قطاع غزة، المسار الإخباري: تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم 361 على التوالي، وسط تصاعد مستمر في أعداد الضحايا والدمار الهائل، مع تدهور الأوضاع الإنسانية إلى حد المجاعة. تشير التقديرات إلى أن الحرب خلفت أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى حوالي 10 آلاف مفقود، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان رغم تهديدات المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة قيادات إسرائيلية بتهم “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
حصيلة الضحايا والدمار في تزايد مستمر
أفادت مصادر طبية في قطاع غزة اليوم الاثنين، بأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 41,615 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، فيما تجاوز عدد المصابين 96,359. وأكدت المصادر أن الآلاف لا يزالون تحت الأنقاض بسبب الحصار المفروض على القطاع ومنع الاحتلال لفرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
وفي الساعات الأخيرة فقط، ارتكب جيش الاحتلال مجازر جديدة بحق المدنيين، حيث استشهد أكثر من 20 مواطناً وأصيب 108 آخرون، نتيجة غارات جوية استهدفت المباني السكنية والأحياء المأهولة بالسكان.
مجازر وحصار متواصل
استمرت آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المناطق المدنية، حيث استشهدت عائلات بأكملها في مناطق مختلفة من قطاع غزة. ففي البلدة القديمة بمدينة غزة، استشهد أربعة مواطنين في قصف استهدف بناية سكنية، فيما استشهد 11 آخرون بينهم طفلان ونساء في قصف متواصل على مناطق متفرقة من القطاع، من بينها دير البلح ورفح وبيت حانون.
المعابر المغلقة تفاقم المجاعة
ومع استمرار الحصار وإغلاق المعابر، تفاقمت الأزمة الإنسانية لتصل إلى حد المجاعة. حذرت “الأونروا” من تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في القطاع، حيث أصبحت العائلات تعيش بجانب جبال من النفايات ومياه الصرف الصحي، ما يعرضها لأمراض قاتلة.
الأمم المتحدة: دمار هائل وتدمير شامل للبنية التحتية
أصدرت الأمم المتحدة تقريراً مفصلاً عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في غزة، حيث دمرت ثلثا المباني أو تعرضت لأضرار جسيمة. وأكد التقرير أن 66% من المباني في القطاع تعرضت للدمار بدرجات متفاوتة، حيث شملت الأضرار تدمير أكثر من 52 ألف مبنى بالكامل.
اعتقالات وتعذيب مستمر
أفرجت سلطات الاحتلال اليوم عن 12 معتقلاً من قطاع غزة، كشفوا عن تعرضهم لتعذيب وحشي أثناء فترة احتجازهم، حيث تعرضوا للضرب المبرح والصعق بالكهرباء في ظروف قاسية وغير إنسانية. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت مئات الفلسطينيين خلال اجتياحها البري لمناطق شمال وجنوب القطاع، في حين يبقى مصير العديد منهم مجهولاً.
الجنائية الدولية تلاحق نتنياهو وقيادات الاحتلال
في تطور لافت، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية عن نيتها إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت، بسبب مسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” ارتكبت خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.
ورغم الضغوط الدولية، تواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قرارات الأمم المتحدة، وسط تصاعد الانتقادات الدولية واستمرار المجازر بحق المدنيين.
الوضع الصحي والبيئي في غزة
تعاني غزة من وضع صحي كارثي مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما أن الظروف البيئية المتدهورة تزيد من تفاقم معاناة المدنيين. ومع استمرار الحرب، يتعرض القطاع لخطر الأمراض والأوبئة بسبب انهيار البنية التحتية وتوقف الخدمات الصحية.
الحرب تمتد إلى لبنان: تصعيد خطير
وفي ظل تصاعد العدوان على غزة، بدأت إسرائيل توسيع نطاق الحرب لتشمل جنوب لبنان، حيث شنت قوات الاحتلال غارات جوية على مواقع لحزب الله، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليات برية محدودة في جنوب لبنان بدعم أمريكي، ما ينذر بتوسيع رقعة الصراع.
الوضع الإنساني في أسوأ حالاته
وفي السياق ذاته، حذرت “اليونيسف” من أن الأطفال هم أكثر من يدفعون ثمن هذا الصراع، حيث أن الحرب تسببت في توقف العملية التعليمية في غزة، مع بقاء أكثر من 600 ألف طفل دون تعليم. كما تعاني العائلات الفلسطينية من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، في وقت تواصل فيه منظمات الإغاثة الدولية تحذيراتها من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع.
ختامًا: عدوان بلا نهاية ومعاناة مستمرة
وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وتصاعد الأزمات الإنسانية، يبقى الوضع مفتوحاً على كافة الاحتمالات، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة.