المرزوقي يدعو لاستعادة مسار “الثورة” في تونس

المسار الاخباري: دعا الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي لاستعادة مسار الثورة في ظل الحديث عن فوز الرئيس الحالي قيس سعيد بالانتخابات الرئاسية.

وكشف استطلاع للرأي، الأحد، عن “فوز” الرئيس قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية بنسبة 89 في المئة متفوقا على منافسيه، العياشي زمال وزهير المغزاوي، وهو ما رفضه كل من زمال والمغزاوي، محذرين من محاولة “تزوير” النتائج.

وعلق المرزوقي بالقول: “لم يكن من الصعب التنبؤ بالنتيجة، وهي بسهولة التنبؤ بأن الأربعاء يأتي بعد الخميس. لا لوم على المنقلب وأنصاره فقد قاموا بدورهم في التمثيلية بالسهولة المتوقعة والنجاح المضمون ويحق لهم أن يفرحوا وأن يشمتوا. وكل التهاني لملايين التونسيين الذين أداروا ظهرهم لهذه المسرحية المهينة لتونس الثورة”.

وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك: “المشكلة هي في الذين أصروا على المشاركة في المسرحية منذ البداية إلى النهاية وبكل الأشكال. إنه الجهل والتجاهل بأن العالم ليس فوضى وإنما قوانين لا قدرة لأحد الخروج منها أو عليها”.

وتساءل المرزوقي: “لماذا يصرّ أناس أذكياء -فيهم الكثير من المخلصين – على تجاهل أبسط وأقدم قوانين السياسة والذي أيدته ولا تزال كم من تجارب في كم من البلدان”.

وأجاب بقوله: “تفسيري هو خوفهم من رفع التحدي الرهيب الذي تضعه الدكتاتورية أمام خصومها، ولسان حالها يقول: سأغتصب السلطة وسأمارسها وفق مصالحي وأهوائي والخيار أمامكم الخنوع واللعب في الإطار الذي أحدده لكم ومنها الانتخابات الصورية أو التمرد والثورة إن كنتم عليها قادرين”.

وتحدث المرزوقي عن وجود خيارين الآن أمام المعارضة، الأول هو “الإمعان في نفس الموقف أي اللعب في الإطار الذي تحدده لها الديكتاتورية. هكذا سنجدها سنة 29 بنفس الحجج والنتيجة دوما مكررة. والثاني الذي أدعوها الى تبنيه -لأن الخطأ ليس أن تخطئ وإنما ألا تتعلم من خطئك- والالتفاف نهائيا حول مشروع رفع التحدي بدل التحايل عليه”.

وأوضح بالقول: “لا لن نقبل باغتصاب السلطة بالانتخابات المزيفة ولن نقبل التعدي على كرامتنا وحقوقنا وحظوظنا في بناء دولة قانون ومؤسسات وشعب من المواطنين، ولن ننتظر تكرار المهزلة في 2029، فما بالك بالمشاركة فيها بأي شكل من الأشكال، وسنفعل ما فعتله كل الشعوب التي تحررت من الاستبداد وآخرها ما فعل الشعب السريلانكي والشعب البغالي. وحتى ما فعله الشعب التونسي سنة 2010 (الثورة ضد نظام بن علي)”.

وكان المرزوقي دعا التونسيين، قبل أيام، إلى مقاطعة ما سماه “المهزلة الانتخابية”، مشيرا إلى أنه “سواء احتفظت الدولة العميقة بقيس سعيد أو جاءت بغيره، فهذه الانتخابات هي اعتداء على سيادة الشعب وذكائه، واعتداء على المؤسسات وخاصة المؤسسة القضائية وخاصة المحكمة الإدارية”.