غزة تواجه كارثة إنسانية مع استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم 281 وتصاعد المجازر والدمار

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها البري والبحري والجوي على قطاع غزة منذ 281 يومًا، مخلفة وراءها أكثر من 117 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين جراء إغلاق المعابر. ورغم نية المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”، فإن العدوان ما زال مستمرًا.

مجازر متواصلة وانتشال جثامين الشهداء

منذ صباح يوم الجمعة، تواصل طواقم الإسعاف والإنقاذ عملها على انتشال جثامين الشهداء من حي تل الهوى ومنطقة الصناعة في مدينة غزة، عقب الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اجتياح بري استمر نحو أسبوع. أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أعدمت مواطنين، بينهم نساء ومسنين وأطفال وعائلات بأكملها، داخل منازلهم في حي تل الهوى.

تمكنت طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشال جثامين 60 شهيدًا على الأقل منذ ساعات صباح اليوم، بينما ما يزال العشرات تحت الأنقاض. وذكرت مصادر محلية أن عشرات الجثث كانت ملقاة على الأرض في الطرقات، وبعضها كانت متفحمة جراء إضرام قوات الاحتلال النيران في عدد من المنازل قبل انسحابها.

دمار هائل ومعاناة إنسانية

أظهرت مقاطع فيديو وصور الدمار الواسع الذي لحق بمنطقة الرمال الجنوبي وحي تل الهوى ومنطقة الصناعة. كما دمر الاحتلال مبنى مستشفى أصدقاء المريض بمنطقة الرمال، وجرى انتشال جثامين عدد من الشهداء من داخل المبنى. قال المواطن طارق غانم (57 عامًا) من حي الرمال: “خلف جيش الاحتلال وراءه دمارًا هائلًا ومباني محروقة قبل انسحابه”، متسائلًا: “لا أعرف ما ذنب المدنيين… الدور مشتعلة والقذائف طالت كل مكان”، مشيرًا إلى أن الناس غادروا منازلهم.

معاناة المدنيين والمناشدات الدولية

رغم انسحابه الجزئي من الأحياء الغربية لمدينة غزة، لا تزال قوات الاحتلال تتمركز في مناطق قريبة وتنشر قناصتها على عدد من المباني المحيطة، حيث استشهد ثلاثة مواطنين بعد استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين غرب مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني”. وفي جنوب القطاع، استشهد 4 مواطنين على الأقل وأصيب آخرون في غارة شنها طيران الاحتلال على مستودع للمساعدات في محيط خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.

 

أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانًا أعلنت فيه أنها “تلقت مئات الاتصالات خلال الأيام الأخيرة من أشخاص يائسين يطلبون النجدة، وأن عائلات بكاملها عالقة وتحتاج إلى الأمن”، مضيفةً أن “الحاجة أكبر بكثير من القدرة على التجاوب”.

أعداد الشهداء والجرحى في ارتفاع مستمر

ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 38,345 شهيدًا، بالإضافة إلى 88,295 جريحًا، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مخاوف من فقدان جيل كامل من الأطفال

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن قطاع غزة على عتبة فقدان جيل كامل من الأطفال بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر. وذكرت جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل بالأونروا، في منشور عبر “إكس” أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس منذ بدء الحرب الإسرائيلية، مع إغلاق عدد كبير من المدارس وتحول مدارس الأونروا إلى ملاجئ للنازحين. ودعت توما إلى وقف إطلاق النار من أجل هؤلاء الأطفال.

ختامًا

يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة متجاهلًا قرارات مجلس الأمن الدولي بوقفه فورًا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة. الوضع في القطاع يتفاقم يومًا بعد يوم، مع ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى واستمرار الحصار الخانق، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة.