إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية .. الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 7/4/2025 

بعد عاصفة الرسوم الجمركية، يحتاج ترامب إلى صورة النصر ويجد شخصًا مغفلًا ليقدم له المساعدة

بقلم: حاييم لينفسون

اللقاء الليلة (الاثنين) بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير عادي. ليس فقط بسبب تصميمه المفاجئ، ولكن بشكل رئيسي بسبب انعكاس الإبداع. ليس رئيس وزراء إسرائيل هو الذي يحتاج إلى رئيس الولايات المتحدة، بل رئيس الولايات المتحدة هو الذي يحتاج إلى رئيس وزراء إسرائيل. وهناك الأحمق الذي سيتواصل مع ترامب ويمنحه يومين من “النجاح” حول استراتيجيته التجارية الفاشلة.

مر ترامب بزوبعة سياسية واقتصادية ويحتاج بشدة إلى حضور “رؤساء الدول” والتفاوض معه بشأن “اتفاقيات تجارية” جديدة حتى يتمكن من الادعاء بأن طريقته ناجحة هنا، وبعد موجات الصدمة التي أرسلها إلى جميع أنحاء العالم بإعلانه عن التعريفات الجديدة – نجح استخدام القوة وأصبح لدى الولايات المتحدة الآن “اتفاقيات تجارة عادلة”. وتطوع نتنياهو ليكون الأول، على افتراض أن ترامب سيشكره على ذلك في المستقبل. وفي الليل التقى بوزير التجارة الأمريكي لإجراء مفاوضات أولية. اليوم، في اللقاء مع ترامب، سيعطيه نتنياهو كل الوعود التي يريد سماعها، على أمل أن يحصل ترامب على بعض الهواء لتنفسه لمدة 24 ساعة، ليبقى أمام الرأي العام يوما آخر من انهيار أسواق الأسهم والمعاشات والمدخرات نتيجة جنونه القديم الجديد.

في جميع أنحاء الكون البيبي، أي في القناة 14، يتحدثون عن قوة نتنياهو في الأيام الأخيرة، قائلين إن “العديد من رؤساء الدول يريدون الحضور، لكن نتنياهو هو الأول”. كالعادة، هذه خيالات منفصلة عن الواقع. في الواقع، يقف رؤساء الدول متفرجين ويستمتعون بمشاهدة ترامب يعاني. ترامب هو المتنمر الطبقي الذي يكرهه الجميع والذي قرر ذات يوم أن يطلق النار على قدمه ويصرخ طلباً للمساعدة. لكن رؤساء الدول يرون أنه جريح ومعاق، ويسعدهم رؤيته يعاني. وبالفعل، فإن اقتصادات كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين ستعاني أيضاً من الحرب التجارية الجديدة، لكن يبدو أن قادة الدول يرون فرصة نادرة لإجبار ترامب على الركوع وتركه ينزف لفترة طويلة. ترامب هو من بدأ الحرب التجارية، والنجاح والفشل سيكون عليه، وليس على مواطني كندا وفرنسا.

مشكلة ترامب هي أن الجميع قد تعلموا طريقته بالفعل: إصدار إعلانات منمقة ودرامية ومتطرفة وصادمة تسيطر على جدول الأعمال. إنه يستمتع بالاهتمام، ويعتقد أن الجميع سيأتي لإرضائه. لقد تم تدريس هذه الخدعة بلا كلل في الفصل الدراسي الأول، والآن في الفصل الدراسي الثاني أصبح الأمر متوقعًا بالفعل. ليس الجميع في عجلة من أمرهم لشراء دوراته. والبعض سمح له بمواصلة التهديدات. ويحدث هذا أيضًا في الحرب التجارية ومع إيران.

وفي إحاطات رجال نتنياهو – أي المراسلين والمعلقين ومقدمي البرامج في القناة 14 – يكررون أن نتنياهو وترامب سيناقشان إيران في اجتماعهما الحالي. وهذا أمر مفهوم للجمهور الإسرائيلي أكثر من الحرب التجارية المعقدة. وفيما يتعلق بإيران، يستخدم ترامب أيضاً الأسلوب نفسه: التهديد بالسماء، على أمل رؤية إيران حول طاولة المفاوضات. قبل أسبوعين، جلس المتحدث باسم رئيس الوزراء ياكوف باردوغو ووعد على شاشة التلفزيون بأن المنشآت النووية ستتعرض للهجوم في الأيام المقبلة. لقد مرت الأيام القليلة المقبلة، ولكن نتنياهو الآن يصرح بأن ذلك سيحدث في منتصف شهر مايو.

ووفقاً لجميع السيناريوهات المطروحة، فإن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيعني حرباً في الخليج، والتي قد تشمل هجوماً إيرانياً مضاداً باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار على مواقع إنتاج النفط السعودية. ويمكن رؤية صدى لهذا القلق في المراسلات حول الهجوم على الحوثيين بمشاركة محرر أتلانتيك، والتي أشار فيها نائب الرئيس الأمريكي جي داي فانس هدالان إلى التخوف من هجوم انتقامي على المنشآت السعودية. وفي هذه الحالة فإن أسعار النفط سوف ترتفع إلى عنان السماء، الأمر الذي سيثقل كاهل المواطن الأميركي العادي، الذي سوف يتلقى ضربة قاصمة من الضرائب ثم يدفع ضعف ثمن الوقود الذي يستخدمه للشاحنة الضخمة المسرفة التي يحتفظ بها في باحة منزله. ورغم أن ترامب متخصص في اتخاذ قرارات سيئة – فهذا يحدث لأفضل الناس – إلا أن إضافة المزيد من الوقود إلى الحريق العالمي في شكل هجوم على إيران يبدو أمرا خياليا حتى بالنسبة له.

في إيران سيبدأون مفاوضات ينتظرون فيها الوقت، وقد لا تمر، وسيحمل نتنياهو رونين بار مسؤولية فشل الهجوم في إيران.

كل هذه الأحداث لا تبشر بالخير بالنسبة إلى “المخطوف المجري” أمري ميرين وأصدقائه القابعين في الأسر في غزة. ترامب منغمس تماما في الحرب التجارية. وقد التقى ممثله، ستيف ويتكوف، بالأمس في لقاء دافئ وعاطفي مع الأسرى وممثلي العائلات المختطفة، ولكن بخلاف الكثير من الكلمات الدافئة، ليس لديه الكثير ليقدمه الآن. ولا يزال اقتراح حماس والاقتراح الإسرائيلي المضاد مطروحين على الطاولة. نتنياهو يعتقد أن الوقت يعمل لصالحه، لذلك فهو لا يتعرض للضغوط. العملية العسكرية في غزة مستمرة، واليمين لا يضغط عليها فيما يتعلق بالمختطفين. ومن ثم يستطيع المختطفون الانتظار حتى انتهاء الرحلات إلى بودابست وواشنطن. إذا لم يثني فيتكوف ذراعه حتى تنكسر، فإن الرهائن المجريين والأميركيين والإسرائيليين سيبقون في غزة. لسوء الحظ، لا يبدو أن ويتكوف يمكنه فعل ذلك الآن.

——————————————-

هآرتس 7/4/2025

هكذا ستؤثر الجمارك على الاقتصاد الإسرائيلي

بقلم: يردين بن غال هيرشهورن واورئيل شختر

قبل بضع ساعات على اللقاء بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي فيه سيطرح للنقاش موضوع الجمارك والحرب التجارية، تسلم نتنياهو وثيقة يمكن أن تعدة للقاء وتجعل ترامب يقلص الجمارك لإسرائيل من 17 في المئة الى 10 في المئة. حسب الوثيقة التي تمت بلورتها من قبل اتحاد الصناعيين فان الضرائب الجديدة يمكن أن تؤدي الى انخفاض الطلب 2.3 مليار دولار، وتقليص 20 في المئة من اجمالي التصدير الى الولايات المتحدة. 

التحليل الذي اجراه قسم الأبحاث الاقتصادية في الاتحاد، الذي تم تسليمه لنتنياهو، يظهر أن الفرع الأكثر تعرضا للضرر – بفجوة اكبر بكثير من فروع أخرى – هو فرع انتاج الحواسيب والأجهزة الالكترونية والبصرية، الذي سيتضرر بـ 900 مليون دولار في السنة. الفرع التالي الذي سيتضرر بصورة اكبر هو تصنيع الآلات والمعدات، الذي سيتضرر بـ 349 مليون دولار في السنة. بعده فرع المنتجات النفطية والكيميائية ومشتقاتها، الذي سيتضرر بـ 310 مليون دولار. 

حسب التحليل فانه بين الـ 18 – 26 ألف عامل في فرع التصدير يمكن أن يفقدوا أماكن عملهم في اعقاب الرسوم الجمركية التي فرضت حتى الآن. من تحليل سيناريو محافظ فان الجمارك بمبلغ 1.7 مليار دولار في السنة على تصدير إسرائيل للولايات المتحدة يمكن أن يؤدي الى انخفاض التصدير من إسرائيل الى الولايات المتحدة بمبلغ 2.3 مليار دولار، الذي يمكن أن يرتفع الى 3 مليارات دولار اذا شمل أيضا منتوجات أخرى التي هي في الوقت الحالي معفية من الجمارك.

هزة في أوساط العاملين

في الاتحاد يحذرون من أن خطة الجمارك يمكن أن تؤثر ليس فقط على حجم التصدير على المدى القريب من إسرائيل الى الولايات المتحدة، بل أيضا يمكن أن تؤدي الى المس بتحفيز الاستثمارات المباشرة في الاقتصاد، وعلى خطط توسيع شركات نامية في إسرائيل، بدون الاخذ في الحسبان مس آخر وهو نقل نشاطات الإنتاج من إسرائيل الى الولايات المتحدة للتملص من الجمارك.

الثمن يجب أن يرتفع

في هذه الاثناء المصدرون في إسرائيل يحاولون أن يعتادوا على الوضع الجديد، ويأملون أن يكون هناك تغيير. “قرار ترامب كان مفاجأة من مكان مجهول”، قالت غاليا بن دور، وهي صاحبة شركة “وول سمارت” الإسرائيلية، التي تصدر معدات البيت الذكي الى أمريكا. “الناس لا يعرفون مستوى الهوس. المصدرون يقومون ببناء جدول بيانات اكسل وأجهزة حاسوب وتنسيق التفاصيل مع الزبائن، بعد ذلك أنت تقوم بدفع ثمن البضاعة التي تكون في الطريق الى أمريكا وتأخرت ليومين في الطريق، 17 في المئة اكثر بين لحظة وأخرى. وقد قالت بأنهم حتى الآن يفحصون كيفية التعامل مع الوضع الجديد. وهي تفترض بأنهم سيضطرون الى رفع الأسعار على الزبائن لأنه ربما ستكون لهذه الخطوة تداعيات أخرى. “حتى الآن أنا عرفت بأنه لا يجب علي الاهتمام بموضوع الجمارك، لكن الوضع تغير الآن. إضافة الى ذلك كل عملية الجمارك ستضيف طبقة من البيروقراطية، التي يمكن أن تؤدي الى تأخير التزويد”.

آشرا تشفي، وهي تملك مصنع لتصنيع الخمور في زخرون يعقوب، التي تصدر النبيذ الحلال الى أمريكا، قالت إنه في هذه الاثناء ستصل حاولة الى أمريكا وأنها لا تعرف ماذا ستكون التداعيات. “نحن ارسلنا كمية بضاعة كبيرة الى أمريكا، ولكن حتى الآن لا نعرف الصورة الكاملة، وأن ذلك حدث فقط في هذا الأسبوع وكان مفاجيء جدا”.

إضافة الى ذلك تشفي عبرت عن أملها في أن يتحسن الوضع الحالي، أو أن يكون تعويض للخسارة من خلال الاستهلاك الزائد في دول أخرى. “يقولون إن الكنديين مثلا، سيستهلكون الآن منتجات امريكية بشكل اقل. ربما نحن سنصدر كميات اكبر الى هناك. حتى الآن لم نتمكن من استيعاب ذلك، ونحن بحاجة الى أن نرى رد السوق”.

——————————————-

هآرتس 7/4/2025  

تركيا تريد نقل المواجهة الى البيت الأبيض من اجل لجم إسرائيل

بقلم: تسفي برئيل

“نحن لا نريد رؤية مواجهة مع إسرائيل في سوريا، لأن سوريا هي للسوريين”، هذا ما قاله وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمر صحفي اجراه في يوم الجمعة الماضي. هذا كان تصريح تركي رسمي أول بعد سلسلة من القصف الذي نفذته إسرائيل في الأسابيع الأخيرة في مطارات ومنشآت أخرى في سوريا، الذي أدى الى تدمير شبه مطلق للمطار الكبير “تي 4” في حمص، ومطار قرب حماة، ومركز أبحاث في برزة قرب دمشق. 

حسب المركز السوري لحقوق الانسان، الذي مقره في لندن، فان إسرائيل قامت بتنفيذ اكثر من 500 هجوم في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول. في بعض الحالات تمت مهاجمة نفس الأهداف عدة مرات. هدف إسرائيل العلني هو تدمير بقايا التسليح والمعدات العسكرية التي بقيت في سوريا، وبالاساس الاضرار بالقدرة المستقبلية على تشكيل جيش جديد في سوريا، الإمكانية التي يمكن أن تكون موجهة ضد إسرائيل مثل الصواريخ والطائرات ومراكز انتاج لمواد كيميائية، مثلا، المركز في برزة الذي تم تدميره في العام 2018. وزير الخارجية التركي تطرق الى هذه القضية لأن ما ظهر وكأنه تحرك عسكري تكتيكي، الذي يهدف الى تدمير القدرات، تطور الى صراع بين إسرائيل وتركيا على السيطرة، الامر الذي يمكن أن يتدهور ويصبح مواجهة عسكرية أولى بين الدولتين.

تركيا ساعدت عسكريا وسياسيا احمد الشرع ومليشيا هيئة تحرير الشام على اسقاط الأسد. وهي كانت الدولة الأولى التي اعترفت بالنظام الجديد والشخصيات الرفيعة فيها، بما في ذلك فيدان ورئيس المخابرات في تركيا إبراهيم كالين، وصلت الى دمشق بعد فترة قصيرة على استيلاء الشرع على الحكم ووضعوا انفسهم لخدمته. صحيح أن تركيا ليست الدولة الوحيدة المؤيدة للشرع. فالسعودية سارعت أيضا الى عرض مساعدات سخية لاعادة الاعمار، أيضا قطر واتحاد الامارات والاتحاد الأوروبي والإدارة الامريكية، في أواخر رئاسة بايدن، الذي وافق على تجميد بعض العقوبات لنصف سنة. 

لكن بين النظام الجديد في سوريا وتركيا نشأت شبكة علاقات خاصة وطيدة، ليس فقط بسبب المساعدات الكبيرة والتقارب بين النظامين، بل طموح تركيا الفوري الى ابعاد “قوات سوريا الديمقراطية”، الذراع العسكري في إدارة الحكم الذاتي الكردي، التي تسيطر على عدة محافظات في شمال سوريا على طول الحدود مع تركيا. انقرة تعتبرها منظمة إرهابية تتعاون مع حزب العمال الكردستاني “بي.كي.كي”، الذي تجري تركيا ضده حرب دموية منذ أربعين سنة تقريبا. ولكن اذا كانت تركيا اكتفت حتى سقوط الأسد باحتلال مناطق في سوريا وخلق جيوب تسيطر عليها مليشيات تمولها وتدربها، فانه بعد سقوط الأسد سنحت بالنسبة لها فرصة تحويل سوريا الى دولة رعاية يمكن أن تخدم مصالح تركيا، إقليميا، اكثر من حماية الحدود، لأن من يؤثر على عملية اتخاذ القرارات في سوريا سيؤثر أيضا على العلاقات بين سوريا والعراق، وبينها وبين لبنان، ويمكنه توجيه تدخل الدول العظمى في سوريا، وهكذا زيادة مكانته امامها. هذا الآن هو الموقف القوي لتركيا في سوريا.

في فترة حكم الأسد اقترح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الرئيس جو بايدن خدماته وكأنه يعمل ضد داعش في سوريا، شريطة أن تتوقف الولايات المتحدة عن دعم الاكراد وأن تقوم بسحب قواتها من سوريا. بايدن الذي كان يمقت اردوغان ولا يثق به، رفض هذا الاقتراح. نفس الاقتراح يمكن أن يغري ترامب الآن، الذي يعمل على تقليص تواجد القوات الامريكية في المنطقة. أيضا الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين القوات الكردية والنظام السوري، بدعم امريكي وتركي، والذي بحسبه هذه القوات ستندمج في الجيش السوري الجديد، يعطي تركيا أداة تأثير جديدة لم تكن موجودة في عهد الأسد. 

أساس نفوذ تركيا تنوي تحقيقه من خلال بناء جيش سوري جديد إضافة الى المساعدات الاقتصادية السخية التي ستضع الأساس لاعادة الاعمار، الذي ستنفذ جزء رئيسي فيه شركات تركية. تركيا تعرض الخطة كجزء لا يتجزأ من محاربة الإرهاب، لا سيما ضد داعش، وهذا ادعاء يخدم بشكل جيد من يضعون السياسة الامريكية. حسب تفسير تركيا، إقامة جيش سوري جديد يمكنه العمل باستقلالية ضد “القوات المعادية” هي عملية ستستغرق وقت، وحتى ذلك الحين مهم أن يكون تواجد عسكري تركي لمساعدة النظام على الصمود امام هذه التحديات. 

تركيا بدأت في فحص مواقع وقواعد يمكن أن تكون مناسبة لهذا التمركز، وضمن أمور أخرى قامت بفحص قواعد سلاح الجو التي قامت إسرائيل بمهاجمتها. حتى أن وفد عسكري تركي خطط لزيارة قاعدة “تي 4” في 25 آذار الماضي، لكن هجوم إسرائيل وتدمير القاعدة عمل على تأجيل هذه الزيارة في هذه الاثناء.

إقامة جيش سوري جديد، مزود ومدرب جيدا، هي مشروع معقد وبعيد المدى وباهظ الثمن، الذي اذا ادارته تركيا فسيعطيها مكانة تشبه مكانة الولايات المتحدة أمام إسرائيل. طموح الشرع لاقامة جيش بحجم 350 ألف جندي، سيلزمه بالتقرير أي سلاح سيتم تزويد الجيش به، وهل سيكون سلاح غربي أو صيني، وماذا ستكون نظرية القتال، ومن وكيف سيحدد أعداء الدولة، ومن هنا أيضا أين ستتموضع سوريا على الخارطة الاستراتيجية الإقليمية، وهل ستكون “حيادية” أو مؤيدة للغرب. هذه القرارات ثقيلة الوزن يتوقع أن تلعب تركيا دور رئيسي، وهي الآن تطرح على واشنطن افضليتها، البارز في ذلك عضويتها في الناتو.

أي أنه بعد الفترة التي سيطرت فيها ايران وروسيا فمن الأفضل للغرب أن تكون دولة عضوة في الناتو هي صاحبة البيت وتضمن مصالح الغرب. ولكن هذا المبرر يقتضي اقناع الناتو بأن تدخله في سوريا لن يجره الى مواجهات في مناطق خطيرة لا توجد له فيها أي مصالح. هذا بالذات في الوقت الذي مطلوب فيه من الناتو أن يفحص موقفه في مواجهة التهديد الروسي وإزاء تنكر ترامب له.

على هذه الخلفية فان تهدئة فيدان، التي بحسبها هو لا يريد رؤية مواجهة مع إسرائيل، تستهدف بالأساس أذن ترامب ورؤساء الناتو، وبدرجة لا تقل عن ذلك زعماء الدول العربية، لا سيما دول الخليج التي تعتبر نفسها شريكة محتملة في إعادة اعمار سوريا. ورغم توطيد العلاقات بينها وبين تركيا في السنتين الأخيرتين فان سيطرة تركيا على دولة عربية ليست بالضبط هو ما تطمح اليه. توجد لتركيا أيضا مصلحة ملموسة فورية لتهدئة أجواء المواجهة المحتدمة مع إسرائيل. من اجل البدء في إعادة الاعمار وبناء الجيش فانه من الحيوي انهاء، بشكل كامل، العقوبات الامريكية. وطالما أنها سارية المفعول فانه تقريبا من غير المحتمل اجراء منظومة نقل أموال قانونية، وسوريا لن تتمكن من الحصول على القروض أو شراء السلاح من فوق الرفوف.

هذا سيكون الموضوع الرئيسي الذي ينوي اردوغان مناقشته مع ترامب في اللقاء المتوقع بينهما في هذا الشهر. واشنطن تميل مبدئيا الى رفع العقوبات، ولكنها وضعت ستة شروط تشمل مكابحة الإرهاب وقمعه بشكل كامل، ابعاد رجال المليشيات الأجنبية عن مناصب رفيعة في الحكومة السورية، ابعاد ايران عن التدخل، تدمير الترسانة الكيميائية بشكل مؤكد، إعادة المخطوفين والأسرى الأمريكيين وضمان أمن وحقوق الأقليات في سوريا. بعض هذه الشروط تمت صياغتها بدقة بحيث تمكن من الرقابة والتحقيق، مثل تدمير السلاح الكيميائي أو ابعاد الأجانب، بما في ذلك الجهاديين من الشيشان وتركيا ومصر وغيرهم، الذين تم تعيينهم في مناصب رفيعة مقابل قتالهم ومساعدتهم في اسقاط نظام الأسد. 

الصياغة العامة للشروط الأخرى مثل محاربة الإرهاب وضمان حقوق الأقليات تعطي هامش واسع للتفسير، بصورة تساعد تركيا على اقناع الإدارة الامريكية بأن تدخلها في سوريا هو فقط سيضمن تنفيذها.

تركيا يمكنها أن تضع أيضا شروط خاصة بها، ألمح اليها فيدان وتتناول التواجد الإسرائيلي في سوريا. “في الفترة الانتقالية تركيا لا تريد رؤية أن داعش أو حزب العمال الكردستاني يستغلان غياب تواجد قوات سورية نظامية ووجود قدرات سورية عسكرية. للأسف الشديد، إسرائيل تقوم بتحييد هذه القدرات واحدة تلو الأخرى، التي يمكن أن تستخدمها الدولة السورية الجديدة ضد داعش وتهديدات إرهابية أخرى”. تركيا لا تقصد فقط هجمات إسرائيل وتواجدها المادي، بل هي تطرح العلاقات التي تقيمها إسرائيل مع أبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، وتصريحات الدعم للاكراد كتهديد لقدرة النظام على فرض سيادته في كل ارجاء الدولة ومكافحة الإرهاب بشكل ناجع. تركيا لا تريد مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وهي ستحاول نقل ساحة المواجهة السياسية بينها وبين إسرائيل الى البيت الأبيض. هناك، كما تقدر، توجد في يدها ورقة لعب افضل من التي توجد في يد إسرائيل.

——————————————-

يديعوت احرونوت 7/4/2025  

المعضلة: هجوم أم مفاوضات مع ايران

بقلم: يوسي يهوشع

اللقاء الذي سيعقد هذا المساء بتوقيت إسرائيلي بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي في واشنطن نسق في فترة زمنية قصيرة أكثر بكثير مما هو متبع في قمم الزعماء من هذا النوع. من ناحية سياسية، هذا يوازي تقريبا بلاغا على نمط “ماذا تفعل غدا؟، مر علي” بين صديقين طيبين. بالنسبة لبنيامين نتنياهو هذا بالطبع فرصة للتلويح بقربه من دونالد ترامب، على خلفية الفزع العالمي في اعقاب خطة الجمارك للرئيس الأمريكي. وعلى أي حال سيطرح الموضوع في الحديث بين الرجلين، لكن ليس لهذا السبب ادخل نتنياهو الى جدول اعمال الرئيس بهذه السرعة: مع كل الاحترام للاقتصاد الإسرائيلي الذي سيتأثر بالخطوة، توجد دول ترى الركود امام ناظريها.

وعليه فان القصة كانت وتبقى إيران، والمعضلة التي تقلق واشنطن والقدس في هذه الأيام والليالي هي هل نستغل ضعف المحور الشيعي في النصف سنة الأخيرة والخروج الى هجوم يضرب جدا منشآت النووي ام نفرض على الإيرانيين مفاوضات واتفاق جديد. التصريحات القتالية تخلق تحفزا في كل المراكز وواضح أنها تتسلل الى الجمهور أيضا الذي لا يزال يفر من كل صافرة تسمع في الشارع كجزء من التحفز الذي خلقه واقع الصافرات. بالمقابل في الولايات المتحدة سيأخذون بالحسبان تأثير الحرب الجديدة على البورصات وأسعار الوقود: ليس مؤكدا ان ترامب الذي انتخب على برنامج اقتصادي سيسمح لنفسه بهزة كهذه بل وفي موعد قريب من زيارة دراماتيكية الى السعودية. 

لكن ما هو اهم من الأحاديث هو الأفعال التي تجري على الأرض: المزيد من التقارير والحراكات تظهر تعزيزا لطبقة الدفاع الأمريكية في إسرائيل مثل النشر عن نقل بطارية دفاع جوية أخرى من نوع ثاد وبطاريتي صواريخ باتريوت الى جانب قدرات أخرى ضد الصواريخ بعيدة المدى. مصادر في قاعدة نباطيم تقول ان الطواقم المسؤولة عن تنزيل حمولات طائرات النقل التي هبطت هناك لا يعانون من فائض راحة. منظومة ثاد تشبه في قدراتها منظومة حيتس الإسرائيلية. مؤخرا تعتبر أفضل وأرخص لكن التعزيز هام جدا في ضوء إمكانية إطلاق رشقات ثقيلة. 

من ناحية هجومية أيضا يتضح حراك امريكي في السياق الإسرائيلي. دورة أخرى من قاذفات بي 2 نقلت الى جزيرة دييغو غارسيا حيث يعمل الجيش الأمريكي في المنطقة. وهذه متملصات متطورة ستشكل مدماكا هاما في هجوم امريكي اذا ما وعندما يخرج الى حيز التنفيذ. عندما يصعد ترامب خطابه ويعد بامطار رشقات نار وبارود غير مسبوق على إيران إذا لم تعد الى طاولة المفاوضات، فانه يفعل هذا مع علمه أن المتملصات هذه ستحدث أثرا لا يمكن لإسرائيل أن تحققه وحدها. 

ومع ذلك، في طهران لا يتأثرون حقا، على الأقل تجاه الخارج. فقد قال مسؤول إيراني لـ “رويترز” ان النظام لا يزال يرفض الطلب الأمريكي لخوض مفاوضات مباشرة وانذار ترامب أيضا مر عن آيات الله خامينئي من فوق عمامته. المسؤول إياه أشار الى ان إيران أطلقت تحذيرا صريحا لدول المنطقة – العراق، الامارات، الكويت، قطر، البحرين وتركيا أيضا من مغبة المساعدة في هجوم امريكي. والمقصود بالمساعدة هي أن تكون في الأرض او في المجال الجوي. وحسب المسؤول كل عمل كهذا سيعتبر “فعلا معاديا” سيجر معه “تداعيات خطيرة. وفي إيران أيضا رفعت حالة التأهب، والتلميحات في وسائل الاعلام عن “ضربة مانعة” لم تأتي من العدم. وعليه فلا ينبغي أن نستبعد سيناريو سوء التقدير. كل طرف سيعتقد بان الطرف الاخر يوشك على مهاجمته وسيحاول الاستباق.

للقاء ترامب نتنياهو تداعيات واضحة على القتال في غزة أيضا، الذي رغم توسع الحملة في منتصف الأسبوع الماضي لا يزال يوجد في حالة مرحلية محبطة: لا وقف نار ولا هجوم كبير تحدث عنه رئيس الأركان. واذا كان هذا غير كاف، فقبل لحظة من اللقاء أطلقت حماس رشقة نحو إسرائيل من منطقة دير البلح والمكان ليس صدفة: يوجد تخوف من أن يكون بعض المخطوفين على الاقل يوجد في المنطقة وفي حماس على ما يبدو اعتقدوا انه يوجد احتمال اقل ان يهاجم الجيش الإسرائيلي هناك.

——————————————-

هآرتس 7/4/2025  

هل الجيش الإسرائيلي قادر على الاعتراف بمذبحة قافلة عمال الإغاثة في رفح

بقلم: روغل الفر

عشية 23 آذار. قافلة فلسطينية تضم سيارة اسعاف وسيارات دفاع مدني، اقتربت من قوة للجيش الإسرائيلي في رفح. الجنود اطلقوا النار. الـ 15 عامل في منظمات الإغاثة، بينهم مسعفون، قتلوا بسبب اطلاق النار. الجثث والسيارات تم العثور عليها بعد بضعة أيام مدفونة في الرمال. هذه هي الحقائق التي يتفق عليها الجميع. 

الجنود قالوا بأن السيارات كانت تسافر بشكل مشبوه، وأنهم شعروا بخطر على حياتهم، وأن الأغلبية الساحقة من بين القتلى لهم صلة بحماس، وأنه تم تجميعهم ودفنهم بشكل مؤقت كي لا تنهش الكلاب والضباع جثثهم، وأن حماس تستخدم بشكل ممنهج سيارات الإغاثة من اجل نقل المسلحين. شهود عيان فلسطينيين قالوا إن سيارات الطواريء تم وضع الإشارات عليها كالعادة، وأنها كانت تسافر بأضواء ساطعة، وأن الضحايا تم اطلاق النار عليهم واعدامهم من مسافة قصيرة، وأن بعض الجثث تم العثور عليها وهي مكبلة الأيدي أو الأرجل.

وسائل اعلام أمريكية وبريطانيا نشرت مؤخرا معلومات وشهادات عززت ادعاءات الفلسطينيين. “نيويورك تايمز” نشرت فيلم تم العثور عليه في الهاتف المحمول الذي وجد على جثة المسعف، والذي يثبت أن القافلة وضعت الإشارات الواضحة من اجل الإشارة عن نفسها مثل أضواء الطوارئ التي كانت مشغلة عندما اطلقت القوات النار عليها. في الفيلم سمع صوت الاطلاق القريب لخمس دقائق، وفي مرحلة معينة سمعت أصوات الجنود قربهم، في الوقت الذي كان فيه المسعف يقوم بتصوير الفيلم وهو يصلي من أجل النجاة بحياته. بعد ذلك تم العثور عليه وهو مصاب برصاصة في رأسه. من الشهادات يتبين كما يبدو ادعاء حول مذبحة ضد عاملي الإغاثة. جريمة حرب. ولكن الجيش الإسرائيلي يستمر في النفي.

في هذا السياق تجدر الإشارة الى أن القوة التي قامت باطلاق النار هي من لواء غولاني. عشية الدخول الجديد الى القطاع قال قائد كتيبة في غولاني للجنود “كل ما تقابلونه هو عدو. اذا لاحظتم أي شخص يجب عليكم تدميره”. رئيس الأركان، ايال زمير، أمر باجراء تحقيق. ولكن هل الجيش الإسرائيلي قادر على الاعتراف بالمذبحة ضد عاملي الإغاثة؟ هل المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي قادر على أن يظهر في التلفاز والقول باللغة العبرية واللغة الإنجليزية بأن الجيش الإسرائيلي يعتذر على قتل الـ 15 عامل إغاثة الأبرياء؟ هل هو قادر على الاعتراف بأن بعضهم تم تكبيلهم واعدامهم من المسافة صفر؟ هل هو قادر على الاعتراف بأن الجنود كذبوا؟. 

هذا الاعتراف العلني، الذي يتضمن تعهد للمجتمع الدولي بوقف التعامل مع قوات الإنقاذ والمساعدة الفلسطينية على أنهم أعضاء في حماس، سيصعب جدا على رئيس الأركان الجديد التصرف في القطاع كما تصرف عشية 18 آذار عندما أمر بقصف كثيف لسلاح الجو، الذي انتهى بقتل مئات الفلسطينيين الأبرياء بدون تمييز، أطفال ونساء ورجال. لأن ذلك سيلزم ليس فقط الجيش الإسرائيلي، بل كل المجتمع الإسرائيلي بالاعتراف أنه ليس كل من يقابلونه هو عدو. وأنه لا يجب تدمير كل شخص. ولكن المجتمع الإسرائيلي غير قادر على الاعتراف بذلك. ستشتعل ردود فعل على شاكلة قضية اليئور ازاريا: الجمهور والحكومة سيصرخون بأن تقييد يد الجيش لاسباب قانونية سيعرض حياة الجنود للخطر. 

حسب رؤية إسرائيل فان جميع الغزيين هم وحوش، أيضا الذين يعملون في منظمات الإغاثة والأطفال. الجميع يستحقون رصاصة في الرأس من مسافة صفر أو صاروخ في الصالون. ولأنه حسب ادعاءات الجيش بأن حماس تستخدم سيارات الإغاثة لنقل المسلحين، فان أي سيارة إغاثة هي تلقائيا تكون هدف يجب تدميره، سواء أضاءت الأضواء الساطعة أم لا. يجب عدم الاشفاق على الغزيين، ولا حتى على الغزي الذي كان يعمل وبحق في منظمة إغاثة، وحقا تم تكبيله، وحقا اطلقوا رصاصة على رأسه من مسافة صفر في الوقت الذي كان يصلي فيه من اجل حياته. المشكلة الكبيرة، التي لا يمكن لأي تحقيق إصلاحها، هي أن المجتمع الإسرائيلي لا يعتبر المذبحة جريمة حرب، بل دفاع عن النفس.

——————————————-

هآرتس 7/4/2025

رسالة بار غير مسبوقة في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية وفي العالم

بقلم: أوري بار زوهر

بيان رئيس الشباك، رونين بار، الذي نشر كملحق لموقف المستشارة القانونية للحكومة حول اقالته، هو عملية شجاعة من اجل الدفاع عن أسس الديمقراطية. هذا البيان غير مسبوق، ليس فقط في تاريخ دولة إسرائيل، بل أيضا في تاريخ دول أخرى مرت عليها إجراءات تشبه ما تمر فيه إسرائيل الآن.

نظراء بار في تركيا، فنزويلا، هنغاريا وبولندا، لم يفعلوا مثله. هاكان فيدان، الذي في الأعوام 2010 – 2023 ترأس جهاز المخابرات الوطنية في تركيا، اصبح شخص مخلص لرجب طيب اردوغان، وقام بتطهير الصفوف من الجهات المعارضة، وهو يعتبر الآن الوريث المحتمل للرئيس. ميغوئيل رودريغز في فنزويلا، تم نقله من منصبه بشكل مفاجيء في حزيران 2005. وهوغو تشافيز حول الجهاز الى جسم بدون عمود فقري. بيوتر بوغونوفسكي، من حزب “القانون والعدالة”، تمت ترقيته الى منصب رئيس الجهاز السري في بولندا بعد فترة قصيرة من فوز الحزب بالحكم في 2015، وقد نفذ في هذا الجهاز تطهير واسع. في هنغاريا عين فيكتور اوربان المقربين منه على رأس جهاز المخابرات عندما وصل الى الحكم في 2010، وقام بتغيير بنية الأجهزة وتحويلها الى خاضعة.

إن قدرة بار على تحدي محاولة سيطرة بنيامين نتنياهو على جهاز الامن، تستند ليس فقط على صفاته الشخصية، بل أيضا، وبالاساس، تستند الى العلاقة بين الاستخبارات والقادة، التي تطورت في إسرائيل على مدى السنين. في البداية كان “المسؤول” عن الجهاز هو آيسر هرئيل، الذي في الحقيقة اظهر الولاء لحزب السلطة مباي، لكن هو وافعاله كانت استثنائية، وثقافة إسرائيل السياسية مرت منذ ذلك الحين بتغييرات جوهرية. 

منذ بداية الستينيات كان اللقاء بين رجال الاستخبارات الذين يمثلون “االتجربة بدون صلاحية” وبين متخذي القرارات الذين هم أصحاب “صلاحية بدون تجربة”، يتميز بالمهنية، التي في مركزها كانت الثقة المتبادلة والاعتراف بأن واجب رؤساء اجهزة الاستخبارات هو قول الحقيقة للسلطة الحاكمة. وأن واجب السلطة الحاكمة الاخذ في الحسبان تقدير أجهزة الاستخبارات عند وضع السياسة. لقد كان واضح للطرفين الخط الذي يفصل بين الصلاحية المهنية للاستخبارات في بلورة التقديرات الاستخبارية وبين حق السلطة في وضع السياسة، حتى لو كانت لا تتساوق مع موقف الاستخبارات.

هذه الثقة المتبادلة ليست ظاهرة طبيعية وهي لا توجد في كل نظام ديمقراطي. ففي بريطانيا في السبعينيات، مثلا، تشكك أعضاء كبار في المخابرات بأن رئيس الحكومة هارولد ولسون هو “عميل” للسوفييت، وفحصوا إمكانية اقالته. وفي الولايات المتحدة من السائد عند تولي رئيس جديد أن ترافقه اقالات لقادة المخابرات وتعيين الموالين له بدلا منهم. وهكذا، في بعض الحالات أجهزة المخابرات أو رؤساءها يميلون الى ملاءمة تقديراتهم مع سياسة الرئيس من اجل الحفاظ على مكانتهم. هذا النموذج ساهم في تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام، وشن الحرب في العراق في 2003، التي ارتكزت الى تقدير استخباري علني، مريح للإدارة، والذي يقول بأن صدام حسين يمتلك سلاح كيميائي وبيولوجي وقريب من امتلاك قدرة نووية.

الامر ليس هكذا في إسرائيل. فمنذ بداية الستينيات رؤساء جهاز الامن يتم تعيينهم لفترة محددة، دون صلة بتشكيلة الحكومة. ومن غير المعروف تقريبا أي حالة طلب منهم فيها تقديم “معلومات استخبارية لارضاء الرغبة” أو “أنهم فعلوا ذلك بالفعل”. بالعكس، مثلا، في اعقاب “الانقلاب” في العام 1977 أوضح مناحيم بيغن لرؤساء الجهاز عند توليه منصب رئيس الحكومة بأنه لا توجد لديه أي نية لاجراء تغييرات في قمة الجهاز، لأنه يثق بهم بشكل كامل وأنه يتوقع منهم التعاون المثمر. يمكن الافتراض أن بيغن عرف أن ابراهام احيطوف، رئيس الشباك في حينه، واسحق حوفي، رئيس الموساد في حينه، وشلومو غازيت، رئيس شعبة الاستخبارات في حينه، لم يصوتوا لليكود، ولكنه كان مخلص لتقليد أن ولاء رؤساء الجهاز ليس شخصي أو حزبي بل هو “للدولة”. 

هذه الثقة تم الحفاظ عليها. لذلك فانه لم يكن لاوري ساغي كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية أي فرصة لعرض في العام 1992 على رئيس الحكومة اسحق شمير تقديره بأن سوريا مستعدة لاتفاق سلام مع إسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من هضبة الجولان. ساغي عرف أن شمير يعارض أي انسحاب، لكنه رأى أن من واجبه طرح تقديره. كان من حق شمير مواصلة سياسته، وساغي لم يقلق على مكانته عندما عرض عليه تقدير غير مريح له.

هكذا كان الامر أيضا في حالات أخرى. الخمسة رؤساء شباك الذي خدموا تحت حكومات الليكود اوضحوا في مقابلات أجراها معهم درور موريه في كتابه “حراس العتبة”، أنهم اعتقدوا أن سياسة الاستيطان لليكود في المناطق هي كارثية. أحدهم، آفي ديختر، قال إن سياسة الاستيطان وعدم التقدم نحو العملية السلمية مع الفلسطينية هي “خيبة الأمل الأكبر لي من حكومة نتنياهو”. الرؤية الأيديولوجية المختلفة لم تمنع الثقة بينهم وبين المسؤولين عنهم. 

المبدأ الذي يقول بأن مهمة الاستخبارات هي حماية “المملكة” وليس “الملك” هو الأساس المتين الذي يعتمد عليه بار في رسالته. ثقة الجمهور بذلك تمنح موقفه مصداقية اضافية. مطالبة نتنياهو بـ “الولاء الشخصي” اوجدت الازمة الأكثر خطورة في العلاقة بين أجهزة الاستخبارات والمسؤولين. ونحن نأمل أن يساعد قرار حكم المحكمة العليا في القريب على الخروج من الازمة.

——————————————-

إسرائيل اليوم 7/4/2025  

إسرائيل وتركيا في مسار صدام

بقلم: عوديد عيلام

في 28 شباط وقعت لحظة دراماتيكية وان كانت تكاد تخفى عن العين: بلال اردوغان، نجل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قطع ساحة مسجد أمية في دمشق ترافقه قافلة شرف سورية. حاكم دمشق ومسؤولون كبار آخرون استقبلوه. الاعلام رفعت، لكن من خلف المراسيم واضح أن تركيا ليست ضيفا في سوريا بل رب بيت بالفعل. 

العهد الذي بعد الأسد بدأ في وقت مبكر اكثر من المتوقع. انهيار الجيش السوري، هجر موسكو والضغط الاقتصادي – الاجتماعي أدى كله الى سقوط النظام. بدلا منه صعد، باسناد تركي كامل، أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة سابقا. 

الحلف موضع الحديث عميق اكثر من الشراكة الاستراتيجية: تركيا اقامت قواعد عسكرية في تدمر، في منبج، في عين العرب وفي الحسكة واستولت على السيطرة في المجال السوري من الشمال وحتى الشرق، في ظل خليط من القوات النظامية، المستشارين الخاصين والجيش المحلي بالوكالة. بالنسبة لإسرائيل هذا واقع استراتيجي اشكالي. لاعب جديد دخل الى الساحة، مع جيش نظامي ومزود جيدا ذي قدرات استخبارية وجوية عالية. 

سلاح الجو يواصل مهاجمة اهداف تركيا في سوريا – وعلى رأسها المطار في تدمر حيث يفترض أن تقوم قاعدة جوية تركية دائمة وإمكانية التصعيد آخذة في التزايد. يكفي أن يصاب مهندسون أتراك كي تسخن الساحة.   فضلا عن الخوف العسكري من التموضع التركي الدائم قرب الحدود الشمالية، في القدس يفهمون بان مواجهة مباشرة مع تركيا لم تعد سيناريو نظري. في هذه الاثناء يحاولون في القدس ان يمنعوا أيضا انتشار منظومات دفاع جوي تركيا خطوة تستوجب تغييرا عميقا في تكتيك سلاح الجو. 

سيناريو يقلق جهاز الامن هو طيران تركي دائم في سوريا. خطوة كهذه من شأنها أن تؤدي الى صدام مباشر في الجو، واساسا اذا ما استخدمت منظومة اعتراف ضد طائرة إسرائيلية، حتى وان كان بالخطأ. “يكفي ميلمتر أخطاء لاشعال جبهة شمالية جديدة”، قال مصدر امني كبير. تخوف إضافي في إسرائيل هو أن تنصب تركيا منظومات دفاع جوي في أراضي سوريا. في مثل هذه الحالة كل عمل جوي إسرائيلي في سوريا من شأنه أن يصطدم برد. 

واشنطن صامتة

سوريا هي فقط جزء من الخطوة الاستراتيجية لتركيا، التي تقيم قواعد في ليبيا، تشغل مستشارين عسكريين في أذربيجان وتحافظ على تواجد عسكري دائم في قطر. في هذه الأيام يتصدى الرئيس اردوغان لازمة داخلية ويعول على مواجهة خارجية لاغراضه السياسية.   هجماته غير المسبوقة على إسرائيل هي ليست فقط دعاية خارجية بل محاولة لخلق اجماع قومي. الولايات المتحدة في هذه الاثناء تغيب عن الساحة. إدارة ترامب الثانية تتصدى بالتوازي لعدة ساحات – عسكرية واقتصادية – لكن يصعب عليها أن تبلور خط عمل واضح في سوريا. بين البنتاغون ووزارة الخارجية توجد خلافات رأي وترامب يمتنع عن التدخل.

الواقع الحالي في الشرق الأوسط واضح: الخطاب يحتدم، القوات تنتصب واللاعبون في الميدان مسلحون بأفضل الأسلحة المتطورة. إسرائيل وتركيا كلتاهما حليفتان عسكريتان حديثتان ومصالح إقليمية واضحة ولا يمكنهما التراجع عن مواقفهما. في مثل هذا الوضع، الولايات المتحدة وحدها يمكنها ان تنقذ. على إسرائيل أن تحث واشنطن على تشمير الاكمام والدخول الى الحدث. فهل ستستيقظ الإدارة الامريكية قبل الانفجار؟

——————————————-

إسرائيل اليوم 7/4/2025  

ساعة الرمل مع ايران تنفد

بقلم: مئير بن شباط

لا يهم اذا كانت مسألة الجمارك هي سبب كافٍ ام مجرد عذر. كل لقاء مع الرئيس ترامب، ولا سيما في هذه الفترة، هو فرصة لتعزيز مكانة إسرائيل وتحقيق مصالحها الحيوية. 

ان استعداد الرئيس الأمريكي للقاء رئيس الوزراء باشعار قصير، وبخاصة بعد سلسلة خطوات اتخذها لصالح إسرائيل في الشهرين الاولين لولايته في البيت الأبيض، تعزز الرسالة المشتركة. الشراكة الإسرائيلية – الامريكية اقوى من أي وقت مضى.

الزيارة ستعقد في ظل الصراع على الهيمنة العالمية وحرب تجارية ذات آثار بعيدة المدى على الاقتصاد وعلى الساحة السياسية الدولية وذلك فيما ان الشرق الاوسط بعيد عن الاستقرار ومتحفز لتطورات في مسألة ايران في المعركة ضد الحوثيين، في الحرب في غزة وفي الوضع الداخلي في تركيا، في سوريا وفي لبنان. 

يمكن التقدير بان مسألة الجمارك – العلة المعلنة للزيارة – ستحتل نصيبا ضيقا من اللقاء. فترامب معني بالوصول الى حل يرضي إسرائيل: أولا، لاجل تعزيز الرسالة بالنسبة للشكل الذي تثيب فيه الولايات المتحدة اصدقاءها؛ وثانيا، لاجل تشجيع زعماء آخرين على الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة. فتوافق في خطة مشتركة تؤدي الى الغاء متدرج لرفع الجمارك كفيل بان يكون صيغة اجمال واقعية.

في اثناء اللقاء سيعرض نتنياهو إسرائيل كقوة عظمى إقليمية تتصدر حلف لدول براغماتية امام التهديد الإيراني والتطرف الإسلامي ولتشكيل مركز للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية فيما تخدم أيضا المصالح الامريكية في الشرق الأوسط. 

بروح خطابه الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، سيقترح نتنياهو على ترامب توسيع “اتفاقات إبراهيم” والدفع قدما بتحول الشرق الأوسط، بمعونة إسرائيل وشركائها العرب الى جسر يربط بين آسيا وأوروبا ويؤثر جدا على التجارة وعلى الاقتصاد العالميين. الى هناك ينبغي التطلع، لكن لا تزال الرؤيا مفتوحة. 

 ايران وغزة في المركز

لقد أوضح ترامب بانه يفضل حلا توافقيا مع طهران على الحل العكسري. بل انه حذر من أنه  اذا لم تتوصل الأطراف الى توافقات، “فسيكون قصف من النوع الذي لم تراه (ايران) ابدا”. لتهديداته هذه المرة رافقت خطوات عملية بشكل تعزيز دراماتيكي للقوات الامريكية في المنطقة التي تعمل أيضا على تقليص التهديد الحوثي على التجارة البحرية لكنها تبث أساسا تهديدا واضحا وملموسا ضد ايران.

لكن القيادة في طهران لم تستسلم بعد. الإيرانيون يطرحون شروطا، يرفضون المفاوضات المباشرة ويطلقون رسائل تهديد بانهم “مستعدون للحرب” كي يردعوا العمل العسكري. هم يفهمون بان الاتفاق الذي يعمل عليه ترامب سيدحرج الى الوراء تقدمهم النووي، سيقيد برنامجهم الصاروخي وسيجبي ثمنا على تفعيلهم لمنظمات الوكلاء، دون قيد زمني ومع رقابة ووسائل عقاب تلقائية. سلوكهم يستهدف تمديد الوقت وقضم الموقف الأمريكي. التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية أشار الى كميات شاذة من اليورانيوم المخصب في ايران. وعلى حد قول رئيس الوكالة فانه “لا توجد دولة غير نووية تنتج كميات كهذه”. ساعة الرمل حيال ايران تنفد، والتنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة يصبح حيويا اكثر من أي وقت مضى. 

بالنسبة لقطاع غزة سيطلع نتنياهو ترامب على الخطوات العسكرية المرتقبة وسيوضح بانها تستهدف تشديد الضغط على قيادة حماس في موضوع المخطوفين وفي نفس الوقت تمهيد الطريق للمناورة الكبيرة اذا ما واظبت حماس على رفضها.  رئيس الوزراء سيشدد التزامه بتحقيق كل اهداف الحرب، سيوضح بان الهدف هو التجريد الكامل لقطاع غزة من القدرات العسكرية، سيعرب عن تأييده لمبادرة ترامب لهجرة الفلسطينيين الطوعية من القطاع وسيقترح فتح قنوات تنسيق بينه وبين محافل الإدارة ذات الصلة. 

بالنسبة لسوريا، يمكن الافتراض بان نتنياهو سيطلب تأكيد دعم ترامب لمواصلة التواجد العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية وللاعمال الهجومية بمنع نقل مواقع استراتيجية لسيطرة قوات اجنبية. سيعرض نتنياهو تثبيت تواجد الجيش في خمس نقاط على طول الحدود اللبنانية كحاجة عسكرية حيوية منعا لاعادة تموضع حزب الله. 

اما التطبيع مع السعودية فسيتعين عليه أن ينتظر حتى نهاية الحرب في غزة. من ناحية إسرائيل، ليس هذا فقط بسبب التأثير السلبي للحرب على الشارع العربي بل كموضوع مبدئي – إقامة اتفاقات سلام انطلاقا من موقع قوة.

——————————————-

هآرتس 7/4/2025  

نتنياهو يستهدف الوصول الى نظام تكون فيه مصلحته وحاجاته فوق القانون

بقلم: مردخاي كرمنتسر

قضية اقالة رئيس الشباك، رونين بار، بما في ذلك رد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على الالتماسات ضد هذه الخطوة، تعكس بشكل جيد طبيعة النظام الذي يريد الانقلابيون تأسيسه والاخطار الشديدة التي تنبثق منه. في هذا النظام الجديد، رئيس الشباك هو دمية يمسك بها ويحركها رئيس الحكومة. اذا كان رئيس الحكومة يريد مصلحة شخصية – تشويه احتياجات الأمن بحيث أن رئيس الشباك سيدعي بأنه لاسباب أمنية لا يمكن اجراء محاكمته – لأنه على رئيس الجهاز أن يسارع الى تقديم الوثيقة المذكورة، على الرغم من أنها كاذبة. طابع الدولة الذي يمليه قانون الشباك هو استعباد للملك، واذا كان أراد الملك أن يستخدم ضد خصومه من اجل احتياجاته السياسية الصلاحيات التي تمس الخصوصية أو ضارة، التي هي في الأصل تم تخصيصها للدفاع عن أمن الدولة ومواطنيها. فهكذا سيكون الامر.

أيضا هناك توقع متواضع آخر من نتنياهو: اذا تبين أنه حدث عيب في رجاله – مساعديه والمقربين منه – سيسارع رئيس الشباك الى تبييض القضية وتجميلها، والاخطار التي يجب استيضاحها ستكون وكأنها لم تكن. القانون يجب تطبيقه فقط على معارضي السلطة. المحظور في هذه الطريقة هو قول الحقيقة إذا لم تكن مريحة لرئيس الحكومة، حتى لو كانت حيوية لأمن الدولة. على سبيل المثال، يجب تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحقق أيضا في الجوانب السياسية التي أدت الى كارثة 7 أكتوبر.

الويل للعيون التي ترى: في رده على المحكمة العليا تجرأ نتنياهو على طرح اقوال بار والادعاء بأنها الذريعة لاقالته. هو لا يخشى من أن يضع وراء موقفه جمهور الناخبين، لمعرفته أنه يعتقد العكس. في النظام الجديد الموظفون العامون والذين يعملون من خلال الإخلاص للجمهور، ويوجههم احترام القانون ومصلحة كل الجمهور، مثل رئيس الشباك والمستشارة القانونية للحكومة، محكوم عليهم بأن يوصموا بالعار، لأن التوقع وطلب الحكومة منهم معاكس: اخدموا مصالح الحاكم حتى لو كانت تنطوي على خرق القانون. اخدموا سيادة هذا الشخص وعائلته وليس سيادة القانون.

في النظام الجديد سيتم محو كليا مئات سنوات النظام الإداري التي اتضح فيها أنه لا يكفي أن يكون  عمل السلطة التنفيذية داخل في نطاق سلطتها القانونية، الذي يجب أن يلبي معايير أخرى مثل مناسبة الهدف الذي من أجله أعطيت الصلاحيات، وأن الصلاحية تم استخدامها بنية حسنة ولاعتبارات موضوعية فقط، بصورة معقولة ومتناسبة، مع الحفاظ على قواعد العدالة الطبيعية والإجراءات القانونية المطلوبة. فقط هذا الاستخدام للسلطة سيحررنا من عالم الحكام المطلقين القديم، الذين تصرفوا بشكل تعسفي، وستخرج الى العالم الجديد لدول القانون التي قوة السلطة فيها محدودة. عندما تفحص المحكمة نشاطات السلطة حسب هذه المعايير فانها لا تغيرها ولا تحل مكانها. هي جاءت لضمان أن السلطة عملت وفقا للقانون، وأنها مخلصة للجمهور الذي جاءت لتخدمه، وليست سيدته منفلتة العقال التي تتفاخر بشكل كاذب بتمثيله. 

إن قمة الوقاحة في رد نتنياهو هي في القول بأن كل يوم يبقى فيه بار في منصبه يمكن أن يضر بشكل لا يمكن إصلاحه بأمن الدولة وسلامة مواطنيها. هذه الاقوال تضاف الى ادعاء رئيس الحكومة الخبيث والكاذب بأن رئيس الشباك كان يعرف عن نية حماس بالهجوم وامتنع عن إبلاغه، الامر الذي يعادل اتهام بار بالخيانة. نتنياهو ممنوع أخلاقيا من حمل اسم الامن. رغم أنه تم تحذيره إلا أنه سمح بنقل الأموال من قطر الى حماس، “الذخر”، التي استخدمتها لبناء قوتها استعدادا للهجوم في 7 أكتوبر. رغم تحذيره إلا أنه دفع قدما بالانقلاب النظامي وبث إشارات ضعف الى لاعداء، ورغم التجربة الصعبة فقد أعاد الى طاولة الكنيست الانقلاب النظام المقسم.

أيضا بعد 7 أكتوبر هو يواصل تبييض، بالاقوال والافعال، قطر – الراعية الكبيرة لحماس وحركة الاخوان المسلمين ومسوقي الحملات اللاسامية في العالم، اعداء إسرائيل من ناحية جوهرية – وبذلك هو يساعد بشكل غير مباشر حماس. 

إن معارضته لتشكيل لجنة تحقيق رسمية لاستخلاص الدروس هي اضرار بالامن، وهكذا أيضا الطريقة المتسرعة التي تصرف بها مكتبه في كل ما يتعلق بتشغيل الذين لم يجتازوا فحص الموافقة الأمنية. لقد أضاف نتنياهو اثم الى الجريمة باللكمات اللفظية التي وجهها الى الجيش الإسرائيلي والشباك من اجل تحميلهم المسؤولية عن التقصير، والزحف نحو قانون التهرب والامتناع عن تحديد الأهداف السياسية للحرب، والتباطؤ المتهور في إعادة المخطوفين، وتشجيع العناصر المعادية للسامية في ارجاء العالم، والفشل الذريع في تعيين ايلي شربيط، وفوق كل ذلك التحذير الذي قامت به لجنة غرونس في قضية السفن والغواصات. أمن الدولة ونتنياهو أمران متناقضان مثل الثلج الساخن.

إن قراءة الرأي الأساسي للمستشارة القانونية للحكومة هي تجربة مخيفة. هذا التقرير يشمل تفاصيل سلسلة طويلة من الانحرافات الجوهرية عن القانون، فشل تلو الآخر، التي حدثت في عملية اقالة بار – المجال هنا ضيق للتحدث عن ذلك. قبل العملية وخلالها بذلت المستشارة جهد بطولي من اجل الإشارة الى العيوب في العملية لنتنياهو والوزراء كي يستمعوا اليها ويقومون باصلاحها. ولكن ليس القانون أو التحقيق الموضوعي كان نصب عيون الحكومة. كل من يقف في طريقها (في طريق نتنياهو من حيث مصالحه السياسية والشخصية) بأي شكل من الاشكال، حتى لو كان بحكم واجبه ومنصبه، يجب القضاء عليه. لذلك فان رئيس الشباك فعل الصواب عندما لم يظهر في “محاكمة الأصدقاء” الحكومية المهينة، التي بينها وبين جلسة الاستماع الحقيقية التي تجري بحسن نية وانفتاح لا توجد أي صلة.

بخصوص قضية تضارب المصالح، التي نتنياهو غارق فيها حتى عنقه، فانه محظور عليه معالجة اقالة بار: الخطاب العام يرتكز الى قطر غيت، لكن أيضا قضية اخراج الوثيقة السرية وتسليمها الى صحيفة “بيلد”، التي ما زال التحقيق فيها جار، هي ذات صلة. هنا تم التفريط بأسرار الدولة من اجل مصلحة رئيس الحكومة، التي بحسبها عائلات المخطوفين هي أداة في يد حماس لاستخدام الضغط على الحكومة. هذه رسالة، نتنياهو نفسه كررها بالاستناد الى ذلك النشر. ليس ذلك فقط. ففي الاتهامات التي وجهت لعدد من المتورطين هو قال إن هذا عمل آلة الصيد الموجهة ضده على أساس ادعاءات إجرامية لا أساس لها. نتنياهو وضع نفسه، ليس للمرة الأولى، في موقف العدو لجهاز انفاذ القانون الذي يقوم بحسقه، وتوجد له مصلحة شخصية في أن يتم احباط الإجراءات أو افشالها.

في قضية قطر غيت اتخذ نتنياهو موقف غريب، لا يمكن تصديقه، يقول بأنه لا يرى أي عيب في أن اشخاص في مكتبه استخدموا اسمه ومكانته مقابل أموال طائلة، بدون موافقته ومعرفته، من اجل تحسين مكانة قطر، حتى بواسطة توجيه الاتهامات العبثية لمصر وتعريض العلاقات معها للخطر. حتى في هذه القضية، حسب اقوال نتنياهو فهو ضحية لآلة الشر التي تعمل ضده؛ في الأصل حسب قوله توجد له مصلحة في انهيار التحقيق أو افشاله. محظور أن ينهي بار منصبه قبل استكمال هذه التحقيقات حتى نهايتها، ومحظور اقالته على أساس اتهامات عبثية، في حين أن السبب الحقيقي لاقالته هو أنه يقوم بأداء دورة بشكل صحيح.

رد نتنياهو يتضمن ادعاءات إجرائية فيما يتعلق برسالة بار، بأنها ليست في اطار التصريح المشفوع بالقسم، وأن بار لم يقدم هو نفسه الالتماس. بار لم يقدم الالتماس لأنه من الواضح للجميع أن الامر لا يتعلق على الاطلاق بموضوعه الشخصي، بل القلق على أمن الدولة وهويتها كدولة ديمقراطية. مطلوب رؤية في الرسالة تصريح مشفوع بالقسم. واذا لم يقتنع القضاة بموقف المستشارة القانونية للحكومة فان من الصحيح سماع اقوال بار بالكامل في جلسة سرية. يصعب التصديق أنه في قضية مبدئية جدا، التي تأثيرها بعيد المدى، يتم الحسم استنادا الى التذاكي. لقد سبق لنا ورأينا مثل هذا الامر عندما رفضت المحكمة العليا التماس طالب بمنع عقد جلسة للحكومة من اجل اقالة بار. مؤسف أن يتم استخدام أسلوب المماطلة. ربما كان يمكن منع هذه الإقالة المهينة التي تعتبر وصمة عار في تاريخ حكومات إسرائيل. 

سيكون عار على المحكمة العليا عدم الوقوف في وجه تفشي هذا المرض. على جدول الاعمال في هذه المرة اقالة رئيس الشباك. ولكن ما يجب أن يقف على جدول الاعمال وبسرعة هو قضية أهلية رئيس الحكومة، التي يتم اخفاءها باستمرار، حول مواصلة خدمته في المنصب. عشية عيد الفصح يجب على رئيس الوزراء أن يعرف بأن من عانوا من العبودية والاستعباد لن يتنازلوا عن حريتهم أبدا.

——————————————-

يديعوت احرونوت 7/4/2025  

أولا بار، بعد ذلك زمير

بقلم: ناحوم برنياع

سياسيون أم موظفو دولة – من الأفضل؟  البحث الذي سيجرى في محكمة العدل العليا غدا سيتركز على شخص واحد، رئيس الشباك رونين بار وعلى قرار الحكومة اقالته. لكن بار لا يوجد في هذه المعركة وحده: عالم من القيم، الأعراف والتراث يحوم فوق المحكمة. هذه فرصة طيبة لفحص بضع فرضيات أساسية ترافق هذا الصراع. 

قول أول قد يفاجيء القاريء: بين السياسيين والموظفين يفضل في نظري، بالقطع السياسيون. هم مفضلون ليس فقط لانهم انتخبوا حسب القانون من جمهور ارادهم واراد سياستهم؛ هم مفضلون أيضا لانهم عرضة لمحاكمة الجمهور كل يوم. 

رئيس الوزراء ووزراؤه يفترض ان يتخذوا القرارات، وموظفوهم يفترض أن ينفذوها. الفرضية في أنه توجد قرارات مهنية منشودة من ناحية السياسيين ليست دوما صحيحة.  سأطرح فقط مثالين. في بداية الستينيات ادار رئيس الموساد ايسار هرئيل حملة سرية ضد المانيا الغربية، على خلفية مشاركة علماء المان في تطوير صواريخ في مصر. ادعى هرئيل بان الصواريخ ستبيد إسرائيل. رئيس الوزراء بن غوريون اقتنع بان الخطر ليس كبيرا، وتوجد مصالح تسبقه. أمر الموساد بان يتوقف. هرئيل رفض ونظم معارضة لبن غوريون في قيادة الحكومة. هرئيل اخطأ؛ بن غوريون أصاب.

أو رئيس الأركان موطي غور، الذي قرر بان زيارة الرئيس السادات الى القدس هي مناورة تمويه من خلفها هجوم مصري. وحرص غور على ان ينشر فتواه المهنية في وسائل الاعلام، فأثار عاصفة. غور اخطأ، رئيس الوزراء بيغن أصاب. 

قادة الجيش وأذرع الامن، كبار رجالات وزارة العدل، الامن، المالية، كل كبار رجالات الخدمة العامة، بعيدون عن أن يكونوا كاملين. ما ضمن على مدى السنين عمل الحكومة، في صالح الدولة وفي صالح مواطنيها، لم يكن تفوقهم بل الحوار المفتوح بينهم وبين السياسيين المسؤولين عنهم. التقدير لخبرتهم المهنية من جهة؛ قبول الامرة من جهة ثانية. يمكن ان نسمي النهج رسميا؛ يمكن أن نسميه دولة عميقة. مهما يكن من أمر الحكومة الحالية ملت الحوار. كبار المسؤولين لا يزالون يدعون الى الجلسات، لكن رأيهم مشبوه مسبقا. في كل مرة يفتحون فيه افواههم يجتازون اختبار الولاء. 

في الماضي آمن نتنياهو بالحوار مع المهنيين: هكذا في المالية، هكذا في رئاسة الوزراء. لكن جنون الاضطهاد اقوى منه. بالطريقة التي يتصرف فيها الان، في الخطابية التي تبناها، الشريحة المهنية التي ستعمل مع الحكومة، في الجيش، في اذرع الامن، في الوزارات الحكومية ستبدو في سياق الطريق كم في مكتبه: عصبة من المستشارين المغرضين، النرجسيين، ممن ليس واضحا ما الذي يشربونه، وما الذي تقوله الكيبا على رؤوسهم ومن يدفع لهم وفي خدمة أي دولة يعملون.

بار هو ليس فقط موظف كبير في خدمة الدولة، رئيس جهاز عظيم القوة. هو أيضا رمز، ايقونة. مستقبل خدمة الدولة متعلق بما يحكم بشأنه. اقترح لقضاة العليا ان يغمضوا العيون وان يتصوروا ان يكون المقال هو هرتسي هليفي او ايال زمير، او أن يكون المقال هو واحد منهم.                     

هذا الأسبوع عرضت صور زمير وبار في جولة في غزة. التقط الصور الناطق العسكري. عن قصد او عن غير قصد كانت فيها رسالة: رئيس الوزراء يمكنه ان يقيل رئيس الشباك وان يتهمه، في سلسلة من الأشرطة بانه أخذ رشوة (بطاقة لمباراة كرة قدم) من قطر او لم يوقظه في الوقت المناسب. لكن رئيس الأركان ليس تابعا للاشرطة.

لا تحسدوا ايال زمير: حياته مع الحكومة ليست سهلة. ستأتي اللحظة التي سيتعين فيها عليه أن يقول لوزراء الكابنت: انتم لا يمكنكم ان تتوقعوا مني حربا في أربع أو خمس جبهات دون ان تعطوني مقاتلين لاقاتل معهم. انتم تمولون وتشجعون التملص ونحن لا يوجد لنا رجال.

ان الامتثال لخدمة الاحتياط آخذة في التقلص. بشكل عام الأسباب شخصية، ليس سياسية لكن النتيجة مماثلة: الناس ليسوا متحمسين للعودة. الوحدات تخرج الى الميدان بحجم ناقص. الجيش النظامي متوتر تحت اقصى الطرف ومنهك. النتيجة هي أداء غير كاف وتآكل في الانضباط. 

زمير لا يمكنه أن يقول لهم ما كان يمكنه أن يقوله في كابنت طبيعي. يوجد لنا جيش متفوق، لكنه يجثم تحت العبء. الوحدات تكذب في التقارير. في الأسبوع الماضي عربدت كتيبة مدفعية في جنبا، في جبل الخليل، ووحدة غولاني اطلقت نار فتاكة على سيارات اسعاف قرب خانيونس. في الحالتين الوحدات كذبت. في غولاني هذا حصل للمرة الثانية بعد الحادثة في لبنان التي هربوا فيها مواطنا وقتل مقاتل. الشرطة العسكرية لا تزال لم  تنهي التحقيق، بعد أربعة اشهر ونصف من الحدث. تصريحات الوزراء، التي تشجع قتل غير المشاركين، الثأر، السلب والنهب، لا تساعد. 

هو لا يمكنه أن يقول انهم انه ليس له جيش كي يفرض في غزة احتلالا دائما. اذا قال، لن يستمعوا؛ حين لا يكون مع من يمكن الحديث لا يكون ما يمكن الحديث فيه. الناس يسكتون، قصة دولة.

——————————————-

يديعوت احرونوت 7/4/2025

بين الجمارك والمخطوفين

بقلم: ايتمار آيخنر

هبط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس لزيارة ليومين في واشنطن بناء على طلب شخصي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واللقاء الذي سيعقد اليوم في الساعة 20:00 في البيت الأبيض سيعنى بجملة مسائل استراتيجية، اقتصادية وأمنية.

تباهى نتنياهو بانه هو الزعيم الأجنبي الأول الذي دعي الى اللقاء بعد أزمة الجمارك، مثلما كان الزعيم الأول الذي دعي بعد عودة ترامب الى البيت الأبيض. ومن ا لمتوقع أن يلتقي أيضا بنائب الرئيس فانس. وسينضم الوزير رون ديرمر هو الاخر الى المحادثات في واشنطن، وهاكم المواضيع التي ستطرح في الزيارة.

حديث عميق مع ويتكوف:

حضور ستيف ويتكوف المسؤول عن ملف المخطوفين يعزز التقدير ان في مركز اللقاء سيكون موضوع تحرير المخطوفين الإسرائيليين في غزة. وتقدر محافل في إسرائيل في أن مشاركة ويتكوف تشير الى جهد منسق للضغط على الوسطاء عبر واشنطن. 

اعطى الامريكيون إسرائيل اسنادا لاستئناف القتال وتشديد الضغط العسكري. لكن هذا ليس اسنادا غير محدود. لترامب توجد خطة اكبر وهي التطبيع مع السعودية. ومن اجل هذا هناك حاجة لهدوء في غزة وحل مسألة المخطوفين. وليس لترامب الكثير من الوقت اذا كان يعتزم الوصول الى الرياض بعد شهر ونيف.

في الساحة السياسية في اسرائيل يرون في الدور الأمريكي المباشر وبخاصة من جانب ويتكوف وسيلة حرجة لتشديد الضغط على حماس وتسريع التقدم نحو صفقة. ومن المتوقع لنتنياهو أن يطلب من ترامب ان يمارس نفوذه على شركاء اقليميين وبالتوازي يروج لدعم امريكي ضروري لمواقف إسرائيل كي لا تخطيء حماس مرة أخرى في حساباتها في أنه توجد فجوات بين إسرائيل والامريكيين. 

ايران: التنسيق حيال خطر النووي

التهديد الإيراني سيحتل حجما هاما في المحادثات. فإسرائيل ترى في التطورات الأخيرة سببا لتوثيق التنسيق مع واشنطن. التخوف في إسرائيل هو أنه حيال تهديدات ترامب ستسارع ايران الى القنبلة. وعليه فمن المهم التنسيق مع ترامب ما العمل اذا ما فشلت الاتصالات الامريكية لاتفاق نووي جديد. 

من غير المستبعد أن يكون ترامب اراد اللقاء مع نتنياهو للتأكد من أن الزعيمين منسجمان في رؤية التهديد الإيراني وان إسرائيل لن تفاجيء. التنسيق هنا حرج. ما الذي سيحصل اذا ما فشلت الاتصالات الدبلوماسية؟ متى ومن سيهاجم منشآت النووي الإيراني؟ إسرائيل وحدها؟ الولايات المتحدة؟ او ربما كلتاهما معا. او ربما ترامب سيقرر منع إسرائيل من العمل عسكريا ويواصل خوض المفاوضات لزمن طويل. وعندها يطرح السؤال كم من الوقت ننتظر. نتنياهو يشكك في أن يكون ممكنا الوصول الى اتفاق دبلوماسي مع ايران. وهو واثق من أن ايران ستخدع. لكنه يعرف أيضا ان ترامب لن يسمح للايرانيين بان يخدعوا.

الجمارك: الاقتصاد في أولوية عليا

زيارة نتنياهو تأتي على خلفية أزمة اقتصادية عالمية، في اعقاب فرض جمارك من جانب الولايات المتحدة على سلسلة دول – بما فيها إسرائيل. وحسب المصادر السياسية حاولت إسرائيل الامتناع عن الخطوة من خلال إزالة جمارك على بضائع أمريكية، لكنها اصطدمت بموقف قاطع من إدارة ترامب. يلتقي نتنياهو في واشنطن أيضا بوزير التجارة الامريكية هاورد لوتنيك – الرجل الذي يتصدر سياسة الجمارك لترامب – في محاولة لتقليص الضرر على الصناعات الإسرائيلية. في محيط نتنياهو قلقون من الانخفاضات الحادة في البورصة والضرر الشديد الذي لحق بمواطني إسرائيل.

تركيا: تدخل متصاعد في سوريا

مسألة العلاقات الإسرائيلية – التركية هي الأخرى ستطرح على البحث خاصة في ضوء تصاعد التدخل التركي في سوريا وتأثيرات محتملة على الحدود الشمالية لإسرائيل. في القدس يتابعون بقلق التقرب بين تركيا وحكم الجولاني والاتفاق بان تقيم تركيا قواعد مسيرات في سوريا، ما دفع إسرائيل لان تقصف عدة مرات مطار تي 4 كي تمنع أو على الأقل تعرقل إقامة هذه القاعدة. 

في نهاية الأسبوع اطلق زعماء إسرائيل وتركيا رسائل تهدئة في أن الدولتين غير معنيتين بالمواجهة. لكن مطلوب هنا وساطة هامة من ترامب لضمان الا تخرج الأمور عن السيطرة. نتنياهو سيشرك ترامب في تقديرات استخبارية حديثة في هذا الموضوع.

المحكمة في لاهاي: المنسحبات التاليات

نتنياهو سيبحث ايضا في خطوة متقدم لانسحاب دول اخرى من ميثاق محكمة الجنايات الدولية في لاهاي استمرارا لبيان هنغاريا بالانسحاب. وتأمل إسرائيل بتنسيق الموقف مع واشنطن في الموضوع واختبار طرق عمل محتملة ضد إجراءات قانونية تعمل عليها دول ضد مسؤولين إسرائيليين كبار. على جدول الاعمال توجد تشيكيا والأرجنتين مرشحتين اضافيتين للانسحاب.

نقل السكان من غزة: الاطلاع على الاتصالات

نتنياهو سيطلع ترامب على الاتصالات التي أجرتها إسرائيل مع بضع دول توافق على استقبال لاجئين من غزة لكنها تطلب مقابل من الولايات المتحدة كشطبها من قائمة العقوبات وتحقيق مصالحها.

—————–انتهت النشرة—————–