجمع الطبي الأول في القطاع الى استحكام عسكري. من اللحظة التي تحرر فيها لم يتوقف عن اجراء المقابلات الصحفية ويطلق من تحت كل شجرة باصقة ادعاءات عما يجري في المعتقل الذي مكث فيه في سديه تيمان. روى بان أطباء عسكريين يضربون المعتقلين وانه تتبع هناك سياسة تجويع أدت الى أن يفقد المعتقلون عشرات الكيلوغرامات من اوزانهم. معتقلون يموتون في المعتقل، هكذا ادعى، ومنذ النكبة، على حد قوله لم نرَ كارثة كهذه.

من يخشى على الاخلاق اليهودية، اقشعر بدنه لسماع هذه الاقوال وهو سيسارع الى الفحص اذا كانت أقواله حقيقة أم زيفا. من يخاف على صورة دولة إسرائيل منش أنه أن يجد شهاداته تستخدم ضدنا في المحكمة في لاهاي. ورغم ذلك لا هؤلاء ولا أولئك وجدوا من الصواب الانشغال بالاقوال التي أطلقها الطبيب المجند، تفنيدها او الجدال معها. كلهم انشغلوا بحماسة في السؤال الوجودي، من أصدر الامر بتحريره من المعتقل.

لا تقولوا لم نقل لكم

في الأسبوع الماضي كتبت هنا انه يحتمل أن نكون لم نتعلم الدرس من 7 أكتوبر. الدرس ليس فقط شرانية حماس. هو أيضا الثغرات ونقاط الضعف لدينا. دولة إسرائيل لا يمكنها أن توقف جنديا في كل بيت وهي غير قادرة على ان تحمل عموم السكان. لن نتمكن من أن نحمي على مدى السنين بلدات الشمال، بلدات الجنوب والمستوطنات في الضفة كلها معا. فإما ان ينهار الجيش او ينهار الامن.

ثلاث جبهات تشتعل الان، وليس اثنتان، وعليه فالوضع هش وخطير. أصدقاء إسرائيل حذروها من هذا الوضع. لا مرة واحدة ولا مرتين. المصريون، الأردنيون، السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. كلهم صعدوا الى القدس أو التقوا مندوبين كبار في جهاز الامن وقالوا لهم المرة تلو الأخرى: الضفة الغربية ستشتعل. في الجانب الإسرائيلي استمعوا بادب ولم يقلقوا الا قليلا. إذ من هم أولئك الاغيار الذين سيشوشون علينا حروب اليهود؟

——————————————–

يديعوت احرونوت 5/7/2024

قطاع غزة الجديد

بقلم: رون بن يشاي

بعد أشهر من القتال، يستعد الجيش الإسرائيلي لواقع جديد في غزة هو بقدر كبير من صممه. في القطاع يوجد في الفترة الحالية وضعان قتاليان. في شمال القطاع، حتى محور نتساريم، انتقل الجيش الإسرائيلي بشكل كامل الى المرحلة الثالثة من مراحل القتال الثلاثة. الجيش خرج من المنطقة ويجري فيها اقتحامات وفقا لمعلومات استخبارية، مثل العملية التي تنفذ الان في قيادة فرقة 98 في حي الشجاعية. توجد أيضا اقتحامات في حجم لوائي وكتائبي تستهدف أساسا اخراج المخربين من مخابئهم وعندها ضربهم وتدمير منظومات قتالية فوق الأرض وتحتها لاجل الوصول الى القضاء على مقاومة حماس.

عمليا، بعد أن انهى تفكيك الأطر القتالية لحماس، ودفع المنظمة للانتقال الى قتال العصابات للافراد والخلايا، دخل الجيش مرحلة استنزاف العدو. الان هو يترك العدو ينظم نفسه – وعندها يضرب به المرة تلو الأخرى ويقلص تواجده حتى لا يعود يعرض للخطر بلدات غلاف غزة. هذا القتال في المرحلة الثالثة في شمال القطاع سيؤدي الى مزيد فمزيد من اجتياحات القوات، التي ستتكرر مرة، مرتين وثلاث مرات الى الحي او البلدة ذاتها التي تلاحظ فيها الاستخبارات إعادة تنظيم لحماس.

لا يزال للمنظمة بضع مئات من الصواريخ الثقيلة القادرة على الوصول الى أراضي إسرائيل. هدف “قص العشب” هذا هو العثور والتدمير لمعظم منصات اطلاق الصواريخ المتبقية ووسائل ومنشآت الإنتاج.

الفقاعة ستنفجر؟

هدف المرحلة الثالثة، كما تنفذ في شمال القطاع، هو منع ترميم حماس كمنظمة عسكرية إرهابية ودفعها لان تكون في حالة فرار لا تتوقف. الوضع الحالي يتيح منذ الان البدء بالتوازي في تنفيد خطة اليوم التالي، المعدة لخلق حوكمة مدنية بديلة لحوكمة حماس. المقصود هو البدء قريبا بتطبيق الفقاعات الإنسانية في شمال قطاع غزة – بيت حانون، بيت لاهيا والعطاطرة. السكان هناك سيديرون حياتهم ويتلقون مساعدات إنسانية. ولاحقا سيمتد هذا النموذج الى باقي القطاع. وادعى مصدر حكومي رفيع المستوى بان للخطة فرصة للتحقق.

الجيش الإسرائيلي سيعزل مثلا قرية العطاطرة ويحرسها ويحرص ان لا يكون بين العائدين اليها رجال حماس او الجهاد الا سلامي. لجنة محلية ستدير الشؤون المدنية. الجيش ومنظمات دولية تنقل اليها الغذاء، الدواء والاحتياجات الحيوية وهو الذي سيوزعها على المحليين.

هذه الجيوب ستصبح حكما محليا توجد له مثابة لجنة عليا دولية تتشكل من مندوبي دول إسلامية ودول عربية ليست معادية لإسرائيل. كما أنها ستحوز قوة سلام لانفاذ القانون والنظام في القاطع إياه وتحل محل الجيش الاسرائيلي في حراسة الفقاعات الإنسانية. تبدو الخطة جميلة على الورق، لكن برأي الخبراء فرصتها للتحقق طفيفة، ضمن أمور أخرى لان حماس لا تزال متواجدة في الميدان بل حتى قتلت رؤساء عشائر وقبائل كانوا مستعدين للنظر في المشاركة في المشروع الحوكمي البديل الذي تحاول إسرائيل خلقه. وزير الدفاع غالنت ومحافل أخرى في القدس يوافقون بان هذا ممكن ويضغطون على نتنياهو للتنفيذ.

لكن ما يعيق حقا في هذه اللحظة بدء تنفيذ خطة اليوم ا لتالي هن معارضة ئيس الوزراء لطرح الموضوع لاقرار الكابنت خوفا من رد فعل الوزيرين سموتريتش وبن غفير. وكنتيجة لذلك تفقد إسرائيل زمنا ثمينا ، وحماس التي لا تزال تقيم حوكمة مدنية يمكنها أن تحاول إعادة تنظيم قواتها العسكرية، ضمن أمور أخرى من خلال تجنيد شبان عاطلين عن العمل، عائلاتهم تحتاج الى المال كي تعيش. الى أن يعرض حكم بديل لحماس لا يمكن لإسرائيل ان تنهي تماما الحرب وتوفر الامن لسكان الغلاف. عمليا ما يحصل حاليا في شمال القطاع، وفي أجزاء أخرى منه أيضا هو الوضع الأسوأ الذي خافت منه إسرائيل (الصوملة). عائلات الجريمة وحماس تقاتل بعضها البعض على السيطرة وعلى سلب المساعدات، التي تباع بعد ذلك بأسعار خيالية في الأسواق.

تحدي الانفاق

في وسط القطاع يسود حاليا وضع يمكن أن نسميه من ناحية القتال ب/1. أي ان القتال يوجد في المرحلة الثانية حسب تعريف الجيش الاسرائيل. بقي في المنطقة نحو ثلاث كتائب لحماس والجهاد الإسلامي لم يفككها الجيش، في مخيمات اللاجئين دير البلد والنصيرات.

في جنوب القطاع، في منطقة رفح، يسجل الجيش نجاحات فوق وتحت الأرض. لواء رفح عمليا قريب من الهزيمة، لكن القتال الشديد سيستمر هناك على ما يبدو لنحو شهر آخر على الأقل، حتى الإبادة او سد المنظومة التي أرضية – انفاق التهريب من تحت محور فيلادلفيا الحيوية لحماس لاجل ترميم قوتها من خلال العلاقة مع العالم الخارجي، أي مصر والبدو في سيناء. عثر الجيش الإسرائيلي حتى الان على اكثر من 25 نفقا بين رفح الغزية ورفح المصرية. يبدو أن قسما من الانفاق على الأقل لم تسد في الجانب المصري ولا تزال تتيح التهريب. الجيش الإسرائيلي يحقق في الموضوع. لكن الأساس من ناحية إسرائيل ومن ناحية حماس أيضا، هو السيطرة على معبر رفح الذي عبره كانت المنظمة تتلقى التموين ووسائل القتال. إسرائيل ستطالب بالاشراف قبل ان توافق على اخلاء محور فيلادلفيا.

السلاح الأساس للمخربين في رفح هو العبوات والتفخيخات التي تستهدف تدمير احياء كاملة على مقاتلي الجيش الإسرائيلي. لقد طور الجيش منذ الان أساليب عمل تتضمن مساعدة كلاب وحوامات، وتتيح له التصدي لمحاولات المس بالقوات. مئات المخربين فروا الى مناطق الايواء، وسيتواجدون هناك طالما تقدم الجيش الإسرائيلي. لكنهم تركوا في المنطقة كاميرات مخبأة تتيح لهم متابعة قوات الجيش الإسرائيلي في محاولة للمس بها.

اذا ما خرج الجيش الإسرائيلي من منطقة رفح، معقول الافتراض ان يحاول المخربون العودة الى هناك. في هذه الحالة سيعمل الجيش في المكان مثلما يعمل في شمال القطاع – اجتياحات وفقا لمعلومات استخبارية.

في الجيش توجد نية لان يحوز حتى في المرحلة الثالثة محورين يبتران القطاع. محور نتساريم يقبع بين وسط القطاع والشمال. يستخدمه الجيش الإسرائيلي كي يمنع عودة الغزيين والمخربين تحت غطاء اللاجئين الى ما تبقى من بيوتهم في شمال القطاع. وشكلت حيازة هذا المحور وتشكل أيضا مجالا لممارسة الضغط على السنوار لتحرير المخطوفين. تنفيذ صفقة مخطوفين ستلزم على ما يبدو الجيش للتخلي عن حيازة هذا المحور والسماح بمرور الغزيين الى ما تبقى من بيوت لهم في الشمال. اذا خرق السنوار او لم ينفذ صفقة المخطوفين بكاملها، يعود الجيش ليسيطر على هذا المحور.

الجيش الإسرائيلي، بكل الأحوال سيبقى في منطقة الحراسة التي بعرض نحو كيلو متر، في هوامش القطاع. المحور الثاني هو محور فيلادلفيا بين كرم سالم وشاطيء البحر لرفح. مثلما في محور نتساريم في هذا المحور أيضا توجد قواعد عملياتية متقدمة ومركز لوجستي متقدم. حيازته هي أساس لاجل تدمير انفاق التهريب وممنع تجديدها. الى أن تتحقق تسوية دائمة مرضية مع مصر، ستبقى إسرائيل في فيلادلفيا. القوات غير الكبيرة التي تحوز المحورين ستكون في حالة حركة وستهاجم المحورين كي توسعهما وتمنع عن العدو مهاجمة قواتنا.

الاستخبارات فوق كل شيء

مهام المناورة، أساسا في رفح ومعسكرات الوسط ستستكمل في غضون وقت غير بعيد. انتقال كل القطاع الى المرحلة الثالثة يمكن أن يحصل في سيناريوهين. الأول، صفقة لتحرير المخطوفين في اطارها يعلن عن وقف نار طويل. يخرج الجيش من معظم أراضي غزة، وربما حتى منها كلها، لكنه يواصل حيازة منطقة الفصل في هوامش القطاع التي ستوفر الامن لبلدات الغلاف. هذا الوضع مفضل من زاوية نظر إسرائيلية. لكن الجيش يستعد أيضا لامكانية أن يفجر السنوار الاتصالات للصفقة وعندها يستمر القتال في القطاع، ربما بالتوازي مع حرب في الشمال.

العنصر الأهم في حماية إنجازات الجيش في القطاع ومنع ترميم حماس بعد أن صفي معظم قوتها العسكرية، هو حيازة منطقة استخبارية تسمح بمعرفة ما يحصل في كل مكان في القطاع، في كل ساعة، لمساعدة وسائل تكنولوجية واستخبارات بشرية. الوضع سيشبه الواقع حاليا في الضفة، مع فارق كبير واحد: في الضفة الجيش ملزم بحماية المستوطنات اليهودية والبؤر غير القانونية التي توجد في داخل المنطقة. في غزة الحماية ستتم في ظل حيازة منطقة استخبارية وجوية واجتياحات برية دون التواجد الدائم على أراضي القطاع.

——————————————–

هآرتس 5/7/2024

الجيش الاسرائيلي سيطر على اكثر من ربع قطاع غزة، في اليمين يستعدون للاستيطان

بقلم: يردين ميخائيل وآفي شراف

احتلال أجزاء في القطاع والاحتفاظ بها لفترة غير محدودة، هو احد التطورات الاكثر دراماتيكية في الحرب التي بدأت في اعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الاول. في الجيش يعتبرون الاحتفاظ بهذه المناطق استراتيجية، والمستوى السياسي يدفع الى مواصلة الحرب. حماس من ناحيتها تطالب بانسحاب اسرائيل من المناطق التي تم احتلالها وانهاء الحرب. عمليات الجيش الاسرائيلي في المناطق التي تم احتلالها متنوعة. فهو يقوم بتوسيع القواعد ويقيم البنى التحتية وحتى يقوم بشق الطرق، في حين أن حماس تقوم باستهداف هذه القوات. حسب حسابات “هآرتس” التي اجريت بناء على تحليل الاقمار الصناعية ومعلومات علنية اخرى فان مساحة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الآن تبلغ 26 في المئة من اراضي القطاع.

ضابط رفيع تطرق الى المنطقة التي تم احتلالها في وسط القطاع، قال إن الامر يتعلق بجهد لاحتلال متواصل. ولكن النشاطات العسكرية توفر الدعم لمن يؤيدون تجديد الاستيطان. هكذا، تنشأ الظروف لخلق واقع جديد؛ سيطرة اسرائيل لفترة طويلة في القطاع آخذة في التشكل هناك.

مناطق السيطرة

بعد تسعة اشهر على الحرب فان طرد مئات آلاف الغزيين الى جنوب القطاع آخذ في الترسخ. الاماكن الاستراتيجية التي هربوا منها احتلها الجيش الاسرائيلي وقام بتسويتها وخلق مناطق يتم استخدامها للسيطرة على القطاع. في البداية اقام الجيش الاسرائيلي منطقة عازلة على طول الحدود مع اسرائيل، وقام بتسوية تقريبا جميع المباني فيها، ومنع الفلسطينيين من الدخول اليها. الجيش سيطر ايضا على محور فيلادلفيا من اجل منع حماس من الوصول الى مصر. اضافة الى ذلك سيطر الجيش ايضا على منطقة بمساحة تساوي مساحة بات يم وبني براك ورمات غان وحريش (38 كم مربع). هذه المنطقة تعرف بمحور نتساريم، وقد تم منع الفلسطينيين من التواجد فيها. في منتصف هذا الممر اقام الجيش الاسرائيلي ليس اقل من اربع قواعد، وقام بشق طريق يتم استخدامها لفصل القطاع والسيطرة على حركة الفلسطينيين وكمنطقة انطلاق للعمليات.

في الجيش قالوا إنه توجد لهذا الممر اهمية كبيرة، وشرحوا بأنه كان أداة رئيسية في فصل شمال القطاع، وأن السيطرة عليه تمنع حماس من التحرك بحرية بحيث يصعب عليها النهوض.

في نهاية ممر نتساريم يوجد الرصيف البحري الذي اقامته الولايات المتحدة لادخال المساعدات للغزيين الجائعين، الذي تحطم وتفكك مرتين. وتم اكتشاف الكثير من الانفاق والبنى التحتية الارهابية.

غير بعيد عن هناك اقام الجيش الاسرائيلي قاعدة سيطرة اخرى، واحدة من بين البؤر الكثيرة التي تقوم حماس بمهاجمتها في هذا الممر. افلام الجيش الاسرائيلي وثقت اطلاق قنابل المدفعية ونار قناصة ومهاجمة المسيرات. في كل المنطقة قتل وأصيب جنود. في شرق الشارع سيطر الجيش على مدرسة تم الكشف عن مكانها في فيلم لمراسل اسرائيلي قام بزيارة المكان، وبعد اسبوعين تمت مهاجمة هذه القاعدة.

منشورات للجنود:

بعد مرور تسعة اشهر على الحرب فان الجيش الاسرائيلي ما زال يضع القيود المتشددة على دخول المراسلين الى القطاع. لذلك فان صور الاقمار الصناعية والتوثيقات التي ينشرها الجنود في الشبكة اصبحت حيوية من اجل فهم الحرب. “هآرتس” قامت بتحليل مصادر معلومات مكشوفة وصور للاقمار الصناعية لشركة “بلانت لابس”، وفحصت افلام كثيرة نشرها الجنود في الشبكة وافلام نشرتها حماس.

في العالم العربي يتابعون بحرص المنشورات التي ينشرها الجنود، التي تكشف مكان القوات، ويشاهدها ملايين المتصفحين، بما في ذلك في قنوات حماس الاعلامية. الجيش الاسرائيلي يجد صعوبة في منع تسريب المعلومات. هكذا تم الكشف بأنه في المستشفى التركي جرى احتفال بعيد الفصح شارك فيه كثيرون في مكان مفتوح، وتم فيه تقديم الاحاطات، وغير ذلك.

المستشفى التركي اقيم على انقاض مستوطنة نتساريم التي تم اخلاءها في العام 2005. هذه المستوطنة كانت جزء من الخطة التي جوهرها تقسيم القطاع وتعزيز سيطرة اسرائيل عليه بمساعدة المستوطنات المدنية. وقد بدأت ببؤرة استيطانية للناحل واصبحت المستوطنة الاكثر عزلة في القطاع. مجموعة صغيرة من المستوطنين احتاجت الى حماية كبيرة. وسواء الجيش الاسرائيلي أو المستوطنين تكبدوا خسائر في المكان.

الآن هذه المنطقة اصبحت بؤرة جذب رئيسية لحركة اعادة تهويد القطاع. مثلا، في عيد الانوار الاخير قام جنود بالزي العسكري في متحف غوش قطيف في القدس بجلب الشمعدان الذي تم انزاله عن سطح الكنيس اثناء عملية اخلاء نتساريم، وجلبوه الى مبنى قريب من المستشفى التركي. قائد كتيبة وقف بجانبه واعلن بأن “الجنود هم أبناء وأب احفاد المكابيين”، وهم الذين اعادوا الشمعدان الى مكانه. الجنود ايضا اقاموا في المكان احتفال بادخال كتاب التوراة. وحسب عميت سيغل ومراسلين آخرين من اليمين، هذا كان كتاب التوراة الذي تم اخراجه من الكنيس في نتساريم اثناء عملية الانفصال، والآن تمت اعادته الى مكانه.

مؤخرا نشر مراسل مؤيد لليمين صورة لجدول اعمال في الكنيس الذي تم افتتاحه في ممر نتساريم. “كنيس نتساريم الى الأبد – على الصيغة التركية”. حسب ما نشر فانه في المكان يتم اعطاء دروس، بما في ذلك توجيه دافيد اميتاي، حاخام المدرسة الدينية من بؤرة افيتار، الذي يتواجد في القطاع كجندي احتياط. اميتاي التقط صورة، ضمن امور اخرى، على سطح المستشفى التركي، وهو يشرح بأن “ارض اسرائيل يتم امتلاكها بالألم. توثيق هذه النشاطات تقريبا لا يتم نشره رسميا، لكنه يظهر بشكل ثابت في قنوات اليمين واليمين المتدين، في التلغرام واليوتيوب والفيس بوك وتويتر، لجهات مرتبطة بالمستوطنات أو في حسابات خاصة للجنود، التي تشجع تهويد القطاع. هكذا فان حركة تهويد القطاع تستغل عمليات الجيش الاسرائيلي وتزيد سرعتها من تحت الرادار.

——————————————–

يديعوت 4/7/2024

فلنبني حائطا حديدا جديدا

بقلم: يديديا يعاري

قائد سلاح البحرية ومدير عام رفائيل سابقا

اصطلاح “مفهوم الامن” حظي منذ الان بسمعة مهزوزة جدا عندنا. فمشاهد 7 أكتوبر والاشهر التسعة بعدها قوضت لدى الكثيرين الثقة في أنه يوجد على الاطلاق مثل هذا المفهوم، الذي بموجبه تدار الأمور – واذا كان ثمة كهذا، فما هو بالضبط المكانة العملية لمحدداته. فلئن كان مفهوم الامن معناه فقط نصر مطلق، فيكفي إذن اصدار الامر لقوات الامن “اذهبوا واهزموهم” وبهذا يتلخص الموضوع.

هذا بالطبع اكثر تعقيدا بكثير وينطوي على ما لدينا من معتقدات واراء مثلما على الأقل ما لدى العدو والجيش الإسرائيلي من قدرات عسكري. يوجد لنا اجماع حول أوضاع البداية، لكن لا يوجد أي اجماع حول وضع النهاية. ما هو واضح هو اننا اذا اخذنا بالمباديء من عهد بن غوريون، “الردع، الاخطار والحسم”، مع إضافة “الدفاع”، التي أضيفت في اعقاب تقرير مريدور – فعمليا نكون نحن لم نستوفي أي من هذه المطالب.

لكن ما انهار في 7 أكتوبر هو قبل كل شيء الصورة الأساس لمفهوم الامن. ساحة تل حي والسور والبرج. الحائط الحديدي، الذي من خلفه يسكن إسرائيل بامان. انهارت الاسوار الافتراضية للمدينة – بداية في الجنوب وبعد ذلك في الشمال. البلدات مدمرة، المخطوفون في غزة، النازحون يحتمون في الفنادق والشهداء في المقابر. وكل هذا بعد أن بني الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن كل السنين، منهاجيا، وفقا لمفهوم الامن واستراتيجية الجيش الإسرائيلي بكل صياغاتهما المختلفة. من بن غوريون عبر آيزنكون ومريدور وحتى بن إسرائيل وعميدرور. بما في ذلك كل ما كتب بينهم. بالفعل سمعة مشكوك فيها حتى لو ادعينا في أن الذنب في المنفذين وليس في المصيغين. ومع كل هذا، الامن القومي لا يمكن اقامته بدون مفهوم شامل وخطة عمل. هناك حاجة لمفهوم أمن.

بداية النزول الى الهوامش يمكن أن نعيدها الى حرب لبنان الثانية، مع الدخول المكثف للسلاح الصاروخي والتلقائي الى الساحة وتموضع العدو في المجال المديني. معركة الحركة البرية أصبحت بطيئة، مركبة وكثيرة المصابين. ضد تهديد الصواريخ التي زرعت الخراب في الجبهة الداخلية كان يمكن ان نوقف فقط معترضي القبة الحديدية. ووصلنا مرة أخرى الى سؤال كمي – كم من كل نوع يوجد لكل طرف. المركبات الأساسية في المعادلة وان كانت تغيرت لكن مثل النسبة بين الجيوش العربية والجيش الإسرائيلي، مثلما حلل بن غوريون، هنا أيضا قلب الموضوع هو انعدام التماثل. حين بدلا من جيوش جيراننا، التهديد علينا هو مخزون صواريخ ايران ووكلائها في المنطقة. لا يوجد ردع، الاخطار يقاس بدقائق جو وليس واضحا كيف يكون الحسم. بقينا مع الدفاع، الذي مدى حياته ليس مضمونا. وهكذا، حين تدخل الى الصورة مسألة النووي، تصبح كل المشكلة فرعية. او أن مفهوم الامن الذي يتناول الشرق الأوسط النووي، او المحدث كتهديد تقليدي. مفهوما امن مختلفان – مع وضع انتقالي لإيران كدولة حافة نووية.

لروسيا والصين أيضا توجد أسباب وجيهة لمنع قدرة نووية عن ايران. في كلتيهما عشرات ملايين الأقليات الإسلامية عديمي الهدوء. وتحول نووي لقوة عظمى شيعية كفاحية في وسط آسيا يهددهما أيضا. تجربة الماضي في ميزان الرعب النووي، الحرب الباردة تشير بالذات الى اثر استقراري. وضع يمتنع فيه الطرفان بكل ثمن عن المواجهة المباشرة. العدوانية توجه الى ساحات فرعية. الاجتياحات الى هنغاريا وتشيكيا، خليج الخنازير في كوبا، حرب فيتنام. الشرق الأوسط هو اليوم بالفعل ساحة مختلفة، لكن معنى الخراب المتبادل الممضون واضح بما يكفي حتى هنا.

في الخارج ينشأ واقع جديد. مفهوم امن محدث يستوجب تحييد انعدام التماثل والوصول الى ميزان رعب تجاه ايران. تقليدي او غيره. كجزء من تحالف او لوحدنا. لا يوجد أي سبيل آخر لصده اذا كنا نريد مستقبلا للشرق الأوسط. لإسرائيل توجد قدرة للوقوف في وجه كل ما تطرحه ايران ووكلاؤها ضدها، على أن تعرف كيف تهدد مفهوما واضحا وتوجه الى ذلك مقدراتها.

للجيش الإسرائيلي وللصناعات توجد حلول لكل أنواع الأوضاع. المشكلة هي ان هيئة الامن القومي الجسم الذي يفترض أن يقود مثل هذه الدراسة، اصبح قسما في جوارير العاملين لدى نتنياهو، والحكومة منشغلة باحصاء الأصوات. مصير إسرائيل سيحسم في هذه المسائل، وليس في اعفاء شباب المدارس الدينية وقانون الحاخامين.

——————————————–

كي يوقف نصرالله النار على إسرائيل وأمريكا أن تتوصلا الى اتفاق بشأن القرار 1701

بقلم: البروفيسور أماتسيا برعم

محاضر في جامعة حيفا

في 19 حزيران هدد نصرالله بانه اذا ما بدأت إسرائيل حربا شاملة ضد حزب الله فانه سيحتل الجليل، يدمر باقي إسرائيل ويهاجم قبرص. في 29 حزيران هددت ايران بانه اذا ما صعدت إسرائيل الوضع فانه “ستتطور حرب إبادة”. هذه التهديدات لا تشهد على ثقة بالنفس بل على هستيريا. حتى بعد نحو تسعة اشهر من بداية الحرب، لا تزال طهران تقدر بانه في حرب شاملة ستوجه إسرائيل ضربة قاضية لحزب الله، حليفها الأهم. لكن ليس اقل أهمية من ذلك: منذ بضعة اشهر يلوح تغيير دراماتيكي في موقف ايران من حرب الاستنزاف، وكي نفهم اين توجد ايران وحزب الله اليوم يجب العودة الى نقطة البداية.

هجمة 7 أكتوبر بادر اليها يحيى السنوار دون تنسيق مع بيروت وطهران. خامينئي ونصرالله مولاه، درباه وسلحاه، ولكن في ذاك الصباح فوجئا بقدر لا يقل عما تفاجأت إسرائيل. فقد قرر السنوار ان يهاجم دون تنسيق لانه كان يعرف بانهم سيمنعون عنه ذلك. أولا، لان إسرائيل لا تزال قوية للغاية ومن شأنها أن تصفي حماس وحزب الله. ثانيا، طالما كانت إسرائيل لا تهاجم منشآت النووي الإيرانية فان طهران لا تتحمس للمخاطرة بحزب الله. السنوار هاجم مع ذلك انطلاقا من الفرضية بان الوعد للدعم العلني الذي تلقاه رجاله في اذار 2023 سيجبر نصرالله على الدخول الى الحدث بكل القوة. خاميئني ونصرالله احرجا والأخير انضم لانعدام البديل لكن فقط في صورة حرب استنزاف.

أثنت طهران على الطريق الوسط الذي اختاره نصرالله: مساعدة لحماس من خلال جذب قوات إسرائيلية ونفي الجليليين، لكن دون التورط في حرب شاملة. في خطاباته تعهد نصرالله بالفعل بالاستنزاف طالما استمرت الحرب في غزة. لكن النقد في العالم الإسلامي على كبح جماح ايران وحزب الله جعل كل الحدث اكثر احراجا. ولهذا طلبت طهران طلبا يائسا متكررا من العالم للضغط على الولايات المتحدة لفرض وقف للحرب. في الأشهر الأخيرة لم تعد طهران تطالب بذلك. بدلا من هذا، تثني ايران بفخر على مساهمة حزب الله والحوثيين على استنزاف إسرائيل وحسب فهمي فانهم يريدون استمرار حرب الاستنزاف. فهم يعتقدون بان إسرائيل تفقد تأييد الغرب، وان الجيش الإسرائيلي منهك والمجتمع الإسرائيلي يتفكك. ميناء ايلات مشلول والاقتصاد يتحطم. بالمقابل، من اجل نصرالله فان كل يوم قتال إضافي هو عبء هائل. وهو يتوقف لاتفاق وقف النار في غزة ويسعده أن يوقف النار حتى لو أعلنت إسرائيل عن وقف الحرب المكثفة وحتى لو بقيت في غزة الا ان ايران ستحاول اجباره على مواصلة الاستنزاف.

اذا كان اتفاق وقف نار عام، نصرالله سيوقف النار ويوجد احتمال أن يوافق على الانسحاب 15 كيلو متر وربما الى الليطاني دون حرب شاملة. لكن الامر لن يتحقق الا اذا تحقق موقف مشترك إسرائيلي – امريكي، إسرائيل تعلن انه اذا لم ينسحب فانها ستفتح حربا شاملة، والولايات المتحدة تتعهد بدعمها للسلاح، بالمعلومات الاستخبارية وفي مجلس الامن. سيتعين على إسرائيل أن تحشد قوات كبيرة جدا في الشمال كي تقنع نصرالله بصدق نواياها. اذا ما اقتنع واقتنعت طهران، معقول ان ينسحب انطلاقا من الفرضية بان رجاله يمكنهم ان يتسللوا عائدين في اقرب وقت ممكن، مثلما فعلوا في 2006 وبالتالي على إسرائيل والولايات المتحدة أن تتوصلا الى اتفاق مسبق يقضي بان تكون إسرائيل مخولة لان تكون المنفذة لقرار مجلس الامن 1701، بما في ذلك من خلال استخدام النار. الجليليون يعودون الى الجليل، هذه المرة مع قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بشكل دائم على الحدود. لكن كل رئيس وزراء إسرائيلي سيكون مسؤولا شخصيا وقانونيا عن منع عودة حزب الله الى الحدود حتى لو أدى الامر الى حرب. هكذا فقط يعاد إحساس الامن الى الشمال.

——————————————–

هآرتس 5/7/2024

إسـرائيـل حــقــاً لـــم تــعــد ديمـقـراطـــيـــة

بقلم: أوري مسغاف

بعد دمار 7 أكتوبر كان أعضاء حكومة الهراءات في صدمة تامة. لقد وجدوا صعوبة في إظهار وجوههم للجمهور.

وقد استقبلوا بالصراخ والشتائم في الفضاء العام. أيضا أبواقهم خفضت النظر.

في الوقت نفسه أدخلوا للاستعمال عملة لفظية جديدة: «أنا غير مستعد للعودة إلى خطاب 6 أكتوبر».

الهدف هو الإعلان أنه الآن يجب علينا التوحد، معا سننتصر؛ فعليا، النية كانت أن المعسكر الذي يوجد في الحكم غير مستعد لتحمل الانتقاد حول نهجه الكارثي.

حتى الرئيس هرتسوغ سارع إلى استخدام الشعار الذي استهدف خدمة الحكم القائم.

ومعظم وسائل الإعلام حتى تبنت هذه الرواية. في الاستوديوهات سيطرت أجواء الإجماع والتيار العام.

الاختلاف اعتبر أمرا يضعف الشعب في زمن الحرب. هذا كان أمرا ممتازا لكتلة بيبي، الحريديين، الحريديين القوميين والكهانيين، التي حصلت على التنفس الصناعي من الفم إلى الفم.

ايضا سياسيا، بفضل غانتس وساعر، صاحبي الشخصية الضعيفة. وأيضا إعلاميا – جماهيريا.

بطبيعة الحال لم يكن أي أحد في معسكر نتنياهو أخذ هذه اللحظة على محمل الجد. بالنسبة لهم خطاب 6 اكتوبر لم يعبر عن نفسه بالاندفاع نحو الانقلاب النظامي ونهب الخزينة العامة وتدمير الشرطة والانقسام والتحريض واضعاف اسرائيل إلى النقطة التي فيها شخص الأعداء من الخارج بأنه حان الوقت المناسب.

6 تشرين الأول رمز إلى شيء واحد فقط: العصر الذي نهضت فيه القوى العقلانية من اجل وضع حد لتحول إسرائيل إلى ديكتاتورية تحت غطاء الديمقراطية المزيفة.

مرت تسعة اشهر على دمار 7 أكتوبر، وعلى هزيمة 8 أكتوبر في غزة وفي الشمال.

نحن عدنا إلى نقطة البداية، وللدقة، إلى وضع اسوأ. أعضاء الائتلاف يعرفون أن الحكومة القادمة ستكون مختلفة في جوهرها.

حسب الاستطلاعات هم جزء من حكومة اقلية، فيها 47 مقعدا. هذا الأمر يعفيهم من النضال للحصول على تأييد الجمهور الواسع، والرغبة في اثارة الانطباع المصطنع أو مجرد القلق على كل الاسرائيليين.

بالعكس، لديهم رغبة كبيرة في النهب والسلب والتعيين. وغرس المقربين وحاشية في كل منصب شاغر. أيضا خلق مناصب جديدة «تشيني» من الغواصات ومدير في الشمال، رون طال، العزيز على المستوطنين في الجنوب، «اسنات مارك» في قمة معهد التصدير.. الخ.

الانقلاب النظامي ينطلق بسرعة من جديد مع المنشطات. يانون ميغل يغرد بأن حبل المشنقة ينتظر غالي بهراف ميارا. دافيد امسالم يعلن أن نائب المستشارة القانونية غيل ليمون هو «الشخص الأكثر خطرا في الدولة». ياريف لفين يتمسك برفض تعيين قضاة المحكمة العليا وتعيين الرئيس. كل ذلك يتم توجيهه من قبل نتنياهو من الأعلى. في هذا الأسبوع أعلن: «في الديمقراطية حراس العتبة هم الجمهور والناخبون».

ليس فقط أنه متحايل وكاذب، بل هو ايضا فاشي. بتوجيهه ينقض وزراءه وأبواقه على الشاباك وعلى هيئة الاركان.

هو نفسه يتهمهم بـ «رياح الهزيمة». كما هي الحال في افضل التقاليد لدى القادة المصابين بجنون العظمة عندما برروا الخسارة في المعركة بانهزامية وخيانة الجنرالات الضعفاء.

كابينيت الحرب تم حله. الحكومة تجتمع فقط للمصادقة على التعيينات وتطوير اجراءات لحالة الطوارئ وتقليص الديمقراطية وحقوق الفرد.

الكنيست خرجت إلى عطلة لثلاثة اشهر (!). القدس وقيساريا أصبحتا ساحة محصنة، مع حصون ومتاريس وبوابات حديدية.

خارج الثروة العقارية الخاصة لعائلة نتنياهو تتم إقامة أسوار مرتفعة وأبراج مراقبة.

حول مكتب رئيس الحكومة والكنيست أقيمت جدران جديدة. الشرطة تسحق بعنف الحق في التظاهر والاحتجاج.

في كل الحرب اللانهائية، التي يضحي فيها نتنياهو بالجنود، المخطوفين وسكان الشمال، اسرائيل حقا لم تعد ديمقراطية. لذلك، المعسكر الديمقراطي يجب عليه التوقف عن اللعب. يجب الاستقالة من الكنيست، شل الاقتصاد والدولة. الانتقال إلى عدم الامتثال المدني دون تلعثم واعتذار. وفرض حصار جماهيري على هؤلاء الظالمين إلى أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ ويتم تقديمهم للمحاكمة على جرائمهم وخطاياهم. وإلا فإننا لن نكون.

——————————————–

هآرتس 5/7/2024

لا يـــوجـــد “يـمـين”.. يــوجــد “المـــلـــــك بــيــبــي”

بقلم: يوسي كلاين

لو أنه بدلا من الـ 600 ألف شخص الذين كانوا هنا في العام 1948، كان في اسرائيل في العام 2024 الـ 7.2 مليون اسرائيلي، لكنا هُزمنا هزيمة نكراء. الـ 77 سنة التي مرت منذ ذلك الحين قمنا بتكريسها للنزاعات والخصومات. الشعوب تتغير. أميركا ترامب ليست أميركا روزفلت.

اسرائيل بيبي ليست اسرائيل بن غوريون. التغيير يظهر في حدث يحدث مرة واحدة، على الاغلب في الحروب.

الحرب في العام 1948 عبرت عن الاستقلال، حرب 1967 عبرت عن الغطرسة، وحرب 1973 عبرت عن الاستيقاظ. في العام 1973 فقدنا الثقة بالقيادة السياسية، وفي العام 2023 فقدنا الثقة ايضا بالقيادة العسكرية.

حسب وثيقة الاستقلال فإنه في العام 1948 وقفت الدولة على «أسس الحرية والعدالة والسلام»… المساواة الكاملة في الحقوق السياسية والاجتماعية لكل المواطنين دون تمييز في الدين والعرق والجنس».

الانتصار والاحتلال في 1967 حول «المساواة» في وثيقة الاستقلال إلى أمر ليس ذي صلة. من قاموا بهزيمته بأوهام العظمة (غير الموجودة) والقوة «المزيفة»، لم يعد يؤمن بالمساواة.

هذا المفهوم شطب من جدول الأعمال. لا توجد مساواة في القانون بين العرب واليهود، العلمانيين والحريديين. وصلنا إلى 7 تشرين الأول ممزقين ومصابين بالكدمات. لذلك، توقفنا عن الإيمان بالوحدة. لقد استيقظنا.

الاستيقاظ جلب التشكك

في حرب يوم الغفران في 1973 استيقظنا من الثقة بالقيادة السياسية.

التشكك ازداد في حرب لبنان في العام 1982، ووصل إلى الذروة في عيد نزول التوراة في العام 2023.

نحن توقفنا عن التصديق بأن الحكومة دائما تعمل في صالحنا، وأن الجيش الإسرائيلي يستطيع دائما الدفاع عنا.

نحن لا نثق الآن باستقامة ممثلي الجمهور وقوة حراس العتبة على الرقابة عليهم. نحن استيقظنا على اليمين الجديد.

في الأسبوع الماضي كتب هنا يسرائيل هرئيل أن «الجمهور يريد يمينا جديدا». ماذا يعني يمينا جديدا؟ اطلبوا من اليمين الجديد عرضه نفسه، وهو سيوافق بسرور. بالتأكيد هو سيقول تفضلوا. هكذا إذا: اليسار خيانة، اليسار يعني الهزيمة، يعني الصواريخ على تل أبيب. ولكن لحظة، أوقفوه، نحن سألنا اليمين. عندها سيكون صمت تام. ربما «حب إسرائيل» سيتمتم. ربما «وحدة»؟.

إذا لدي أنباء لكم: لا يوجد يمين. يوجد «الملك بيبي». يوجد «للأسف أنهم لم يقوموا بإحراقكم في أوشفيتس.

يوجد «المخطوفون هم الذين تسببوا بذلك لأنفسهم». توجد أقوال فارغة وكليشيهات ممزقة.

لا توجد اقتراحات أو أفكار. فقط ما كان هو ما سيكون. ليس بالعقل بل بالمزيد من القوة. ليس بالحكمة بل بالقوة. ماذا فقط؟ دون بيبي.

هل كل ذلك بالمجان؟

هل جننتم؟ نحن سندفع ثمن كل ذلك بالدم، بالعنف والأيتام، لأن اليمين هو الحرب، لا يوجد لديه اقتراح أفضل من ذلك. حرب في الضفة، في سورية وفي غزة، لأن الحرب هي سبب للاحتفال، دون مخطوفين ومخلَوْن ومناطق وحريديين.

لذلك، حرب تشرين الأول 2023 لن تنتهي أبدا. الحكومة تحتاجها. الحرب كما كتب جورج أورويل، موجهة للدولة.

دورها هو الحفاظ على النظام الاجتماعي وليس الانتصار.

عندما ستخفت الحرب سيحاولون بعث الحياة فيها. مرة أخرى سيتحدثون عن «الردع».

مرة أخرى سيقومون بتصفية «شخصية رفيعة» هنا ويفجرون هناك (لكن المخطوفين دائما في قلوبنا!).

ولكن عندما تخفت الحرب ستتغلب رغبة الجمهور في العيش على رغبة الديكتاتور في الحكم. حقائق مقلقة أبعدتها الحرب ستعود إلى مركز المنصة.

في مركز المنصة ستقف عندها لجنة تحقيق. اللجان استهدفت إصلاح الإخفاقات وتعلم الدروس. لم يتم إصلاح الإخفاقات ولم يتم تعلم الدروس. الحقيقة: انظروا أين نحن. يمكن أن تتهم لجنة التحقيق نتنياهو بالمس بالأمن وبالمسؤولية عن الإهمال في ميرون، وبالمسؤولية عن الإهمال في الغلاف، ولكن لن يحدث أي شيء.

الاتهامات ستنزلق عنه مثلما ينزلق الماء عن الريش. لأنه لا توجد لدينا مسؤولية أو عقاب على عدم تحمل المسؤولية.

المسؤولية غير مهمة في الديكتاتورية. الديكتاتورية لم يتم الإعلان عنها هنا رسميا، لكنها أصبحت فعليا ملوثة وفاسدة كما ينبغي أن تكون الديكتاتورية. هل الجمهور يريدها هكذا؟ ها هو حصل عليها.

هل الجمهور يريد يمينا جديدا؟ فليتفضل. يجب عليه الاختيار بين اثنين، بن غفير الفاشي والصبياني كممثل أصيل لليمين الجديد، ومقابله، باسم اليمين القديم، نتنياهو البالغ والمسؤول والعقلاني والنزيه.

——————انتهت النشرة—————-