الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 20/8/2024

توصية ايسمان بعدم التحقيق مع نواب محرضين سنلتقيها في لاهاي

بقلم: مردخاي كرمنتسر

توصية المدعي العام، عميت ايسمان، بعدم التحقيق مع وزراء واعضاء كنيست، الذين دعوا الى المس بالمدنيين في غزة، هي توصية غريبة جدا، سواء من ناحية قيمية أو نفعية. مبررات التوصية، كما نشرت، لا يمكنها الصمود. فالوقت الطويل الذي مضى على قولها، ينبع من قرار النيابة العامة، التي كان يمكنها الأمر بفتح تحقيق في خضم المعارك في بداية الحرب. وحقيقة أنها لم تفعل ذلك في حينه، هي الآن مبرر غريب وغير مقنع لعدم اجراء التحقيق. هنا تتشكل سمة مدمرة لعدم انفاذ القانون، وهذا يكفي كي تكون النيابة العامة متقاعسة في منع انفاذه.

الحديث يدور عن تحقيق من التحقيقات البسيطة جدا، التأكد من نسب الاقوال الى من يقولونها، وفحص التصريحات على خلفية ظروف اصدارها، واخذ الشهادات بعد التحذير من المتحدث. عدم القيام بذلك يثبت الى أي درجة يدور الحديث هنا عن تقاعس كبير.

ايام “فورة الدم” لا تبرر تجنب اجراء التحقيق، على اكثر تقدير هي ظروف مخففة في تحديد العقوبة على عدم فتح تحقيق في الوقت الحقيقي. في القانون الجنائي من يكون في حالة عاصفة احاسيس قد قتل شخص قام بالمس به، فانه يمكن في ظروف معينة عدم ادانته بالقتل المتعمد، لكنه ما زالت تنتظره عشرين سنة سجن. هل ظروف “فورة الدم” ستمنع ايضا التحقيق مع الجنود الذين قتلوا مدنيين. يتوقع من القيادة أن تتمكن من كبح جماح الاحاسيس، والعمل بتروي حتى في وقت عاصفة الاحاسيس. عندما يطلب رؤساء الدولة المس بالمدنيين فانه من الواضح أن هذا الامر يؤثر فورا على الجنود في الميدان الذين يوجدون في حالة عاصفة احاسيس دائمة ومفهومة. القيادة بحاجة الى غريزة الانتقام، لكن يجب عليها أن لا تشجعها. يجب عليها التأكيد على التمييز بين المخربين والمدنيين، ومنع المس بالمدنيين. حقيقة أنه تم فعل العكس تماما، تحول التحريض الى أمر خطير بشكل خاص، بسبب قوة التأثير، سواء من ناحية الجهة المحرضة أو من ناحية الظروف الزمنية والخلفية. الحديث هنا يدور عن حالات خطيرة بشكل خاص من التحريض على القتل، وربما ايضا على الابادة الجماعية، التي تعتبر جريمة بشكل خاص، والتي حسب القانون في اسرائيل حكمها هو الموت.

الافتراض بأن الجنود ينفذون فقط الاوامر المباشرة والصريحة، ولذلك فان اقوال السياسيين ليس لها تأثير، هو افتراض غير صحيح. الجندي هو مثل أي انسان، يتأثر بالمناخ المحيط به. تأثير الرسائل التي يحصل عليها يمكن أن يجعله يتجاوز الاوامر التي حصل عليها. تراكم اقوال السياسيين الى جانب تصريحات مشابهة تم اسماعها بوتيرة عالية في وسائل الاعلام، خلقت الاجواء لهدر دماء الغزيين المدنيين. يجب عدم اعفاء السياسيين الذين تحدثوا بهذا الشكل من المسؤولية. فهم شجرة الأرز واقوالهم هي اللهيب والجنود هم الطحالب التي توجد على الجدار. يبدو أن الامور انقلبت عندنا. فكلما صعدنا على سلم الاهمية فان المسؤولية المطلوبة تنخفض. كيف يمكن تبرير توصية المدعي العام في هذا التوقيت، حيث التحقيقات في القتل غير المبرر للمدنيين لم يتم استنفادها؟، لا سيما أنه لم يتم أبدا فحص تأثير الاقوال على الافعال.

في لائحة الادعاء التي قدمتها جنوب افريقيا ضد اسرائيل لمحكمة العدل الدولية، فان التحريض على الابادة الجماعية يمكن أن يحتل مكان حاسم. توصية المدعي العام تعزز بدرجة معينة هذا الجزء في الدعوى لأنها تدل على أنه في اسرائيل يوجد مشرعين يدعون الى قتل المدنيين. هنا لا تستطيع اسرائيل أن تستند الى مبدأ “الحوكمة”، لأنها تعلن على رؤوس الاشهاد بأنها لا تنوي التحقيق في هذا الامر على الاطلاق. وحتى لو قررت المستشارة القانونية للحكومة عدم قبول توصية المدعي العام في الدولة فان منظومة انفاذ القانون لدينا ستبقى ملوثة بمجرد عرض هذه التوصية. ايضا من يريدون مصلحتنا سيسألون أنفسهم الآن: هل يمكن الاعتماد على منظومة انفاذ للقانون التي هكذا يعمل فيها رقم 2 من حيث الاهمية فيها.

بشكل خاص يصعب تجاهل الفجوة بين هذه التوصية وبين طريقة التعامل مع الفلسطينيين المشبوهين بالتحريض على الارهاب بعد 7 تشرين الاول. منذ الكارثة بدأت النيابة العامة في حملة متشددة وغير متسامحة لانفاذ القانون ضد اشخاص قاموا بنشر في الشبكات الاجتماعية تصريحات متطرفة، التي في معظمها، وربما جميعها، تبين أن من نشروها مجهولين مع مشاهدة محدودة وتأثير قليل. في حالات كثيرة لم يتم العثور على أي صلة حقيقية بين مضمون الاقوال وتعريف التحريض كمخالفة بحسب القانون. هل غاب عن النيابة العامة التمييز الحاسم بين الاسماك الصغيرة واسماك القرش؟ أو أن المدعي العام ينسب نفسه لمدرسة بن غفير، الذي بالنسبة له لا يوجد ولا يمكن أن يوجد ارهاب يهودي (لكن لا توجد حدود لما يعتبر تحريض على الارهاب عندما يكون المشتبه فيه فلسطيني). الحديث يدور عن انفاذ قانون انتقائي بالمعنى الاسوأ لهذا المفهوم.

لا يمكن تجنب الشعور بأن توصية المدعي العام لم تكن لتأت لو أنه وجد لدى الاسرائيليين نوع من الاتفاق على أن جميع السكان في غزة هم مخربون. هذا انتصار مخيف لليمين المتطرف المسيحاني على اسرائيل التي تريد الحفاظ على الصورة الانسانية، حتى امام العدو المتوحش.

وجود هذه المسلمة ساهمت فيه فظائع اعمال المخربين والجمهور الذي جاء من غزة في اعقابهم في 7 تشرين الاول. الحديث يدور عن عملية أطول بكثير ولدت مع الاحتلال وتم تعزيزها بسياسة تخليده مع الانكار المطلق لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وتحويل حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الى مشاع، مع اعطاء الصلاحيات والسلطة لمن يفعل ذلك. في واقع الاحتلال الذي لا توجد له نهاية يتم تطبيع مكانة الواقع تحت الاحتلال، كشخص دون وليست له حقوق ويمكن التأثير على مصيره، نهاية التطبيع تصادر ايضا قدسية حياة من اعتبر شخص دون. يجب الأمل بأن المستشارة القانونية للحكومة سترفض توصية المدعي العام وتتبنى مقاربة معاكسة، كما ظهر في الاقوال التي ارسلت باسمها في حينه لمحكمة العدل الدولية.

——————————————–

إسرائيل اليوم 20/8/2024

المسائل موضع الخلاف مسألة تفسير

بقلم: شاحر كلايمن

استنادا الى مصادر مقربة من المفاوضات نعد هنا قائمة بالمسائل موضع الخلاف من حيث اختلاف التفسير للبنود المختلفة بين حماس وبين إسرائيل.

تفسير اسرائيل تفسير حماس وضوع
وقف نار مؤقت في المرحلة الأولى مع سيطرة في محور فيلادلفيا اصطلاح “وقف نار كامل” في منحى أيار تفسره حماس بانهاء للحرب منذ المرحلة الأولى وقف النار
رقابة إسرائيلية على عبور المسلحين في محور نتساريم وتدرس إمكانيات مختلفة لمحور فيلادلفيا حماس غير مستعدة لقبول سيطرة إسرائيلية في أجزاء من القطاع في أي مرحلة، لكنها لم تتطرق لاحتمال قوات أجنبية السيطرة في محوري فيلادلفيا ونتساريم
المقترح الأمريكي يعطي إسرائيل حق فيتو على 100 اسم وبينهم أيضا سجناء ثقيلين إسرائيل لا تعطى أي حق فيتو على تحرير سجناء في اثناء الصفقة مثل مروان البرغوثي الذي تطالب به حماس حق الفيتو
بضع مئات من السجناء يتحررون في المرحلة الأولى من الصفقة حماس تريد تحرير 30 سجينا عن كل مواطن مخطوف و 50 عن كل مجندة تحرير السجناء

 

——————————————–

يديعوت احرونوت 20/8/2024

الزمن لا يعمل في صالح اسرائيل

بقلم: بن درور يميني

الولايات المتحدة هنا. حتى عندما تكون مخطئة، وأحيانا تكون مخطئة، لا يمكن بدونها. هي توجد هنا بكل قوتها كي تدافع عن إسرائيل. وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن أوضح أمس بان ثمة حاجة لصفقة مخطوفين. في هذه الاثناء، حسب اقوال بلينكن نتنياهو يقبل المقترح الأمريكي. هذه انباء طيبة. الكرة في يد السنوار، ومشكوك فيه ان تأتي من هناك انباء طيبة.

وفي هذه الاثناء محور الشر، ايران وحزب الله، يؤخر الرد على التصفيات في بيروت وفي طهران. رائع؟ حقا لا. زعماء الامة التي اخترعت لعبة الشطرنج اتخذوا خطوة لا تفعل أي خير لإسرائيل. إسرائيل اتخذت خطوة صحيحة: تهديد برد مضاد، وليس مجرد رد مضاد، بل مع اسناد امريكي. فلماذا إذن سيهاجمون الان، الان بالذات، حين تكون الولايات المتحدة قد حشدة قوة غير مسبوقة في المنطقة؟ هم في حالة انتظار. فالامريكيون لن يبقوا هنا الى الابد. هكذا أيضا حزب الله. هذا هو التوقيت الأكثر بؤسا. منظمة الإرهاب الشيعية نجحت في اقتياد لبنان الى الإفلاس. إذ ان هذا هو مصير كل دولة وكل تجمع أهلي يسيطر عليه الإسلام المتطرف. غير أن الوضع تفاقم. من جهة، عرض حزب الله في نهاية الأسبوع منظومة أنفاق الصواريخ لديه، والتي كلفته مئات ملايين الدولارات وربما مليارات.  لكن من جهة أخرى، في لبنان نفسها، نفد الوقود لمحطات توليد الطاقة. لا كهرباء. الدولة مطفأة. العراق يطلب 700 مليون دولار، والبنك المركزي اللبناني يرفض التعهد بمال ليس لديه، رغم ضغط رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. إضافة الى ذلك، حسب استطلاع نشر قبل بضعة أيام، 88 في المئة من اللبنانيين يعارضون استمرار المواجهة مع إسرائيل. يمكن الافتراض بان نسبة اكبر تعارض مغامرة المواجهة الشاملة التي يهدد حزب الله بجر لبنان اليها.

“الثأر يقدم وهو بارد”. كتب رفعت عودة في صحيفة “الميادين”، المتماثلة مع حزب الله لاجل تبرير التأخير. لكن لا يوجد تأخير. وذلك لانه منذ اكثر من عشرة اشهر يوجد اطلاق مُسيرات، صواريخ، مقذوفات صاروخية – كل يوم بيوم. فلو كان حزب الله يطلق ادواته الساحقة في أسبوع واحد، بدلا من عشرة اشهر، لاعتبر هذا الهجوم الأكبر على إسرائيل منذ الازل. اكثر بكثير من الهجمة الإيرانية في منتصف نيسان. لكنهم يجرون علينا تعذيبا صينيا. وإسرائيل تتجلد. وتتجلد. وتتجلد. والان هم يصنعون لنا معروفا حين ينضمون الى ايران ويؤخرون الرد. مشوق أن نرى الكثيرين ممن يشترون الخدعة.

هكذا بحيث أن هذا التأخير هو خطوة استراتيجية من محور الشر. هم سينتظرون الى أن يرحل الامريكيون. محور الشر وعد بالرد. هم لن يتخلى عنه. مسألة شرف. لكن ليس حين يكون الامريكيون، مع قوتهم النارية الهائلة، للدفاع وللهجوم، مع التعزيز النادر جدا من طائرات اف 22، يوجدون هنا مع اليد على الزناد. فايران وحزب الله يقدرون، وربما عن حق، بانهم قادرون على توجيه ضربة قاسية لإسرائيل، حتى وان لم تكن قاضية وان يحتملوا أيضا ضربة مضادة – شريطة أن تقف إسرائيل وحدها امامهم. يوجد لهم صبر.

كما أن اتفاق المخطوفين يوجد في حالة انتظار. الامريكيون يريدونه بأسرع وقت ممكن انطلاقا من الفرضية بان وقف نار مع حماس يوجد في متناول اليد وهو سيمنع حربا إقليمية. هذا وهم. احتمال تحقيق اتفاق هو بين صفر وهامشي، واليد ترتعد عند الاضطرار لكتابة هذا. السنوار لا يريد أي صفقة. فهو يرى الاضرار المتراكمة التي تلحق بإسرائيل. يرى الشرخ الداخلي. يرى العداء الدولي، الذي يتسع فقط. وهو يفرق يديه فرحا. الدمار والخراب في قطاع غزة هما ثمن جدير بالدفع مقابل الضرر لإسرائيل. هو لا يحتاج لان ينتظر ردا اشد من رفاقه في محور الشر. من ناحيته الإنجازات آخذة في التراكم، وبالذات لهذا السبب، فان الجواب الإيجابي من نتنياهو لحل وسط الوسطاء، مثلما بلغ بلينكن امس هو خطوة صحيحة لاجل عدم فقدان الدعم الأمريكي. هذا دعم سبق أن اثبت نفسه. إسرائيل مدينة بالكثير جدا للجنرال مايكل كوريلا، قائد المنطقة الوسطى، كما قال ليس صديق امريكي. هو محق. بدون القيادة الوسطى كان يمكن للضربة ضد إسرائيل في ليلة المُسيرات من ايران ان تكون اكبر بكثير.

ولا يزال، فان المواجهة مع محور الشر محتمة. المصلحة الإسرائيلية العليا تستوجب أنه من الأفضل ان تقع بينما تكون القوة الامريكية الهائلة هنا، حتى وان كانت هذه “فقط” لغرض الدفاع. رفض نتنياهو صفقة الوسطاء كان سيخدم محور الشر. والتنازلات المطلوبة من إسرائيل، بما في ذلك تنازلات ذات مغزى في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم ليست بسيطة. لكنها حيوية حتى لو لم تؤدي الى صفقة. لانه من الأفضل الانحناء امام الولايات المتحدة في موضوع المخطوفين، كي تكون الى جانب إسرائيل في المواجهة مع محور الشر.

ينبغي الاعتراف بان قرارات نتنياهو الاستراتيجية منذ سنوات طويلة تورط وتضعف إسرائيل فقط. ينبغي الامل بان الان حين تكون المواجهة الكبرى على الاعتاب ان يتخذ رئيس الوزراء القرارات الصحيحة.

——————————————–

هآرتس 20/8/2024

زيارة عباس الى غزة كفيلة بالمساعدة في تنفيذ التسوية لكن أولا يجب صفقة

بقلم: تسفي برئيل

صور اسماعيل هنية مع اطار اكاليل الورود الحمراء، استقبلت رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في قاعة البرلمان في تركيا، الذي وصل اليه في يوم الخميس الماضي لالقاء خطابه الدراماتيكي. “أنا أعلن امامكم وأمام كل العالم وفي ظل غياب حلول اخرى بأنني قررت الذهاب الى غزة مع اعضاء القيادة الفلسطينية. سأفعل كل ما في استطاعتي لنكون مع شعبنا من اجل وقف هذا العدوان الوحشي، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا. فهي ليست أغلى من حياة أي طفل في غزة أو حياة الشعب الفلسطيني… نحن بذلك سننفذ قوانين الشريعة، إما النصر أو الشهادة”.

“النصر أو الشهادة”، هكذا اعلن عباس امام اعضاء البرلمان وامام الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الذي شرف عباس بحضوره. في يوم الاحد قدم امين عام اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، حسين الشيخ، طلب رسمي لاسرائيل من اجل السماح لمحمود عباس وعدد من القادة الفلسطينيين بزيارة غزة في اسرع وقت. في نفس الوقت توجهت جهات في م.ت.ف الى الامم المتحدة وعدد من زعماء العالم وطلبت ترتيب الزيارة. في هذه المرحلة لا حاجة الى حبس الانفاس قبل الزيارة، التي اذا خرجت الى حيز التنفيذ فهي ستكون زيارة عباس الاولى في غزة منذ سيطرت حماس عليها في 2007. مصدر اسرائيلي مطلع على النقاشات حول “اليوم التالي” قال للصحيفة بأنه لا توجد حتى الآن أي نية للسماح بهذه الزيارة. “موقف الحكومة واضح وحاسم”، قال هذا المصدر. “في غزة لن تسيطر حماس أو م.ت.ف. ورئيس الحكومة اوضح بشكل لا يقبل التأويل بأنه لن يسمح بنشاطات السلطة الفلسطينية في القطاع، بما في ذلك في معبر رفح”.

لا يوجد في جعبة رئيس الحكومة أي حل آخر لادارة معبر رفح، ناهيك عن قطاع غزة. ولا توجد ايضا أي قوة متعددة الجنسيات، عربية أو غيرها، ستكون مستعدة لتولي المسؤولية عن تشكيل الاجهزة المدنية في القطاع وضمان النظام والامن الداخلي وتنظيم توزيع المساعدات، وبعد ذلك اعمار القطاع. ولكن في هذا الاسبوع عند عقد القمة في القاهرة التي يتوقع أن تناقش مسألة اطلاق سراح المخطوفين فسيتعين على اسرائيل أن تأتي باجابات واضحة، توضح بشكل نهائي كيف تنوي التصرف في محور فيلادلفيا وفي معبر رفح؛ ايضا ما هو مستقبل ممر نيتساريم؛ ما هي آلية الفحص التي ستكون مقبولة عليها من اجل تصنيف السكان الغزيين الذين يريدون العودة الى بيوتهم في شمال القطاع؛ من الذي سيدير على الاقل منظومة المساعدات الانسانية. هذا اضافة الى مسائل ترتبط بأسماء المخطوفين الاسرائيليين والسجناء الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم في اطار الصفقة والجدول الزمني والترتيبات التقنية المتعلقة بذلك.

مصر، التي يبدو أنها في هذه الاثناء لا تصمم على تحديد جدول زمني دقيق لانسحاب اسرائيل من محور فيلادلفيا، تحاول خلال اشهر اقناع اسرائيل بالموافقة على وضع موظفين للسلطة الفلسطينية في الطرف الغزي للمعبر. وهي ايضا تضع ذلك كشرط للموافقة على فتح المعبر. تصريحات محمود عباس بناء على ذلك يمكن أن تخدمها كمرساة فعلية للدفع قدما بالعملية التي تحصل على تأييد الادارة الامريكية، لا سيما بعد فشل كل محاولات العثور على بديل فلسطيني لموظفي السلطة الفلسطينية حتى الآن.

دبلوماسي غربي مطلع على المفاوضات في غزة قال في نهاية الاسبوع للصحيفة بأنه يبدو أن الادارة الامريكية لم تعد تضع تطبيق الاصلاحات كشرط لمشاركة السلطة في ادارة غزة، التي طلب اجراءها الرئيس الامريكي جو بايدن في تشرين الثاني الماضي. اضافة الى ذلك، على خلفية تصريحات عباس، يبدو أنه ايضا تراجع عن الشرط الاساسي الذي وضعه، الذي يقول بأنه سيكون مستعد لادارة القطاع فقط في اطار اتفاق سياسي شامل.

بالمناسبة، اسرائيل لم تشترط في أي يوم موافقتها بهذه الاصلاحات. موقف نتنياهو المبدئي يعتبر الحكومة الفلسطينية منظمة ارهابية أو مؤيدة للارهاب، سواء مع اجراء الاصلاحات أو بدونها، مع أن الشباك وجهات امنية اخرى مستعدة لفحص امكانية عودة السلطة لادارة القطاع. هذا هو ايضا موقف وزير الدفاع يوآف غالنت الذي اوضح في السابق في شهر كانون الثاني الماضي بأن “من سيدير غزة يجب أن تكون جهات فلسطينية غير معادية لاسرائيل”، دون استبعاد امكانية أن تكون هذه الجهات هي السلطة الفلسطينية.

زيارة عباس في القطاع اذا خرجت الى حيز التنفيذ ستكون انعطافة هامة، التي يمكن أن تقنع الادارة الامريكية باستخدامه في خطة عمل فعلية. ولكنه ما زال لا يوفر الحل الكامل لكل قضايا ادارة القطاع، ضمن امور اخرى، لأنه حتى الآن لم يقل بشكل صريح بأنه ينوي ادارة القطاع بشكل منفصل عن الحل السياسي. مع ذلك، في تصريحاته السابقة اوضح بأنه يمكنه الاكتفاء في المرحلة الاولى بخطوات عملية قبل الحل السياسي. هذه الخطوات يمكن أن تشمل عقد مؤتمر دولي يناقش استقلال فلسطين أو اعتراف في مجلس الامن باستقلالها، وهي الخطوة التي فرضت الولايات المتحدة عليها الفيتو.

هل واشنطن ستكون مستعدة لفحص اجراء تغيير على موقفها اذا توصلت الى الاستنتاج بأن اسرائيل هي التي تفشل عقد صفقة التبادل واتفاق وقف اطلاق النار؟. “في هذه الاثناء لا يوجد علينا ضغط من قبل الامريكيين، ومشكوك فيه أن يقوم الرئيس الامريكي، قبل لحظة من الانتخابات، بتبني تغيير دراماتيكي كبير في سياسة الولايات المتحدة التقليدية”، قال للصحيفة مصدر سياسي اسرائيلي. “لكن يمكنهم استخدام هذه الورقة من اجل أن توافق اسرائيل على السماح للسلطة الفلسطينية بالذهاب الى غزة”.

في مصر وفي واشنطن يعطون اهمية كبيرة لاشراك السلطة الفلسطينية في ادارة القطاع، لأن في ذلك تكمن ايضا احتمالية وضع قوة متعددة الجنسيات في غزة. هذه القضية ستصبح حاسمة اذا تقدمت المفاوضات حول اطلاق سراح المخطوفين الى المرحلة الثانية والثالثة، التي يجب فيها على اسرائيل الانسحاب الكامل من القطاع. الدولة الوحيدة حتى الآن التي اعلنت عن الاستعداد للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات هي دولة الامارات، لكنها وضعت من اجل ذلك عدة شروط.

في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”، التي نشرت في 17 تموز الماضي، قالت مساعدة وزير الخارجية لانا نسيبة “بلادي ستكون مستعدة لارسال قوات تشارك في قوة متعددة الجنسيات من اجل الحفاظ على السلام في غزة بعد انتهاء الحرب”. ولكن نسيبة، التي هي حفيدة السياسي الفلسطيني انور نسيبة الذي كان وزير في حكومات الاردن واجرى المفاوضات مع حكومات اسرائيل، اضافت عدة شروط لهذا الاستعداد. “دولة الامارات لن تشارك في قوة متعددة الجنسيات إلا اذا اجرت السلطة الفلسطينية الاصلاحات وترأسها رئيس له صلاحيات وتقوم باستدعائنا”، قالت. “الولايات المتحدة هي التي يجب عليها ادارة هذه المبادرة من اجل نجاحها”.

النقاشات لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تجري منذ اشهر، وحتى الآن واجهت عقبات لا يمكن تجاوزها، مثل شروط محمود عباس لادارة غزة ورفض اسرائيل السماح بدخول السلطة، وبالاساس دخول قوة متعددة الجنسيات. هذا رغم أنه في شهر آذار الماضي تحدث غالنت بعد زيارته في واشنطن عن تقدم كبير في خطة ادخال قوة متعددة الجنسيات، التي سيتم تشكيلها من عناصر مسلحة من ثلاث دول عربية، دون ذكر اسماء هذه الدول. يبدو أن أحد هذه الدول هي دولة الامارات التي اوضحت بأنها لن تشارك بدون دعوة من السلطة الفلسطينية.

زيارة عباس الى غزة يمكن أن تقدم الآن مخرج لهاتين المسألتين الاساسيتين، لكن معنى ذلك هو أن اسرائيل سيتعين عليها الاعلان عن وقف الحرب والاستعداد للانسحاب من القطاع. وهي الشروط المطلوبة منها أصلا من اجل استكمال صفقة المخطوفين بالكامل، والمشمولة في الخطة التي تم عرضها في شهر أيار والتي وافقت عليها اسرائيل. المشكلة هي أنه اضافة الى الوعود الموجودة في الشروط، اعادة المخطوفين، إلا أنها تهدد باستمرار ولاية حكومة نتنياهو.

——————————————–

معاريف 20/8/2024

بغياب استراتيجية ستبقى إسرائيل بلا طريق بلا هدف

بقلم: افي اشكنازي

قبل أيام كتبت عن أحد سكان المركز الذي وصل الى زرعيت على حدود الشمال ورأى اشغال بناء السور الواقي، في الجانب الإسرائيلي من الحدود. عندما سأل عن معنى الاشغال، اجابه المقاول بان هذا “سور واقٍ” من النار من لبنان. قال الضيف للمقاول معقبا انه “في الكوكب الذي جئت منه، الضعيف يحيط نفسه بالاسوار اتقاء للقوي”. إسرائيل تصعد في الأيام الأخيرة وتيرة القتال في قطاع غزة. حي حمد في خانيونس، في ضواحي دير البلح، حي تل السلطان في رفح. الجيش الإسرائيلي سينهي العمليات في غزة. سيصفي بضع عشرات من الاخرين من المخربين، يأتي ببضع اسرى يسلمون انفسهم بلا معركة، يكشف بضعة انفاق أخرى ويفجرها.

كل هذا يفعله الجيش الإسرائيلي بنجاعة منذ نحو سنة. غير أن في هذه الاثناء في الشمال يجري روتين قتال. الحقيقة ان هذه تبدو مثل معركة ضربات يومية. إسرائيل تضرب مخازن ذخيرة، قيادات، نشطاء لحزب الله. وردا على ذلك تنطلق من لبنان صواريخ ومُسيرات. أمس انتهى هذا مرة أخرى بألم. المقاتل من الجيش الإسرائيلي الرقيب محمد عمرية قتل بإصابة مُسيرة. ضابط آخر أصيب بجراح خطيرة.

قبل وقت ما ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه على مدى فترة والجيش الإسرائيلي يراوح في المكان في القتال في غزة. كانت هذه محاولة واحدة أخرى من المستوى السياسي لاضعاف المستوى العسكري جماهيريا. بالمناسبة، لم تكن هذه هي المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة. فالمستوى السياس، كما يبدو، ينشغل بغير قليل من الأمور التي تبدو انها ليست بالضبط إدارة فاعلة مهنية للحرب.

لا تدير دولة إسرائيل هنا الأمور، بل تجر اليها. اقوال المستوى السياسي عن الجيش هي محاولات للانشغال بالإجراءات وليس بالجوهر، مثلما قال في موضوع آخر في الماضي النائب السابق ايتان كابل.

لقد فرضت حرب السيوف الحديدية على إسرائيل في 7 أكتوبر. بعد معارك صد قاسية خاضها الجيش الإسرائيلي، خرجنا الى الهجوم. حكومة إسرائيل حددت أهدافا للحرب: تفكيك القدرات العسكرية والسلطوية لحماس وإعادة المخطوفين. جميل جدا، لكن هذا هو. هنا توقف المستوى السياسي. من هنا بدأت إسرائيل تنجر. بلا طريق، بلا هدف.

كان ينبغي للحكومة أن تسير يدا بيد مع الجيش، الشباك، الموساد، المؤسسة الاقتصادية، رؤساء الصناعة ورؤساء السلطات المحلية. فالحرب تدار ليس فقط باستخدام الضغط العسكري بل وبتوجيه كل القدرات العسكرية والمدنية الى هدف واحد. الاستراتيجية تفكك الى تكتيك: تفصيل المهام، تحديد جدول زمني، إدارة أوضاع وردود أفعال. في كل يوم تجرى رقابة وتحديثات للتحسين وللتثقيف.

كان ينبغي لدولة إسرائيل ان تنفذ هذا في كل المنظومات السياسية: حيال المنظومة المدنية، الاقتصاد، جهاز التعليم (فيما انه بعد أسبوعين تبدأ السنة الدراسية الجديدة) – وبالطبع في المفاوضات لاعادة المخطوفين.

هذا الأسبوع وصلنا الى درك اسفل في انعدام القيادة لدى إسرائيل. وجدنا الدولة مرة أخرى تنجر. من قبل الجميع – من الولايات المتحدة، الصديقة الأكبر عبر الوسطاء وحتى حماس. وذلك حين يكون الذئبان ايران وحزب الله يجلسان في انتظار الفرصة للهجوم. في هذه اللحظة هم مردوعون. ليس بسبب إسرائيل، بل بسبب الائتلاف الذي بنته الولايات المتحدة.

مصر وقطر تحاولان الارتجال كل مرة من جديد في اعقاب المطالب – الاحابيل من المستوى السياسي الإسرائيلي. كل مرة يطرح شيء ما جديد. مرة تفتيش في المفترق، بعد ذلك فيتو على أسماء المخربين المحررين والان سور فيلادلفيا.

على إسرائيل أن تفهم بان هكذا لا يمكن التصرف. وانه للمفاوضات يأتي الناس بوضوح وتركيز. لا يتحدثون بلا نهاية، بل يضعون المطالب على الطاولة. بضعة مطالب مبدئية: تحرير المخطوفين، حرية عمل في غزة وخطوط تجريد من السلاح وقطيعة في الحدود المصرية وفي الحدود حيال إسرائيل. هذا هو، قصير ومصيب. الى جانب الأمور يجب أن يتحدد جدول زمني وتعليمات للجيش. كيف يصعد ضغط فاعل، بما في ذلك على الذئاب الذين يجلسون ويراقبون. الذئاب هم في واقع الامر هم من يقررون الوضع. رأينا كيف أدت القوة التي حشدتها الولايات المتحدة هنا في المنطقة بايران وحزب الله لان يعيدا احتساب المسار. وبالمناسبة، ليس لأول مرة منذ 7 أكتوبر.

كل هذا يسمى استراتيجية. لاسفنا، بغياب استراتيجية ستبقى إسرائيل تنجر. وحتى اسوار الدفاع، في الشمال او في الجنوب لن تغير الوضع. من هنا تطرح الأسئلة الى أين نسير وحتى متى. مشكوك ان يكون لاحد ما الجواب.

——————————————–

هآرتس 20/8/2024

العمليات الانتحارية لحماس هي رد على ما يحدث في غزة

بقلم: جاكي خوري

المشاهد في تل ابيب مساء أول أمس، وأكثر من ذلك تحمل حماس والجهاد الاسلامي المسؤولية عن محاولة تنفيذ العملية، اعادت بصورة معينة مشاعر كادت أن تنسى، وهي الخوف من العمليات الانتحارية في مركز الدولة. سيناريو الرعب سيء الصيت في التسعينيات وفي فترة الانتفاضة الثانية. ورغم أن محاولة تنفيذ هذه العملية فشلت إلا أن القضية لم تختف. والسؤال المطروح الآن هو يوجد لهذه التنظيمات قدرة عملياتية على اعادة العمليات الانتحارية الى مركز الصدارة.

هذا السؤال يتم التأكيد عليه ازاء الوضع القائم في الضفة الغربية التي فيها نسبة الغضب والاحباط تزداد فقط. وبالتأكيد ازاء النشاطات المتزايدة للجيش الاسرائيلي في المدن والقرى الفلسطينية واعمال التنكيل التي يقوم بها المستوطنون ضد السكان هناك. هذا الدمج لا يسبب إلا فقدان الأمل والمشاعر التي تخلق ارض خصبة لتجنيد الانتحاريين.

توقيت محاولة العملية مهم ايضا، بالتأكيد عندما يكون ذلك في ذروة عملية دبلوماسية وسياسية واسعة في محاولة للتوصل الى انهاء الحرب في القطاع؛ بالضبط في الفترة بين المحادثات في الدوحة والمحادثات في القاهرة وقبل لحظة من هبوط وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، في اسرائيل.

ماذا كان سيحدث لو أن هذه العملية الانتحارية تم تنفيذها حسب ما مخطط لها؟ كيف كانت حكومة اسرائيل الحالية سترد؟ كيف كانت ستؤثر على المفاوضات حول صفقة التبادل؟ لحسن الحظ أنه لا توجد حاجة للاجابة على هذه الاسئلة الآن، لكن من غير المؤكد أنها ستختفي تماما. حسب وجهة نظر الفلسطينيين، وبالاساس حماس والجهاد الاسلامي، الرسالة واضحة تماما: استمرار المماطلة في المفاوضات من اجل عقد الصفقة وافشالها على يد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لن تمر مرور الكرام. الصراع سيتغير وسيتصاعد، اذا لم يكن في القطاع فسيكون في داخل اسرائيل، والعمليات الانتحارية ستكون مرة اخرى هي الخيار. بمعنى ما هذا يعتبر وحدة ساحات من نوع آخر. ما يحدث في قطاع غزة يؤثر على الضفة، وما يشعر فيه الفلسطينيون في الضفة يؤثر على المدن الكبيرة في اسرائيل.

التوقيت مهم ايضا بمعنى آخر. فمن ناحية حماس الحديث لا يدور فقط عن ما يحدث في الفترة الاخيرة، بل ايضا عن ما لا يحدث. الضغط الدولي الخفيف لا يغير تقريبا أي شيء (وضغط العالم العربي ايضا). لقد يئسوا من الامم المتحدة، وايضا على المحكمة الدولية لا يعلقون الكثير من الآمال. وبشكل عام، غزة اصبحت مدمرة وغير قابلة للحياة فيها. عمليا، بقي ليحيى السنوار ورقتين رئيسيتين، نوع من العصا والجزرة: المخطوفون، الذين اطلاق سراحهم سيقتضي تحرير سجناء ووقف الحرب وانسحاب قوات الجيش الاسرائيلي؛ في المقابل، حرب عصابات ومحاولة لاشعال الضفة وعمليات ثأر داخل اسرائيل.

في حماس ينظرون الى الصيغ الكثيرة المتغيرة لاقتراحات الوسطاء ويرون شرك، الذي فقط تعريفه يتغير: وقف بالتدريج لاطلاق النار، مؤقت، خيار العودة الى القتال بعد انتهاء المرحلة الاولى، كل ذلك، حسب حماس، يوجد له معنى واحد وهو أن الولايات المتحدة تتبنى موقف اسرائيل، الذي في اساسه لا يوجد التزام بوقف الحرب والانسحاب الكامل، الى جانب فرض الفيتو على 100 اسم من السجناء “الكبار”.

في الايام الاخيرة اهتموا في حماس بتسريب الاقتراح الامريكي، الذي درة التاج فيه هي تأجيل النقاش في انهاء الحرب بعد انتهاء المرحلة الاولى في الصفقة. هذا اضافة الى غياب تعهد واضح بالانسحاب من محور فيلادلفيا وتطبيق آلية رقابة في محور نتساريم؛ مطالبة اسرائيل ايضا بطرد وابعاد عشرات السجناء وحتى فرض الفيتو على اطلاق سراح آخرين.

في حماس يلاحظون بأنه من ناحية واشنطن هذه الصفقة يمكن أن تثمر تهدئة حتى الانتخابات في تشرين الثاني وانهاء قضية تحرير المخطوفين المدنيين، مثل كبار السن والنساء والاطفال وربما عدد من المجندات (مقابل عدد محدود من السجناء الفلسطينيين). المرحلة الثانية، كما يعتقدون في حماس، اقل اهمية بالنسبة للولايات المتحدة. ايضا من ناحية اسرائيل، يعتقدون، توجد اهمية اقل للمرحلة الثانية، ايضا بالنسبة للجنود المخطوفين والجثث، ولكن في غزة هم على قناعة بأن هؤلاء يعتبرون جزءا من ثمن المعركة بالنسبة لاسرائيل. لذلك فان الحرب الحقيقية لحماس هي على المرحلة الاولى، والتوقع بأن تكون الاخيرة ايضا. وإلا فانه ليس لديهم ما يخسرونه، ولتمت انفسهم مع الفلسطينيين والمخطوفين.

——————————————–

يديعوت احرونوت 20/8/2024

الأمور في الضفة تتصاعد والتوتر يزداد لدرجة احتمال حدوث انتفاضة

بقلم: رون بن يشاي

رفعت شعبة الاستخبارات العسكرية “امان” لجهاز الامن مؤخرا تقديرا يقضي بانه من المتوقع تصعيد في الضفة وربما حتى بحجوم انتفاضة في إطارها تكون عمليات زرع عبوات وعمليات انتحارية في إسرائيل. ويحتمل أن تكون العملية اول أمس في مدخل تل ابيب أمس تشكل عمليا مؤشرا إضافيا، من بين مؤشرات كثيرة أخرى بان هناك حاجة للتعاطي بجدية اكبر مع التحذير من تصعيد مسلح مرتقب في الضفة.

في 2022 – 2023 كان عمليات زرع عبوات قام بها فلسطينيون في نطاق الخط الأخضر. لكن العبوة التي تفجرت يوم الاحد حملت كل بصمات مبادرات الإرهاب في المناطق التي نشر التحذير منها. العبوة كانت مادة متفجرة شديدة الانفجار من انتاج محلي، على ما يبدو من النوع الذي استخدمه المخربون الانتحاريون في الانتفاضة الثانية. المخرب الذي نفذ العملية جاء من شمال السامرة، حيث توجد مراكز التصعيد المسلحة. بخلاف الانتفاضات التي كانت انفجارات بركانية شعبية عفوية كنتيجة لاحداث محددة أخرجت الفلسطينيين الى الشوارع، يتطور التصعيد الحالي بالتدريج وفي كل مرة تضاف اليه عناصر جديدة. عمليا بدأ التصعيد قبل 7 أكتوبر (ما اجبر الجيش الإسرائيلي على أن يرسل وحدات قتالية من الخط في غزة لتعزيز القوات في الضفة.

ما تغير منذ نشوب الحرب هو الاستخدام المكثف للعبوات، والدافعية التي ازدادت في أوساط الشبان في مخيمات اللاجئين، على ما يبدو كنتيجة للحرب في غزة. استخدام العبوات الجانبية والمزروعة، اما قبل 7 أكتوبر، لكنه ازداد جدا كمية ونوعية في فترة الحرب. الدافعية التي تصاعدت تنبع من انه يكاد يكون لكل عائلة فلسطينية في الضفة يوجد أقرباء في غزة. هذا حافز محظور تجاهله في الاعتبارات المتعلقة باستمرار الحرب وتوزيع قوة الجيش الإسرائيلي بين الساحات المختلفة.

ويوجد أيضا الإرهاب اليهودي الذي لا يهيج المنطقة بل يصعد عملية تنظيم المجموعات الفلسطينية المسلحة ويمس بدولة إسرائيل مباشرة، بسبب الصدى الدولي الذي لاعمال المشاغبين. يحتمل الا يبعد اليوم الذي تفرض فيه حتى الولايات المتحدة على دولة إسرائيل كلها عقوبات بسببهم.

توفر السلاح الخفيف الذي كان قبل الحرب يتواصل وهو أيضا يساهم في ظهور الكتائب التي نشأت في شمال السامرة وفي غربها ومؤخرا أيضا في الغور. الكتائب هي مجموعات فلسطينية من الشباب الذين وصلوا الى السلاح، ولانهم عاطلون عن العمل ولا يمكنهم الخروج للعمل في إسرائيل فانهم يحتاجون الى المال الذي تدفعه حماس والجهاد لكل من هو مستعد للعمل معهم.

قبل 7 أكتوبر كانت كتائب كهذه أساسا في مخيم اللاجئين جنين، وبعد ذلك في مخيم اللاجئين نور شمس. اما الان فيوجد نحو 15 مجموعة مسلحة منتشرة في ارجاء السامرة، ويمكن ان نرى انتشار الظاهرة الى غور الأردن والى منطقة بنيامين أيضا. هذا نوع من “الدائرة السحرية”: إسرائيل لا تسمح للفلسطينيين بالخروج للعمل في أراضيها، ما يؤدي الى وضع اقتصادي صعب وبطالة، مما يشجع العديد من الشباب للبحث عن الحل لازماتهم العاطفية والاقتصادية لدى حماس والجهاد. ومن جهة أخرى، إسرائيل أيضا توجد في شرك. اذا لم يدخل الجيش الى مخيمات اللاجئين ولم يصفِ من الجو خلايا مخربين تنتمي لهذه الكتائب، ستنتقل الظاهرة أيضا الى داخل إسرائيل. الخوف الملموس في جهاز الامن هو من انتفاضة كاملة لا تكون فيها اعمال اخلال جماهيرية بالنظام مثلما في الانتفاضة الأولى والثانية، لكن تكون فيها مواجهات بالنار اكثر. من الجدير بالذكر ان توفر السلاح كبير جدا لان ايران ضاعفت جهودها لتهريب السلاح من الأردن ومن سوريا للفلسطينيين في الضفة، ولان الحدود مع الأردن لم تعد تشكل عائقا امام المخربين.

سيناريو قلب الاعشاش

السيناريو الذي يقض مضاجع جهاز الامن هو انقضاض منظم للكتائب الفلسطينية في شمال السامرة على مستوطنات يهودية او مزارع منعزلة ليس لها اسيجة على نمط ما فعلت حماس في 7 أكتوبر، بمشاركة أجهزة الامن الفلسطينية. في الجيش الإسرائيلي يسمون هذا “سيناريو قلب الاعشاش”، إذ ان أجهزة امن السلطة حتى الان تحاول بالذات تقليص ظاهرة الكتائب المسلحة. فهم يفهمون بانه اذا خرجت الأمور عن السيطرة في الضفة، فستكون السلطة الفلسطينية هي التالية في الدور وستقع عليها هجمة عديمة الرحمة. لكن قدرات رجال أجهزة الامن هزيلة، ورغم انهم يفعلون افضل ما يستطيعون، الا انهم غير قادرين على مواجهة الظاهرة. يعمل الجيش الإسرائيلي كي يقمع موجة الإرهاب. فلئن كان الجيش حتى السبت اللعين في أكتوبر قيد مدى الحملات وتواترها في مخيمات اللاجئين بسبب الخوف من الرد الصاروخي من غزة، فانه الان يعمل بلا قيود ويحاول أن يكون خطوة تسبق المخربين.

يوجد هنا نوع من الاعمال المتبادلة. المخربون يتعلمون كيف يستخدموا العبوات إذ رأوا بانها تحدث خسائر بين جنود الجيش الإسرائيلي في غزة والجيش يفهم بان الاستخدام المتداخل للقوات البرية الى جانب المُسيرات المسلحة او حتى الطائرات القتالية تحقق نتائج افضل وتوفر الإصابات لقواتنا. لكن صورة الوضع هي صورة قتال لقوة متوسطة تنتشر من شمال السامرة. اليوم يوجد اكثر من 23 كتيبة ووحدات خاصة للجيش الإسرائيلي في الضفة. واذا ما بدأت اعمال اطلاق المخربين الانتحاريين مع عبوات ناسفة او احزمة ناسفة الى إسرائيل فان هذه القوة ستزداد. كما أن الشباك سيضطر لتقليص القوات التي يخصصها لقطاع غزة ليستثمرها في الضفة.

 

معضلة الضفة 

حسب كل المؤشرات قد تكون في غضون وقت غير بعيد في جبهة قتال كاملة أخرى. الاستنتاج هو انه يجب، الى جانب العمل المكثف، سد خط التماس بشكل محكم اكثر مما هو الان. وعلى المواطنين أن يبدوا اليقظة وعلى الشرطة والجنود ان يسيروا بالدوريات في الأماكن التي تعج بالناس كي يخلقوا الردع.

انتاج آخر هو ان على الجيش ان يأخذ في اعتباراته الاستراتيجية إمكانية أن يضطر لان يقاتل بقوة حيال لبنان او حيال ايران وفي نفس الوقت ان يعزز القتال بقوى متوسطة في غزة وفي الضفة. الامر يستوجب أساسا سياسة قوة بشرية إبداعية ومضاعفة جهود الاستخبارات الوقائية. فأمس فقط اعلن الجيش بانه سيعيد الى خدمة الاحتياط 15 الف مواطن حتى سن 35 سبق أن تلقوا الاعفاء.

ان القتال على نمط غزة في الضفة من شأنه أن يمس بشرعيتنا الدولية في الدفاع عن انفسنا. من جهة أخرى اذا كان وقف نار في غزة معقول الافتراض ان تهبط أيضا الدافعية القتالية للسكان في الضفة، وهذا اعتبار آخر في الطريق الى صفقة مخطوفين.

——————————————–

إسرائيل اليوم 20/8/2024

بين الإرهاب والمفاوضات

بقلم: يوآف ليمور

خمس ملاحظات عن الوضع الأمني في الساحات المختلفة.

المخطوفون. في طوفان من المعلومات والمعلومات الكاذبة يتضح امران: الصفقة الان ممكنة ولتأجيلها قد تكون تداعيات ليس فقط على مصير المخطوفين بل وأيضا على إمكانية التدهور الى معركة إقليمية شاملة. وعليه، فمحق وزير الدفاع غالنت في مطالبته رئيس الوزراء نتنياهو بان يطرح الموضوع في الكابنت الموسع لبحثه وحسمه. اما نتنياهو، الذي يتملص مثلما فعل في العام الماضي حين طالبه غالنت بعقد الكابنت للبحث في تحذيرات جهاز الامن من ان التشريع القضائي يضعف إسرائيل، يخطيء هنا مرتين: مرة لان المسؤولية ملقاة على الكابنت كله ومن واجبه أن يعرف المعلومات كي يأخذ القرار، ومرة ثانية لان افعاله تعظم الإحساس بانه تحركه دوافع سياسية وليس دوافع موضوعية.

الانتظار الطويل لرد حزب الله من شأنه ان يسحق التأهب. فالقوات والمنظومات لا يمكنها أن تكون حتى الحد الأقصى الى ما لا نهاية، ومرشحة للاخطاء. وهذه ساعة القادة للتأكد من عدم وجود وهن في الانضباط وتنفيذ التعليمات التي تنقد الحياة. هذا صحيح في مواجهة التحديات من لبنان، من ايران ومن اليمن وصحيح في مواجهة التحديات اليومية في حدود الشمال – وبخاصة من المُسيرات التي أصبحت تحديا هاما لمنظومات الدفاع، مثلما ثبت امس مرة أخرى في الحادثة التي قتل فيها الرقيب محمود عامرية في الجليل الغربي.

غزة. الحادثة التي قتل فيها امس  في رفح ضابط المظليين الملازم شاحر بن نون هي نتيجة خلل فني في قصف لطائرات قتالية. الحرب الحالية جلبت معها كمية كبيرة نسبيا من المصابين بنار قواتنا، يمكن أن نعزوه أيضا للحجم الهائل من الذخيرة التي القيت في القطاع والمسافات القريبة التي تنفذ فيها الهجمات من القوات في الميدان. هنا أيضا من الواجب التأكد من أن كل اللوائح تتبع بدقة وان الدروس من الأخطاء غير القليلة تستخلص. بخلاف الرأس السائد، يواصل سلاح الجو قصف غزة بكثافة أساسا لمساعدة تقدم القوات البرية وتقليص المخاطر المحدقة بها.

الإرهاب. العملية التي تشوشت اول امس في تل ابيب هي ضوء تحذير خطير. لانه لأول مرة في اثناء الحرب تنجح منظمات الإرهاب في الضفة في انتاج وإدخال عبوة شديدة الانفجار الى داخل الخط الأخضر منذ الانتفاضة الثانية. فرضية العمل هي ان هذه شبكة نشطة قد تعمل مرة أخرى وتنجح لا سمح الله، ومهمة احباطها فوتتها القيادة من قائمة المهام غير القصيرة للشباك والجيش. الضفة متفجرة اكثر من أي وقت مضى ومطلوب العمل على تهدئتها كي يكون ممكنا مواصلة التصدي لغزة والشمال.

ارهاب يهودي. حقيقة انه لم يعتقل حتى الان مشبوهون منذ العملية التي ارتكبها متطرفون يهود في قرية جيت هي نقطة جدية على الشباك، الجيش والشرطة.  المنطقة الفلسطينية تشتعل وكل حادثة كهذه توسع دائرة العنف والإرهاب. مطلوب يقظة وموقف من الحاخامين وقيادة المستوطنين لاطلاق الصوت في هذا الموضوع  لانه تكثر المؤشرات على أن قسما من المهاجمين اليهود ينتمون لجماعتهم والصمت التي الم بالحاخامين كفيل بان يفسر كموافقة من جانبهم على هذه الأفعال.

——————————————–

هآرتس 20/8/2024

من الغبي الذي يصدق قول نتنياهو وبلينكن إن “الكرة في ملعب حماس”؟

بقلم: أسرة التحرير

لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تكون أكثر وضوحاً في موقفها من صفقة المخطوفين. بالنسبة للأمريكيين، “قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة للمخطوفين للعودة إلى الديار”. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد وصل أمس خصيصاً إلى القدس ليعلن هذا الموقف وينقله إلى نتنياهو ولرئيس الدولة إسحق هرتسوغ.

يعرف كل إسرائيلي وإسرائيلية أن بلينكن عندما يقول إنها الفرصة الأخيرة لإعادة المخطوفين فلا يقولها جزافاً؛ فزمن المخطوفين ينفد. يقدر جهاز الأمن بأن أكثر من نصف الـ 115 مخطوفاً ليسوا على قيد الحياة. اللواء احتياط نيتسان ألون، رئيس مركز الأسرى والمفقودين، حذر من موت مزيد من المخطوفين كلما استمر القتال ولم يتبلور اتفاق.

كررت رسالة بلينكن نفسها: الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، لكنها ملتزمة بتهدئة التوتر في المنطقة. “أنا هنا كجزء من جهد دبلوماسي مكثف بأمر من الرئيس بايدن في محاولة لإيصال هذا الاتفاق إلى خط النهاية”.

مل الأمريكيون من التظاهر في مواقف الأطراف في المفاوضات، بما في ذلك من جانب نتنياهو، لأنهم علموا أن منظومة اعتباراته السياسية تلوث مسيرة اتخاذه للقرارات، وكل ما يتعلق بحياة الإسرائيليين ومستقبل أمن الدول أيضاً. حان الوقت لعقد الصفقة، شدد بلينكن. “حان الوقت ليقول الكل “نعم” وألا يبحثوا عن معاذير لقول “لا”. حان الوقت للتأكد من عدم اتخاذ أي خطوات تشوش هذه المسيرة”.

في الوقت الذي يموت فيه المخطوفون، يواصل نتنياهو تلاعباته اللفظية الضحلة. فقال مؤخراً في موضوع الصفقة: “نجري مفاوضات أخذ وعطاء وليس عطاء وعطاء”. مرة أخرى، يدور الحديث عن ذر الرماد في عيون الجمهور. حماس تحتجز مخطوفين إسرائيليين، والصفقة تتعلق بإعادتهم. وإن محاولته عرض الصفقة وكأن إسرائيل هي الوحيدة التي تعطي وتقدم، هي محاولة تضليل.

ويربط الأمريكيون الصفقة باستقرار المنطقة كلها. نتنياهو، كعادته، ليس شفافاً مع الجمهور، والخطاب الجماهيري لا يشدد بما يكفي على المعاني الأمنية المحملة بالمصير في تفويت الفرصة للصفقة. فلا يدور الحديث فقط عن التخلي المطلق عن المخطوفين، بل وأيضاً عن إمكانية فتح حرب إقليمية.

في ختام لقاء نتنياهو بلينكن، علم مرة أخرى بأن رئيس الوزراء يدعي تأييده للمنحى الأمريكي، وأن الكرة الآن في ملعب حماس. من الصعب تصديقه، فقد أُطلقت أقوال مشابهة كثيرة جداً من جهته في الماضي، بينما كان يعمل عملياً على إفشال المقترحات. حان الوقت لقول نعم للصفقة – والاستعداد لذلك.

——————————————–

هآرتس/ ذي ماركر 20/8/2024

ماذا وراء “إعلان” نتنياهو وسموتريتش المصادقة على الميزانية نهاية 2024؟

بقلم: ناتي توكر

بعد أن أجلا النقاشات حول الميزانية أشهراً وتحملوا الانتقادات الشديدة، أعلن رئيس الحكومة نتنياهو ووزير المالية سموتريتش بأنه سيُصادق على ميزانية الدولة في نهاية 2024.

التقيا بشأن الميزانية، لكنه لقاء لم يبلغ فيه عن اتخاذ أي قرارات جوهرية بخصوص التعديلات المطلوبة على الميزانية بعشرات مليارات الشواقل، ولم يظهر فيه مكان المصادقة على الميزانية، ومصادقة الحكومة وحدها لا معنى لها، لأن الميزانية يجب أن تصل إلى الكنيست، وتجتاز القراءات الثلاث. لا توجد في الجدول الزمني الحالي أي احتمالية للمصادقة على الميزانية في الكنيست قبل نهاية العام 2024.

لم يتطرقا في بيانهما المشترك لمسألة ما إذا كانت الميزانية لسنتين أم لا. مؤخراً، تم التأكيد في مكتب رئيس الحكومة بأن نتنياهو معني، لاعتبارات سياسية، بميزانية لسنتين من أجل تثبيت حكومته المتعثرة. هذا الاقتراح استدعى انتقاداً شديداً من كل الجهات المهنية.

يبدو أن نتنياهو وسموتريتش أدركا بأنهما يقودان عملية فقدان ثقة بالأسواق على خلفية تجميد أي نقاشات حول الميزانية

الآن، يبدو أن نتنياهو وسموتريتش أدركا بأنهما يقودان عملية فقدان ثقة بالأسواق على خلفية تجميد أي نقاشات حول الميزانية، لذلك فقد عنيا بإصدار بيان للإعلام حول اللقاء وعن نية المصادقة على الميزانية.

وجاء في بيان مكتب رئيس الحكومة أن “رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير المالية سموتريتش، عقدا مساء الأحد جلسة عمل أخرى مع طواقمهما حول موضوع الاستعداد لميزانية الدولة للعام 2025، في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب.

“نوقش في اللقاء إطار الميزانية وبدائل بنائها بهدف تأييد جهود الحرب في الجبهة وفي الجبهة الداخلية وإحداث تقدم في الاقتصاد. تم الاتفاق أيضاً على أن تتم المصادقة على الميزانية حتى نهاية السنة الحالية، 2024”.

——————————————–

“حماس”: تصريحات بايدن وبلينكن تضليل وشراكة في العدوان والإبادة

عواصم – قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “إنها تابعت باستغراب واستهجان شديدين تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.

وأضافت الحركة في بيان رسمي أن تصريحات بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ادعاءات مضللة ولا تعكس حقيقة موقفنا الحريص على الوصول إلى وقف العدوان على غزة.

وأكد البيان أن تصريحات بايدن وبلينكن تأتي في إطار الانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي والشراكة في العدوان وحرب الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة.

واعتبرت حماس هذه التصريحات “ضوءا أخضر أميركيا لحكومة المتطرفين الصهاينة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين”.

وشددت الحركة على أن ما عرض عليها مؤخرا يشكل انقلابا على ما اتفقت عليه الأطراف يوم 2 تموز (يوليو) الماضي والمرتكز على إعلان بايدن نفسه وقرار مجلس الأمن، مشددة على أن العرض الجديد يعد استجابة ورضوخا أميركيا لشروط رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة ومخططاته الإجرامية تجاه قطاع غزة.

وأكدت حماس أن الوسطاء بقطر ومصر يعلمون أن الحركة تعاملت بإيجابية في كل المفاوضات وأن نتنياهو يعرقل دائما التوصل لاتفاق.

ودعا البيان الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبول إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، كما دعا الإدارة الأميركية للعدول عن الانحياز لـ”مجرمي الحرب المحتلية” ورفع الغطاء السياسي والعسكري عن حرب الإبادة بغزة. وقال القيادي في (حماس) أسامة حمدان أن الحديث عن مقترح محدث يعني إخفاق واشنطن في إلزام نتنياهو بمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، وأكد ان الحركة لن تغير مطالبها من وقف الحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحصار.

ولاحقا يوم أمس قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن الاحتلال والولايات المتحدة تستخدمان سياسة التجويع ومنع الغذاء وسيلة للضغط السياسي على المدنيين في القطاع، معتبرا ذلك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وجاء هذا التصريح ردا على تصريحات بلينكن، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد اجتماعه مع نتنياهو، حيث قال إن أسرع وسيلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتأمل واشنطن في أن يسهم التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، يشمل وقف الحرب وتبادل الأسرى، في منع إيران و”حزب الله” من الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران يوم 31 تموز (يوليو) الماضي، والقيادي في الحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.

وأعرب المكتب الإعلامي عن رفضه المطلق لربط تقديم المساعدات الإنسانية بوقف إطلاق النار الذي يرفض جيش الاحتلال تطبيقه منذ فترة طويلة، وأشار إلى أن الاحتلال وبدعم أميركي، يواصل إغلاق معبر رفح منذ 105 أيام، مما فاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

وأكد أن منع إدخال كل أنواع المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية والوفود الصحية يساهم في تأزيم الواقع الصحي والإنساني في غزة بشكل خطير.

وأشار تقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، في حزيران (يونيو) الماضي، إلى أن الاعتداءات المستمرة من قبل الاحتلال، ومنعه جميع سبل وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في قطاع غزة، قد أدت إلى تفاقم معاناة السكان.

ووفقا للتقرير، وصلت مستويات الجوع في القطاع إلى درجة “الكارثية”، مما يزيد خطورة الوضع الإنساني هناك.

وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ314 على التوالي، بشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 92 ألفا آخرين.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ادعى في حديث للصحفيين، أن حركة حماس “تتراجع” عن خطة الهدنة المطروحة مع  إسرائيل، والرامية للإفراج عن المحتجزين من الكيان المحتل في غزة، ووقف القتال المستمر منذ أكثر من 10 أشهر في القطاع.

وأول من أمس، قال بلينكن إن “نتنياهو وافق على المقترح الذي قدمته واشنطن خلال جولة المفاوضات الأخيرة بالدوحة بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى مع المقاومة، والذي انتقدته حماس”. وأضاف بلينكن، في مؤتمر صحفي بتل أبيب، إثر محادثات استمرت 3 ساعات مع نتنياهو ثم مع وزير الدفاع يوآف غالانت أن نتنياهو أبلغه موافقة إسرائيل على المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة في جولة المفاوضات التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين بالدوحة للتقريب بين مواقف الأطراف.

——————————————–

“يديعوت أحرونوت”:

تهديد حزب الله قائم.. والسنوار يرى المفاوضات الحالية “خدعة”

الولايات المتحدة تخطط لعقد جولة مفاوضات أخرى في نهاية هذا الأسبوع، فيما ترفض حماس ومصر بنود الاتفاق.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تنشر تقريراً تتناول في آخر تطورات المفاوضات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وتهديد حزب الله بالرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر.

كرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، الحديث عن العلاقة التي يراها بين صفقة تحرير الأسرى الإسرائيليين والخشية من اندلاع حرب إقليمية يمكن أن تُجرّ إليها إيران وحزب الله.

وذكرت قناة “الجديد” اللبنانية أمس أنّ رد حزب الله كان مرتبطاً بالمفاوضات، وأكّدت نقلاً عن مصادرها أنّ “رد حزب الله جاهز والهدف واضح، وتم اختياره بعناية حتى لا يتخذ نتنياهو ذلك ذريعة لتصعيد وتوسيع الحرب في لبنان”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، أمس الاثنين، إنّه على الرغم من الأزمة، من المقرر أن يجتمع المسؤولون من “إسرائيل” والدول الوسيطة قبل نهاية الأسبوع في القاهرة. وقالت: “بايدن منخرط للغاية في المسألة، ويحاول إنجازها”.

وقالت مصادر مشاركة في المحادثات إنّ التحدي الأكبر الآن هو جلب حماس إلى طاولة المفاوضات، لكن أمس قال المسؤول في حماس طاهر النونو إنّ “التصريحات الأميركية هي انحياز لإسرائيل وتغطية على جرائمها”، مؤكداً أنّ الحركة لن تقبل “اتفاقاً لا يضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار”.

ويرى يحيى السنوار، كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مصادر من الوسطاء، أنّ الجولة الحالية من المحادثات هي “خدعة” تهدف إلى منح “إسرائيل” المزيد من الوقت لمواصلة الحرب.

وقالت المصادر إنّ “زعيم حماس يأمل زيادة الضغط على إسرائيل من خلال توسيع المواجهة، بما في ذلك من خلال الهجمات من الضفة الغربية”.

ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية بلينكن اليوم لإجراء محادثات خاطفة مع الوسطاء. سيزور القاهرة والدوحة، ومن هناك سيعود إلى الولايات المتحدة. وسيكون هدفه محاولة جلب حماس إلى طاولة المفاوضات على أي حال من خلال الضغط على الوسطاء.

أياً يكن، هناك أزمة حادة بين “إسرائيل” ومصر حول محور فيلادلفيا. مصدر سياسي قال أمس إنّ هناك حلاً للمسألة مقبولاً لدى نتنياهو – الذي يصر على وجود إسرائيلي في المحور – لكن في مصر يرفضونه بشدة.

ووافقت “إسرائيل” على إعادة انتشار القوات على طول المحور، لكنها لن تنسحب منه بالكامل. وكما ذكرنا، من المتوقع أن يتوجه بلينكن جواً من إسرائيل إلى القاهرة، في محاولة أيضاً للتوصل إلى تفاهم حول محور فيلادلفيا، لكن في “إسرائيل” هناك توقعات منخفضة في قدرته على التوصل إلى توافقات. وقال مصدر إسرائيلي أمس إنّ المصريين رفضوا حتى نقل الموقف الإسرائيلي إلى حماس، وهو ما يشير إلى عمق الأزمة.

وقال مصدر مصري، أمس، إنّ المحادثات التي جرت مع الوفد الإسرائيلي في القاهرة لم تحقق أي اختراق، رغم أنّها استمرت ساعات طويلة.

——————انتهت النشرة——————