انتقادات متصاعدة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: فشل محور نتساريم يعزز دعوات الانسحاب من غزة

تشهد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصاعدًا في الانتقادات بسبب فشل محور نتساريم في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بعد عدة أشهر من القتال في قطاع غزة. وأعرب اللواء يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، عن استهجانه لاستمرار البقاء في هذا المحور، معتبرًا أن “القوات عالقة في القطاع وتدفع ثمنًا باهظًا من أرواح الجنود”.

كما نقلت القناة 12 عن ضابط إسرائيلي قوله: “الجيش غير قادر على التحكم في محور نتساريم، ويكتفي بالدفاع عن نفسه دون تحقيق أي تقدم”، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية تنفذ عملياتها بنجاح في هذه المنطقة.

محور نتساريم، الذي يهدف إلى تقسيم قطاع غزة إلى نصفين ويعتبر نقطة انطلاق للعمليات العسكرية، أصبح يعاني من استنزاف مستمر بسبب كمائن المقاومة. وقد أكد مختصون أن المحور فقد قيمته العسكرية وأصبح عبئًا على الجيش الإسرائيلي، الذي لا يستطيع تحقيق أهدافه الأمنية والديمغرافية في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكد اللواء واصف عريقات أن المقاومة حولت المحور إلى “محور الموت”، حيث أصبحت قوات الاحتلال في حالة دفاع دائم، مما دفع الأوساط العسكرية في إسرائيل إلى المطالبة بالانسحاب من المنطقة. وأشار إلى أن هذه الخطة الدفاعية للمقاومة قد نجحت في إضعاف القدرات القتالية للجيش الإسرائيلي وتحويل المحور إلى عبء استراتيجي.

من جهته، رأى العميد اللبناني المتقاعد أكرم سيريوي أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تحويل المحور إلى منطقة قتالية معقدة، ما جعل الاحتلال يواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهدافه الاستراتيجية. وتوقع سيريوي أن يضطر الاحتلال إلى الانسحاب من محور فيلادلفيا كذلك، لأن الوضع العسكري في كلا المحورين غير قابل للتحسن.

تستمر الانتقادات في التصاعد، حيث يشير ضباط إسرائيليون إلى أن مقاومي “حماس” اكتسبوا خبرة متزايدة في تنفيذ عمليات هجومية ناجحة، مما يضغط على جيش الاحتلال ويجعله يعيد تقييم استراتيجيته في غزة.