“خطة الجنرالات”.. محاولة نتنياهو الجديدة لتهجير سكان شمال غزة

بعد فشله العسكري

المسار الاخباري: يدرس رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة جديدة لتفريغ شمال قطاع غزة من المدنيين وتجويع وقتل المتبقين منهم، وذلك بعد فشله بتحقيق هذا الهدف على مدار عام كامل من الحرب والمجازر.

وقالت وكالة أسوشيتد برس، إن نتنياهو يخطط لوقف المساعدات الإنسانية عن شمال غزة، “في محاولة لإجبار عناصر حركة حماس على الاستسلام”.

وأشارت الوكالة إلى أن الخطة قد تؤدي إذا تم تنفيذها، إلى حصار مئات الآلاف من الفلسطينيين غير القادرين أو غير الراغبين فى مغادرة منازلهم دون طعام أو ماء.

وعلى مدار أشهر الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان شمال القطاع، إلا أن المواطنين الذين يتجاوز يقدر عددهم بـ 700 ألف يرفضون النزوح للجنوب وترك منازلهم وأماكن سكنهم.

وتشن “إسرائيل” منذ عشرة أيام، عدوانًا واسعًا على مخيم جباليا وشمال قطاع غزة، وترتكب المجازر بحق المدنيين وتستهدف المنازل المأهولة، في محاولة لإجبار المواطنين على النزوح.

وكشفت وكالة أسوشيتد برس، أن خطة الجنرالات التى اقترحها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، تدعو نتنياهو والكنيست الإسرائيلى إلى تصعيد الضغط، من خلال إعطاء الفلسطينيين مهلة أسبوع واحد لمغادرة الثلث الشمالى من قطاع غزة، بما فى ذلك مدينة غزة، قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.

ولفتت إلى أن “إسرائيل” ستعتبر من يبقون فى المنطقة من المقاتلين، ما يعنى أن القوانين العسكرية ستسمح للجنود بقتلهم، وسيمنعون من الحصول على الطعام والماء والدواء والوقود، وفقا لنسخة من خطة أرسلها مهندسها الرئيسى لوكالة أسوشيتد برس، الذى يقول إن الخطة هى الطريقة الوحيدة لكسر حماس فى الشمال والضغط عليها لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين.

وتدعو الخطة إسرائيل إلى الإبقاء على سيطرتها على شمال غزة لفترة غير محددة فى محاولة لإنشاء إدارة جديدة بدون حماس، مما يقسم قطاع غزة إلى قسمين.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ قرارا بعد بتنفيذ ما يسمى بـ “خطة الجنرالات”، ومن غير الواضح مدى وضعها فى الاعتبار لدى الحكومة الإسرائيلية.

وعندما سئل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى الليفتنانت كولونيل ناداف شوشانى عما إذا كانت أوامر الإخلاء فى شمال غزة تمثل المراحل الأولى من “خطة الجنرالات”، أجاب بالنفى، وقال: “لم نتلق خطة كهذه”، لكن أحد المسؤولين المطلعين على الموضوع قال إن أجزاء من الخطة يتم تنفيذها بالفعل، دون تحديد أى أجزاء.

وأشار مسؤول ثانٍ، وهو إسرائيلي، إلى أن نتنياهو “قرأ ودرس” الخطة ، “مثل العديد من الخطط التى وصلت إليه طوال الحرب”، لكنه لم يحدد ما إذا تم اعتماد أى منها.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين إسرائيليين رفضوا الكشف عن هويتهم، أن الخطة ليست مخصصة للنقاش العلني.

ومنذ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، لم تدخل أى شاحنات تحمل طعاما أو ماء أو أدوية إلى شمال قطاع غزة، وفقا للأمم المتحدة وموقع الوكالة العسكرية الإسرائيلية التى تشرف على معابر المساعدات الإنسانية.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن الخطة من المحتمل أن تتسبب فى تجويع المدنيين، وأنها تتعارض مع القانون الدولى الذى يحظر استخدام الطعام كسلاح للتهجير القسرى، وتعتبر الإتهامات بأن إسرائيل تحد من الغذاء إلى غزة هى محور القضية المتعلقة بالإبادة الجماعية التى تم تقديمها ضدها أمام محكمة العدل الدولية، وهو ما تنفيه “إسرائيل”.

ولفتت أسوشيتد برس، إلى أن “الخطة ظهرت مع استمرار قوة حماس، حيث تطلق صواريخ على تل أبيب، وتعيد تنظيم نفسها فى مناطق بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، ما يؤدى إلى هجمات متكررة”.

وتابعت: “بعد عام من الحرب المدمرة مع حماس، أصبحت القوات البرية الإسرائيلية فى غزة أقل بكثير مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة أشهر، وفى الأسابيع الأخيرة، حولت انتباهها إلى حزب الله، حيث شنت غزوا فى جنوب لبنان، ولا توجد أى إشارة على التقدم نحو وقف إطلاق النار فى أى من الجبهتين”.

ونقلت الوكالة عن “مهندس الخطة الرئيسي”، يورى إيلاند، الذى كان رئيسا لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى، أن الطريقة الوحيدة لوقف حماس وإنهاء الحرب المستمرة منذ عام وإجبار حماس على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، هى منع حصولها على أى من المساعدات”.

وعبرت منظمات حقوق الإنسان عن صدمتها من الخطة، وقالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة “جيشا”، وهى منظمة إسرائيلية تهتم بحماية حق الفلسطينيين فى التنقل بحرية داخل غزة: “ما يثير قلقى أكثر هو كيف يبدو أن الخطة تقول إنه إذا أتيحت الفرصة للسكان للإخلاء ولم يفعلوا، فإنهم بطريقة أو أخرى يتحولون جميعا إلى أهداف عسكرية مشروعة”.

وتشير نسخة من الخطة إلى أنه إذا كانت الاستراتيجية ناجحة فى شمال غزة، يمكن أن تُطبق فى مناطق أخرى، بما فى ذلك مخيمات الخيام فى الجنوب التى تأوى مئات الآلاف من الفلسطينيين.

ولليوم الـ 10 على التوالي تستمر قوات الاحتلال بفرض حصار خانق، وتُنفذ جرائم إبادة وقصف وتدمير في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة.

وتُواصل قوات الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين والنازحين واللاجئين في قطاع غزة، لليوم الـ 374 على التوالي، تزامنًا مع ارتكاب مجازر جديدة واستمرار حرب التجويع والتعطيش.