منسق الشؤون الإنسانية في فلسطين المحتلة لـ”القدس العربي”: في غزة مليونا قصة حزينة

في وقفة مع الصحافيين أمام مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، قال مهند هادي، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، إن ما شاهده في غزة يختلف عما يشاهده الناس في الأخبار وعلى وسائل التواصل الاجتماعي: “غزة قصة حزينة للجميع. هناك مليونا قصة حزينة. مشاهدة غزة في الأخبار أمر، ولكن الذهاب إلى هناك والاستماع إلى معاناة الناس أمر آخر تماما”. وقال إنه خلال مسيرته المهنية في الأمم المتحدة لم يجر مناقشة مماثلة لتلك التي أجراها مع المجموعات النسائية في غزة.

وردا على سؤاله… حول زيارته الأخيرة لغزة ومشاهداته قال إنه كان في غزة قبل أسبوع وتكلم قبل قليل عن موضوع الأمن والقانون هناك، “التقيت هناك بالكثير من الناس. وعقدت محادثات مع مجموعة نسائية وسمعت أشياء لم أسمعها طيلة عمري المهني مع المنظمة الدولية، النساء هناك يعشن ظروفا صعبة جدا سواء كن في الملاجئ أو في مقرات الإيواء أو مدارس الأونروا. هناك شكوى مشتركة سمعتها من جميع النساء وهي “غياب الخصوصية والحفاظ على مقومات الكرامة”.

هناك شكوى مشتركة سمعتها من جميع النساء في غزة وهي “غياب الخصوصية والحفاظ على مقومات الكرامة”

وتابع المسوول الأممي “أنا دائما أقول عندما نتكلم عن غزة، يجب أن نبتعد عن حديث التيك توك. يجب أن نتعرف على حاجات الناس مباشرة وخاصة الأطفال والنساء. كثير من هذه الأشياء بحثنها معي أثناء محادثاتي وشاركنني في معاناتهن اليومية. لقد حدثتني امرأة بأنها لم تستحم لمدة أربعة أشهر، وقالت إن الذهاب إلى دورة المياه تحدٍ في حد ذاته. وهناك مشكلة التعامل مع الأطفال واحتياجاتهم. قالت لي إمرأة إنها قصت شعر ابنها لأنها لم تستطيع أن تغسله لمدة طويلة بسبب نقص مواد الغسيل والشامبو. قصة وراء أخرى. وبما أنني ابن المنطقة ولا يوجد حواجز لغوية لم يجدن حرجا بأن يتحدثن معي بصراحة. لا أستطيع أن أتخيل ما يعانون لكنني بدأت أتفهم هذه المعاناة. وعلى الناس أن يحاولوا أن يتفهموا ما يعاني منه أهالي غزة. بل إن جزءا من عملنا أن نستمع لمعاناتهم. لا نستطيع أن ندعي أننا نعرف الكثير عن احتياجاتهم. علينا أن نستمع لهم وخاصة الفئات الأكثر هشاشة، من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. هناك 17 ألف طفل غير مصحوبين بواحد من أهاليهم. هؤلاء بحاجة لوجودنا على الأرض وتوفير الحماية لهم والعمل على تلبية احتياجاتهم بطريقة سليمة”.

أخبرتني امرأة أنها لم تستحم لمدة أربعة أشهر، وقالت إن الذهاب إلى دورة المياه تحدٍ في حد ذاته

ورداً على سؤاله.. حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية وخاصة في ما يسمى “غوانتانمو إسرائيل سدي تايمن”، قال: “إن مسألة المعتقلين وأحوال المعتقلات من اختصاص لجان حقوق الإنسان التي تقوم بعملها الآن. إنهم أفضل من يتكلم عن هذا الموضوع. لم أزر المكان. لكن تحقيقات لجان حقوق الإنساني متواصلة وهم من يحسن الحديث حول مراكز الاعتقال”.

وردا على سؤال آخر حول ما إذا كان الناس في غزة لا يزالون يشعرون بالحماية تحت راية الأمم المتحدة، حيث قتل الكثيرون أثناء لجوئهم إلى مدارس الأونروا التي تحولت إلى ملاجئ، قال هادي: “لا أعتقد أنني أول من يقول إنه لا يوجد مكان آمن في غزة. لقد استهدفت الناس في منطقة المواصي التي قيل لهم إنها منطقة آمنة. الناس في حالة تنقل دائم وفي كل مرة يتلقون فيها أوامر الإخلاء يأخذون ما باستطاعتهم أخذه وينتقلون إلى مكان آخر”.

وأعرب مهند هادي عن أسفه إزاء وضع سكان غزة، متحدثا عن حال الناس الذين رآهم أثناء زيارته إلى القطاع وقد تقطعت بهم السبل في الطرقات بلا مأوى. وأضاف: “قد يعتقد الناس أن هناك ملاجئ مناسبة، أبدا لا توجد سوى ملاجئ مهترئة يقضي الرجال والنساء جل يومهم فيها. يحاولون أحيانا إصلاحها وتغطيتها ببعض الأغطية البلاستيكية في محاولة لتوفير غطاء لهم أثناء الليل”.

المصدر …“القدس العربي”