المسار الإخباري : – صعد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، من لهجته ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مهددًا بتفكيك الائتلاف الحاكم إذا استمرت عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، التي تعاني من مجاعة مروعة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر.
تهديدات سموتريتش جاءت بعد إعلان جيش الاحتلال عن تنفيذ “تعليق تكتيكي” لبعض عملياته في مناطق محددة داخل القطاع، للسماح بمرور المساعدات، وإسقاط جوي محدود للمواد الإغاثية، في خطوة اعتبرتها منظمات دولية مجرد خداع إنساني وترويج لوهم الإغاثة، في ظل استمرار استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن نية سموتريتش عقد اجتماع حاسم داخل حزب “الصهيونية الدينية” لمناقشة إمكانية استقالته من الحكومة، وهو ما قد يشكل ضربة قوية لاستقرارها، خاصة في ظل تصاعد الخلافات بينه وبين نتنياهو.
ووفق مصادر سياسية، فإن سموتريتش مستاء بشدة من تجاهله في قرارات الحكومة الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بإدخال المساعدات، والتي اعتبرها “إهانة سياسية” وتجاوزًا لصلاحياته، رغم كونه عضوًا في الدائرة الأمنية المصغرة.
ويُعد حزب سموتريتش شريكًا رئيسيًا في الحكومة، إذ يملك 7 مقاعد ضمن تحالف أوسع يضم 14 مقعدًا، وفي حال انسحابه قد تنهار الحكومة إذا فُتح باب حجب الثقة داخل الكنيست.
وفي وقت سابق، انتقدت وكالة “أونروا” الإنزال الجوي الإسرائيلي، مؤكدة أنه “لن ينهي المجاعة المتفاقمة”، بينما حذر المرصد الأورومتوسطي من أن تلك الخطوات لا تغير من حقيقة استخدام إسرائيل للجوع كسلاح ممنهج ضد سكان غزة
منذ 7 أكتوبر 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة غير مسبوقة ضد قطاع غزة، تخللتها مجازر جماعية وتجويع قسري وحرمان من المساعدات، رغم تحذيرات دولية من كارثة إنسانية متفاقمة.
ووفق وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية 133 حالة، بينهم 87 طفلًا، فيما تجاوز عدد الشهداء والجرحى حاجز 204 آلاف، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي ظل تجاهل الاحتلال للأوامر الدولية بوقف الحرب، ومع استمرار الدعم الأمريكي، تبقى المجاعة في غزة عنوانًا لفصل مأساوي من تاريخ الإنسانية.